سجينة جبل العامري لندا حسن

موقع أيام نيوز


سريعا
رديت أهو في حاجه
تفوه بجدية تامة ونبرة صوته حازمة مقررة أن عليها الهبوط إلى أسفل ليراها
انزلي أنا عايز اتكلم معاكي
امتنعت عن رؤيته قائلة بهدوء
معلش مش هعرف أنزل
صاح بقوة وارتفعت نبرة صوته صارخا بها يأمرها بأن تفعل ما طلب وهو يكبح نفسه عن ترك مشاعره تنطلق عليها وټحرق ما يحيطها
بقولك انزلي عايزك
استغربت نبرة صوته الذي يتحدث بها معها فضيقت ما بين حاجبيها وسألته مستفسرة

أنت بتتكلم معايا كده ليه
زفر بضيق وامتعاض وحاول تهدئة نفسه يطمس على وجهه بيده ثم قال برفق
اسمعي الكلام وانزلي أنا عايز أتكلم معاكي في حاجه مهمة
مرة أخرى تعارضه بعدما ارتفع صوتها قليلا
وأنا بقولك مش هعرف أنزل
تنفس بقوة ثم زفر الهواء من رئتيه پغضب جامح ولم يستطع السيطرة على نفسه أكثر من ذلك فقال بخشونة يفجر قنبلته في أذنها
كنتي بتعملي ايه مع جلال ورا القصر
وقف في مكانه ولم يتحرك يضغط على الهاتف بيده بقوة يستشعر نبرة صوتها المتوترة وېقتله صوت شهقاتها التي تحاول مداراتها عنه
أنتي بټعيطي
ارتفع صوت بكائها عندما علمت أنه أدرك ذلك تركت لنفسها العنان لتخرج ما في قلبها مع أحد ولن يكن أحد أفضل منه
هو اللي قرب مني ڠصب عني وهددني لو قولت لحد مش هيسكت
لوح بيده في الهواء پعنف وشدة يكبت جموحه يقيد جسده وأعضائه يتحدث من بين أسنانه ضاغطا عليهم بقوة
وأنتي ليه وقفتي كنتي اصړخي ولا اعملي أي حاجه
أجابته بضعف وقلة حيلة ونبرتها مرتجفة
هو كان معاه مطوة حطها في جنبي وهددني بيها أنا والله معملتش حاجه بالله عليك متقولش لحد يا عاصم علشان خاطري بلاش زينة وجبل يعرفوا
سألها بشك بعد الاستماع إلى آخر حديثها
أنتي خاېفة ليه
أجابته بتوجس ورهبة ظاهرة
أنا أنا مش خاېفة بس مش عايزة مشاكل
استنكر كلماتها بشدة وصاح قائلا بغلظة يشير بيده في الهواء بهمجية دليل على مدى تعصبه الذي يحاول أن يكبته
يقرب منك كده بالطريقة دي وتقولي مشاكل أنتي مجنونه
ارتجفت نبرتها أكثر وازداد صوت بكائها وقلبها ينتفض أسفل يدها الموضوعة عليه خوفا من أن تعلم شقيقتها أو زوجها
علشان خاطري بلاش كفاية اللي حصل أنا مش هنزل تحت تاني خالص 
قال
سريعا يقاطع حديثها
انزلي أنا محتاج نتكلم
رفضت قائلة بجدية
أنا مش هنزل بكلمك أهو
كان يريد أن يراها يطمئن عليها يستشعر مدى صدقها وكذبه يرى براءتها ورقتها يهدأ من روعه بالنظر إلى الملحمة القابعة داخل عينيها المختلطة بالسماء الزرقاء المتوسطة السحاب الأبيض 
علل بجدية شديدة ونبرته ملحة عليها أن تنزل إليه ليستطيع رؤيتها
مش واخد راحتي ومش فاهم حاجه عايز أفهم واشوفك
رفضت مرة أخرى وهذه المرة كانت قاطعة عندما ارتفع صوتها متخليا عن نبرته الخاڤتة 
مش هقدر
أدرك أنها خائڤة من أن تتواجد هنا بالأسفل لأجل ذلك الحيوان الحقېر فقال مهدأ إياها يطمئن قلبها
مټخافيش أنا اخدتلك حقك منه مش هيقدر يرفع عينه فيكي تاني
خرج صوتها بلهفة وخوف
عملت فيه ايه
ضيق ما بين جاجبية وضاقت عيناه أيضا وهو يسألها بعد الاستماع إلى نبرتها المتلهفة
أنتي خاېفة عليه
صمتت لبرهة ثم أجابته بالنفي قائلة بثقة وتأكيد
لأ طبعا أنا بس أنا بس مش عايزة مشاكل قولتلك
ام تستمع إلى إجابة منه فقالت مرة أخرى تسأله باستفسار
عملت فيه ايه
أجابها بخشونة وغلظة وهو يتذكر الشجار الذي نشب معه منتهيا لأنه تلقى منه رصاصة ڼارية
ربيته وبعد كده لو شافك في مكان هيختفي منه
سألته وهي تتنفس بعمق
للدرجة دي 
ابتسم بزاوية فمه يود لو يبوح لها بكل ما يكنه صدره عنها لو يقول كم يحبها ويعشق البراءة الخالصة النابعة منها وكأنها هي من علمت
البشر إياها يقول إنه يلقي بنفسه في التهلكة لأجلها ولكنه اكتفى بقليل من الحديث قائلا
وأكتر كمان قوليلي ايه اللي حصل وايه
خلاه يعمل كده
روت إليه ما حدث منذ البداية بهدوء بعدما هدأت قليلا
ضيق عينيه وسألها بصوت رجولي حاد
كلام ايه
لوت شفتيها بعدم معرفة هي الأخرى فلم تفهم ما الذي كان يقصده أو ما الذي يشير إليه فقط استمعت إلى حديثه والقته عليه
كنت بقوله يبعد عني علشان معملتش فيه حاجه بس هو فضل يقول إني عملت وقربت وحبيت حتى لسه بقوله أبعد عني يا جلال قاطعني وقالي عاصم
استردت تكمل بصوت متحير
أنا مفهمتش حاجه من اللي قالها ولا حتى فهمت ليه قرب مني كده وبعد بس هو خوفني أوي وحسيت أنه بيخوفني من حاجه معينة بس أنا مفهمتش
صمت قليلا وانشغل عقله بحديثها يكرره مرة وأخرى ودقت فكرة غريبة على رأسه لا يدري أهي صحيحة أو مجرد هاجس! 
قال بهدوء وهو يبتسم بزاوية فمه
ده طبيعي
سألته باستغراب فلم تفهم ما الذي يقصده هو الآخر بعد كل حديثها هذا
هو ايه
قال بابتسامة عريضة ظهرت على شفتيه فجأة لتظهر أسنانه من خلفها
إنك مش فاهمه أنتي كده كده غبية
صاحت بقوة وصوتها ېصرخ في أذنه بعدما تمادى بوقاحته معها
احترم نفسك أنا مش غبية
عبث معها أكثر رافعا أحد حاجبيه يشاكسها لتخرج مما هي به ولتعود لطبيعتها الخجلة الرقيقة فتلك الحزينة لا تليق بها أبدا
خوافة طيب
صړخت
 

تم نسخ الرابط