رواية الكاتبة حنان عبدالعزيز

موقع أيام نيوز


هتفت بها ليلى بد-موع وقهر وهى ترى الفستان الابيض الموضوع على السرير وهى تلم-سه بسخريه من واقع القدر، لتتجه اليها والدتها بد-موع على حالها: لو كنتى حكيتى ليذيد الحقيقه مكنش دا حالك يا ليلى كنتى زمانك انتى عروسه النهارده مش سحر مش انتوا الاتنين ولادى بس مقدرش اشوف واحده تبنى سعادتها على حساب كسره قلب التانيه 

مسخت ليلى د-موعها بسخريه: بعد اي يا امى خلاص بقا فات شهرين على طلاقنا واستنينا العده علشان يتجوزها من غير حورمنيه لا وكمان مقعدنى معاهم هنا فى القصر المده دى علشان يحرقنى اكتر بيها وبوجودها انا قلبى تعبنى اوى يا ماما والله 
ض-متها والدتها اليها بد-موع: اهدى يا ليلى اهدى يا حبيبتى ربنا هيبرد قلبك فى اى وقت دا رب المعجزات يحبيبتى مفيش حاجه كبيره عليه اهدى 
لتظل ليلى تبكى بمراره والم ما عاشته اخر شهرين كانه يتلذذ بتعذيبها لذالك اصر ان تبقى بالقصر حتى زواجه من سحر الذى اصر على اقامه حفل عائليه وحضور الماذون فقط لتظل هى طوال الشهرين وهى تتعذب بقربهم وتصرفاتهم التى ټحرق قلبها من الداخل فالكثير من المرات ارادت ان تتجه اليه وتلكمه فى صدره عده ضر-بات متتاليه وهى تبكى وتخبره بالحقيقه انها هى حبيبته الصغيره وحبيبه طفولته ولكن تتراجع ككل مره لا تعرف هل هى جبانه فى الاعتراف بمشاعرها ام هى تخاف على سعادته وقلبه لا تعرف كل ما تعرفه ان قلبها سيتمزق اليوم لعده اشلاء وهى تراع يعقد قرانه للمره الثانيه على اختها فهى فى المره الأولى لم تتمالك نفسها لتختفى من وسط الحشود وتتجه الى غرفتها تبكى هذا كل ما بيدها قديما والان هو البكاء البكاء فقط.. 
فاقت من حض-ن والدتها على خبط الباب، لتبتعد عنها قليلا وهى تمسح د-موعها النازله وتسمح والدتها للطارق بالدخول لتدلف هنيه الخاد-مه وهى تهتف بحزن عند-ما لمحت د-موع ليلى: الست سحر عايزه جنابك فوج بتجول انها عروسه ومحتاجه امها وياها 
نظرت اليها والدتها بهدوؤ: حاضر يا هنيه جايه وراكى 
لتنظر الى ليلى وتمد يدها على شعرها بهدوؤ: كل حاجه هتبقا تمام يا حبيبتى بس ادعى وقولى يارب وحطى فى قلبك شجاعه وكل حاجه هتبقا تمام ماشى 
هزت ليلى راسها بهدوؤ لتتركها والدتها وتغادر وتغلق الباب خلفها، لتتجه ليلى بحزن الى الحمام وتبدا بتجهيز نفسها كانها تقت-ل للمره الثانيه تنهدت بحزن وهى تتامل فستانها المائل للابيض اختارته لها امه لترتديه بعد اصراره وبه بعض النقوش والتزيين البسيطه واترتدت حجابها الابيض فوقه ولكن يشوبها فقط ملامحها الحزينه للتجه الى الدولاب وتخرج صندوق صغير لتجلس على طرف السرير بد-موه وهى تفتحه وتتفقد محتوياته لتقع بين 

يديه سلسله لتفتحه بابتسامه ود-موع لتجد بها صوره ليذيد ولها فى الصغر فقد صنعها واعطاها لها هديه عيد ميلادها ال 12 لتقب-لها بد-موع وهى ترتديها وتتحسها على رقبتها بد-موع: كنت نادره البسها يوم فرحنا يا يذيد ودلوقتى بلبسها وانا نازله فرحك 
لتكمل عبث فى الصندوق لتجد ورده جافه لتبتسم بحب وهى تتذكر كانت تلك الورده التى اعطاها لها فى اخر لقاء بينهما لتبتسم وتمسح د-موعها ولتجد جواب متهالك لتعقد حاجبيها بعد-م تذكرها له لتفتحه وهى تقراه بد-موع وهى ترى ما خطت به يديها الصغيرتين عن حبها ليذيد 
"يذيد حلو وجميل خالص انا لما اكبر هتجوزه واقوله الحقيقه ان اسمى ليلى ولو اتعصب واتجوز واحده تانيه هروحله وازعقله واتجوزه انا هو بيحبنى اصلا وهنتجوز اصلا" 
شه-قت ليلى بد-موع بعد قراتها لكلماتها لتهتف بداخلها: يااه يا ليلى بقا وانتى صغيره كان عندك شجاعه تواجيهه بالحقيقه ودلوقتى لا انتى غبيه يا ليلى غبيه 
لتمسح د-موعها بقوه وهى تمسك الجواب بيدها وتتجه بسرعه خارج الغرفه وهى تنظر حولها بتوتر وسرعه لتقوم بالركض نحو غرفته وتقوم بفتحها بسرعه لتجده يقف امام المرأه وهو ينظر الى وجهها المضطرب المتوتر وهى تقف امامه ليعقد حاجبيه باستغراب وهى تهتف بسرعه: انا سحر الى كنت بتحبها زمان....
نزلت الى الأسفل وهى تسحب خلفها ثوبها الابيض البسيط منفوش بسيطه لتجد الجميع مجتمعين بالاسفل منتظرين العريس والعروسه لتتجه وتجلس بجانب الماذون بفرحه وسعاده اخيرا الليله ستحقق كل احلامها وستتجوز من يذيد وتصبح كل ممتلكاته معها لتبتسم بخبث وهى تحدث نفسها: غبى سامح مفكرنى هسيب يذيد علشانه تانى الغبى بس هو الى بيكرر غلطه مرتين، بس غريبه بقالو يومين مختفى احسن برده خليه بعيد بس لحد ما اتجوز يذيد وكل حاجه هتبقا تمام بعدها 
ازدادت ابتسامتها اتساعا بفرحه وهى تشعر باقتراب تحقق امالها.. 
هتف سيف بخفوت لوالدته بضيق: انا الجوازه دى مش لدا عليا هى مهربتش لي كيف اول مره ونخلص 
تنهدت سيده بضيق: كل ما اجول لاخوك يجولى انا عارف يا اما بعمل اي هيسيب ليلى الغلبانه وياخد البت الشيطانه دى 
هتف سيف: انا الى مستغربه موقف جدى الى سايبه شاطح ناطح اكده من غير ولا كلمه مش مرتاحله الصراحه 
هتفت سيده: طيب اكتم الا يسمعك ويلغى جوزاتك مع زميلتك فى الشغل 
 

تم نسخ الرابط