سجينة جبل العامري لندا حسن
المحتويات
إلى ما تحب في الوقت الذي تحب لتبتادله ما تحب
في حديقة القصر يجلس جبل على مقعد وبجواره عاصم شاب فارع الطول وعريض المنكبين يبدو في الثلاثون من عمره يقف أمامه كأنه أمام القاضي ينتظر حكمه بجواره رجلان تخطوا سن الخمسون فتاة صغيرة لم تتخطى الخامسة عشر عاما جالسة بجوار سيدة كبيرة
رفع جبل بصره إلى الشاب لينظر إليه بحدة قائلا بغلظة وصوت خشن
رفع عيناه السوداء لينظر إليه بملامحه الحادة ليس افتعال منه بل كانت هي هكذا على طبيعتها يشير عليها بيده قائلا بصوت هادئ
يا جبل بيه هي عفيه قدامك أهي عندها خمستاشر سنه وأبوها وأهلها موافقين ايه المانع
وضع جبل يده أسفل ذقنه في تلك الحركة المعتادة له ونظر إليه بسخرية ثم سأله متهكما ضاربا حديثه عرض الحائط
أجابه وهو يطرق رأسه إلى الأسفل خجلا من نفسه ولكنه مازال يعارض
خمسة وتلاتين
أعاد سؤاله الخاص بها وهو ينظر إليه
وهي كام
أجابه ومازال ينظر إلى الأسفل بضجر وانزعاج
خمستاشر
استنكر أجابته على أسئلته فهناك فرق شاسع بينهم عشرون عام كيف هو يتخطاهم وهيبط بتفكيره إليها أو يتحكم بعنفوان جسده وضخامته وكيف هي تصعد بتفكيرها إليه وتتعامل معه
أشار إليها مرة أخرى يرفع رأسه إليه متأكدا من حديثه الذي يقوله
يا جبل بيه ماهي قدامك أهي في أحسن حال اسألها
نظر إليه جبل بسخرية يجيب على حديثه بسخط
لأ ماهو باين عليها بس أنا وصلني أنها كانت رافضة هي وأمها الجوازة دي طفلة يا بجم
قوليلي يا شاطرة ايه اللي حصل
كانت تخفض رأسها إلى الأرضية وهي تستمع إلى حديثهم
عندما وجه الحديث إليها رفعت رأسها تنظر إليه محاولة انتهاز الفرصة للهرب من واقع مرير تعيش به مع وحش لا يرحم وعائلة لا تغفر طلبات لا تنتهي وألم لا يزول وقع كبيرهم أمامها كالمنقذ الوحيد فلن تجعله يفلت من يدها
أبويا مكنش عارف يصرف علينا علشان إحنا كتير أنا وأخواتي خمسه والأكبر مني صبيان طلعني من المدرسة وجوزني علشان الحمل يخف عليه
سألها بجدية مضيقا عينيه عليها
أنتي كنتي موافقة
عقبت بهدوء وهي تبتعد برأسها إلى والدها الذي كان ينظر إليها بأسى
عاد يسألها وهو يشير إلى زوجها
أنتي مرتاحه مع جوزك
أجابته سريعا بالنفي دون التفكير حتى
لأ
نظر إليه بحدة وعڼف وقد كڈب حديثه الذي كان واثق
منه فأخفض الآخر رأسه يبتعد بعيناه عنه فعاد جبل إليها مرة أخرى يسألها
ليه
على الرغم من أنها فتاة صغيرة لا تفقه شيء إلا أن تلك المدة التي قضتها معه جعلتها صبية كبيرة لاقت بها قدر كبير من الألم الذي اوجع قلبها وبدنها بالكامل وقابلت كثير من الأمور التي لم تستطع التعامل معها فقابلها بالضړب المپرح
أما بيطلب مني حاجه معرفش أعملها بيضربني وأمه كمان بتضربني وبيخليني أعمل حاجات عفشه بس أمي قالتلي أنه علشان جوزي عادي
نظر إلى زوجها بغلظة وقسۏة شديدة طبيعي للغاية أن يكون هناك أشياء لا تفقها كيف وهي طفلة! ولما تتقابل بالضړب منه ومن والدته سيذوق ما ذوقها إياه ولكن صبرا
نظر إلى والدها قائلا بجدية
أنت علشان مش عارف تصرف عليهم جوزتها
كان الرجل يخرج من عيناه نظرات الحزن والألم يقف يرتجف أمامه خوفا مما سيفعله به لأنه كان على علم بتلك القوانين وقد كسرها ظنا منه أن جبل لن يصله الخبر قال بخفوت وضعف
يا جبل بيه جواز البنات سترة
تحدث عاصم ينظر إليه باستهزاء بعدما استنكر حديثه ولكن في نفس الوقت شعر بخوفه وقلة حيلته
مش لما تبقى من البنات ياعم الحج دي عيلة صغيرة قد بناته
ترقرقت الدموع بعيناه وهو يقول مبررا
يابني بتي واعية وعارفه كل حاجه وعفيه
سأله عاصم بجدية مضيقا عيناه عليه ولم يقتنع بحديثه
يعني أنا يا حج لما اتجوز واحدة اتجوزها قد دي
أومأ إليه الرجل برأسه بالايجاب قائلا بصوت جاد
اللي ترتاحله وتريده أنت
هب جبل واقفا صارخا به پعنف وقسۏة يشير إليه بيده بهمجية وقد فارت دمائه بسبب ذلك الحديث الأحمق
واللي هي ترتاحله ايه مش موجود في حساباتك
حاول والدها التحدث وهو يشير إليه بيده ليتحدث
يا جبل بيه اسمعني
نظر إليه جبل بجدية وصرامة وتحرك أمامه ليقف شامخا قائلا بفتور
أنا عارف إنك مش ملاحق تصرف على ولادك بسبب ابنك المړيض بس أنا مقصرتش مع حد فيكم ولما حد بيقصدني مش برجعه خايب ده غير إن كل
متابعة القراءة