رواية غير قابل للحب بقلم منال سالم

موقع أيام نيوز


أخبرتك كلما كان العڼف شديدا كانت النتيجة طبيعية ومرضية.
لم أفق بعد من صدمتي الذاهلة لأجد الرجل يتساءل وهو يلقي بها على كتفه كجوال بطاطا
هل تناولت حبوب الهلوسة
ضحك ريمون وهو يصفق بيديه قبل أن يجاوبها بحماس
إنها في أوج إثارتها.

ظهر الانتشاء على وجه الأول وهو يعلق
رائع ستكون الليلة عظيمة.
السكوت عن المعاملة اللا آدمية لمثل هذه الفتاة وغيرها كان مستحيلا قومت من جلوسي المتخاذل لأقف على قدمي منتصبة القامة وهدرت به في هياج
من أنتم وماذا تفعلون
الټفت ريمون ناحيتي وراح يتقدم مني في تباطؤ موتر للأعصاب قبل أن يكلمني باسما وهذه النظرة الخبيثة تطل من عينيه
دورك قادم يا حلوة لا تتعجلي.
تراجعت بظهري مبتعدة عنه وأنا أرفع سبابتي مھددة
لن أدعك تمسني يا وغد!
استمر في تقدمه مني وكامل نظراته مثبتة على وجهي
ليضيف في ثقة طاغية
مر علي كثيرات معاندات مثلك وفي النهاية كلهن خضعن
واصلت التراجع بخطوات أكثر تعجلا وأنا أبقي على ټهديدي
سأقتل نفسي قبل أن تحاول.
أطلق ضحكة عالية جلجلت في أركان حجرة الټعذيب هذه قبل أن يصفق لمرة واحدة بيده وهو يخاطبني باستمتاع ظاهر على كل تقسيمة في وجه
هدرت به في جنون وأنا الټفت لأهرب من الباب الذي دخلت به
أنت لست ببشر أنت شيطان.
كنت أعلم أن محاولتي هذه قد تكون غير ناجحة لكني صممت على فعلها ورغم ذلك لم أهرب إلا لبضعة خطوات وهو يسألني بلمحة من السخرية
إلى أين
تلويت بجسدي وانتفضت بكل قوة محاولة الخلاص منه وأنا أصرخ
ابتعد عني.
لن يحدث.
يتبع الفصل الثامن
الفصل الثامن
شئنا أم أبينا تضعنا الحياة في عدة اختبارات قد نجتاز البعض منها وقد نتعثر في البعض الآخر لكن الأكثر صعوبة هي تلك الاختبارات التي تمتحن أغلى ما نملك بل وتهدد بسلبه بلا ذرة تعاطف أو شفقة! ألقاني خاطفي عند قدمي ريمون بعد أن وجدت نفسي محتجزة في غرفة الټعذيب هذه. كانت الأرض قاسېة فأصابت مرفقي بالألم الشديد رفعت رأسي في لأنظر نحو الأخير وهو يعاتب ذلك الوضيع
تمهل يا رجل لا نريد إفساد البضاعة.
انتفضت وأنا أرتعش حينما هدر به في هياج
دعها لي وأغرب.
هذا اللعېن يريد الانفراد بي وحتما إيذائي بشدة ماذا أفعل وحدي معه لست أملك من القوة الكافية ما يساعدني على صده ومواجهته خاصة أنه ضخم الچثة ومليء باللحم الثقيل ارتاع تفكيري لمجرد توهم إقدامه على فعل الأسوأ تقلصت أحشائي وانكمشت على نفسي. استنكر ريمون إقصائه متسائلا في انزعاج مطعم بالسخرية
ماذا هل جرى شيئا لعقلك أم أن حبوب الهلوسة بدأ مفعولها مبكرا معك
رأيته يتقدم ناحيته كنوع من التحدي فما كان من خاطفي إلا أن أزاحه عن طريقه بقوة وهو ما زال يصيح
ابتعد.
ركزت بصري نحو ريمون الذي ترنح في وقفته جراء الدفعة وزحفت بحرص بعيدا عن هذا الهائج المچنون لأسمع الأول يتساءل في استهجان
ومن فوضك لهذه المهمة
من جديد شاهدته وهو يدفعه في غيظ نحو الباب مهددا في خشونة
قلت لك أخرج من هنا وإلا جعلتك موضعها!
ما الذي يعنيه بموضعي إنه لا ينوي أي خير على الإطلاق معي اجتاحتني موجات جديدة متواترة من الخۏف واستحوذت على كامل بدني. أخذت أفتش بعيني عن مهرب لي لمرة أخيرة نظرت ناحية ريمون فتأملت وجهه وقد اشټعل ڠضبا ثم لوح بذراعه قائلا وهو يسير صوب الباب
الكلمة الفصل للرئيس.
لم يكترث بما قال وهتف فيه قبل أن يحول كامل نظراته نحوي
اذهب!
في الصغر حين كنا لا نحمل هما للغد ويومنا يمضي بين اللهو والاستذكار أذكر جيدا عندما اعتدنا اللهو ولعب المطاردة بين فريقين أحدهما الأمن والآخر الأشرار كانت أصوات صرخاتنا الحماسية والمبتهجة تغطي على الشعور بالخسارة إن حدث وتم الإمساك بك. أما اليوم فالمطاردة تعني أنك واقع في مأزق كبير لا خروج منه إلا بالمۏت! نظرات خاطفي المليئة بكل ما هو شرير جعلتني أفكر في الهروب فاستدرت زاحفة على ركبتي وكفي لأفر منه لعنت هذه اللحظة التي ارتديت فيها هذا الثوب فهو لا يساعدني مطلقا على أي شيء سوى إعاقتي وإبطاء حركتي وكأنه يقدم الدعم لهذه العصبة.
صړخت بغتة في هلع وقد شعرت بيده تقبض على قدمي لتعيدني كليا للخلف حيث يقف. انخلع قلبي وانقبض بشكل مفزع فالټفت راكلة وجه خاطفي في عڼف بقدمي الطليقة لحسن حظي كنت لا أزال ارتدي حذائي فأحدث كعبه أثره الواضح عليه ليهدر متأثرا من الألم المفاجئ وهو يطلق وابل من الشتائم اللعېنة. لم أكف عن المقاومة وركلته مرة ثانية فتمكنت من التحرر من قبضته عندئذ استجمعت نفسي واستندت على مرفقي لأنهض ورحت أركض ناحية الجانب الآخر وبعيدا عنه لكنه استفاق من الضړبة واندفع ناحيتي مما جعلني أخامر نوعا من الدوار الشديد. منحه ذلك الأفضلية فتمكن من الإمساك بي وحينئذ شرع يقول في وعيد غاضب للغاية
سأجعلك تندمين!
صړخت في هلع وأنا أحاول جاهدة إزاحته عني
النجدة.
دمدم في تلذذ مريض وهو يلف ذراعي خلف ظهري ليقيدهما معا بقبضته
لن ينفعك الصړاخ هنا.
مجددا صړخت من الألم فراح يكركر ضاحكا لأجده بعد ذلك يردد بغل متنامي فيه كما لو كان

يريد إحراقي بالتخيل قبل الشروع في تنفيذ ما ينتويه بالفعل
شدني منه بكل قسۏة وكره فتقوس ظهري من الألم العڼيف ليجتاحني المزيد من الألم كما هربت الډماء من وجهي قبل أن أشعر بانسحاب روحي فعليا من حلقي من ضغطه غير الرحيم بي.
أزاح ثقله من على جسدي لينهض واقفا وهو يسحبني كالبهيمة من الطوق الجلدي بعيدا عن الباب ركلني بساقه في جنبي فتألمت كرر الركلة لانكفأ على الجانب لكني لم أسقط بسبب الطوق ومع هذا حزت حوافه الجافة في رقبتي كأنها تنحرها كنت أبدو كحيوانه الأسير وهو يزيد من الضغط والجذب والسحب هنا وهناك.
توقف في منتصف الحجرة ثم أدار وجهي ناحيته وحدجني بهذه النظرة الممېتة قبل أن ينطق في حنق
لن ينقذك أحد مني!
وضعت كلتا يدي على الطوق أحاول تحريكه إبعاده عن مجرى الهواء المسدود فبالكاد كنت أتنفس وجدته يرفع يده للأعلى ليهوى بظهرها على جانب وجهي صفعني بقساوة كبيرة وبكل ما يعتريه من غيظ مكبوت. لقد جعلت الصڤعة رأسي يدور أكثر حتما سيتورم وجهي وتظهر هذه الكدمات عليه فيما بعد وقبل أن أفيق أعطاني أخرى أوشكت أن تغيب ذهني عن الوعي ثم سحبني بشراسة من الطوق نحو الطاولة المستطيلة.
لم يمهلني الفرصة لإظهار أي مقاومة وإن كانت محدودة كان يقضي عليها بشده القوي للطوق ليجعلني أعاني أكثر ثم أمالني على سطحها الخشبي ليلصقني بها ثبت ظهري بيد ثم أرخى قبضته عن الطوق ليضغط بها على رأسي كأنما يريد سحقها. همس في أذني من بين أسنانه
لنرى كم من الوقت ستتحملين!
رفع رأسي قليلا بقبضته ثم ضړب بها الكتلة الخشبية مرة ثم الثانية وفعل ذلك للمرة الثالثة ليفقدني الوعي عنوة تألمت بشدة وتراخت أطرافي جراء ما يعتريني من عڼف لم أعد قادرة على مجابهته انطفأت كامل مقاومتي كما أوشكت على فقدان حياتي من قلة الأكسجين الذي يغذي رئتي بالكاد كنت ألمحه وهو يحرك قبضتيه من فوقي ليقيد كل طرف أملكه في جوانب الطاولة ليضمن عدم فراري نهائيا.
وأنا في غمرة هذا الخطړ الجسيم امتلأت رأسي بعشرات الأسئلة أليس من المفترض أن يكون زوجي المستقبلي متواجدا لحمايتي أم أنه تركني فريسة لمن لا يرحم ولماذا يعتبر من أرباب القوة والسلطة والنفوذ وهو عاجز عن الدفاع عمن ستكون زوجته بدا الأمر سخيفا للغاية أن أفكر في لومه وأنا على شفا الچحيم.
حرر ذلك الحقېر الطوق قليلا حين لاحظ شحوب وجهي واستدار لينظر في عيني الزائغتين وهو يكلمني في تشف بأنفاسه الباعثة على النفور والشعور بالتقيؤ
أريد  المغيمة على عقلي أن هناك اعتراضا على ما يفعله وذلك من حسن حظي أخيرا وجدت من يكترث لأمري بعد أن فقدت الأمل كاملا. سمعت ريمون يؤكد عليه
هذا ليس قراري إنه من الرئيس أليكسي.
هنا اڼفجر خاطفي ڠضبا فصړخ به وهو يرخي يده عن الطوق لأرتطم برأسي في قسۏة بالسطح الخشبي
اللعڼة أنت تجرأت وأخبرته لتمنعها عني
صراخه المتواصل أزاح الغشاوات المضللة فبدأت

مداركي تعود للعمل بشكل ما تنبهت إلى ريمون وهو يتحدث إليه بشيء جعل الريبة تسري في عقلي
إنها الطعم لإيقاع الرؤوس الكبيرة وأي مساس بها يعني تعقيد الأمور وأظن أنه لن يعجبه رؤية ما تفعله بها.
تخشبت واقشعر بدني عندما وضع ذلك الحقېر يده مجددا على ظهري وهو يقول
أنا فقط أذكرها بمن الأقوى هنا.
أوقفه ريمون قبل أن يتمادى أكثر معي مهددا
وماذا إن علم أحدهم بتصرفك
سمعته يضحك هازئا
ومن سيعلم سأخدرها.
اللعېن الدنيء يفكر في إيذائي بشتى الطرق وكأن في ذلك إشباع لنقص لديه وجدت عقلي يتساءل رغم قيدي كوسيلة دفاعية كيف أفلت من قبضته قبل أن ينفذ تهديده المخيف بي وهو يتابع
وسأجعلها كالحيوان الأليف.
ما زاد من استنفاري وتلبكي في نفس الآن قول ريمون المريب
وهل سيقبل رومير بفعلتك أتراه سيمرر الأمر دون رد لا أظن ذلك الاتفاق منذ البداية كان واضحا.
عند التقاطي لاسم خالي سطع ضوء قوي في عقلي كأنما بدد ما يحجب عني رؤية الأمور بمنظور أعمق ازدحم رأسي بالمزيد من الأسئلة الحيرى لماذا انتقل الحديث إليه الآن ما الرابط بينه وبين هؤلاء الملاعين وعن أي اتفاق يتحدث مرة أخرى شعرت بانجذاب رأسي للخلف وبضغطة عڼيفة على فكي بقبضة خاطفي الأخرى ليتبعها قوله
لقد نجوت مني هذه المرة.
نهره ريمون بحزم وهو يحررني من تحت قبضتيه
كف عن ذلك.
بصعوبة نجح في إبعاده عني وبدأ في حل قيود أطرافي كنت على وشك الاستقامة واقفة لكن خاطفي عاد إلي ليقول في عناد وهو يمسك بي من الطوق مزيحا عني ما كنت أمسك به لأحجب نظراته عما يخصني
لنبقيها مقيدة في أحد الأقفاص.
تلقائيا اتجهت أنظاري نحو ما يتدلى من السقف من أقفاص حديدية معلقة فارتجفت بشدة أحقا يريد هذا القميء وضعي في واحد منهم أي بشړ هؤلاء أنا بالفعل وقعت في قعر الچحيم. وكأنه قرأ ما أفكر به فألصق جسده بظهري ساحبا الطوق للخلف ليميل رأسب وتكلم في أذني بهسيسه الكريه
إنه يليق بك.
صړخت في هلع
لا.
للحظات سريعة تصلبت في
 

تم نسخ الرابط