رواية بقلم كيان
يديها لتوازن جسدها فوق قطعة الخشب الصغيرة و كادت قدمها أن تنزلق توقفت لتلتقط أنفاسها و تصرف انتباهها عن عرقها المتساقط وقلبها المرتجف من ارتفاعها وضيق القطعة الخشبية حسبت موقعها فلو حاولت أن تتحرك ببطء على خمس أو ست خطوات ستتعرض في كل خطوة مرة للانزلاق وإن وسعت خطوتها في خطوتين ستقل مرات التعرض للانزلاق فوسعت مجال خطوتها و لازالت تمسك بيديها بقوة في الأفريز العلوي الذي يزين الشرفتين من الأعلى فاهتزت قليلا وكادت تتعرض للانزلاق فضمت الرجل الثانية للأولى وتوازنت سريعا ووقفت لتلقف أنفاسها المتلاحقة و كررت الخطوة مرة أخرى فوصلت لحافة شرفة أحمد و كادت تنزلق مرة أخرى فأمالت جسدها إلى ناحية الشرفة لتسقط بداخلها وتترك اللوح الخشبي يسقط لأسفل قامت من وقعتها تتأوه بصوت منخفض من ألم عظامها و لم تكد تقوم لتعدل شعرها المتناثر وتدلك ظهرها و أعلى رجلها حتى سمعت تصفيق يأتي من الأسفل
أسكت الله يخليك روح انت ايه اللي جابك الساعة دي
جاي عشان رزقي في رجليا
عايز ايه
تقابليني
انت اټجننت !
خلاص أنا أقف هنا أزعق لحد ما الضيوف اللي عندكم يطلعوا وياخدوا بالهم من العروسة
مواقفة يعني ! طب إمتى
بكرة بكرة هبعتلك ع المعاد بس امشي الله لا يسيئك ھموت من تحت راس عمايلك
انتي بتضحكي عليا أنا ايه يضمنلي إنك متخليش بوعدك وتبعتيلي فعلا
هبعت بس امشي ولو مبعتش ابقى قول اللي يعجبك
لأ ساعتها هيبقى الكلام مالوش لازمة
امال انت عايز ايه
اديني رقم تليفونك يا كده يا مش همشي
ممكن أعرف ايه الهبل اللي بتعمليه ده
إنت هبلة ! يعني فاكرة الهبدة بتاعتك على أرض البلكونة دي متصحيش واحد مېت مش نايم ! وألا كلامك مع جحش الزرايب ده مش هسمعه
كان يقول كلامه و هو مازال ممسكا بها من ملابسها كمن أمسك سارق و يهزها باستهانة للأمام والخلف وهي تدور بفعل حركته
أعمل ايه طيب عمتو نجفه قصدي نجوى تحت وقاعدة ع السلم ولو شافتني خارجة من أوضة البنات هتفضح الدنيا فنطيت من البلكونة عشان جحش الزرايب يقفشني ماهو من ميلة بختي و جعلت تمثل البكاء بصوت مضحك فضحك رغما عنه
ليه متجوزة سوسن !
لأ طبعا متجوزة أبو سوسن
ضحك بشدة وتركها
يعني لو مكنتش سمعت ابتزازه ليكي كنتي هتتصرفي ازاي اديني تليفونك بأه
ما هو انت مش واخد بالك أنا اديته رقم على
هو عايز منك ايه قالها بسخط وهو يحاول أن يداري غليانه
هو بقاله كام سنة بيحاول يكلمني وبيطاردني وكنت مش معبراه و النهاردة عشان بختي قفشني وأنا بنط
أثناء حديثهما سمعا طرقا على الباب و شعرا بالباب يكاد يفتح دفعها أحمد لتجلس سريعا على الفراش ويرفع عليها الغطاء ليداري ملابسها التي اتسخت من أرض الشرفة حيث سقطت و قفز إلى جوارها ليبدوان كأنهما مازالا بالفراش أحس أنها قريبته هي التي ټقتحم الغرفة بلا استئذان خاصة أن صوت نهى بدأ يعلو قليلا
ما يصحش كده يا عمتو متفتحيش الباب عيب استني هخبط تاني عما يقومو
وايه يعني الاتنين ولاد اخواتي يعني هشوف ايه!
وتشوفي ليه يا عمتو حراااام
صړخ أحمد بصوت غاضب
مين اللي بيفتح الباب ده هي زريبة محدش يفتح الباب
كان الباب قد انفتح وأطلت برأسها الذي يستحق جدع أنفه
مش حد غريب دي أنا
وهو عشان محدش غريب تبقى سبيل ! انزلو تحت لو سمحتو عما نغير هدومنا وننزل وراكم
انصرفت بعد أن استاءت من كلماته فتنفست نعمة الصعداء بينما دخلت نهى بصينية الطعام و هي تتنهد براحة
أخيرا خلصنا منها دي عذبتنا
خلاص ارتاحتو! كان ممكن تقولولها تطلع تخبط وكنت قلتلها إن نعمة في الحمام بدل النط من البلكونات والفضايح وسط الجيران
أخذ منشفته و دخل الحمام وهو يزفر ضيقا
بت يا نعمة ايه اللي حصل
نطيت من البلكونة والزفت اللي اسمه هاني شافني وساومني يقابلني والا هيزعق والناس تعرف وخد رقم التليفون
شهقت نهى
يا نهار اسود ! و أحمد عرف
اه عرف وسمع كل حاجة واتضايق بس كنت اعمل ايه سكتت