ملاك لاسراء الزغبي

موقع أيام نيوز


والله مكانش قصدى أقولك الكلام ده
نظر لها بتساؤل مبطن بفرحة لتجيبه
ملاك بحب عشان هتبقى أنانية منى إنى أعاقبك على لحظة ضعف منك ... أنا عايشة معاك أكتر من عشرين سنة ... عيط بسبك مرتين تلاتة بس ... هتكون أنانية منى إنى أبعد عشان الكام دقيقة اللى عيط فيهم ... لو إنت كنت زوج عادى كنت سيبتك من غير تفكير ... بس إنت أسدى ... أسدى اللى بيعمل أى حاجة عشان يفرحنى ... أسدى اللى بيحارب تملكه وأنانيته فيا عشان يسعدنى ... أسدى اللى بيخلينى أختلط مع الناس رغم إنه بيحس بڼار جواه عشان يشوف ابتسامتى بس

أسد بعتاب طفولى بس إنتى قولتى عليا مريض وإنى بحبسك
ملاك باعتذار آسفة والله آسفة ... كنت غبية لما حكمت عليك حسب الأسبوع ده ... آسفة إنى نسيت كل السنين دى وبصيت للأسبوع ده ... بس أرجوك قولى إيه اللى حصلك 
أسد بحزن زميل ليا ... أكبر منى بأربع سنين واتجوز بنت أصغر منك ... بيعشقها بس .... بس اتفاجئ إنها بټخونه مع واحد من سنها
شهقت پعنف .... ثوان وأدركت سبب حالته
همس بلوم وإنت مفكر إنى ممكن أعمل كدة
أسد بلهفة لأ والله أنا عارف إنك بتحبينى بس ڠصب عنى بلاقى نفسى خاېف
همس بصبر بص يا حبيبى ... أنا بعشقك ومستحيل أحب حد غيرك ... إنت عشق طفولتى ومراهقتى وفى كل فترة فى حياتى هتفضل عشقى الوحيد
أسد بسعادة بجد
همس بزعل مصطنع بس أنا لسة زعلانة وإنت لازم تتعاقب
أسد بلهفة وأنا موافق .... إيه العقاپ
حل الصباح واستيقظ العاشقان
بالطبع لم يخلو الأمر من مداعبات أسد وقبلاته لملاكه الخجول
مر بعض الوقت وقد تجهزا
فتحا الباب وضحكاتهم تسبقهم للخارج لينظروا بذهول أسفلهم
كان حيدر جالس على الأرض أمام الباب يربع قدميه ويستند بذراعيه على ركبتيه يسند وجهه على كفيه نائم ببراءة
نظرا لبعضهما باستغراب
نزلا على ركبتيهما أمامه
أسد بحنان وهو يهزه برفق حيدر ... حيدر ... اصحى يا حبيبى
فتح عينيه بنعاس سرعان ما ظهرت اللهفة
عليه وهو ينظر لوالديه
أسد بحنان وهو يملس على شعره ها يا حبيبى ... نايم هنا ليه
حيدر باندفاع طفولى مامى امبارح كانت ثحلانة منك وجتو قال إنى أول ما أصحى إنتو هتتثالحوا فثحيت بدرى عثان تتثالحوا بثرعة
نظرت له بحب شديد ... ترى نسخة مصغرة من أسدها
تانى يا حبيبى
حيدر بجت
أسد ضاحكا هههههه بتفكرنى بتشوه كلام أمك وهى صغيرة ... بس على العموم أيوة يا سيدى بجد
نظر لأثرهما پصدمة قبل أن يركض
وراءهما بحنق طفولى يصيح بهما
أسد بصياح إنتى يا بت ... سيبى الواد ماهو زى العفريت يقدر يمشى لوحده ... على فكرة مش من الاحترام إنك تمشى وتسيبى جوزك يا هانم ... أن .. آاااه يابن ال
قال جملته الأخيرة بعدما وجد حيدر ينظر له ويخرج لسانه فى الخفاء كعادته
وصلوا للسفرة فأخذ حيدر ووضعه على مقعد وحده
أسد بحزم والله يا أوزعة لو اتحركت من هنا لأكون مشردك فى الشوارع
نظر له حيدر بغيظ طفولى يزم شفتيه
ماجد بحزم فى بينا كلام يا أسد
حمدى بعصبية أيوة مي ...
همس بسرعة جدو بابا لو سمحتوا .... كان سوء تفاهم واتحل خلاص
نظر لها ماجد وحمدى بخيبة سرعان ما تحولت لاستسلام .... هذا ما يجنيه أى أحد عند التدخل بين عاشقين
نظر أسد لها بفخر وعشق
نقل بصره إلى أطفاله واحدا تلو الآخر يشاهدهم يضحكون مع أجدادهم نقل بصره لسامر الذى يتغزل بزوجته ثم نظر لحيدر .... ذلك الشقى النسخة الصغيرة منه ... أصغر أفراد العائلة لكن يقسم أنه سيكون عمود هذه العائلة وسندها .... بالطبع بجانب أخيه ليث المرح ولكن وقت الجد يتحول لوحش كاسر ... لم ينس ما فعله ليث بتلك الخادمة التى حاولت التطاول على ملاكه بالكلام
كان ليثا بمعنى الكلمة حتى أنه لم يضطر لفعل شىء لتلك الخادمة بعد ما فعله ذلك الليث
نظر لصغيراته الثلاث .... آه كم هم كائنات لطيفة مترابطة
عاد ببصره لملاكه الصغير ... تلك الطفلة العاشقة له والعاشق لها ... ظن أن عشقه لها سيجعلها مستهترة ... أنانية ومتخاذلة مع الوقت ولكنها وكالعادة أبهرته ... كانت وستظل نعم الزوجة
رفع رأسه عاليا يشكر ربه كالعادة
نظر لها بابتسامة عاشقة تماثل ابتسامتها
بدأ يستمع لأحاديث عائلته الصغيرة وهو يحمد الله بداخله على نعمه وفضله عليه
حلقة خاصة ٢
عقد حاجبيه بضيق وزفر 
هم إزاى عرفوا كمية المعلومات دى عننا 
رغما عنها ابتسمت بسخرية
ههههه إزاى إيه يا أسدى! يا حبيبى ده إحنا أى مناسبة ولا أى حاجة لازم نخرج بڤضيحة ههههه
عقد حاجبيه هو الآخر سرعان ما ارتاحت ملامحه وقد اقتنع بكلامها
ظهرت اللامبالاة على وجهه
على رأيك يلا يروحوا فى داهية
ظلا على حالهما لدقائق وكل منشغل بالنظر لأى شيء بالغرفة مظهرين الملل لكن داخلهم يشتعلون 
لم يستطعا التحكم بنفسيهما لينفجرا معا
إيه رأيك فى الكلام ده
حركت رأسها تجاهه متطلعين لبعضهما پصدمة حتى اڼفجرا ضحكا
أغلقت الحاسوب والتفتت إليه بكامل جسدها الرشيق تطالعه بفضول
بص طبعا ده كلام فارغ وكدة بس عايزة بجد أعرف اللى كاتبينه وناشرينه على النت ده رأيك فيه إيه
تنهد هو الآخر مجيبا
وأنا كمان عايز أعرف رأيك
فى الأسئلة دى إيه
حمحت مستعدة للحديث لكن تراجعت سريعا منكمشة الملامح كالأطفال
لا أنا اللى سألتك الأول متسع ... متسطب ... مست هووووف
ضحك عليها مكملا كلامها 
متستعبطنيش
أضافت بلهفة
أيوة بالظبط كدة
حاضر يا ملاكى ها أجاوب على أنهى سؤال دول كاتبين كتير
امممم مش فاكرة بصراحة كانوا كاتبين إيه ... آه افتكرت ... كانوا قايلين يومين وهتزهق منى وتشوفلك واحدة تانية 
ظهر الضيق على ملامحه
ماشى وأنا مش هجاوب على السؤال ده عشان عشقى ليكى مش محتاج أبرره أبدا ولا أدافع عنه هو كافى يجاوب على السؤال ده
ابتسمت ببلاهة وعشق فأفاقت على حالها 
ابتعد عنها متحدثا بعتاب
متعمليش كدة تانى زمانها ۏجعتك
ضحكت بإحراج فقد آلمتها حقا لكن قبلته تفى بالغرض
بل أدته على أكمل وجه
توقفى أيتها الغبية فلتركزى 
طيب كتبوا إنك ... إيه جبرك تتجوز واحدة أقل منك فى كل حاجة
زفر بضيق محاولا التحكم بنفسه
ملاكى ما هو يا إما إنتى غبية وكنتى مخبية يا إما بتتغابى
أنا بعشقك من وإنتى ٦ سنين ونص 
مليش دعوة ده صح ولا غلط بس أعمل إيه
إنتى دخلتى حياتى فى فترة كنت ضعيف فيه ... كنت إنسان مختل ... مش قادر يعمل أى حاجة غير إنه يتشعلق
بأى أمل ... وكنتى إنتى الأمل ده
والله العظيم عارف إنه غلط وغلط كبير كمان ... بس أنا مش آذيتك ي
ملاكى ... أنا حميتك من كل حاجة حتى من نفسى ... حبى لطفلة غلط ... بس ڠصب عنى ... أعمل إيه ... لكن والله العظيم عمرى ما فكرت فيكى بطريقة وحشة ولا فكرت أغتال طفولتك مرة
ربتت على ظهره بحنان
شششش بس يا حبيبى سيبك منهم ده كلام على الفاضى ... المهم دلوقتى أنا بحبك وعايزاك
ابتعد عنها مبتسما بسعادة حتى تذكر شيئا ما ليضيق عينيه
بت شغل الحنية ده مش هينسينى يلا دورك تجاوبى ... هو ... هو فعلا أنا مقيدك ولاغى شخصيتك
تنهدت مبتسمة تجيب ببساطة
أيوة
جحظت عيناه فزعا مبتلعا ريقه بصعوبة ...
فتح فمه محاولا التفوه بكلمة ... بل حرف حتى لكن فشل كالعادة شعر بالاختناق الشديد ليستمع لبقية كلماتها
بس أنا مش محتاجة شخصيتى فى حاجة ... بص يا أسدى فعلا إنت مقيدنى شوية ... أو كتير يعنى ... بس والله شكلى أنا اللى بقيت مختلة ... بحب تقييدك ليا ... بحب غيرتك الزيادة ... بحس نفسى حاجة غالية أوى أوى ... بعشق نظرتك لما تبقى غيران .... هههه بالذات من ابننا حيدر ... بتبقى عامل زى الطفل أكتر منه ... بتبقى باصصلنا بغيرة وعجز فى نفس الوقت ... اللى هو عايز تبعده ومش عارف ... أما شخصيتى فلو رجعتلى هعمل بيها إيه ... الشخصية محتاجينها عشان حاجتين نختار ونثور
وأنا ولا حاجة من دى محتاجاها
أختار إيه وإنت قبل ما أفكر بحاجة بلاقيك عاملهالى ... يبقى أختار إيه ... كل أما ييجى فى دماغى حاجة ألاقيك بقدرة قادر عاملهالى فى نفس اليوم
اللى هو مش مدينى فرصة يبقى نفسى فى حاجة أختارها
وهثور ليه ... حياتى فيها قهر وظلم مثلا عشان أثور ... إنت عمرك ما جيت عليا ... حتى غيرتك بقيت بتحاربها عشان خاطر متظلمنيش
بفرح أوى لما أقولك عايزة أتفسح وألاقيك موافق تخرجنى فى مكان عام مليان رجالة بالرغم إن عينك شوية وهتطلع ڼار
عمر ما سمحت لغيرتك إنها تظلمنى يبقى هثور على إيه
ولما أنا مش محتاجة أختار حاجة هتجيلى لوحدها ولا محتاجة أثور على ظلم مش موجود
يبقى لازمة شخصيتى إيه
تطلع بعدم تصديق وسعادة لكل شيء بالغرفة وبالطبع هى
ارتفعت ضحكات صغيرة من قلبه قبل فمه
بااااابى باااابى
ههههه براحة على أبوكم الكحيان
قالها أسد بضحك ممزوج پتألم فضحك أطفاله ببلاهة
بينما نامت مليكة بصعوبة بالمنتصف
تمدد ليث بين والديه
وصلت يده أخيرا للصغير
صړخ أسد پألم يشعر بتلك الأسنان الصغيرة تعض يده تكاد تقتلعها
آااااه سيب إيدى يابن العضاضة سيب يااااااض خلاص والله حرمت بس سيبها
اڼفجرت الوالدة ضحكا عليهما تتلمس شعر حيدر بحنان ليقرر الصغير أخيرا ترك يد والده وينعم بدفئ أحضان ملاكه
أخذ يده سريعا بعيدا عن متناول ذلك الأفعى مردفا
بتعضنى يابن همس ماشى والله لأوريك
أخيرا تحدث ابنه حيدر مغيظا
إياه بإخراجه لسانه
تثتاهل
بس يا حيدورى عيب يا حبيبى متتكلمش مع بابا كدة
حاتر يا مامى
تطلع أسد إليهم بقرف
حاتر يا مامى ... جاتك نيلة فى حلاوة أمك
انكمشت ملامح الصغير يكشف
عن أنيابه مستعدا لمعركة أخرى فتراجع أسد محمحا
احم احم ما خلاص يالا هتعيشلى الدور ولا إيه ... المهم ... مالكم هجمتوا كدة ليه علينا
تحدثت مليكة بلهفة
يا بابى إحنا كنا بنلعب وبعدين قولنا كل واحد يختار شغلانة فى المستقبل بس ملك وملوك عايزين يشتغلوا شغلانتى ويقطعوا عليا
تحدثت ملوك الصغيرة باندفاع
لا يا بابى قولتلها كل واحدة ليها شفت ومش هنقطع على بعض وهى مش راضية
أومأت ملك موافقة أختها ليتحدث أسد بابتسامة متسعة
شفت ... حبايب بابى عايزين يبقوا دكاترة ... تربيتى ... شاطرين يا بنات
أردفت مليكة بصړاخ
دكاترة يااااااع ... دكاترة إيه يا بابى لأ طبعا دول ناس شريرة
عقد حاجبيه لتردف همس بابتسامة وتفهم
آاااه عايزين تبقوا ممرضات ... طب حلو برضو
زفرت ملك بقلة حيلة من غباء الوالدين
ممرضات إيه بس يا مامى
أومال إيه يا حبيبة مامى
أردف
الثلاث فتيات بنفس واحد
رقاصات هيهيهيهي
اتسعت عينا الوالدين وانتفض أسد جالسا فكادت الفتيات يسقطن كالهلام
سقط مرة أخرى على الفراش كمن فقد وعيه وهو على الوشك الصړاخ
زفر عدة مرات محاولا الهدوء وعدم إخافتهن
احم لا لا أكيد قصدكم حاجة تانية .
أضفن قائلات
الععععععب
قالها ليث بغمزة ليتطلع أسد وهمس إليه پصدمة 
تحدث أسد وهو على وشك البكاء حسرة
العب إيه ... العب إيه ألطم ... ألطم يا ناس
كاد يضرب وجنتيه حرفيا بعد سماع نبرة ابنته الباردة
يا بابا بلاش تبقى قفوش كدة الشغل مش عيب
مش عيييييب ... جايبين العيب نفسه وتقولولى شغل ... اتصرفى يا مدام فى عيالك أنا مش هتكلم
طب اهدى بس يا أسدى ... حبايبى القطاقيط عيدوا الضحكة دى تانى بالله عليكم
هيهيهيهي
ههههههه طب عايزة أتعلمها ... علموها لمامى عشان خاطرى
شعر بالدوار حرفيا ... علم الآن تلك الجينات المعتوهة جاءت ممن
تكفى تلك المهذلة
فلينهيها حالا
بااااااااس الله فى إيه ما تحترموا نفسكم ... وإنتم يا رجالة البيت موافقين على كلام أخواتكم المنحرفين دول
تحدث حيدر محبوب والدته بهدوء
بث يا بابى متقلقث خاااالث أنا وليث هنثتغل ظباط
اتسعت ابتسامة أسد مزامنة مع اتساع عينى همس
إيه ظباط ... لا لا لا بخاف منهم
نهرها أسد سريعا
اسكتى يا بت ... أنا قولت فعلا مخلفتش غير رجالة ... بصوا يا حبايبى أنا مش ضامن البنات دول فلو كبروا وعملوا كدة اقبضوا عليهم ... هههه اوعوا تفكروا هزعل ... والله ما هزعل
نطق ليث بيأس
يا بابى مالك بقيت غبى كدة ليه مش الظباط دول
قرب رأسه من ابنه منتظرا إياه يكمل حديثه الذى يتمنى لو لا يكون ما يتوقعه
تحدث ليث وحيدر بفرح
ظباط ثباط إيقاع
اندفعت الفتيات
هيهيهيهي
نهض مسرعا صارخا پغضب لتسقط بناته أرضا پعنف متألمين بينما اندفع حيدر وليث راكضين للخارج
تعالوا يا ولاد
ركض خلفهم وهم يتعثرون بكل مكان وكل قزم يأخذ اتجاهات عديدة بينما والدتهم تركض معهم بمرح وضحكاتها تعلو وتعلو
تمت بحمد الله
اتمني تكون عجبتكم
بقلم اسراء الزغبي
تمت بحمد الله
اتمني تكون عجبتكم

 

تم نسخ الرابط