رواية بقلم كيان
المحتويات
على مكتب صغير عليه جهاز كمبيوتر يجلس عليه شاب في أواخر العشرينات واسمه على المكتب أحمد محمد الأسيوطي
رن هاتفه بضع رنات لينتزع نفسه من العمل ويرد أخيرا بدون أن ينظر للهاتف
نعم !
فيه حد يرد على أمه كده !
أهلا يا ماما معلش مشغول شوية
عايزاك تيجي بدري عشان تودي نعمة للدكتور
يا ماما أنا مشغول وديها إنتي هبعتلكم العربية توصلكم مع عم حمدي
حاضر يا ماما بس خليها تجهز وتستناني مش عايز اقعد كتير
طيب بس متتأخرش
انتهت محادثته مع والدته ليجري اتصالا آخر
عيادة د رمزي
ردت عليه امرأة من الطرف الآخر
أيوة يا فندم
عايز أحجز باسم نعمة محمد الأسيوطي
شكرا
انهى مهاتفته وانكب مرة أخرى على العمل
في غرفة البنات
انتي لسة سخنة يا نعمةوالا بقيتي كويسة خلاص
لا انا سخنة وبفرفر منكم لله انتو وحللكو واطباقكو ومواعينكو كنت وردة مفتحة وقضيتو على مستقبلي هحضر فرح نهى ازاي واخلي الشباب يتجننوا عليا يا عيني عليا وعلى مستقبلي
يطينها أكتر من كده الله يرحمني كنت برقبتكوا
طيب خلاص اجهزي بتقولك ماما عشان ساعة بالكتير وآبيه هيوديكي للدكتور
طيب يا سمية هقوم أهو بس شوفيلي التليفون البت نسمة كانت بتقول جاية أقولها استني لما ارجع
طيب ولو اني مش عارفة انتي ازاي مصاحبة البت الرخمة دي
اقټحمت الغرفة شابة في نفس العمر
نعمااااااااه
صاروخ ف معاميعك هتموتيني وانا بطلع ف الروح
مش بتخض عشان انتي عيانة وأجاملك
لا متتخضيش كنت لسة هكلمك أقولك استني لما ارجع من عند الدكتور
مين اللي هيوديكي
ارتبكت نسمة قليلا ودارت ارتباكها
هو اللى خاېف عليكي وموديكي بنفسه
طيب البسي بأه و هستناكي تحت عما تخلصي واقعد شوية عما تمشي
نزلت نسمة وتركتها تستعد
نزلت للأسفل في ردهة المنزل وجلست جوار الأم التي كانت تعد بعض الطعام وتعالت ضحكاتهم
سمعت الكلمات وهي تنزل ببطء على درجات السلم قبل أن تواجه باب الشقة السفلية حيث الردهة العائلية وقبل أن تهم بالدخول
كويس إنك جهزتي عشان منتأخرش
التفتت لتنظر لحبيبها اللامبالي وهزت رأسها إيجابا والتفتت إلى ناحيته وقبل أن تخطو خطوة لتذهب معه دفعها كتف نسمة وهي تخرج مسرعة وادعت المفاجأة و الخجل
هو حضرتك جيت ! أنا كنت جاية اتطمن على نعمة حضرتك متعرفش هي غالية عليا ازاي هي وطنط
استغرب حديثها إليه ولكن لم يرد احراجها فابتسم ابتسامة صغيرة
كلك ذوق هما كمان بيذكروكي بالخير آه يا كذاب ولا حد جابلك سيرتها أصلا
دا من ذوقهم وأصلك مش هوصيك على نعمة وأنت أبو الذوق والمسئولية
أحس أن الحديث يطول بلا داع
بعد إذنك هشوف الحاجة قبل ما نمشي
دخل قبل أن يسمع اجابتها المتملقة
انتي ايه اللي طلعك زي المدفع كده
اصلك اتأخرتي وقولت أروح واجيلك بكرة بأه عشان ماما متقلقش عليا
طيب لما أرجع من عند الدكتور هكلمك
تلكأت قليلا وهي تدعي أنها تسندها في وقفتها حتى خرج أحمد
طيب يا نعمة يلا هروح عشان معطلكوش و الوقت بدأ يتأخر و الدنيا ضلمت
أحس أنها تحرجه بتركها تمشي وحيدة برغم أن أذان المغرب لم يكن قد رفع بعد
اتفضلي معانا نوصلك
التفتت له وقالت بصوت ناعم
مش عايزة اتعبك وأكملت بتوتر ولا أعطلكم
لا أبدا اتفضلي
واستدار لينزل لتمسك يد نعمة وتنزل وراءه
أسرعت لجوار السيارة فتحت الباب الخلفي وجذبت نعمة من يدها وأجلستها بالخلف فاستغربت لتداركها بسرعة تحت أسماع أحمد
افردي ضهرك شوية عما توصلي للدكتور ارتاحي
ودفعتها ولم تقوى نعمة على المقاومة ولكنها قالت
أنا كويسة أقدر أقعد
لكن لا استجابة و جلس
تلك ال نسمة بجوار أحمد لتجاذبه الحديث الذي فشلت نعمة مع الحمى متابعته وغفت في المقعد الخلفى
أفاقت بعد مدة على يد أحمد فوق جبينها ففتحت عينيها لتجده يمسك يدها ويجذبها لتجلس
خلاص وصلنا حاولي تفوقي بس عشان نطلع
أسندها بذراعه وصعد بها للعيادة وأجلستهما الممرضة وبعد مرور بعض الوقت علا صوتها
نعمة محمد الأسيوطي
جعلها الاسم تنتفض لقد أملى اسمها بشكل خاطئ بالفعل هو مقتنع أنها أخته أيعقل أنه نسي أنه ابنة عمه أحمد والذي سمي هو على اسمه ! نعم اسمها نعمة أحمد الأسيوطي ابنة عمه وخالته أيضا !! قطعا هو يفكر أنها تنتفض من الحمى ولكن ما بها أشد من الحمى التي تعصف بأوداجها
أمسك بكف يدها اليمني بيمينه ليحيطها بذراعه الأيسر ويكاد يحملها وهما يخطوان نحو غرفة الطبيب يا للحړقة قلبها يكاد يقفز هاربا من ضلوعها ما عاد يتحمل مثل هذا الشوق المؤلم كل برهة ټخطف نظرة لوجهه وتلوم نفسها ثم تعود لټخطف أخرى ويستمر ضميرها في اللوم
أفيقي يا فتاة أنت أخته ولن تكوني غير هذا حتى اسمك يخطئ به لقد جعلك أخته سواء
متابعة القراءة