رواية شاهين الجزئين
صاحبي فكرك مشغول بإيه مسح محمد وجهه بتعب و كأن سؤال طارق المفاجئ أعاد له أفكاره التي ظن أنه هرب منها و حفكر في مين غيرها الظاهر إن طريقي معاها نهايته قربت طارق بحيرة قصدك إيه محمد بصوت مجهد مصرة على الطلاق كل مرة بتجيبلي حجة أغرب من اللي قبلها و انا بصراحة تعبت بحبها اوي بس كرامتي اهم عندي من اي حاجة شعر طارق بالاسف الشديد تجاهه فهو كان على علم بعلاقته مع نور منذ البداية و كأن متأكدا من أن صديقه سوف يتعب كثيراو لكن لم يتوقع أبدا ان نهاية حبه العظيم ستكون حزينة بهذا الشكل الفصل الرابع الجزء الثاني أغلقت كاميليا باب الشرفة و نظرها مازال معلقا بالاضواء البعيدة تحتها التي كانت تلمع منيرة ظلام الليل تنهدت بحزن متجهة لل بخطوات مترددة لتتمدد فوقه بكسل جاذبة الغطاء لتدثر كامل جسدها تسللت نحو أنفها رائحة عطره التي تعشقها لتهز رأسها ببطئ لتجده يقف أمام التسريحة و في يده زجاجة العطر يعلقها ثم يضعها فوق الطاولة عقفت حاجبيها بدهشة عندما لاحظت أنه يرتدي بدلة أنيقة باللون الأسود مستعدا للخروج رفعت الغطاء عنها ثم سارت نحوه قائلة إنت خارج دلوقتي اجابها ببرود و هو يرتب ربطة عنقهأيوا في مانع عضت بغيظ فمنذ ثلاثة أيام و هو غاضب منها بسبب ماتفوهت به من حماقات في مكتبها مع هبة فلسوء حظها كان شاهين يراقبها من خلال كاميرا مزروعة داخل مكتبها ليشاهد و يسمع ردة فعلها بالكامل عند رفض تصميمها حاولت مصالحته بشتى الطرق و لكنها فشلت و هاهو الان يعاملها ببرود و جفاء غريبين سألته مجددا بس الساعة دلوقتي بقت عشرة بالليل الوقت متأخر و مش عوايدك يعني رمقها بنظرات لامبالية قبل ان يلتفت نحو الباب قائلا حتأخر برانامي و متستنينيش توقف عن سيره عندما إعترضت كاميليا طريقه موجهة نحوه نظرات لوم و عتاب شاهين هو إنت حتفضل زعلان مني لحد إمتى انا إعتذرتلك مية مرة بس إنت رافض حتى إنك تسمعني و الله انا مكانش قصدي أمسكها من كتفيها يهزها برفق مقاطعا كلامها صارخا بنبرة غاضبة بقى بتقولي إنك حتطلقيني قدام صاحبتك و كأنها كلمة عادية ملهاش اي معنى للدرجة دي هاين عليكي كل اللي بينا هان عليكي الحب و العشرة حتى لو مكنتيش بتعنيها حتى لو كنتي بتهزري المفروض كلمة زي متنطقيهاش على لسانك لو كنتي بتحبيني بجد مكنتيش قلتي كده إغرورقت عينيها بالدموع و هي تحرك رأسها يمينا و يسارا نافية مايقوله قبل أن تهتف بصوت مخټنق لا و الله انا بحبك تركها لترتد بجسدها قليلا إلى الوراء شاهقة بقوة لتتمسك بطرف إلتفت شاهين نحوها بسرعة يتفحصها بقلق ظنا منه أنه قد دفعها بقوة دون قصد منه إرتدت ملامحه ثوب اللامبالاة من جديد هاتفا باستهزاء لا باين باين اوي بأمارة الكوابيس اللي لسه بتجيلك كل ليلةنظرات الړعب و الخۏف اللي لسه بشوفها في عينيكي كل ما قرب منك بالرغم من كل حاجة عملتها على شانك لسه مش قادرة تتجاوزي اللي حصل زمان أنا كل يوم بعتذرلك و بتاسفلك و بحاول أعبرلك على ندمي و اعوضك بأي طريقة إتغيرت كثير على شانك كل همي إنك تنسي و تحاولي تحبيني مش طالب غير حبك بس للاسف لسه الحال زي ماهو من ثلاث سنين أغمض عينيه بقوة وهو يوليها ظهره لا يريد أن تأثر عليه بدموعها و بكائها رغم أن اكثر شيئ يكرهه في هذه الدنيا هو رؤية دموعها و حزنها تنهد بصوت مسموع قبل أن يضيف كاميليا انا حسافر أمريكا الاسبوع اللي جاي عشان عندي صفقة مهمة ححاول ابعد الايام دي عشان ترتاحي و تهدي أعصابكوتفكري بهدوء أنا عارف إني قسيت عليكي بالكلام بس ڠصب عني كان لازم اقلك كل اللي جوايا مسحت دموعها بقوة قبل أن تسارع بخطواتها لتعترض طريقه وقفت بجسدها الصغير أمامه قبل أن يصل أمام باب الغرفة رفعت رأسها تناظره بعينيها الدامعتين قائلة برجاءمتمشيشإستنى إنت رايح فين هز حاجبيه قائلا بتعجب و إنت من إط مش عايزانى أروح ليه تحدث بصوت بطيئ صبور رغم علمه بتهربها من أسئلتهمحدقا بها بنظرات متفرسة لكل إنش من وجهها الفاتن رغم إحمرار عينيها ووجنتيها بسبب بكائها قضمت بتوتر غير عالمة بتأثير تلك الحركة العفوية عليه مس حسيبك المرة دي غير لما تصارحيني
منزل سعيد والد كاميليا إستأذن محمد ليغادر بعد أن تحدث مع والدي نور حول رغبتها في الطلاق وأخبرهم أنه سيقوم بجميع الاجراءات الازمة في أقرب وقت ممكن فتح باب الشقة ليخرج تاركا إياهم متسمرين مكانهم من شدة الصدمة لكنه توقف مكانه بعد أن سمع صړاخ والدة نور و هي تقول بحړقة أنا لسه مش مصدقة اللي سامعاه يا نهار إسود يا نهار اسود شايف يا سعيد شايف بنتك عملت إيه عاوزة تتطلق يا فضيحتي يافضيحتي اودي وشي فين من الناس و الجيران بعد كده اجابتها نور بصوت مندفع يعني كل اللي همك هو كلام الناس و مش همك انا هبت والدتها من مكانها فجأة لټصفعها بكل قوتها حتى شعرت نور بطعم الډماء في فمها قبض محمد على يديه بقوة يمنع بصعوبة نفسه من العودة إلى الداخل لحماية عنيدته من بطش والدتهارغم ألمه منها و عڈابه إلا أنه لم يستطع إن يراها تتعرض لأي أذى سارع سعيد لإبعاد زوجته التي لم تكتفي بصفع إبنتها بل كانت تنوي إكمال ضربهاهدر پغضب و هو يدفعها برفقبتعملي يا ولية إنت إتجننتي بتمدي إيدك على بنتك و انا واقف أجابته و عيناها تكادان تقفزان من محجرهما تحدث سعيد بصوت هادئ رغم إشتعاله من الداخل الضړب عمره ماكان حلهي مش صغيرة و عارفة كويس مصلحتها فينسيبيها تتحمل نتيجتها قرارها صړخت في وجهه لأول مرة في حياتها و هي تكاد تشد شعرها من شدة الغيظ بسبب برود أعصابه التي أثارت إستفزازها متجننيش يا راجل أحسن انا على آخرى بقلك بنتك عاوزة تتطلق تقلي حرة و تتحمل نتيجة قرارهاتتحمل إيه و تتنيل إيهداه طلاق طلاق يا ناسمش لعب عيال سقطت على الكرسي وراءها بعد أن شعرت بارتخاء ساقيها و إرتعاش جسدهاتمتمت بضعف و هي تسند رأسها الذي ثقل فجأة بكفيها طب ليه حصل إيه عشان تطلبي الطلاق عملك إيه إبن الناس نظرت لها نور قليلا قبل أن تجيبها بصوت مرتبك معمليش حاجة انا لوحدي طلبت الطلاق عشان مقدرتش أستمر في العلاقة دي كان لازم أحطلها حد من دلوقتي قبل ما تتطور سكت بنتك يا سعيد مش عاوزة اسمع صوتها لحسن و الله حرتكب جناية الليلة دي ربنا نقذه منك جوزك عشان طيب و إبن ناس ميستاهلش واحدة زيك بكرة حتندمي يا بنت بطني لما تحسي بقيمة الحاجة اللي ضيعتيها من إيدك قاطعها سعيد ليسأل نور قائلا بصوت جاد طب ممكن تفهمينا يا بنتي حصل إيه عشان تقرري قرار زي داماهو مش معقول بين يوم و ليلة كده تطلبي الطلاق اكيد في أسباب مقنعة نفت نور براسها و هي تفرك يديها بتوتر قائلة يا بابا صدقني مفيش حاجة انا من الاول مكنتش عاوزة الجوازة دي ما إنت عارف من سنة لما وافقت على محمد انا وقتها كنت فاكراها خطوبة بس إنتوا اللي قررتوا إنه يكون كتب كتاب صفعت فخذيها پقهر قبل أن تهتف بحړقةبقى زعلانة عشان الراجل شاريكي و داخل من الباب بنات آخر زمنمنك لله يا نور منك لله كسرتي ظهري ووطيتي عيني و عين أبوكي الخلق تكلم سعيد قائلا بصبر بطلي ولولة بقى خلينا نفهم المشكلة فين يمكن نلاقيها حل حل إيه ياخويا ما خلاص اللي حصل حصل بقىوالراجل خلاص زهق من عمايل بنتك السودا و طفشبس عنده حق انا لو منك مكنتش صبرت عليها شهر كثر خيره بقاله أكثر من سنة ساكت و مستحمل تجاهلها سعيد و هو يحدث إبنته تكلمي يانور قولي اي حاجة خلينا نفهم نور بتوتر يابابا قلتلك مفيش حاجة إنتوا ليه بتضغطوا عليا انا نفسي مش فاهمة حاجة الام پغضبلااااا لحد هنا و كفاية يعني إيه مش عارفة و إلا هو دلع بنات وخلاص بت إنت تعدلي و بلاش حركاتك دي ربنا يعلم بحالي دلوقتيفاضلي تكة و أنفجر فينك يا كاميليا علشان تشوفي أختك عملت فينا إيه نور بتهكم وهي كاميليا ډخلها إيه دي حياتي و أنا حرة فيها _لا مش حرةليكي اب و ام و أخت ليهم رأي كمانو قرار الطلاق داه تشيليه من دماغك تنسيه خالص لحد ماشوف صرفة للمصېبة اللي وقعتي نفسك فيها ووقعتينا معاكي و حسك عينيك أسمعك جبتي سيرة الموضوع داه لأي مخلوق يومين كده و حكلم جوزك ييجي نور مقاطعة لا يا ماما إنت مش حتكلمي حد الموضوع خلص خلاص و محمد قال أنه حيبتدي في إجراءات الطلاق قريبإنت ليه مش عاوزة تقتنعي إن أنا و هو مفيش نصيب بينا الام بصوت عال ليه عملك إيه الجدع داه محترم و إبن ناس و عمرنا ما شفنا منه حاجة وحشة قولي إيه اللي قلبك مرة واحدة كده و إلا في حد ثاني لعب بدماغك إنطقي
يا بت ضيق محمد حاجبيه بدهشة و هو يستند بظهره على باب الشقة دقات قلبه المتسارعة تدل على توتره الشديد و هو ينتظر إجابتها على أحر من الجمر لم يضع هذا الاحتمال بباله لشدة ثقته بها بالرغم من تصرفاتها الغريبة و الغير مفهومة معه و خاصة في الفترة الأخيرة إلا أنه لم يتوقع ابدا انها ستتركه من أجل شخص آخر فتح أزرار قميصه العلوية بعد أن شعر باختناقه توقف عن الحركة و جميع حواسه تأهبت عندما سمع صوت نور و هي تصرخ في وجه والدتها پغضبحضرتك تقصدي إيه تقصدي إني بخون جوزي و انا لسه على ذمتهسامع يا بابا سامعها بتقول إيه بجد مش قادرة أصدق إنك ممكن تقولي عليا كلام زي داه انا تربية إيديكي و عارفة أخلاقي كويس تدخل سعيد محاولا تهدئتهما أمك متقصدش يا بنتي هي قصدها إن مفيش سبب مقنع يخليكي تتطلقي نور بغموض لا فيانا عندي أسبابي الخاصة و انتوا لازم تحترموا قراري داه عم إذنكم إتجهت سريعا نحو غرفتها لتغلق الباب وراءها پ مصدرا صوتا