رواية الكاتبة ناهد خالد
المحتويات
تذمرها وأعطاها الدواء نظر لها يقول باهتمام
_أحسن دلوقتي
ردت بهدوء
_الحمد لله أحسن..
_بس اي الي جبلك التهاب الحلق ده أنت خرجت في البرد ولا شربتي حاجه برده
حمحمت بحرج تقول
_لما خرجت مع شهد جبنا ايس كريم..
جحظت عيناه وهو ينظر لها مرددا بدهشه
_ايس كريم! ايس كريم في التلج ده ياداليا!
قضمت شفتيها بتوتر تقول
رد عليها پحده
_وهو اي حاجه نفسك فيها تجبيها من غير ما تفكري! طبيعي تتعبي طبعا بعد الي هببتيه ده أنت طفله بتتشعلقي في الحاجه وخلاص!
نظرت له بتذمر تقول بضيق
_متزعقليش..
كانت كالطفله تماما وهي تنظر له بأعينها التي دوما تجذبه البراءه التي تحتلها..
زفر باستسلام يقول
_حاضر ياختي مش هزعق بس بعد كده مفيش خروج من غيري...
_ده بجد!
جذب الاناء الفارغ وهو يتجه للخارج يقول
_طبعا مهو مينفعش نسيب الأطفال يخرجوا لوحدهم..
استمع لزمجرتها وهي تهتف بصوت عالي كي يصل له
_أنا مش طفله وهخرج لوحدي وهتشوف...
ابتسم باتساع وهو يستمع لحديثها.. هز رأسه بيأس منها وهو يتجه للمطبخ.. ورغم كل مايحدث لم يغيب عن تفكير سؤال... من بعث بالصور للصحافه
_يعني ياعمي معرفتش حصل اي
هتف محمد بجهل
_والله يابني ماعرف حتي هم عرفوا ولا لسه... بس سمعت صوت داليا عالي من شويه فقلت يمكن عرفوا..
أتاه حديث الآخر علي الهاتف يقول
_طب تفتكر سليم هيتصرف ازاي أنا خاېف يحصل عكس الي عاوزينه..
رد محمد يقول بثقه
_بص يا معتصم.. سليم هيتصرف بناء علي رغبة داليا.. لأن هي الي متضرره.. وداليا أنا هتكلم معاها بكره وافهمها تتصرف ازاي بس مش هقولها طبعا إني أنا الي سربت الخبر ..
_بطلاق ريهام ملهاش حل تاني وخصوصا بعد ما يتأكد أن هي الي سربت الخبر ..
_وافرض سليم مطلقهاش وقرر يعديهالها...
قطب محمد حاجبيه بقلق وقال
_معتقدش.. مش عارف بس لأ.. سليم اكتر حاجه بيكرهها إن حد يستغفله او يخدعه فمش هيسامحها..
رد معتصم ساخرا
_احلي حاجه أننا عارفين ده.. يعني سليم مبيسامحش
رد محمد بحزن
_أنا بعمل كل ده عشانه يابني والله.. معرفش إن كان هيسامحنا ولا لأ بس يمكن لما يعرف الحقيقه يسامحنا..
بارت 5..
أقام مؤتمر صحفي بشركته لكي يخرص كل الألسنه التي تتحدث عن أمر زواجه للمره الثانيه بعد أسبوع واحد فقط من زواجه الأول.. كانت ملامح وجهه حاده محذره وكأنه يتعمد أني يبث الخۏف بالجميع كي يلتزموا الصمت ولا يتحدثوا في الأمر مره أخري..بدأ حديثه بكل غرور
_أنا معملتش المؤتمر ده عشان أبرر لكم أي حاجه ولا عشان أوضحلكم موقفي.. الحقيقه أنا مش مضطر أعمل ده لأن حياتي الشخصيه تخصني أنا وبس ومحدش له دخل فيها أنا عملت المؤتمر ده عشان أقولكم أن اي حد اتدخل في حياتي وعين نفسه محلل وبدأ يحلل تصرفي وسبب جوازي فهو ملوش اي حق في اللي عمله..ومن اللحظه دي أنا مش هسمح إن أي حد يقول حرف واحد عني أو عن مراتي المهندسه داليا غريب الحقيقه أنتوا ملكوش دعوه أنا عملت ده ليه ولا هي رد فعلها اي ولا هتتصرف ازاي.. ياريت كل واحد يخليه في حاله.. وبالنسبه للصحافه فأنا مش هسمح أن حد منكم يكتب عن حياتي الشخصيه مره تانيه ولو حصل أوعدكم أنها هتكون آخر مره الجريده دي تكتب فيها اي كان مركزها.. من اللحظه دي حياتي الشخصيه خط أحمر مش مسموح لحد يتدخل فيها والي هيتكلم عن مراتي أنا هقطعله لسانه.. المؤتمر انتهي...
انهي حديثه وخرج من القاعه تحت همسات الصحفيين ولكن لم يجرء أحد أن يرفع صوته بما يهمس به..
__________بقلم ناهد خالد ______
كانت تجلس تتابع ما يحدث علي التلفاز الذي كان يبث بث مباشر للمؤتمر الصحفي المنعقد لشركات المنشاوي..
استمعت لحديث زوجها وإنهاءه للأمر.. تعلم أنه الحل الوحيد الذي وجده ولم يجد حل غيره...
ولكن سؤال واحد أتي بعقلها لما ذكرها هي فقط ولم يذكر زوجته الآخري ريهام.. لما حذرهم من الإتيان بسيرتها هي فقط ألأن معظم الأحاديث موجهه لها! ولكن هناك الكثير مما انتقضوا ريهام بأنها قبلت أن تتزوج بشخص متزوج من آخري منذ أسبوع حتي أن الأمر وصل بهم للسب..
انتبهت علي دقات فوق باب الجناح.. اتجهت تفتحه فوجدت محمد يقف أمامها هتفت مرحبه
_أهلا ياعمي اتفضل..
دلف للداخل واتجه ليجلس بغرفة المعيشه وقال لها
_تعالي يا داليا عاوز اتكلم معاك...
جلست أمامه تنتظر حديثه.. قال لها بتساؤل
_الأول عامله اي أحسن
قطبت حاجبيها باستغراب تتسائل
_حضرتك عرفت منين إني تعبانه
_شوفت الدكتور وهو نازل من عندكوا امبارح وسألت سليم عليك النهارده...
_الحمد لله كويسه..
قال بمغزي
_سليم قالي أنه مكنش راضي ينزل الشركه النهارده عشان ميسبكيش لوحدك بس أنت الي أصريتي..
فهمت أن حديثه به مغزي ما فقالت
_حضرتك تقصد اي
_اقصد أن سليم بدأ يهتم بيك...
تسائلت بهدوء
_وده معناه اي
ابتسم بهدوء يقول
_لا يمكن إخفاء الحب مهما حاولنا فالمرأة تفضحها الغيرة والرجل يفضحه الاهتمام.
قطبت حاجبيها برفض وهي تقول
_حضرتك تقصد أن سليم بيحبني! أكيد لأ..
_مقولتش بيحبك.. بس الأكيد أنه بدأ في أول خطوه للحب.. الحب موجوده في سلمه قبلها سلالم كتير عشان توصليله.. وسليم بقي في الدرجه السادسه ...
تسائلت بفضول وحماس
_وهي اي الدرجات دي
_بصي أول درجه من درجات السلم الي بيوصل للحب .. الاستلطاف .. أنك تستلطفي الشخصيه الي قدامك تستلطفي طريقتها.. أو اسلوبها في الكلام.. والدرجه التانيه.. الإنجذاب.. أنك تبقي منجذبه له وبتحبي تسمعيه وتتابعيه بعينك في كل حاجه بيعملها... والدرجه الرابعه الإعجاب.. الإعجاب الي بيكون نتيجه لمرقابتك له فتعجبي بيه.. والدرجه الخامسه التعود.. تتعودي تشوفيه وتتابعيه وتعرفي عنه كل حاجه حتي لو من بعيد وتحسي بالنقص لو بعد عنك... والدرجه السادسه الخۏف.. أنه يخافك عليك من كلام الناس أو من تعب أو لو غبتي ومعرفش يوصلك ويبدأ عقله يصورله اي الي ممكن يكون حصلك.. والدرجه السابعه الاهتمام الي برضو نتيجه للخوف... لما أخاف عليك ههتم بيك من خۏفي هبقي عاوز أعرف عنك كل حاجه وأتابعك عشان ابقي مطمن.. والدرجه الثامنه الغيره.. ودي مش محتاجه شرح.. والدرجه التاسعه بقي التملك.. بس طبعا بحدود.. يعني أني ابقي عاوزك معايا معظم الوقت وأتضايق لو لاقيت حد بيشغلك عني.. بس كل ده بحدود ميكنش تملك مرضي يقضي علي اي حاجه حلوه بينا... وبعدها توصلي للدرجه العاشره وهي أهم درجه...
تسائلت باهتمام وهي تستمع بحديثه
_هي اي
الاكتفاء أنك تكتفي بالشخص ده وعينك متشوفش غيره ولا قلبك ينجذب لغيره.. متشوفيش حد اجمل منه ولايشغلك اي حد مهما كان جماله او مركزه.. تكتفي بيه هو وبس... بعدها توصلي للدرجه الأخيره الحب.. ومن الحب فيه بعده ٧ درجات تانيين أخرهم الهيام..
ملحوظه
لو في درجه ناقصه او درجه قبل التانيه من وجهه نظركم قولولي.. لان كل الدرجات دي من وجهه نظري برضو والانسان بيخطئ عادي
ذمت شفتيها بإعجاب وقالت
_كلامك حلو اوي ياعمي... واضح أنك كنت بتحب طنط اوي..
ابتسم بحزن يقول
_كنت! الي بيحب يابنتي عمره ما يقول علي حبه كان.. الي بيحب بيفضل حبه في المضارع حتي لو حبيبه بقي ذكري..
أرادت تغيير الموضوع وقالت
_يعني عاوز تفهمني أن سليم بقي في الدرجه السادسه من اسبوع واحد!
_يابنتي طلوع الدرجات دي بيكون اسرع مما تتخيلي... ممكن شخص مشاعره تطلع درجتين او تلاته في لمح البصر.. وبعدين سليم ميعرفكيش من اسبوع.. سليم عارفك من يوم ما اتولدتي.. ويمكن اول درجتين عداهم من زمان.. وفي الاسبوع الي
عشتوه طلع باقي الدرجات.. لو مكنش الي عمله النهارده خوف عليك تفسري بأي أنه مذكرش ريهام في المؤتمر.. رغم أن الكلام طالها...
ذمت شفتيها وقالت
_مش عارفه.. بس فعلا الناس بټشتم فيها كمان يعني هم مبيشتمونيش هم بس بيعيبوا فيا مثلا وفيهم الي متعاطف معايا وفيهم الي مستني رد فعلي.. لكن هي كلهم بيشتموها.. حتي الفلورز بتوعها قلوا..
_شوفتي... وكمان سليم بقي بيرجع البيت بدري وبقي ملتزم اوي بأنه ياكل معاك..
لوت فهما بضيق تقول
_لا امبارح راح لها وساب العشا بعد ما جهزته...
نظر لها بضيق وقال
_يعني سبتي كل الأيام ومسكت في امبارح! متشلنيش..
ردت بتوتر
_هو بصراحه كان مضايق وقعد يعتذرلي..
ابتسم باتساع يقول
_شوفتي.. وكمان النهارده كان قلقان عليك اوي وهو سايبك وماشي... داليا سليم فاضله ٤ درجات بس وحبك يسكن قلبه.. وأنا عارف ابني لما يحب. عشان كده بقولك هو مستحيل يكون بيحب ريهام هو واهم نفسه أنه بيحبها.. افتكري الكلام الي قولتهولك يومها..
فلاش باك
منذ شهر مضي...
_عمي أنت بتقول اي
قالتها داليا بتوتر وصدمه في نفس الوقت وهي تستمع لحديث محمد...
_بقلك أنا عارف أنك بتحبي سليم...
ردت بتوتر وخجل في آن واحد
_لا... اا...
_داليا أنا مش مستني ردك.. بقلك أنا متأكد من الي بقوله..
وحين وجدت نفسها محاصره قالت بخجل
_حضرتك عرفت منين
_والدك الله يرحمه.. قالي ده قبل ما ېموت.. من حوالي سنه كده لما اتقدملك زميلك في الجامعه ورفضتيه وقتها هو قالي عن مشاعرك.. ومتفكريش أنه كده حرجك قدامي.. أبدا.. أنا الي كنت عطول بقوله نفسي سليم وداليا يكونوا من نصيب بعض.. ووالدك كان عنده نفس الأمنيه عشان يطمن عليك بس اتفاجات بعد مۏت والدك بشهر لما جه سليم يقولي أنه بيحب بنت وعاوز يتجوزها بس هيستني شهرين علي ماتعدي ظروف الوفاه...وقتها حسيت أني عجزت ومش عارف اتصرف.. أنا بعد مۏت والدك صممت أكتر علي أنكوا تكونوا لبعض عشان يرتاح في قپره بس سليم حطم كل آمالي.. المهم سكت وقررت أني مش هينفع أغضب علي ابني وكمان هو بيحبها ومش هينفع أكسر قلبه لحد ما جالي معتصم صاحبه بعد كلامي مع سليم باسبوعين لما عرف ان سليم كلمني وأنا وافقت...
تذكر يوم أن اتي له معتصم يخبره أنه يريده في أمر هام..
_خير يا معتصم يابني..
تململ معتصم في جلسته وقال
_بصراحه ياعمي هو مش خير.. وأنا مش عارف أبدأ ازاي
رد محمد بتوتر
_ماتقول يابني قلقتني..
_بصراحه كده الموضوع يخص ريهام...
رد محمد بضيق
_ماتخلص يا معتصم أنت هتنقطني!
رد بتوتر
_حاضر ياعمي.. ريهام علي علاقه بواحد تاني غير سليم وأصلا كان ليها علاقات كتير قبل كده وأخلاقها مش تمام..
اتسعت عيناه پصدمه يقول
_أنت بتقول اي معتصم أنت اټجننت! بقي سليم هيقع في واحده أخلاقها بالشكل ده!
رد معتصم بحزن
_عمي سليم ميعرفش اي حاجه عنها ولا اي حد كل حاجه بتعملها في الدري ومحدش يعرف عنها حاجه والكل مفكرها بنت الذوات المحترمه.
_وأنت عرفت منين
_صحبتها الأنتيم كان في بينا علاقة كده لفتره بس انفصلنا لأنها مطلعتش احسن منها كتير.. اسلوبها ولبسها وخروجتها كل
متابعة القراءة