رواية بقلم نونا المصري

موقع أيام نيوز


وكأن كلماتها كتبت من اجله هو... لكي تعبر عن اشتياقه ومعاناته بسبب بعد حبيبته عنه فنزلت دمعة متمردة من عيناه و تدحرجت على خده الايمن من تحت النظارة السوداء وهو ينظر من خلال النافذة بصمت رهيب وكأنه عبر المحيطات بتفكيره وذهب إلى مكان آخر ولكن ليس لوقت طويل فقد ايقظه صوت سمير عندما قال احنا وصلنا الشركة يا فندم.

رفع ادهم يده ومسح اثار دمعته التي تسللت من سجنها ثم وضع حاسوبه في حقيبته ونزل من السيارة بعد ان قام سمير بفتح الباب له سار بكل شموخ حتى دخل الى ردهة الشركة حيث قام الموظفين بتحيته وبعدها توجه إلى مكتبه في الطابق الاخير فنهضت سلمى عندما رأته وقالت صباح الخير يا فندم.
أجابها بجمود صباح النور.
ثم دخل إلى مكتبه واغلق الباب اما هي فتنهدت وقالت نفسي اشوفك بتضحك مرة وحده دايما عابس ومكشر بس مز اوي يا بختها اللي هتتجوزك .
قالت اخر كلمة وهي تبتسم ببلاهة فسمعت صوت يقول لها اوعي يسمعك يا سلمى لحسن هتروحي في ستين داهية.
انتفضت الفتاة من مكانها مثل الحمقاء والتفتت الى صاحب الصوت ويا ليتها لم تفعل فقالت بتوتر شديد ا.. انا اسفه يا كمال بيه انا بس كنت ....
ضحك كمال واردف خلاص ولا يهمك اعتبري اني مسمعتش حاجة بس خلي بالك علشان هو ميسمعش.
قال ذلك ورسم على محياه ابتسامة لطيفة ثم توجه نحو مكتب ادهم وطرق الباب مرة واحده وبعدها دخل.. اما سلمى تمنت لو ان الارض تنشق وتبتلعها لانها تفوهت بكلام تافه امام كمال الذي يعتبر اهم شخص في الشركة بعد ادهم لذا ضړبت فمها وقالت بتذمر الله ېخرب بيت ام لسانك يا سلمى.. ضروري تقولي الكلام دا وانتي عارفه انك مش لوحدك في الشركة دي وان ممكن اي حد يسمعك !
وفي نفس الوقت داخل مكتب ادهم ......
كان هو واقفا ينظر من خلال نافذة مكتبه العملاقة على الشوارع والسيارات بينما كان ېدخن سېجارة بصمت مرعب... فدخل كمال وقال بصوت مرح ايه يا عم.. انت ابتديت تدخين من الصبح كدا 
الټفت إليه وقال اهلا
يا كمال... عملت ايه في موضوع شراكتنا احنا وصاحبك الامريكي دا 
جلس كمال ووضع قدم فوق الاخرى قائلا كل حاجة جاهزه ومفضلش غير اننا نسافر علشان نوقع العقد مع خالد.
فجلس ادهم ايضا ثم اطفأ سيجارته وسأل انت متأكد اننا نقدر نثق في الراجل دا 
ابتسم كمال وقال متقلقش خالد نجم دا راجل كويس وانا اعرفه من ايام الجامعة... صح هو اصغر مني بسنه وحده وعاش معظم وقته برا مصر بس تقدر تقول انه راجل عنده خبره كبيرة في مجال التجارة وكمان هو بنى شركته بنفسه زيك بالزبط لان بباه كان مهندس معماري ومكانش بيفهم في ادارة الاعمال ابدا .
فاسند ادهم ظهره الى الكرسي وكتف ذراعيه ثم قال ما دام انت اللي بتقول كدا انا هثق فيه لاني عارف انك دايما بتختار الصح.
كمال متشكر وان شاء الله هبقى عند حسن ظنك فيا .
ادهم وامتى هنسافر 
كمال بعد بكرا... هنروح شركته اللي في نيويورك.
في تلك اللحظة شعر ادهم بغصة في قلبه لانه تذكر اخر تجربة له في نيويورك حين طلق مريم قبل اربعة سنوات وخمسة اشهر فعبس وجهه وقال نيويورك !
كمال ايوا...شركته الاساسية هناك وهو بيعقد كل الصفقات المهة في الفرع الرئيسي بتاع الشركة.
فتنهد ادهم وقال تمام .
مر الوقت سريعا وجاء موعد سفرهما ومعهما مدير قسم المالية محمود ياسين البالغ من العمر 29 عاما والذي كان زميل مريم في السابق فهو عمل بجد حتى ترقى من مبرمج ومصمم مواقع اليكترونية واصبح مدير قسم المالية في شركة رويال فذهبوا ثلاثتهم الى نيويورك من اجل اتمام الصفقة مع خالد .
وفي الجهة الاخرى لم تكن مريم تعلم من هو العميل الذي سيوقعون معه عقد شراكة الا انها كانت تعرف بأنه رجل اعمال مصري شهير كما أنها لم تكبد نفسها عناء الاستفسار عن هذا العميل المصري حيث كانت واثقة من قرارات صديقها خالد وانه لا يفعل شيئا دون ان يتأكد من نسبة النجاح الكبيرة التي ستؤثر ايجابا على شركته.
وعندما وصل كل من ادهم وكمال ومحمود الى نيويورك.... كانت تنتظرهم سيارة ليموزين امام المطار وكان سائقها ديمتري مساعد خالد الخاص فتكلم معهم باللغة الإنجليزية قائلا مرحبا بكم في نيويورك... لقد ارسلني السيد خالد لكي اصطحبكم الى الفندق.
فابتسم كمال وقال شكرا لك.
ثم الټفت إلى ادهم واستطرد شايف... اهو خالد راجل بيفهم وبعت المساعد بتاعه علشان يوصلنا .
ادهم وانا قلت حاجة 
ثم صعدوا في السيارة واخذهم ديميتري الى واحد من اشهر الفنادق الكبرى في نيويورك وكان قريب من شركة خالد اما في الشركة فكانت مريم جالسة مع الهام في الكافتيريا وقالت الاخيرة ماما كلمتني من شويه وبعتتلك سلام.
فابتسم مريم وقالت الله
 

تم نسخ الرابط