رواية ما ذنب الحب للكاتبة شهد الشورى
المحتويات
بسخرية وهو ينظر إليها باحتقار
مكنتش أعرف إن الجمال ده وراه الغباء ده صحيح الحلو ميكملش
شعرت بالإهانة ولكنها تغاضت عن ردها لتستمر في إغوائه فحررت أزرار قميصه ببطء ومررت يدها على صدره العاړي وهي تبتسم بدلال
يعني عجبتك
أمسك بفكها بين يديه بقوة وهو ينظر في عينيها بنظرة حادة
هتجوزك !!
توسعت عيناها متسائلة بسعادة
لكن آمالها تبخرت عندما قال ببرود
عرفي!!
ثم ابع بصرامة
بلاش نلف وندور على بعض من الآخر انتي عجبتيني وأنا عايزك وانتي كمان نفس الكلام مش كده برضو !!!
أجابته بإحباط
طب ليه متخليش الجواز رسمي
زفر بضيق رافعا حاجبيه بصرامة
عشان أنا عايز كده ومش أنا اللي أعمل علاقة مع واحدة في الحړام.....عشان كده بقولك جواز عرفي نقضي كام يوم ولما نزهق هطلقك لو حد شم خبر عن الموضوع ده اعتبري نفسك من الأموات...
وافقت بلا تردد وهي تدرك أنها أمام فرصة قد لا تتكرر سليم الچارحي الذي لطالما حلمت به سيتزوجها صحيح أنه زواج عرفي لكن هذا لا يهم فهو لا يدري انه بذلك سهل لها مهمتها !!!!!
.......
في مطار القاهرة الدولي
أعلنت شركة مصر للطيران عن وصول الطائرة القادمة من المكسيك بعد فترة من الانتظار ظهر شاب وسيم في صالة المطار يخطف الأنظار من حوله لكن بدا عليه عدم الاكتراث بأي شيء !!
أشرق وجهه بابتسامة تلقائية بدون سبب واضح كأن قلبه يخبره أن هذه الزيارة ليست مجرد عابرة بل بداية لمغامرة جديدة تماما !!!!
اقترب منه سلطان ذراع والده الأيمن وهو يضع الحقائب في صندوق السيارة مرحبا به بحرارة
أومأ أياد بهدوء وصعد إلى السيارة يجلس في الخلف متأملا الشوارع المحيطة بينما سلطان يقود السيارة ينظر له عبر المرآة من حين لآخر
سأله اياد ببرود دون أن ينظر إليه
هشام ابن عمي فين دلوقتي خدني عنده
نورت مصر يا بن عمي
رد عليه الآخر ببرود
عارف
ابتسم هشام ولكنه لم يعلق فسأله اياد
فين عمي
أجاب هشام ببرود وهو يجلس بجانبه
مع أبوك في الشركة
رد أياد بفتور
طب أنت مش هناك ليه
أنت أولى بالسؤال ده المفروض أنك ابن صاحب الشركة أنا وأبويا حيالله شغالين عندكم بمرتب
شعر أياد بالملل من هذه اللعبة السخيفة فهو يعرف تماما أن حديث ابن عمه ليس سوى محاولة لجذب العطف والشفقة فرد عليه بسخرية وملل
ما تعيشش في الدور يا هشام لو أنت وأبوك مجرد موظفين بمرتب زي ما بتقول مكنتش هتركب عربية زي اللي راكنها بره ولا كنت هتسافر بلد كل شهر وتصرف الفلوس على الحشېش....مرتب إيه اللي يخليك تعمل كل ده !!!
صمت هشام ولم يجب ليسأله اياد
هتسهر فين انهاردة
رد هشام بسخرية وهو ېدخن سيجارته
جاي حامي أنت أوي
.......
في فيلا بدر الچارحي
مرت ساعات طويلة على حياة ولم يصل أبناؤها من المطار شعرت بالإرهاق فقررت أن تصعد إلى غرفتها لتستريح قليلا على فراشها حتى عودتهم
بعد ساعة توقفت سيارة عاصم أصغر أبنائها أمام باب الفيلا الداخلي ترجل منها برفقة شقيقه الأكبر مروان الذي كان على خلاف مع نهج العائلة في حين أن معظم أبناء بدر الچارحي اتبعوا نفس مسار والدهم في الأعمال اختار مروان أن يكون مختلفا حاملا حلما قديما بأن يصبح قبطانا بحريا
بحث مروان بعينيه عن والدته ولهفة اللقاء تملأ قلبه كان يتوقع أن يجدها في انتظاره لكنه صدم عندما لم يراها سأل عبير كبيرة الخدم عن والدته بقلق فأجابته بهدوء
حمد الله ع السلامة يا مروان بيه حياة هانم انتظرت حضرتك كتير وطلعت ترتاح في أوضتها لحد ما توصلوا
بصمت قرر مروان أن يصعد إلى غرفته مباشرة ليأخذ حماما سريعا ويبدل ملابسه قبل أن يذهب لرؤية والدته
بعد وقت قصير خرج من الحمام وقطرات الماء تتساقط من شعره الذي يجففه بمنشفة مرتجفة من الخۏف
صړخ پغضب
إنت مين...إزاي تدخلي كده من غير استئذان !!
جاء صوتها مخټنقا بالدموع والخۏف
والله ما كنت أعرف إن حضرتك موجود....أنا اسفة
في تلك اللحظة دخلت حياة الغرفة مسرعة فقد انتفضت من نومها على صوت الصړاخ العالي ومن خلفها عبير
سألت بقلق
إيه اللي حصل إيه الصوت ده !!
مروان وهو لا يزال غاضبا
مين دي يا ماما
نظرت حياة إلى الفتاة التي كانت تقف مرتعشة في الزاوية ثم عادت بنظرها إلى ابنها قائلة بتعجب
دي غنوة بدأت شغل هنا انهاردة مكان رشا إيه اللي حصل
غنوة بصوت مرتجف محاولة أن تبرر ما حدث وهي تشعر بالخۏف من فقدان عملها الجديد
والله ما كنت أعرف إنه موجود....البنت اللي تحت قالتلي أطلع أمسح التراب...ما كنتش أعرف....
نظرت حياة إلى غنوة بحنان وشفقة
حصل خير يا بنتي ماتقلقيش
زفر مروان بضيق ثم تركهم ودخل إلى غرفة الملابس صاڤعا الباب خلفه بقوة فالشعور بالإحراج من هيئته أمام الخادمة كان يغلي بداخله
غنوة بعد أن ارتجفت من صوت الباب العالي أخذت نفسا عميقا واستمرت في عملها وهي تحاول التماسك
بعد فترة خرج مروان من غرفته ليجد والدته جالسة على الفراش تنتظره اقترب منها بابتسامة مشتاقة
حياتي...وحشتيني
ضحكت حياة بخفوت ثم احتضنته بحنان
وأنت كمان وحشتني يا حبيبي
دار بينهما حديث قصير قبل أن تتردد حياة وتقول
شوفت أخوك
تنهد مروان بحزن وقال بأسى
حاولت يا ماما بس مرضيش يقابلني ولا حتى يرد على تليفوني !!
نظرت حياة بحزن ولم تجد ما تقوله سوى
ربنا يهديه ويصلح حاله
ربت مروان على يدها بحزن وضيق خاصة من شقيقه الأكبر يوسف الذي بات يعزلهم جميعا عن حياته
في المساء نزل مروان الدرج بحماس يبحث بعينيه عن والده وأشقائه كان قد اشتاق إليهم كثيرا لكنه لم يجدهم بدلا من ذلك وقع بصره على تلك الخادمة التي تسببت في الإرباك في الصباح كانت تمسح الأتربة بحذر تحاول التعامل مع الكريستال والتحف دون أن تسبب أي ضرر
تذكر مروان الموقف الصباحي وحاول أن يستعيد اسمها لكنه فشل فقال بمرح
بس بس
نظرت غنوة خلفها لتلتقي عيناه للحظة ثم خفضت بصرها على الفور خوفا وارتباكا وسألته بتوتر
في حاجة حضرتك !!
ابتسم مروان وقال
ايوه تعالي هنا
اقتربت منه حتى وقفت أمامه فسألها بابتسامة
اسمك إيه
أجابت بصوت منخفض
غنوة
أعجبه اسمها فردده مرة أخرى قائلا
غنوة...اسمك جميل أول مرة أسمعه !!
خفضت
متابعة القراءة