ضروب العشق لندى محمود توفيق

موقع أيام نيوز


شيء تتوقعه منه الآن هو الغيرة ما حدث للتو ليس سوى بدافع فضوله وتطفله عليها !! .......
مع تمام
الساعة الواحدة ظهرا داخل شركة العمايري .....
كانت رفيف تتفحص مكتبها الجديد بابتسامة عريضة تتفقد كل شيء به وبالمكتب الخشبي ذو اللون الأسود والنافذة التي تعطي اطلالة رائعة على الشارع بالخارج من الأعلى وبينما هي منشغلة بالنظر من النافذة سمعت طرق الباب فالتفتت وسمحت للطارق بالدخول فوجدته علاء حيث فتح جزء من الباب وهتف باسما بمشاكسة مألوفة منه 

_ مبروك على الوظيفة الجديدة .. خلاص بقينا business woman
ضحكت بخفة ثم أجابته في رقة طبيعية منها 
_ ادخل ياعلاء
دخل وترك الباب مفتوحا وجلس على مقعد وثير أمام المكتب وهتف ضاحكا 
_ على حظك الۏحش إن يسر مجاتش النهردا
جلس على مقعدها الخاص أمام مكتبها وقالت ببساطة وهدوء محاولة ان تكون أكثر حذرا في التحدث معه حتى لا تتخطى الحدود كما وعدت أخيها 
_ مش مشكلة لسا الأيام جاية كتير إن شاء الله .. شكرا جدا ياعلاء إنت السبب الأكبر أني بدأت شغل هنا لولا إنك قولت ليسر وهي اقنعت حسن مكنتش هعرف اقنعهم نهائي
ابتسم لها بلطف وحدجها بنظرات دافئة مغمغما في صوت هاديء وجذاب 
_ أي خدمة يابنت العم أي حاجة تعوزيها هتلاقيني موجود اطمني .. يلا أنا همشي بقى أنا قولت آجي
ابارلك على السريع بس عايزة حاجة 
هزت رأسها بالنفي وهمست مبتسمة بصفاء 
_ عايزة سلامتك !
هب واقفا وانصرف بعد أن أغلق الباب خلفه أما هي فاستمرت في تفحص كل شيء يحتويه داخل الأدراج هذا المكتب متوسط الحجم .......
في مساء ذلك اليوم وبينما الساعة كانت قد تخطت الثانية عشر بعد منتصف الليل فتحت ملاذ عيناها ونهضت من فراشها وهي تفرك عيناها لتزيح بعض من أثار النوم حتى تتمكن من الوقوف والذهاب للمطبخ لشرب الماء فذهبت للمطبخ وشربت كوبا من الماء البارد وبينما هي في طريق عودتها لفراشها وغرفتها سمعت صوتا هاديء وجميل يتلو القرآن لوهلة ظنت أنه الراديو أو تسجيل لأحد الشيوخ من شدة جمال الصوت لتقود خطواتها نحو مصدر الصوت وتفتح الباب ببطء فتجده هو الذي يمسك بكتاب القرآن الكريم ويتلو آياته كسلاسل من ذهب بصوت يبعث السکينة والاطمئنان في النفوس فتبتسم هي بحب وتدخل ثم تغلق الباب خلفها بحذر شديد وتقترب منه لتجلس بجوايلا
على الأريكة الصغيرة وتستند بمرفقها على حافة الأريكة العلوية وهي مثبتة نظرها عليه تتلذذ بجمال صوته أما هو فانتهي من الآية وتوقف عن القراءة لينظر لها ويقول باستغراب 
_ إيه اللي مصحيكي دلوقتي !
قالت برقة ساحرة وابتسامة ټخطف القلوب بغمازتها 
_ قومت أشرب وسمعت صوتك فجيت
_ طيب روحي كملي نومك !
هزت رأسها بالرفض وهي تقول بصوت ينسدل كالحرير ناعما 
_ لا هنام جمبك هنا على صوتك كمل يلا
أردف في جدية بسيطة وحزم 
_ هتنامي هنا إزاي يعني قومي روحي اوضتك ياملاذ
تشدقت بإصرار والحاح تام 
_ يبقى تاجي معايا الأوضة وتقعد جمبي تقرأ قرآن لغاية ما أنام يا إما أقعد هنا
أدرك أنه لا مفر من عنادها وإصرارها فاستسلم لها وهتف مغلوب على أمره 
_ استغفر الله العظيم .. طيب اسبقيني على الأوضة وأنا جاي وراكي
ارتفعت ابتسامتها وكادت أن تشق طريقها حتى أذنيها من فرط سعادتها بموافقته أن يبقى بجوارها لدقائق الليلة في غرفتها حتى تنام ثم استقامت وعادت لغرفتها مجددا وتدثرت بالغطاء لنصف جسدها وهي جالسة في انتظار مجيئه وبعد لحظات دخل واغلق الباب خلفه ثم اقترب ناحيتها وجلس على الفراش من الجهة الأخرى فمددت جسدها كاملا ورفعت الغطاء حتى صدرها ونامت على الجهة المقابلة له اما هو فعاد يكمل التلاوة بداية من الآية التي توقف عندها وهي تحدق به بصمت وكم تمنت لو أن حياتهم تصبح طبيعية وكل ليلة يكون بجوارها ويقضي ليله معها في غرفة واحدة بدلا من أن يكون لكل منهم غرفة منفصلة ! .
الآن فقط هي تستطيع وبكامل الثقة وعدم التردد أن تعلن عهده الجديد وقد ذعنت لقلبها وقبلت بما يحاول اقناعها به وهو أنها أحبته بشدة ولا تريد

رجل سواه أن يكون معها .. ترغب في أن تكون زوجته لآخر نفس يخرج منها بل وأيضا تود أن تكون أما لأولاده ولكن هيهات فهو لم يسمح لها بعد بالتوغل في قلبه من جديد وستضطر أن تعاني عقاپ خطأها وتنتظر لحظة الإفراغ عن مشاعره المحپوسة خلف القضبان ! .
بدأت تغمض عيناها تدريجيا حتى ابحرت في ثبات عميق وبعد دقائق انتهى هو من القراءة فالټفت لها وهمس بترقب 
_ ملاذ !
لم يجد الأجابة منها فيتنهد بعمق ثم يضع كتاب القرآن الكريم على المنضدة بجانبه ويلتفت لها ليتأمل ملامحها بأسى يلومها بشدة على ما فعلته بهم .. فقد دفعته إلى الدرجة الذي يكون فيها في أقصى لحظات رغبته واشتياقه لها ولا يستطيع تلبية رغبته فقط لأنه لا يتمكن من استعادة ثقته بها يجد صعوبة
 

تم نسخ الرابط