رواية للكاتبة نسمة مالك

موقع أيام نيوز


من كده..
فبلاش تضغطي عليا وتخليني احكي حاجة المفروض انها سر علشان اقدر اجيب حق أخويا اللي ماټ في عز شبابه واتأكدي إني هحكيلك كل حاجة بالتفصيل بس في الوقت المناسب..
صمت لبرهه وظهر على وجهه القلق وتابع بتوتر..
وفي حاجه كمان كده عايز اخد رأيك فيها..
تجمدت بين يديه وانسحبت الډماء من عروقها وقد ظنت انه سيخبرها انه سيتزوج أرملة شقيقه.. ابتلعت غصه مريرة بحلقها ونظرت له وتحدثت بلهفه قائله..

خير يا تامر.. قول انا سمعاك..
أخذ نفس عميق وانتقل بنظره للصغيرة وتحدث بأسف قائلا..
زي ما كنتي بتقولي ل إسراء مش هينفع نحرمها من أمها أكتر من كده..فارس باشا بعتلي رسالة انه هيجي انهارده ياخد البنت بنفسه يوديها لأمها..
امتلئت أعين إيمان بالعبرات وتحدثت بتوسل بصوت متقطع قائله..
طيب قوله يخليها معايا انهارده بس تنام في حضڼي ويجي ياخدها بكرة علشان خاطري يا تامر..
أطبق جفنيه پعنف يكبح عبراته التي أوشكت على خيانته ورسم ابتسامة زائفه على محياه وهو يقول..
اطمني يا حبيبتي إسراء بتحبك زي أختها ومش هتحرمنا من بنت أخويا واحنا هنسال عليهم دايماوهنقولها تسيبها تبات معانا مره كل أسبوع..
احتضن وجهها بين كفيه ومسح عبراتها بأصابعه مكملا برجاء..
بطلي عياط بقي خليني أقولك
أنا بفكر في أيه..
بتفكر في أيه..
همست بها إيمان بصعوبه من بين شهقاتها الحادة.. استشعرتامر خۏفها وقرأ ما يدور بخاطرها.. فأسرع بالحديث قائلا..
أنا سمعت عن جمعيه معموله لأحتضان الأطفال اليتامى.. أيه رأيك نكفل طفل أو طفله ونجبها تعيش معانا ونربيها سوا وتبقي بنتنا!..
اتسعت عينيها على أخرها من حديثه الذي اثلج نيران قلبها.. تعلم أن فرصتها في الحمل تكاد تكون معډومة ولكنها لن تفقد الأمل بالله وكثير من الأحيان تمنت ان تخبره برغبتها بكفالة طفل ولكنها خشت من رد فعله فلتزمت الصمت..
ليفاجئها هو ويطلب منها ما كانت دوما تتمناه.. يا الله كم رأف الله بحالها..
نظرت له بذهول متمتمه بعدم تصديق..
أنت بتتكلم جد يا تامر!..
داعب أنفها بأنفه وبابتسامة قال..
وجد الجد يا عيون تامر.. هاخدك ونروح ملجأ ونعمل الإجراءات اللازمة ونختار سوا اللي هيبقي ابننا أو بنتنا ..
بلحظة كانت ارتمت داخل حضنه تضمه بكل قوتها وتبكي بصوت أشبه بالصړاخ مردده..
انا بحبك.. بحبك أوي أوي..
مسد على شعرها وقبل كتفها مرات متتاليه مغمغما..
وانا بحبك..
واستغفرو لعلها ساعة استجابة
يجلس بجوار إسراء على الفراش ممسك كف يدها بين يديه رغم اعتراضها المستمر.. أثناء فحص الطبيبه لها وبنفاذ صبر وڠضب تحدث موجه حديثه للطبيبه.. 
ما تتكلمي قوليلي مالها وأيه سبب الإغماء اللي حصلها دا!..
إجابته الطبيبه على الفور.. 
هي كويسه يا فارس باشا.. بس ضغطها عالي شويه وانا اديتها العلاج اللازم وهتبقي أحسن إن شاء الله..
اطمني طول ما انا جنبك.. هتبقى كويسه.. متخفيش..
بكت إسراء بصطناع وقد بدأ ضغطها يعلو ويهبط بأن واحد وبغيظ شديد قالت.. 
مين ضحك عليك و قالك إني ببقي كويسه في وجودك.. انت ناوي تجلطني ولا تشلني يا جدع أنت!..
بعد الشړ عنك..قولتلك أنا جنبك ومعاكي مش هخلي حاجة تزعلك ولا تضيقك..
غمز لها مكملا بثقه وغروره المعتاد.. 
وبعدين أنتي بقيتي فارس الدمنهوري يعني تنسي الدنيا والناس واي تعب أو زعل جواكي..
تنظر له بفم مفتوح ببلاهه..لم يستطيع عقلها استيعاب حديثه وافعاله معها.. تعجز حقا عن وصفه بأي كلمة..فجرائته وغروره فاق كل توقعتها..
اقتربت خديجه الواقفه تتابع ما يحدث بأعين منذهله من تصرفات ابن أخيها الغريبه كليا عليهوكأنه أصبح شخصا أخر بفضل ساحرته.. جلست على الفراش بجوارهما بعدما استجدتها إسراء بنظرها أن تنقذها من ما يفعله بها هذا الفارس..
واردفت بحدة قائله.. 
روح انت مشوارك يا فارس وانا هفضل جنبها.. البنت مش حمل عمايلك دي كلها..
مدت إسراء لها يدها تحثها على حملها كالصغيرة التي يحملها إحدي الغرباء التي تبغضهم وتريد ان تأخذها والدتها منهم.. ضحك فارس على هيئتها بصوته كله له
حتي لو قولتلها أوبح يا بيبي محدش يقدر ياخدك مني..
أنهى جملته وأخذها في عناق حار ويده تسير بلهفه لا تخلو من الجرائه على كامل ظهرها..
ضړبته خديجه على يده برفق وهي تقول بخجل شديد.. 
ولد يا فارس ايه اللي بتعمله دا انت اټجننت.. اتأدب عيب كده..
نظرت للطبيبه والممرضة الواقفان يتابعان ما يحدث بابتسامة بلهاء وأكملت بأمر.. 
اتفضلوا على شغلكم يله..
لم يستمع فارس لحرف مما قالته.. هو مكتفي بعناق ساحرته الذي جعل سعادته تصل لعڼان السماء.. حتي شعر بجسدها يرتعش بين يديه بقوةوبدأت تلتقط أنفاسها بصوت مسموع يدل على اقتراب انفجار ثورتها.. فأنزلها من على قدمه على مضض.. أجلسها على الفراش وهب واقفا يهندم ثيابه وبتنهيده عاشقه قال.. 
هروح أجبلك إسراء الصغيرة واجيلك على طول..
تهللت أسريرها وتلاشي ڠضبها حين استمعت لاسم صغيرتها وعودتها لحضنها..
كم تشتاقها كثيرا.. تود رؤيتها
فرحتها التي ظهرت على ملامحها جعلت قلب هذا العاشق ينبض پجنون.. ابتسم لها ابتسامتة المهلكة مردفا بثقه أثارت أستفزازها مره أخرى.. 
مش هتاخر عليكي علشان عارف إني هوحشك..
ختم جملته وهو يميل ومن ثم سار لخارج الجناح بخطواته الواثقه..
تاركا إسراء خلفه كالتي تلقت خبطة
 

تم نسخ الرابط