عصيان الوراثة بقلم لادو غنيم

موقع أيام نيوز

الأن
اما صفوان فكان أيضا غارق في التفكير بأمرها فرغم تأكده أنها أبنت عمه لكنه كان يجهل كيف تحقق الجد من هويتها ولماذا يرفض الاعتراف امامهم أنها أبنت والده سالمكان يجهل سبب توزيع الميراث في هذا التوقيت بالأخص فقد كان يعلم أن مافعله الجد واخبار الجميع أنه اعطي نصف ثروته لحياة سيشعل الحرائق وبذيد من فرص الخلاص منهاكان يعلم كل العلم ان هناك سر وراء تقسيم الورث واعطاء حياة نصيبها أمام الجميع فهو يعلم أن جده ليس بهذه السذاجه ليضع حياة فوق أناء أسفله ڼار مشتعله پحقد وكراهية النفوس كان متاكدا أن مافعله الجد كان مقصود بهي شئ لكن ماهو هذا الشئ لم يكن يستطيع وجود أجابة عنه
ظلا الأثنين غارقين في شرودهما حتي وجدا ذاتهما أصبحا داخل البيتوفي تلك الحظة لم تتردد حياة في النزول من السيارة والصعود إلي حجرة نومها اما صفوان فركن سيارته وذهب ليجلس قليلا في المندرة
اما داخل الحديقة فكانت تقف فرح وهي تتحدث عبر الهاتف معا شاب يدعي جلال
فجائها بأتصاله عليها فذلك الشاب أحد متابعين فرح عبر صفحتها الخاصه علي الانستا وابضا صاحب صفحة عليها 500الف متابعوعندما اتصلا علي فرح وبدأ بالترحيب بهي وجدها تهتف بغرابة 
أنت بقي جلال اللي بلقيه عاملي مشاركة في بوستات عن الأرتباط
ممكن أفهم أنت عايز ايه بالظبط
اجابها جلال الذي يجلس داخل مكتبة بمصنع لحوم العزيزي هذا المصنع الذي يديره فارس معا عمه عواد 
مالك زعلانه كده ليه أنا مقصدش ازعلك والله .. أنا بس متابعك من أول ماعملتي صفحتك ودايما بتمني أنك تبقي من أشهر البلوجر اللي علي الانستا وبعدين أنا كمان بلوجر وموديل لترويج لبس الشباب فكانت عايز أعمل معاكي شغل يرفع صفحتي وصفحتك ويخلينا مشهورين
رغم شعورها بالسعادة إلا انها حاولت إخفاء لهفت صوتها وتحدثت بثبات 
أزي يعني مش فاهمة
تبسم قائلا 
يعني نعمل فيديوهات سوا ونعمل مشاركه لبعض ونخرج في اماكن ونروج عندها وبكده متابعينه هيذيدو وهنتشهر وبعدين بقي عايز أقولك حاجة عشان ابقي صريح معاكي. أنا معجب بيكي وبالڤيديوهات بتاعك بحسها فيها روح ونقاء وطفولة أنتي متعرفيش أنا ببقي عامل ازي وأنا بتفرج عليكي.. عايز أقولك أنك كل مابتذيدي متابع وبتقربي من حلمك ببقي فرحان أزي نفسي أشوفك أشهر بلوجر في مصر والعالم العربي كلة يا فرح
نستطيع القول أنه بكلماته المعسولة المشجعه لحلمها أجبرت قلبها بالنبض إليه جعلت قلبها يتوهم أنها أحببتهفلم تجد احدا من قبل يدعمها او يصدق حلمها.. مما دفعها للذهاب الأول رجلا يؤمن بهي وبعملها التي تسعي للوصول إليه وتحقيق النجاح داخله.. وفي تلك الحظة خطت إليه بقولها الناعم 
ربنا يخليك يا جلال بجد أنت مفيش منكأنا موافقه علي كل الكلام اللي قولته بس ممكن نتقابل عشان نتعرف علي بعض ونتكلم 
أجابها دون تردد 
أيوة طبعا دانا بتمني أليوم اللي قعد فيه واتكلم معاكي بصي أنتي حددي المكان والزمان وهتلقيني عندك يافرح
قالت ببسمة 
خلاص تمام هرتب معاد وابعتلك مسدج باي
أغلقت الهاتف وأحتضنته فوق صدرها وهي تشعر أن حلمها سيتحقق وايضا لانها وجدت من يؤمن بحلمها
وعندما همت لتستدير وجدت فارس يقف خلفها ويرمقها بغرابة 
مالك فرحانه كده ليه أنتي ناسية أن جدك في المستشفى والا اية
حاولت أخفاء سعادتها وقوصت حاجبيها بعبس قائلة 
وأنا هبقي فرحانة ازي وجدي تعبان. أنا بس كنت بتكلم معا حد وقالي حاجة خلتني ابتسم وبعدين يا فارس أنت ملكش تسالني فرحانه ليه وزعلانه ليه أنا مبحبش الحركات دية
أحرجته بكلماتها الجافه .مما جعله يجيبها بجفاء 
تمام يا فرح برحتك بس مش عايزك تنسي أني ابن عمك وليا حق عليكي ومن واجبي اتكلم معاكي وسالك عن أي حاجة طالما أني مبدخلش في امورك الخاصة
علمت باحراجة فقد ظهرا هذا من نظراته المتأرجحةمما جعلها تتنهد بعمق وتهتف بوجه مبتسم قليلا 
أنا أسفه يافارس مكنتش أقصد أقول الكلام البايخ دةأنا بس أعصابي بايظة شوية وعشان ارضيك هقولك كنت ببتسم ليهطبعا أنت عارف بالصفحة بتاعتي المهم يعني في موديل شاب متابعني المهم هو كلمني وعرض عليا نعمل فيديوهات سوا ونشارك مشاهد لبعض علي صفحاتنا ونخرج نصور معا بعض عشان كده كنت مبسوطة وببتسم
تحولت نظرت الين إلي نظرا متوهجة بالتعجب الممزوج بالرفض قائلا 
أنتي بتقولي ايه مين ده اللي تخرجي معا وتصوري معا. جرالك ايه يافرح هو الهبل اللي أنتي بتعملية علي الصفحة هيخليكي تنسي عاداتنا وتقاليدنا من امتي واحنا عندنا بنات بتصاحب شباب وبتخرج معاهم. شيلي الموضوع ده من دماغك أنا مش موافق علي الهبل اللي بتقوليه
جملته جعلتها تتمسك أكثر بحلمها وبجلال التي وجدته الوحيد الداعم لها عكس أقرب الناس إليها واولهم فارس الذي مزق حلمهاوهنا لم يجد منها غير الوجة المنعقد بشراسة والصوت الجاف باحراج 
وأنت ومالك توافق او متوافقش. كنت أبويا أو جوزي وأنا معرفش.. بقولك ايه يافارس لأول مره هقولهالك ماتتدخلش في حياتي وملكش دعوة بقراراتي وياريت من هنا ورايح كل واحد يعرف حدوده وميتخطهاش.
قڈفة جملتها بوجهه وغادرت المكان تاركه اياه يشعر بالحزن المنبصق فوق قلبه النابض لها منذ الصغرلكن عيناها الغاضبة كانت تخبرنا أنه لن يتركها بتلك السهولة 
وهدان بجدية 
عيب عليك يا كبير دانا وهدانأنت بس قشر
وأنا هنفذ أحلة تنفيذ
أخذا نفسا من الشياشة المدمرة لرئتيه وفرغ دخانها مجددا بالهواء ليذيد من تلوثة. وأجابة ببسمة 
روح ولو جدرت تچبهالي هحليلك خاشمك
نهض علي الفور وهو يقول بلهفه 
كلها ساعتين بالكتير وتلقي الدكتورة مشرفة فوق سريرك يا زيدان بيه
غادر علي الفور وترك زيدان يبتسم وهو يتناول أنفاس الشيشة وعقله يتخيل حياة هي من ترقص لهفقد كان مشتاق للحصول عليها وجعلها تقضي ليلة بين احضانة ليشبع رغبتة المتوحشة بهي
اما داخل بيت رضوان وبالأخص داخل حجرة نوم ليلي فقد كانت تجلس علي التخت وتتحدث معا والدتها التي تخبرها بتلك الكلمات الجافة 
بقولك سيبي البيت وتعالي حالا أنتي خلاص ملكيش عيش معا صفوان أنا كنت مخليكي تتجوزية عشان الورث وخلاص صفوان طلع من المولد بلا حمص والورقة الكسبانة دلوقتي معا حسان عشان كده عايزاكي ترجعي عندي وأنا هطلقك منه ومش هتعدي شهور العدة غير وأنتي متجوزه حسان
رغم معرفة ليلي بأن والدتها تستخدمها مثل السلعة لربح المال الا ان عشقها لحسان كان يعمي عيناها عن فعل الصوابوقالت بوجه مبتسم بشدة 
بجد يامي هتخليني أتجوز حسان 
نجاة بجدية 
أنا عمري ماقولت حاجة غير ونفذتها
ياله لمي هدومك ومن صباحية ربنا القيكي قدامي
اجابتها بلهفه 
حاضر يامي معا السلامة
أغلقت نجاة الهاتف ونظرت إلي عثمان الذي دلف وسمع ماقالته لأبنتهم مما جعلة يشعر بالخذي ويقول بصوت متعجب 
أنتي ايه معندكيش ډم بقي بدل ماتلبسي وتيجي معايا تشوفي أبوكي قاعدة وبتحرضي البت علي الطلاق ده بدل ماتقوليلها خليكي في بيت جدك ومالكيش دعوة بالزعل اللي بنا
وضعت نجاة قدمها فوق الأخره وأجابته بوجة بارد 
مالكش دعوة ياعثمان.. خليكي كدة ياخويا في حنية قلبك اللي موديانه في داهية..وبعدين أبويا شديد وزي الفل كلها يومين ويرجع بيته الدور والباقي علينا أحنا اللي طلعنا من الورث ده كله بحتت البيت المعفن دة
حرك رأسة بغرابة 
بقي ده بيت معفن ده أكبر تالت بيت في الفيوم كلها بس هقول ايه الطمع عمره ماهيخلي عينك مليانه.. المهم ان هروح أبص علي عمي وأطمن عليه وهبلغه سلامكوأنتي أتصلي ببنتك وخليها متسبش بيتها كفايانه فضايح الحد كدة..
ذهب عثمان وترك نجاة تنظر في اثاره بوجه منعقد بكراهية لأنه دائما يقف عكس رغباتها
اما دخل حجرة ليلي مره أخري فقد كانت تقف أمام صفوان الذي دلف منذ لحظات واوقفته بغرابة حينما قالت له بدون تردد 
صفوان أنا عايزاك تطلقني
كان يظنها مزحة مما جعله يتجاهلها ويمسك بزجاجة الماء ويشرب منها ثم أغلق الزجاجة وذهب ومدد جسده فوق الأريكة وقال بجدية 
ليلي روحي نامي أنا دماغي مصدعه ومش ناقص هزار علي المسا نامي يا بابا وبكرا ابقي هزري براحتك
فركت كفتيها بتوتر وبلعت لعابها وقالت
من جديد 
بس أنا مبهزرش أنا فعلا عايزاك تطلقنيأنا مش عايز أكمل في الجوازة دية عشان

خاطري طلقني.
نظرا إليها ووجدا عيناها غارقه بالمياة مما جعله يشعر أنها لاتمزح مما دفعه للنهوض والوقوف أمامها عاقد حاجبية بغرابة 
تطلقي دأحنا مبقلناش تلت تيام متجوزينوادام أنتي عايزه تطلقي ليه وافقتي علي الجواز لية مقولتيش كدة قبل مانكتب الكتاب
ردفت بتلعثم 
قولت لأمي بس هي جبرتني علي الجوازة منك غصبن عني
فرك لحيته بزمجرة اثناء قولة 
وايه اللي يخليها تجبرك أنك تتجوزينيياله اتكلمي أنا سامعك
تراجعت خطوة للوراء وجففت بيدها عرق وجهها وقالت 
عشان أنت يعني
قاطع دق هاتفه برقم حياة حديثها بينما هو فشعر بالقلق فتلك المرة الأولي التي تتصل عليه حياة وعندما أجابها حدثته بكلمات حاسمة وهي تقف أمام الأسطبل 
تعاليلي عند اسطبل الخيل عايزة أكلمك في موضوع مهم وهجاوبك علي حاجة كنت دايما بتسألني عنها
أغلقت الهاتف اما هو فعادر الحجرة دون تردداما ليلي فاتلصت علي حسان الذي يجلس بالمشفي لدي جدته وعندما اجابها وجدها تقول بصوت
سعيد 
خلاص ياحبيبي أنا طلبت الطلاق من صفوان وأول ماهيطلقني هنقدر نتجوز
أبتسم وجهه بحزن فخبرها لم يشعره
الا بالألم 
وأنتي بقي مفكراني هجري علي صفوان وقولة هتجوز مراتك اول ماشهور العدة ماتخلص..وقتها هيفكرني كنت پطعنه في شرفة وأنا مستحيل أخلية يفكر فيا بالطريقة دية اللي بنا خلص صدقيني مبقناش ننفع انا حتي لو عايزك مش هقدر أحط عيني في عين صفوان اللي كل ماهيشوفني هيفتكر أني كنت علي علاقة بمراته وكنت السبب في خړاب بيته
أختفت فرحتها وترقرقت عيناها بدموع الحزن وحدثتة بصوت متحشرج 
ليه بس ياحسان بتقول كده وهو ماله بينا أحنا حرين..وبعدين امي قالتلي أنها هتجوزنا لبعض دهي حتي اللي قالتلي اطلب منه الطلاق
تحدث بعزم 
أنتي مش حره وأنا مش حر أنتي رفضتيني وقررتي تتجوزي ابن عمي اللي دلوقتي عايزة بكل أنانية تسبيه عشان راجل تانيوده مش من حقك حتي لو كان الراجل ده هو أنا. امك زمان رفضتني عشان صفوان كان هو الورقة الربحانه ومالك كل حاجه انما دلوقتي الحال أتغير وبقيت أنا الجوكر الرابحبس لاء قولي لامك حسان مش أهبل ومش هيبقي لعبة في أيدك وجوزي منك مش هيحصل ياليلي مش أنا اللي أكون لعبة في أيد النسوان والا أنا اللي أطعن أبن عمي في ضهره واخد منه مراته
طعن قلبها بكلماته الحادة التي جعلتها تشعر بالقهر التي أخرجته بحديثها 
أنت ليه محسسني أني برمي نفسي عليك أوي كدة.. ياأخي
تم نسخ الرابط