رواية في هويد الليل بقلم لولا نور
المحتويات
....
سيظل جودت مهران الذي لا يهزمه اي شيء في الكون حتي ولو كان المۏت ذاته....
جلس العرسان الاربعه في المكان المخصص لهم يتلقون التهاني من الجميع فقد كانت سرايا الحج ليل مهران تعج بالناس من كل حدب وصوب ولما لا فاليوم هو يوم عرس ابناءه وخيره شباب البلده ...
بخطوات واثقه وملامح جامده هبط جودت درجات السلم المؤدي الي حديقه السرايا حيث مكان الحفل..
بسلامته اولا وبزفاف شقيقه ثانيا..
هتف والده بسعاده بالرغم من حزن قلبه لرؤيه والده البكر اخيرا يخرج من عزلته ويقف بجانيه في يوم زفاف اخيه الاصغر الف بركه يا ابني حمد الله علي سلامتك ....
وتابع بنبره مشجعه هو ده جودت مهران ابني قوي وصلب ومفيش حاجه تقدر تهده....
وعقبال ليلتك انت كمان والله لا اعمل لك ليله تحكي وتتحاكي مصر كلها عنها بس انت انوي...
ابتلع غصه تسد حلقه متجرعا مرارتها في حلقه وهو يري من هواها قلبه تزف لرجل غيره واجاب والده دون ان ينظر له بل ثبت نظراته نحو الحضور بثبات حتي يرسل اليهم رساله انه مازال كما هو. عندك حق يا حج جودت مهران مفيش حاجه تقدر تهده .....
ما ان لمحه جواد حتي قام من جانب عروسه متوجها نحوه فرحا برؤيته اليوم بينهم فهكذا تكتمل فرحته بحضور شقيقه وخروجه من عزلته...
ولحقه ايضا فارس فرحا بعودته وتقديرا لحالته الصحيه...!!!!
هتف جودت بمرح وهو يفتح زراعيه يضم شقيقه بمحبه خالصه كده فرحتي كملت لما نزلت وحضرت فرحي يا جودت ربنا يخاليك ليا يا خويا....
طب وانا يا جودت ماكونتش عاوز تكون جنبي انا كمان...
هتف بها فارس وابتسامه واسعه تشق وجهه ممازحا بها جودت والذي ما ان استمع لصوته حتي تصلب كل عصب في جسده وفارت دماء الكره والبغض داخب اوردته ولكنه حافظ علي ثبات ملامحه وهو يفصل عناق شقيقه ملتفا نحو فارس يطالعه بنظرات غامضه وانا اقدر يا فارس برضه ده انتي حتي تؤام جواد مش كده ولا ايه....
نقل جودت نظراته بينهم پحقد وهو يري قربهم يزداد يوما عن يوم ....
وتابع جواد هاتفا بسعاده كده الفرح بقي فرح بجد وبرجوع جودت بالسلامه كل حاجه بقت في مكانها الصح .....
اكدت فارس علي حديث صديقه غافلين عن نظرات جودت المظلمه ونبره صوته الغريبه وهو يقول بغموض لسه لسه شويه وكل حاجه ترجع مكانها الصح بس شويه صبر !!!
علي طاوله كبيره في وسط الحديقه جلس المأذون يتوسط الحج ليل مهران وكيل العروسه والعريس جواد مهران
فقد آصر الحج ليل علي عقد قران ابنه جواد في بلدته وامام الجميع بالرغم من زواجه مدنيا من زوجته الا انه اصر علي ذلك حتي لا يتعرض للقيل والقال.
وايضا بعدما سال وتاكد من اكثر من مصدر ديني موثوق فيه انه يجوز عقد قرآن حتي وان كانت ديانه العروس مختلفه بشرط ان تولي والي شرعي يكون وليها عند عقد القران ...
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير ...
هتف بها المأذون معلنا زواج جواد ودانيلا بشهاده فارس وجودت علي العقد .....
وتكرر نفس المشهد مره اخري فقد آصر الحج ليل علي ان يكون واليا شرعيا لليلي عوضا عن والدها رحمه الله ...
يا جودت .. عاوزك انت وجواد تشهدوا علي عقد جوازي من ليلي....
وايه الجديد يعني
ما انا كده كده شاهد وڠصب عنك !!! هتف بها جواد ممازحا صديقه بينما تصلب جسد جودت وقبض علي قبضه يده بقوه ملجما نفسه عن لكم فارس في منتصف صدره حتي يقتلع قلبه ببن يديه...
حاول التحدث والاعتراض ولكن صوت والده الذي جاء مؤيدا حديث فارس الجمه خاصة انه يتحدث امام حشد كبير من الرجال طبعا ودي عاوزه كلام يا فارس جواد وجودت اخواتك .....
بملامح متصلبه ودماء تفور پحقد داخل اوردته كان جودت يوقع علي وثيقه مۏته ومۏت قلبه ولكنه اقسم ان يذيق كل من تسبب في آلمه ومعاناته وعجزه درسا لن ينساه ابدا ولكن في الوقت المناسب ...!!!
القي القلم من يده وهب واقفا مباركا لهم بفتور مبروك يا فارس معلش انا هستاذن لاني تعبان ومحتاج ارتاح ....
وغادر دون الاستماع لرد اي منهم ولكن قبل ان يدلف الي داخل السرايا رمق ليلي المبتسمه بسعاده بنظره متوحشه اصابتها برجفه في جسدها من قوتها نظره لن تنساها طوال عمرها نظره اشعرتها بالخۏف منها ولكن ما ان اختفي من امامها حتي حاولت ان تطمن روحها بان خۏفها منه راجع لشعورها برؤيه وجهه الذي تشوه بفعل الحاډث فهذه اول مره تراه بعدها كما انها الان اصبحت في آمان مع فارسها
انتهي حفل الزفاف اخيرا واصطحب كل عريس عروسه الي مسكن الزوجية
صعد جواد حاملا عروسه الي جناحه الخاص في سرايا والده ...
انزلها في وسط الجناح وتحرك مغلقا الباب خلفه باحكام ...
بذراعيه القويه هامسا بحراره في اذنها مما سبب لها قشعريره بارده علي طول عمودها الفقري يااااه اخيرا يا داني اخيرا اتقفل علينا باب واحد وبقيتي ليا واتحقق حلمي اخيرا ...
بالرغم من ارتعاشه جسدها الا انها اراحت راسها علي صدره مستنده بثقل جسدها علي جسده مستمتعه بدفيء صدره وهمست تجيبه وشريط ذكري كل لحظه مرت عليهم معا منذ لقاءهم الاول تمر امام ناظريها اخيرا يا حبيبي انا مش مصدقه لحد دلوقتي اننا اخيرا بقينا مع بعض بعد ما زهقت وتعبت من الانتظار...
ثم ضحكت هاتفه بشقاوه مين كان يصدق ان الواد المغرور اللي مدوخ بنات الجامعه كلها ومش معبرهم يبقي من نصيبي انا ...
ادار جسدها بين يديه واخذ يتطلع بعشق في عينيها الساحره اعمل ايه طيب اذا كان في بنوته زي القمر بشعر حرير زي سلاسل الدهب خطفتني اول ما شوفتها ووقعت في حبها علي طول وخاتني مش شايف غيرها
هتفت بنعومه في تلعب بانلملها الصغيره في ياقه قميصه بجد يا جواد بتحبني اوي......
همس جواد بحراره امام شفتيها وجسده يشتعل مطالبا بوصالها سؤالك ده مالوش عندي غير اجابه واحده بس...
مجيبا اياها علي سؤالها باكثر طرق احترافيه وحميمية وهو خير من يجيب علي تساؤلاتها التي امتدت بينهم لطلوع الفجر .....!!!
كانت ليلي تقف في وسط منزلها وفارس تتطلع اليها بانبهار فعلي الرغم من بساطه تصميم المنزل الا انه يشع بهجه ودفيء ..
هتفت تتحدث بعيون منبهره البيت طالع احلي كتير ما كنت متخيله يا فارس بجد روعه تسلم ايدك....
تحدث بهمس وهو يطالعها بنظرات تفيض عشقا وقلبا يرقص بصخب داخل ضلوعه لتحقيق حلمه الحمد الله ان زوقي عجبك ...
ثم تقدم منها متلمسا اناملها برقه ساحبا اياها خلفه نحو غرفتهم ثم استدار اليها يطالع السماء السوداء اللامعه في
عينيها بالموج الازرق الهادر في عينه غمضي عينيكي ....!!!
فعلت ما آمرها به واستسلمت ليده التي تسحبها نحو جنتهم الخاصه.....
اوقفها في وسط ووقف امامها يشرف عليها بطوله المديد ومد اصابعه القويه نحو شعرها يحله من عقدته مخللا انامله الخشنه داخل خصلاتها السوداء الحريريه التي انسابت بنعومه علي ظهرها ...
آخذ نفسا عميقا يشبع صدره برائحتها المسكره ولازالت يديه تتداخل مع خصلاتها لطالما تمني ان يفعل ذلك منذ ان رآها اول مره....
افتحي عنيكي يا حوريتي...!!!!!
استجابت له مسلوبه الاراده وقفت تتطلع اليه بعشق وهو يبادلها النظر بعشق اكبر وكل نظره من عينه تقبل كل انش في وجهها الصبوح ...
شهقت مدهوشه بروعه منظر غرفتهم فقد كانت مفروشه كلها بالورد الاحمر الجوري والشموع الحمراء التي اضافت اضاءه خافته شاعريه ورومانسيه جميله ....
تحرك صوب مشغل الاغاني وقام بتشغيله فصدح صوت مطربه المفضل يشدو باكثر اغانيه التي بعشقها والتي تذكره بها ....
اقترب منها واحاط خصرها النحيل بذراعيه واخذ يتمايل معها علي انغامها الاغنيه دي بتفكرني بيكي يا حوريتي. وبتوصف حالي من قبلك ....
همست تساله برقه مأخوذه بما تعيشه معه بيا انا اغنيه ايه دي ...
هتف بحراره وانفاسه الساخنه تلفح بشرتها الرقيقه ويديه تزيد من ضم جسدها اليه اول مره شوفتك فيها كنت بسمعها وساعتها اول مره قلبي يدق بس بعدها لقيتك اختفيتي من قدامي وافتكرت نفسي بحلم.
لكن يوم ما ادهم كانت هيخبطك في الاصطبل اتاكدت انك حقيقه وانك حوريه نزلت لي من السما ووقعتني في عشقها وغرامها من اول لحظه....
هتفت بعيون تتلألأ عشقا فارس
همس بحراره وقد غلبه شوقه ورغبته بها حوريه الفارس ...
قالها ويديه تعرف طريقها نحو سحاب فستانها الذي سقط تحت قدميها وسقط معه اخر ذرات صبر فارس ضاحضا اي مقاومه من جانبها مغرقا اياها بعشقه سابحا معها في بحور عشقه الهادر پجنون
خرج جواد من جناحه يبحث عن شيء ياكله بعدما سقطت منه دانيلا في النوم..!!!
وقبل ان ينزل الدرج سمع صوت يأتي من جناح شقيقه جودت فاسرع مهرولا نحوه ظنا منه انه ربما يكون يتألم او يعاني من خطب ما....
فتح الباب دون ان يطرق عليه فوجد جودت جالسا علي مقعد بجانب الشباك وفي يده زجاجه خمر يتجرع منها وينظر الي قدمه الصناعي يحدثها بكلام غريب لم يفهمه في باديء الامر !!!!
اقترب منه متحدثا بنبرة قلقه مالك يا جودت
نظر اليه جودت بعيون شبه مغلقه هاتفا بسكر شرفت يا عريس ... ياتري رفعت راسنا ولا تكون محتاج مساعده ...
شوف لو عاوز مساعده طبعا انت عارف هتجري علي مين تطلب منه زي ما علي طول بتعمل ما هو اخوك وتوأمك مش انا....!!!
تحدث جواد بضيق وهو يقترب منه ياخد منه زجاجه الخمر فوق يا جودت انت سکړان ومش عارف انت بتقول ايه ...
نزع منه جودت زجاجه الخمر هاتفا بغل وقد استحالت ملامحه الي سواد قاتم مغلف بالشړ انا مش سکړان انا فايق وعارف انا بقول ايه ومفيش حاجه بقولها غلط ...
ثم وجه نظره محدثا ساقه المقطوعه بيقول عليا سکړان شوفتي محدش بيصدقني غيرك انتي وانتي اللي عارفه الحقيقه كلها مش انا قلت لك قبل كده علي كل حاجه عملتها وانتي صدقتيني!!!!
مش انتي صدقتيني لما قلت لك اني بحبها ...
وانها رفضتني
متابعة القراءة