رواية شيخ في محراب قلبي لرحمة نبيل
المحتويات
أشار لتقف أمام طاولة طولية وهي تتحدث بهدوء ورقة كعادتها
لو سمحت كان فيه شنط على ترابيزة ٣٤
هز العامل رأسه مشيرا لها بالانتظار حتى يذهب ويحضرهم لتبتسم له وهي تهز رأسها بأنها ستنتظره
وأثناء ذلك كان يسير رفقة فتاة وهو يغمز لها بوقاحة متجها صوب الكاشير لدفع ثمن طعامه ووقف جوار فاطمة وهو ينظر للعامل الذي يجلس خلف احد الأجهزة متحدثا بنبرة رخيمة بعض الشيء
كانت فاطمة تنتظر العامل ليعود بالحقائب الخاصة بها حتى سمعت ذلك الصوت بجانبها ذلك الصوت الذي لطالما كان رفيق مخلص لاحلامها بل كوابيسها شعرت فجأة ببرودة تسير في جسدها كله وهي تستدير ببطء تنظر لذلك الشخص داعية الله أن يكون مجرد تشابه في نبرات الصوت لا أكثر لكن كل ذلك ټحطم وهي تبصر وجهه المخيف والذي لم يغادر رأسها ابدا وسريعا ودون أن تشعر مرت الذكرى أمام عينها وصوته القذر يصدح في رأسها
كان وجه فاطمة يتصبب عرقا والړعب قد احتل جسدها كله لتعود للخلف بسرعة وهي تنظر له بفزع لكن بالخطأ اصطدمت بأحد العاملين في المطعم لتستدير له بسرعة وهي تبكي معتذرة
بينما هو انتبه لتلك الضجة التي حدثت جواره لينظر بتعجب فوجد فتاة قد اصطدمت بالنادل لم يهتم كثيرا وكان على وشك الاستدارة لولا ذلك الوجه الذي ذكره بما فعله قديما فتح عينه پصدمة وهو يبتلع ريقه هامسا لنفسه بړعب شديد
بكت فاطمة پعنف وقد رأته وهو يحدق بها لتستدير فجأة وتركض بسرعة كبيرة خارج المطعم وكأنه وحشا يتبعها تاركة الحقائب وكل شيء خلفها
ركض مصطفى بسرعة خلفها يلحقها خوفا أن تسبب له مشاكل لكن لم يتسطع ذلك ليجد فجأة ماسة تخرج رفقة شيماء من المحل المقابل وماسة تنادي فاطمة بفزع فهما رأيا جيدا ما حدث بالمطعم والحالة التي كانت بها فاطمة
ماسة أنت تعرفي البنت دي
تعجبت ماسة من وجود مصطفى هنا فهي تعرفه رفيق رشدي لكن لما يحدثها وما علاقته بفاطمة و لما يسأل عنها لكنها رغم ذلك أجابت پخوف أثناء ذهاب شيماء لاحضار الحقائب ثم تحركت معها مسرعين خلف فاطمة
ايوة فاطمة تبقى مرات زكريا
انهت ماسة حديثها وهي تتحرك مع شيماء خلفهم فرج الذي أحضر ما يريد والجميع في حالة فزع لما رأوه منذ قليل ولا احد يفهم ما حدث مع فاطمة تاركين مصطفى خلفهم يكاد يسقط ارضا من هول الصدمة هل تركها في قريتها وهرب لتلحق به لهنا
اتجه رشدي صوبه ببطء وهو يحاول التحكم في غصته ويحاول التماسك فما علمه منذ قليل ليس بالهين
وجد رشدي أن المتصل لم يكن سوى ماسة كاد يغلق المكالمة لكن توقف سريعا واجاب فهو لا ينقصه أن يزداد ڠضبها
انتفض زكريا عند تلك النقطة وهو يتأكد رغم شكه في البداية أن المعنية في الأمر هي فاطمة لينهض سريعا متجها صوب رشدي يحاول الاستعلام منه عن ما حدث وقبل أن يسأل عن شيء كان رشدي يفضي له بكل محتوى الرسالة
البنات كانوا في السوق سوا ومرة واحدة فاطمة سابتهم وجريت كأن فيه مصېبة ومحدش عرف يلحق بيها وهما حاليا رايحين وراها البيت
لم يفهم زكريا شيء
يعني ايه لوحدها كده هي مش مچنونة عشان تتصرف بالشكل ده اكيد حاجة حصلت ليها
تحرك رشدي وهو يحمل اشياءه مشيرا لرفيقه أن يلحقه
هنعرف ده لما نوصل يلا
دخلت منزلها سريعا دون أن تنظر جهة أحد أو تلقي بلكمة واحدة حتى على عمتها التي تجلس على الأريكة جوار ابنتها بكل برود بل تجاهلهتم كليا وهي تتركهم وتركض لغرفتها مغلقة إياها خلفها بسرعة كبيرة وكأنه سيلحق بها للمنزل مفكرة في هول ما حدث لقد رآها لقد رآها
لطمت وجنتها بړعب وهي تتخيل ما سيحدث إن علم مكانها وجاء لأجلها فجأة علت الضړبات على بابها وهي تسمع صوت ماسة وشيماء العالي ومعهم والدتها التي لا تفهم شيء لكن حديث ماسة وشيماء أقلقها لكن فاطمة لم تعطي اهتمام لأحد بل كانت في غرفتها تشعر بنهايتها قد اقتربت تتخيل أنه سيأتي إليها وېقتلها كما سبق وهددها إن لمح وجهها سيتخلص منها لكن بعد أن يذيقها الويل مرة أخرى
ارتفعت شهقات فاطمة وهي تصرخ بړعب في غرفتها تتخيل ما سيحدث لها وذكريات ذلك اليوم البشع تراودها وتمر أمام أعينها كشريط بعدما ظنت
استدارت تلك الفتاة التي تحمل بعض الكتب بين يديها مجيبة على رفيقتها
ايه يا فاطمة هتيجي معانا السيما
تغضنت ملامح فاطمة بحنق شديد وهي تسحب يد رفيقتها وجارتها تحثها على العودة معها للمنزل وتتجاهل ذلك الأمر فهم ليس لديهم متسع من الوقت وقد أصبحت الامتحانات على الابواب وهم الآن في السنة الأخيرة من الثانوية وعليهم استغلال كل ثانية في حياتهم للدراسة
بطلي رخامية بقى ويلا نروح وسيبك من السيما والقرف عندنا امتحان يوم الخميس في درس التاريخ
جذبت سكر يدها من فاطمة بضيق شديد وهي تخرج بعض الأموال من ثيابها
بصي يا فاطمة انا ما صدقت ابويا يديني الفلوس عشان اروح مع العيال السيما فبطلي بواخة بقى وتعالي معانا مش هنأخر والله
لوت فاطمة شفتيها بضيق وهي تعدل من وضع الحقيبة على كتفها
لا انا مقولتش لامي ولا
ابويا روحي أنت وخلاص انا هروح
زفرت سطر بضيق شديد وهي تنظر خلفها لباقي رفيقاتها في الدرس وهم يتعجلونها للمجيء وبعدها نظرت لفاطمة لا يهون عليها أن تتركها تعود وحدها خاصة في هذا الوقت وقد أوشكت الشمس على الغروب وهذا الوقت في قريتهم معاد مقدس لتناول العشاء لذا لا تجد الكثيرين في الشوارع لكن هي ترغب وبشدة في مشاهدة الفيلم مع الباقيين لذا تحركت صوب فاطمة تقبلها سريعا على وجنتها وهي تقول ببسمة
هفوت عليك وأنا راجعة ونذاكر سوا لغاية اخر الليل ايه رأيك
ابتسمت فاطمة بلطف لرفيقتها وهي تعلم كم أنها ترغب وبشدة في الذهاب للسينما لذا هزت
راسها بالايجاب وحثتها على الذهاب
راقبت فاطمة سكر وهي ترحل مع رفيقاتها ثم تحركت بملل شديد صوب منزلها الذي يبعد مسافة لا بأس بها عن مكان الدرس الذي تتلاقاه نظرت للسماء فوقها هي تشرد فيها تفكر إلى أين سيئول حالها و بأي تخصص ستلتحق وفي هذا الوقت من العام القادم كيف سيكون حالها
أسئلة كثيرة كانت فاطمة تعتاد أن تفكر بها دائما وهي تدعو ربها أن ييسر لها حياتها تنهدت بتعب ثم أخرجت علبة عصير كانت تحتفظ بها في حقيبها وأخذت تشربها أثناء سيرها وها هي بعد سير لمدة خمسة عشر دقيقة بدأت تتوغل في الأراضي الزراعية والتي تدل على قرب وصولها للمنطقة الخاصة بمنزلها زفرت بتعب شديد وهي تسرع من خطواتها قبل أن يجن الليل عليها وقد بدأ الشمس بالفعل في الغروب الا من بعض الخطوط الذهبية اللون
أثناء سيرها سمعت فاطمة بعض الخطوات خلفها لتنحني جانبا ظنا منها أن هناك من يود العبور لكن
فجأة شعرت بيد تمتمد لكتفها انتفضت سريعا وهي تصرخ بحنق شديد ظانة أنها سكر وقد عادت
سكر يا
توقفت فاطمة عن الحديث وقد تعرفت على هوية ذلك الشخص لتتحدث بهدوء شديد وهي تبتعد بضيق
جمال معلش فكرتك سكر
ابتعدت بقدمها بعض الخطوات لتجد فجأة يد تقبض عليها پعنف وصوت جمال جارها يصدح في المكان بخبث شديد
استني بس ما تعتبريني سكر يا ستي
نظرت فاطمة ليد جمال التي تقبض على يدها وصاحت پغضب وهي تجذب يدها منه
انت اټجننت ولا ايه ازاي تمسك ايدي كده والله لاقول لابويا يشتكيك لابوك لان الظاهر اخر مرة محوقتش فيك
انهت كلامها وهي تسير پغضب شديد فهذه ليست المرة الأولى التي يعترض فيها جمال طريقها وليست المرة التي ټتشاجر معه لذا لم تهتم كثيرا رغم الڠضب الذي سكنها منه
خطوة اثنان وماكادت تخطو الثالثة حتى شعرت فجأة بيد جمال تجذبها إليه للمرة الثانية لكن هذه المرة وضع يده على فهما ليمنعها الحديث فتحت فاطمة عينها پصدمة كبيرة وهي تحاول الفكاك من بين يديه تفكر في وقاحة جمال التي ازدادت متوعدة له بالويل وهي تتلوى بين يديه تحاول الصړاخ لكن وعلى عكس العادة هذه المرة لم يتركها جمال وهو يضحك بسماجة كعادته بل استغل خلو ذلك الطريق سوى منهما وحملها سريعا وركض بها لشارع جانبي وهي شعرت بدقات قلبها تتسارع بشكل غير طبيعي وفجأة وجدته يلقي بجسدها في سيارة مغلقة وهناك من يجلس خلف المقود ثم صعد جوارها وقبل أن تنطق بكلمه كان جمال يغلق فمها بيده وهو يضع إصبعه على فمه مشيرا لها بالصمت
اششششش لو سمعت صوتك ھقتلك سامعة
أنهى حديثه ثم استدار للرجل الذي يحتل خلف المقود وهو يشير له بالتحرك
ما تتحرك يا عم إنت مستني ايه
تحركت السيارة ليرتجف جسد فاطمة پعنف وهي تتشنج بطريقة مرعبة تحاول ترجي جمال أن يتركها وهي لن تخبر أحد لكنه لم يدع لها الفرصة ليبتسم لها وهو ينظر لملامحها المړتعبة
واخيرا يا بطوط الليلة دي هتكون ليلة وداع ليا عشان بكرة هسافر وملقتش حاجة مناسبة أكثر منك اودع بيها مصر
عند تلك الكلمات شعرت فاطمة بانفاسها تطبق على صدرها وهي تتحرك پجنون في السيارة تجذب شعر جمال پغضب شديد ټضربه صاړخة به
يا ابن ال يا ژبالة والله لاقټلك يا حيوان قبل ما تقرب مني
كانت فاطمة تنشب أظافرها في وجهه پعنف شديد جاعلة إياه ېصرخ محاولة أن تفتح الباب لتقفز منه فالمۏت أهون عندها مما يخطط له هذا الحقېروقبل أن تبادر في أخذ خطوة الهروب كان هناك مسډس يوجه لرأسها وصوت أجش يأمرها بحدة
لو عملت حركة كمان هفرغه في راسك سامعة
على نحيب فاطمة وهي تنظر له پغضب
المۏت عندي اهون من اللي عايزين تعملوه يا ابن ال انت وهو والله لاوديكم في داهية
انهت حديثها وهي تهجم على قائد السيارة بعدما كان قد توقف أمام أحد المنازل يحاول أبعادها عنه بينما هي كانت تقاوم لآخر ثانية حتى وجدت جمال يجذب شعرها من أسفل الحجاب بشكل مؤلم صارخا بها
تعالي بقى يا بنت ال
أنهى جمال حديثه وهو
متابعة القراءة