رواية جديدة بقلم دعاء عبدالرحمن
المحتويات
كان مغمى عليا
قالت الممرضه وهى تسير بسرعه
ايوا
مين اللى فوقنى ..
الدكتور
كشف وشى
طبعا أومال هيفوقك ازاى
شهقت عبير وهى تضع يدها على وجهها وبدأت فى البكاء وهى تسترجع قائله
إنا لله وإنا إليه راجعون لا حول ولا قوة الا بالله
تقدمت والدتها وقالت بلهفه
مالك يا بنتى حاسه پألم ولا حاجه
قالت عبير من بين دموعها
ولسه طبعا علشان يجبس رجلى لازم هيشوفها ويمسكها لا حول ولا قوة الا بالله
اللهم أنك تعلم اننى لا ارتضى وذلك ولكنى
مكروهه على ذلك
تركت الممرضه الترولى وفتحت باب غرفة الطبيب ثم عادت مره اخرى لتدفع الترولى داخلها
ولكن عبير استوقفتها قائله
والدى هيدخل معايا
متقلقيش يا بنتى انا جاى معاكى
قالت الممرضه بأصرار
مينفعش حد يكون موجود وبعدين ما انا معاكى يا ستى
قالت عبير بحسم
لو والدى مدخلش معايا مش هدخل ومش هجبس رجلى
خرج الطبيب الذى كان يستمع إليهم وقال
طيب خلاص سبيه يدخل معاها مش مشكله
دخلت هى ووالدها وأغلق الباب جلست عزة بجوار والدتها وقد تحسنت حالتهما كثيرا
سار قليلا الى آخر الممر حتى وصل للنافذة المطله على حديقة المشفى
وأتكأ إلى السور فرأى بعض أهالى المصابين يخرجون من المشفى متوجهين للخارج ومن بينهم بعض الفتيات الاتى يرتدين الملابس الضيقة منها والمفتوحة نوعا ما فشعر بالدهشه وهو يغض بصره عنهن وقال
ورغم كل ده حريصه على ان محدش يكون كشف وشها ولا شافها ومضايقه ان الدكتور هيشوف رجلها المسكوره وهيجبسها وبتعيط .. رغم انها فى حالة ضروره ومفيش قدامها حاجه تانيه...
وبنات تانيه نازلين من بيتهم بارادتهم ايديهم ورجليهم مكشوفين سواء بالعريان او الضيق اللى مجسم جسمهم .. وعادى جدا مش حاسين بأى حاجه ولا بأى مشكله
لا و الواحده منهم لما تيجى تكلمها تقولك منا محجبه أهو.. زى ما يكون حد قالها الحجاب أنك تغطى شعرك وتعرى جسمك ..
صحيح والله هناك نساء وأشباه نساء .....فى هذه اللحظه تذكر خطيبته دنيا وعزم على أمر ما بداخله
أنهى باسم جميع متعلقاته فى مكتب الدكتور حمدى مهران وتركه نهائيا وأخذ معه حسن للعمل معه فى مكتبه الخاص
وانما مر بالحجرة الاخرى الخاصه ب فارس ونورا ودنيا ..أطل براسه وقال موجها حديثه لفارس
تعالالى يا فارس شويه عايزك
نهض فارس واقفا وذهب خلف الدكتور حمدى وترك دنيا ونورا تنظران اليه وعلامات الاستفهام تطل من اعينهما بوضوح.
دخل حجرة مكتب الدكتور حمدى خلفه وسمعه يقول وهو يجلس خلف مكتبه
اقفل الباب وراك يا فارس
أغلق فارس الباب خلفه وجلس قبالته وهو ينظر إليه بأهتمام وهو يتوقع التكليف بقضية مهمه من ضمن القضايا التى يكلفه بها
ولكنه فوجى به يقول
أنت هتمسك ادارة المكتب مكان الاستاذ باسم
أتسعت عيناه دهشة فهو لم يكن يتوقع ابدا أن تسند إليه مثل هذه المهمه فى هذا التوقيت المبكر
وقال
ايوا يا دكتور بس ..
قاطعه الدكتور حمدى قائلا بجديه
انت طلعت كارنيه ابتدائى ولا لسه
أومأ فارس براسه وقال
ايوا طلعته
فقال الدكتور حمدى
مبروك يا سيدى عقبال الاستئناف والنقض كمان..ثم اردف متابعا
متقلقش من حاجه الموضوع اصلا مش محتاج حاجه يعنى مش مسؤليه زى ما انت فاهم
وبعدين القضايا مبقتش كتير زى ما أنت شايف
أطرق فارس برأسه لبرهة من الوقت صمت خلالها يفكر ثم رفع راسه وقال
بس أنا مش اقدم واحد فى المكتب فى ناس أقدم مني
ابتسم الدكتور حمدى وهو يقول بثقه
بس انا بثق فيك أنت...
ثم نظر امامه وكانه شرد قليلا وهو يقول
وبعدين انا بحضرك لحاجه كبيره بس مش دلوقتى
حاول فارس أن يتكلم متسائلا عن الامر ولكنه قاطعه مرة اخرى قائلا
رسالة الماجيستير قدامها قد ايه وتخلص
فكر فارس قليلا وكأنها يجمع الاوراق امام عينيه وقال
ان شاء الله كام شهر وأنتهى منها
هز رأسه مبتسما وهو يقول
طب يالا بقى على مكتبك الجديد..
خرج فارس من حجرة الدكتور حمدى بمشاعر مضطربه
ما بين السعادة والخۏف من المسؤليه الكبيرة التى ألقاها أستاذه على كاهله ووجد نفسه يهتف داخله متضرعا
يارب وفقنى أنا محتاجلك اوى يارب
دخل حجرته فنهضت دنيا على الفور تقول متسائله
خير يا فارس الدكتور كان عاوزك ليه
ابتسم فارس وهو يأخذ نفسا عميقا ثم قال
الدكتور كلفنى بإدارة المكتب بدل الاستاذ باسم
شهقت دنيا فرحا وهى تضع كفيها على وجنتيها وهتفت بسعادة
معقوله ..ألف مبروك يا حبيبى
نظرت إليه نورا بعينين لامعتين ما بين الفرحة والاسى
فهو لم يعد يشاركهم نفس الحجرة مستقبلا فلن تراه الا عندما يطلبها فقط للعمل وقالت
مبروك يا استاذ فارس تستاهلها والله ..بس خلى بالك بقى الناس القدام اللى هنا مش هيعجبهم
قال فارس بجديه
انا قلت كده للدكتور لكن هو مصمم
قالت دنيا بحماس
ولا يهمك محدش يقدر يعملك حاجه
كان قد أنتهى من جمع بعض
متابعة القراءة