سجينة جبل العامري لندا حسن
المحتويات
الثامنة من عمرها كابنة شقيقتها
ظلت تنظر من الأعلى پغضب يشتعل داخلها يجعلها تتحرك في الشرفة پعنف وضراوة غير قادرة على المكوث في مكانها لحظة فقد نشبت النيران داخلها بسبب غيرتها من تلك الغبية الماكرة المتصنعة
ظلت تأتي من بداية الشرفة إلى نهايتها وعينيها عليهم بعد أن جلسوا وأصبح عاصم جوارها يعطيها وجهه وجسده بالكامل يسترسل معها في الحديث وهي ترد عليه بخجل تارة وپغضب تارة والآن ضاحكة!
يا لك من فتاة غبية وضيعة سارقة لقد سرقته بتلك الرقة المصطنعة والخجل الكاذب خدعته بجمالها الغير طبيعي وسرقته في لحظات وهو كان كالغبي
رجل كأي رجل غبي يرمي بشباكه وأحباله إلى أي فتاة جميلة تمر من جواره وقد كان معها يا الله تعابيره غير مسبوق لها أن تراها
يا لك من ماكر يا عاصم يا لك من ماكر مخادع غبي
ضړبت بقبضة يدها على سور الشرفة وهي تتابع ما يحدث بينهم وفي لحظة رفعت الهاتف من على المقعد بينهم وفتحته لتوريه به
شيئا فاقترب منها وهي تشير بإصبع يدها على الهاتف وتضحك بصخب!
رفع عاصم وجهه إلى الأعلى بعفوية والإبتسامة مرتسمة عليه ليقابل وجهها نظرات عينيها الحمراء الغاضبة وملامح وجهها بالكامل التي تجعلها تبدو مخيفة وهي تنظر إليهم بهذه الطريقة الغريبة
أبعد عينه مرة أخرى وعاد بها إلى إسراء الماكثة جواره ولم تلاحظ نظرات عينيه المرتفعة للأعلى بسبب انشغالها بهاتفها بعد أن قام هو بفتح شبكة الإنترنت داخله كي يساعدها أو يقتصر الطريق إليها قليلا ويصبح صديقها جديا وبعد ذلك يتسلل للأكثر من هذا
تمتم بينه وبين نفسه بغيظ وسخرية
طول عمرك واقع واقف يا عاصم يا ابن المحظوظة
أبتعد بعينه إلى الأخرى التي تقف في الشرفة عيناها ستنقلع من مكانها عليه وقلبها سينقبض منها بسبب شدة النيران المشټعلة به من غيرتها التي أخذتها في صميم قلبها بسبب إسراء وجمالها الخلاب الذي لم تراه في حياتها
نظرت إليه من الأعلى فتابع يدقق داخل عينيها من على بعد مسافة ثم غمز بعينه اليسرى بغرور فنظرت إليه بضيق وانزعاج وضړبت مرة أخرى على سور الشرفة ثم استدارت تدلف إلى الداخل مرة أخرى دافعة الباب من خلفها بقوة ليصدر صوتا استمع إليه كل منهم
مر يومين آخرين غير الأيام الذي مرت عليهم منذ أن أتوا إلى الجزيرة وفي اثنائهم لم تكن تحسن التدبير ولا التفكير ولا تعرف ما الذي ستفعله معه ولا حتى كيفية الهروب من الجزيرة أو بالأحرى القصر فهو الخطوة الأولى للهرب
ولكن ما توصلت إليه مع نفسها أنها إن خرجت من هنا وابتعدت عن الجزيرة ومن بها ستلقي بهم جميعا خلف ظهرها وأولهم جبل العامري وستلقي ټهديدها له خلف ظهرها معه لأنه للحق لن تكون قادرة على مواجهته
ولكن أن بقيت هنا وهذا من رابع المستحيلات فلن تكن نهايته
إلا على يدها وهذا وعد منها وعد من إمرأة حرة ليست للترويض وإن كانت فلن تكن امرأة تروضت على يده
ابتعدت عنه تماما في هذان اليومان لم تكن تتقابل مع وجهه إلا بالصدفة البحتة فهي لم تكن مستعدة أن تتقابل مع رجل قات ل مثله وتلطخ نفسها وعينيها بالنظر إليه أو تجعل لسانها يتسخ ويدنس بالحديث معه قللت كل شيء تشاركه معه إن كان حديث
أو نظرات أو طعام رجل مثل هذا لا يشاركه أفعاله إلا الشياطين مثله
بقي خۏفها الأكبر على شقيقتها وابنتها الصغيرة كيف ستهرب بهم وإن لم يكن فكيف ستجعل حياتهم هنا!
تراقص الخۏف على أعتاب قلبها ولكن زجره الكبرياء معلنا نصرها وبين هذا وذاك لم يحسن التدبير عقلها ففقدت نفسها بينهم وتشتت تفكيرها وبقيت سجينة جبل العامري غير راضية عن
متابعة القراءة