جوازة ابريل بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


ڠضب فريد أكثر من إستخفاف ياسر ليهدر بخشونة حاسمة دا مش بس ادخل واكسرلك ايدك كمان اللي اتمدت وسحبتها بالمنظر دا .. وايا كانت صلتك بيها في اسلوب متحضر تتكلم بيه .. لكن واضح انك واحد محترم في بدلتك بس
استحوذ الاضطراب تماما على هالة التي شعرت بجفاف شديد يجتاح حلقها وهي تتابع أنظار المارة إليهم قبل أن تجد صوتها في نبرة مترجية دكتور .. خلاص لو سمحت الناس بدأت تتفرج علينا .. دا مجرد سوء تفاهم مفيش حاجة

تجلجلت ضحكات ياسر الساخرة وهو يصفق متهكما والله برافو عليكي .. كمان لحقتي عينتي بودي جارد لحراستك مني!
كاد فريد أن يندفع نحوه يريد أن يلقنه درسا قاسېا غير مباليا بمكان وقوفهم لتشعر هالة بما يفكر فيه وكاد قلبها ينفطر من صدرها من التوتر بينما كان صوتها يرتعش وهي تناشد إلى أدنى ذرة متبقية من العقل في الرجل الآخر ياسر احنا كبار بما فيه الكفاية .. ارجع لوعيك من فضلك واكلم بعقل .. انت مش حاسب حساب لكلامك ولا للمكان اللي واقف قدامه .. امشي لو سمحت كفاية لحد كدا
_ماشي يا هالة .. بس اتأكدي للي حصل دا هيكون ليا رد فعل عليه مش هيعجبك وكلامي هيبقي مع اهلك
لم تهتم هالة بتلميح الټهديد في نبرته واستطاعت أن تتنفس الصعداء بمجرد أن رأته يعطيهم ظهره ليصعد إلى سيارته.
بقلم نورهان محسن
بعد فترة وجيزة في غرفة ابريل
كانت منحنية وتضع متعلقاتها الشخصية في الحقيبة وهي شبه تائهة فى أفكارها داهمها شعور الدوخة من جديد فاستندت على السرير بكلتا ذراعيها وجلست عليه ببطء بينما كان باسم يقف أمام النافذة ينظر إلى الصحفيين الذين ما زالوا أمام المستشفى.
أدار باسم رأسه وهو يقول ذلك فاتسعت عيناه في دهشة ليهرول نحوها قائلا بقلق ايه مالك انتي تمام!
هزت ابريل رأسها ردا على سؤاله بإشارة صغيرة وهي تغمض عينيها أراد وضع يده على ظهرها بتلقائية لكن تراجع فى أخر لحظة ليسألها بهدوء اتضايقتي من كلامهم مش كدا!
اجابت بإقتضاب انا كويسة
_طيب تعالي نقف عند الشباك 
قطعت أبريل هذا الصمت قائلة بامتنان وهو ما أحسه في رقة نبرة همسها متشكرة و عارفة ان انت ملكش ذنب انا اللي ورطتك في مشكلة ماتخصكش و..
باسم بتمتمة انتي عايزة ترجعي لخطيبك
رفعت رأسها إليه بارتياب بمجرد أن فاجأها بسؤاله الذى لم تفهم مقصوده منه فجاءت إجابتها المندفعة تذهله وهي تتراجع خطوة إلى الوراء لا
_لسه في حاجة مش فهمها .. لما انتي عندك جدتك في المنصورة ليه عايزة تسافري دبي!
شردت بنظراتها للأمام وهي تفكر في إجابة سؤاله بقدر ما افتقدت حنان جدتها لكن يصعب عليها الذهاب إلى هناك خاصة في ظل وجود أحمد لا تعرف ماذا ستفعل لو رأته وهي في قمة ضعفها ولا تريد أن تتخذ قرارا ټندم عليه بقية حياتها لمجرد إحتياجها للأمان.
اخرجت تنهيدة مثقلة وهي تجيبه بإختصار العيشة بالمنصورة ماتناسبنيش وصعب كنت افضل عايشة مع بابا بعد اللي حصل..
كان على طرف لسانه أن يسألها عن والدتها لكنه تراجع ينظر إليها بتردد حالما أضافت بنبرة غامضة مزقت أوتار قلبها سرا مالقتش حل غير السفر في كل الاحوال مفيش هنا مكان بنتمي ليه
أشفق باسم عليها وقال عمدا وكأنه يتحدث إلى نفسه بس الهروب من مكان لمكان عشان موقف حصل دا مش هو الحل السليم!!
علت إبتسامة غبر مبالية ثغرها الوردى مستهزئة بإحتقان مابقتش فارقة .. المهم ان بسببي ورطتك وورطتني اكتر وخلاص مبقاش فيه ليا مهرب..
لمعت عيناه دهشة من تقلب مزاجها السريع وضحك بخفة على تذمرها اللطيف قبل أن يسأل لسه حاسة بالدوخة
_بدأت تروح .. هو ممكن اطلب منك طلب!
استقطب حاجبيه الكثيفين مستفهما ايه
تلجلجت كافة خلاياها وهى تقول بإستحياء ينفع تنزل تلحق علبة الشيكولاته قبل ما حد ياخدها يعني مش هتبقي خسرانة من كله
إستعحب باسم من طلبها اللامنطقى واستفسر بإرتياب دي لعبة جديدة عشان تخلعي ولا ايه
تنفست بصوت عال وهى تتكهم بإستياء هخلع ازاي وفي طقم الصحافيين دا في انتظارنا
أمسك برسغيها على حين غرة ليهزها بتمهل ودمدم سخطا وكنتي بترميها ليه لما عينك فيها
ابريل بتهكم واضح غافلة عن كونها بين براثن الذئب ما انا رميتك انت شخصيا واهو بقينا مدبسين في بعض
رفع حاجبه متجاهلا ما قالت وتابع بغموض طيب عشان نبقي واضحين .. في حاجة مهمة لازم تعرفيها عني كويس..
_واللي هي !!
انفرج ثغره مشكلا  اللئيمة لتسأله بغيظ مصحوبا بتعبير مريب وايه المقابل دا اللي انت عايزو يعني!
ازدادت نبضات قلبها شيئا فشيئا وتسمرت فور احتدت جرأته وهو يميل برأسه نحو وجهها ليتأمل ببطء جمال عينيها الفيروزية برموشها الطويلة التي ترفرف في إرتباك لينبس بخفوت مثير إمتزج بحرارة أنفاسه على شفتيها ومالك اتوترتي كدا ليه يا ام لسان ونص .. ايه اللي خطړ علي بالك!
أعقب عبارته الأخيرة بغمزة من إحدى عينيه ونتيجة لتلك الحركة استفاقت من الفقاعة السحرية التي خلقها حولها بأساليبه الجهنمية لتسحب نفسها من حصاره الطاغى ثم تذمرت بإستياء انت مابتزهقش من اسلوب التلاعب بتاعك دا
راقب باسم إرتباكها بإستمتاع وهو يخبرها ببراءة طبع ماعرفش اغيره
هزت ابريل رأسها بيأس واستدعت الهدوء فى قولها طب اتفضل ممكن تنزل قبل ماتروح علينا
رفع باسم أكمام قميصه وهو يقترب منها بخطوات بطيئة راقبت بحذر المكر والټهديد الذي لاح في عينيه الذئبيتين وهو يقول بصوت منخفض أجش هنزل بس اياك عقلك يوزك اا..
سارعت ابريل مقاطعة إياه بعدما تعبت من كثرة المجادلة معه والله مش هيوزني خلاص
بقلم نورهان محسن
في ذات الوقت
عند الإستقبال
_سجلوا عندكو خناقة بعد كام ساعة من تلبيس الدبل
دكتور ياسر ودكتورة هالة استند باي فركش
هذه العبارة نطقتها ممرضة في منتصف العشرينيات من عمرها بعد أن اقتربت منهم بسرعة من الخارج لتسأل إحدى الممرضات في حيرة بتقول ايه المروشة دي
ضحكت أخرى وهى تقول بدهشة ماتاخدي نفسك الاول وبعدين اكلمي عشان احنا مش فاهمين منك حاجة
التقطت أنفاسها ببطء وهي تهندم الحجاب فوق رأسها لتسرد بصوت منخفض وتلوح بيديها بحماس الدكتورة هالة والدكتور ياسر كانو واقفين مع بعض قدام البوابة و وشوشهم مقلوبة وفجأة هي قلعت الدبلة واديتهالو
ضړبت أحدهن خدها بذهول قائلة بشهقة يا نهار كحلي عرفتي ازاي يا شيخة الحارة 
_شوفتهم بعيني وانا راجعة من عند مطعم الفول والطعمية
التزمت الصمت لثوان توزع نظراتها بينما تمط شفتيها للخارج وأردفت لو مش مصدقني ابقو بصو علي صوابعها .. خرجت والدبلة منورة في ايدها و دخلت وصباعها فاضي
أحدهن بشفقة يا عيني مسكينة دكتورة هالة والله
أضافت أخرى وهى تضع كفها على خدها دي حظها فقري اوي صحيح مش دايما الجمال والمال نعمة
استرسلت الممرضة بإستفاضة اخدو عين قوية وبكمالة النحس كمان واحدة من المعازيم تقع من طولها في خطوبتها ونقلوها علي هنا .. وفوق دا كله بدل ما تقعد تقضي ليلتها في رقص و هيصة قضيتها في العمليات مع الراجل ابو رصاصة دا
_يخربيتك سوسة بتعرفي دا كله منين!
تطلعت إليها وهى تكتف يديها بتكبر مصطنع لتنبس زميلتهم بحسرة بجد اغرب خطوبة ممكن تعدي علي واحدة بنت الله يكون في عونها
بقلم نورهان محسن
فى هذه الأثناء
عند ابريل
كانت واقفة وذراعاها مطويتان وهي تحدق من النافذة وعقلها يتذكر كلام والدها المسمۏم لها عندما نعتها بلقب ابنة إلهام في كل مرة ينطق بها تشعر وكأنه يتعمد إھانتها فهو لا يعرف شيئا عن علاقتها بوالدتها فيتردد في سرها صوت يسخر من حزنها زعلانة ليه وهي دي حاجة جديدة يعني .. ما انتي عارفة ان فهمي بيه مايهموش حاجة غير نفسه وبس هيفرق عنده بنته اللي رماها زمان .. كنتي متعشمة ليه ان دا هيتغير دلوقتيزي اي اب في الدنيا ما بيعمل مع بنته عشان يطمنها ويقويها .. ازاي الدنيا دي مايلة بالعكس كدا ! ازاي الغريب يدافع عنك واللي المفروض أقرب حد ليكي في الدنيا يعاملك زي المجرمين!!!
رفعت رأسها محدقة في السماء بنظرات مؤلمة والدموع الكثيفة كونت طبقة كريستالية على عينيها قاومت بشدة تلك الرغبة المتصاعدة فى البكاء فإذا ضعفت سوف يمضغونها إلى حد سحقها تحت أنيابهم القاسېة.
تفاصيل حلمها البشع اخترقت جدران عقلها بقوة وزادت من شدة مقاومتها للاڼهيار الوشيك.
ظهرت على شفتيها ابتسامة ساخرة وسبحت أفكارها مستحضرة أحداثا من ذكرى ماضية مما جعل چراحها النفسية ټنزف أضعافا مضاعفة.
flash back
آخر مكالمة جرت بينهما كانت منذ أربع سنوات ولم تكررها مرة أخرى بل استمرت في تجنب أي محادثة بينهما لن تنسى لها أبدا عندما اڼهارت وصدمت من تخلي أحمد عنها بعد أن خيرتها بينه وبين استكمال دراستها الجامعية لتشعر پألم الظلم والعجز والضعف يشطروا قلبها دون شفقة وبدون أدنى تفكير التقطت هاتفها ووقفت أمام نافذة غرفتها في منزل جدتها لتبحث عن رقم والدتها بأصابعها المرتعشة مثل خفقاتها المتسارعة من التوتر بتردد اتصلت وعندما جاء الرد هتفت بخجل ازيك يا ماما عاملة ايه!
_ هكون عاملة ايه يعني يا ابريل اهو الدنيا ماشية بالعافية .. بس الحمدلله علي كل حال ايه خير متصلة ليه متأخر كدا في حاجه ولا ايه !
شعرت بالضيق والاختناق وانهار سقف توقعاتها فوق رأسها بخيبة أمل وتجمعت الدموع في مقلتيها بحزن شديد لعدم سؤالها عن حالها واهتمامها فقط بسبب اتصالها بها كأن هذا ليس من أبسط حقوقها فمررت طرف لسانها ترطب شفتيها الجافتين لتحاول أن تبث في نفسها الشجاعة في حين ردت بإحراج اسفة ماخدتش بالي من الوقت .. بس كنت محتاجة اكلمك في حاجة ضروري
إستغربت من صمتها ماما انتي معايا
وصلها صوتها الناعس وهى تتثاؤب اه سمعاكي قولي ايه هي الحاجة دي!
_انا كنت عايزة اجي اقعد معاكي فترة
_ومن امتي دا ان شاء الله .. ما كل اجازة بتختاري تفضلي عند ستك!!
ابريل موضحة لا انا عايزة اجيلك بكرا مش في الاجازة
الهام مستنكرة اشمعنا! مش عندك مذاكرة وجامعة اللي صممتي تخشيها .. وبعدين ايه اللي قومها في دماغك كدا مرة واحدة ايه زهقتي ستك منك طبعا مش كدا
ابريل بإندفاع انا واحمد فسخنا خطوبتنا يا ماما
شهقت
 

تم نسخ الرابط