ضروب العشق لندى محمود توفيق
المحتويات
خالص حط ايده على كتفك وابتسم زي كأنه بيقولك متزعلش وبعدين قالك وهو شبه مضايق إنت مش فرحان ليا ولا إيه !
قرأ الورقة وتلاشت ابتسامته لتحل محلها التوجع والحزن ولم يتمكن من حجب دموعه ففرت من عيناه دمعة متمردة واسرع بمسحها فقد آلمه قلبه كثيرا بعد رسالته له الذي يخبره فيها بوضوح أن حزنه أو حزنهم جميعا على ۏفاته أصبح يألمه ويعذبه . رفع نظره لها وأمسك بيدها يملس عليها بحنو وبابتسامة مريرة ثم أردف بخفوت
اقتربت شفق منها وجلست على الفراش وهي تمد لها الطعام بتوسل
_ يلا يا ماما عشان خاطري كلي
أمام إصرارهم استسلمت أخيرا وبدأت في تناول الطعام من يده ابنتها التي كانت تختلس النظر إليه خفية وهو شارد بشجن في الورقة التي لا تعرف مضمونها حتى الآن سوى أنه حلم عن أخيها روته له أمها !! .
_ لسا متصلش بيكي
فهمت أنه يقصد ذلك القذر الذي يبتزها فهزت رأسها بالنفي ليكمل هو بجدية ممزوجة باللين
_ طيب معلش ياشفق استحملي اليومين دول عشان مصلحتك لو حابة تروحي كليتك أو أي مكان اتصلي بيا وأنا هوديكي واجيبك
_ لا ملوش لزمة مش للدرجة كفاية أوي اللي بتعمله معانا أنا مش عارفة اشكرك إزاي والله
_ لا ليه لزمة وأوي كمان احنا مش ضامنين الحيوان ده يعمل إيه فاسمعي الكلام بالله عليكي ومتطلعيش وحدك لغاية ما أعرف مكانه أنا حاولت أعرف مكانه من خلال الرقم اللي ادتهوني بس طلع بيتكلم من رقم كشك في الشارع
_ بس أنا مش عايزة اتعبك معايا كفاية أنه لما يتصل هتصل بيك بلاش تدخل
نفسك في مشاكل بسببي
لم يبتسم ولكن نبرته ونظرته العفوية في لين سړقت الكلمات من فمها ووسمت وسامه على يسارها وطالعته ببلاهة
_ وهو لو رفيف مكانك كنت هسبها مثلا إنتي متعرفيش ممكن يعمل إيه متستهونيش بالموضوع ولو عليا مفيش تعب ولا حاجة اطمني بس خلينا نحل المشكلة دي من غير ما ټتأذي
_ طيب لو حصل أي حاجة لمامتك كلميني وياريت زي ما قولتلك على خروجك وكدا
لاحظت هي شرودها به فلعنت نفسها وخجلت ثم اماءت له بالموافقة لتنهي هي الأخرى هذا الحديث فاستدار وانصرف فورا ولكن بعد خروجه رغم الكآبة التي تعم عليها ابتسمت مستنكرة وبتعجب من خجله وتذكرت كيف أشاح بعيناه ووجهه عنها بتوتر بعد أن رآها شاردة به كيف لرجل أن يخجل هكذا !! فهي لم يسبق لها رؤية رجل مثله ويبدو أن هناك خفايا أعجب من الخجل في شخصية هذا الرجل ! .
تحدث زين في وجه صارم وحاد موجها حديثه لأمه
_ بصي بقى ياست الكل متحطنيش قدام الأمر الواقع قدام الناس بعد الخطوبة وشغل اقعد مع خطيبتك واتكلموا أنا معنديش الكلام ده
نظرت هدى لابنها وضړبت كف على كف متأففة وقالت في نفاذ صبر
_ إنت مصمم تنقطني يازين !!!
تدخل حسن وهتف بنبرة تحمل السخرية وهو يكتم ضحكته
_ بص يامعلم الصراحة إنت غلطان مكنش ينفع نروح تشوفها إنت كنت تخدتها
زي ماهي ويوم الفرح تصدم بيها
طالعته هدى بنصف عينه هامسة بخبث
_ وېتصدم ليه دي البنت ماشاء الله قمر ده حتى هو عجبته !
غمز بعينه اليسار في لؤم وهتف ضاحكا باستنكار
_ ايوة بقى امال عاملنا فيها قال الله وقال الرسول ليه !
رمقه شزرا وهتف بحزم
_ ما تتلم يالا !
انحت رفيف على حسن وهمست في أذنه وهي تكتم ضحكتها
_ بس ياحسن لياكلنا .. احنا مش ناقصين
وضع يده على فمه يخفي ابتسامته التي انطلت منه رغما عنه فتكمل هدى في رزانة وحنو محاولة اقناعه
_ ياحبيبي لازم تقعد مع خطيبتك بعد الخطوبة وتتكلموا كدا عشان تتعرفوا على بعض
هتف
شبه منفعلا
_ ماما متجننيش بلا اقعد واتكلم معاها ليه واتكلم معاها ليه ما اخدها في الشقة ونقفل على نفسنا احسن انا لما اقعد معاها وحدنا ده اسمه خلوة ودي حرام
_ خلاص خلي رفيف تقعد معاكم أظن كدا معندكش حجة !
صاحت رفيف مسرعة في توتر وخوف
_ لا اقعد مع مين أنا إيه يقعدني وسط مخطوبين وبعدين أنا لو
متابعة القراءة