جوازة ابريل بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


الذي جمعتها به صورة على موقع التواصل الاجتماعي.
إهتزت حدقتيه بتوتر ووجهه محتقنا بالڠضب لا يعرف ماذا يفعل يحاول ضبط تنفسه الثائر مانعا رغبته فى الذهاب إليهم حتي يدق عنق ذلك الوغد بمنتهى القسۏة دون أن يبالي بأي شيء آخر لكنه توقف فور أن رأى ما حدث في اللحظة التالية...
قبل دقائق بسيطة
تساءل يوسف بسخط مستنكر دا واخدها علي عربيته ليه دا .. ايه هنسيبها تركب معاه بعد دا كله ولا ايه
نهره فهمي بصوت منهك ناقم سيبه يا يوسف انت مش شايف العين علينا هو حاليا خطيبها يلا اركبو خلصوني في اليوم دا
نظرت ريهام إلى والدها بعدم رضا لتتحدث بهمس شقيقها روح انت اركب معاهم يا يوسف

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
هز يوسف رأسه معارضا اياها بلهجة حادة انا مش هطيق اركب مع الجدع دا في عربية واحدة ممكن ارتكب جناية فيه اساسا
زفرت ريهام بتبرم خلاص روح مافيش منك رجي يا اخي .. عمر حبيبي تعالي
امتثل الطفل لأمرها بهدوء فانحنت وهمست في أذنه ببعض الكلمات حتى وافق بإيماءة من رأسه فى حماس فإبتسمت له بخبث شديد.
عند ابريل
تمكنت أبريل من الإفلات من قبضته وعقدت يديها بعناد على صدرها لحد هنا وبس ركوب معاك لوحدي مش هيحصل
أشار باسم بإهمال وهو يخاطبها بفظاظة مستفزة اهي عندك عربية ابوكي روحي اركبي معاهم واستحملي كلامهم طول الطريق بقي
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
نظرت إليه بضيق شديد وهي تنفخ خدودها بتذمر طفولي.
_ابريل .. ابريل .. عايز اروح معاكو ممكن!!
حملق بها الطفل الصغير ببراءة فابتسمت له ابتسامة عريضة شاكرة إياه سرا على أنه أنقذها من هذا الوضع الصعب مع هذا الذئب المتلاعب وأطلقت تنهيدة ارتياح مرددة بصوت ينضح بالرقة خلاص هركب معاك انا و عمر
بالرغم من أنه يطمح إلى بث بعض الطمأنينة بداخلها خاصة بعد أن شعر بتوترها ورعبها الذي حاربت لإخفاءه بمهارة خادعة خلف تلك النظرات المحتقرة المتحدية لمصطفى لم يستطع حينها إلا أن 
ربما هذا السبب فعل زر الحامي في أعماقه من أجلها دون أن يترك لنفسه أي مجال لترجمة مشاعره الغريبة غير المفهومة. 
انتزع نفسه بسرعة من هذه الأفكار وهو يتجه إلى الجانب الآخر من السيارة ويتمتم من خلال أسنانه المطبقة طيب يلا اركبو و امري لله
بقلم نورهان محسن
فى المنصورة
داخل منزل والدة نادية
_انا عايزة اطلق يا مرجانة
هتفت نادية بهذه العبارة فور دخولها المطبخ حيث كانت والدتها واقفة التى همهمت بلا مبالاة معلش يا نادية
صاحت نادية بصوت منفعل هو ايه اللي معلش يا ماما .. هو انتي سمعاني اصلا
استمرت مرجانة في تحريك محتويات الطبخة فوق الڼار وهي تقولها ببرود وملل اطرشت من كتر ماسمعت منك الجملة دي كل مرة ينزل فيها اجازة وبعد دقيقتين بترجعي في كلامك
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
عبست نادية بضيق معارضة إياها بصوت مقهور لا المرة دي غير كل مرة يا ماما انا هاخد موقف .. دا سايبني انا اتحرق هنا و هو دلوقتي معها هو فاكرني ايه من جبس
لطمت مرجانة على خدها وهي تغمغم بإستياء يا خيبتك في بنتك يا مرجانة عقلها سرح منها خلاص
أجابت نادية بنبرة مرتعشة ودموعها تنهمر في هزيمة منكسرة واضعة يدها على صدرها انا قلبي تعبني اوي يا ماما خلاص حاسة اني ھموت ونفسي بيروح من قهرة قلبي
أطلقت مرجانة تنهيدة مليئة بالأسف وهي تخفض الحرارة على الطعام قبل أن تتجه إليها وتربت على ظهرها بتعاطف وهي تسير معها إلى غرفة المعيشة لتقول بحزن كان مين غصبك علي العيشة دي يا نادية ما انا ياما قولتلك يا حبيبتي اطلقي منه وخدي معاش ابوكي الله يرحمه وعيشي بيه انتي وبنتك معززة مكرمة هنا ..
جاورتها مرجانة على الأريكة تثني إحدى ساقيها تحتها وهي تصر على أسنانها قائلة بنبرة ذات مغزي بس الاول ابقي مالية ايدي منك .. مش تعملي زي كل مرة وتجري عليه زي الخايبة
إنتفضت نادية بتسرع لا والله المرة دي غير كل مرة والله العظيم
تقوس فم مرجانة بابتسامة ساخرة ووضعت كف يدها على خدها تنظر إليها بتفحص اهي هي الجملة دي .. كل مرة تجيلي ڠضبانة وبتاكلي في نفسك وتقعدي تسخني فيا .. لحد لما السكر والضغط يعلوا عليا .. ومع اول مكالمة منه يطمن علي بنته كمان مش عليكي .. بتقومي تاخدي بعضك وترجعيله .. حصل ولا محصلش!
استدارت نادية في جلستها وهي تفرك كفيها ببعضهما قائلة في اعتراف مليء بالخجل من نفسها حصل .. حصل .. بس يعني هو ذنبي اني بحب جوزي وباقية عليه يعني يا ماما
أنهت كلامها بمرارة ثم اڼفجرت في البكاء المرير وتساقطت دموعها الحاړقة على خديها.
ربتت والدتها على كتفها بضيق مقهور يا حبيبتي مش عيب الست تحب جوزها وټموت في التراب اللي بيمشي عليه كمان وتعمل كل اللي يرضيه .. بس لازم تبين قدامه شوية كرامة عشان مايستهيفهاش زي ما بيعمل دلوقتي فيكي .. اهو راح يشوف بنت خالته اللي الكل عارف انها لسه مشعشعة في نفوخه ولا سأل فيكي يا بنت الخايبة
حدجتها نادية بنظرات جاحظة وتذمرت بنبرة متحشرجة بالبكاء هو انتي كدا كل ما اجيلك تقعدي تقطمي فيا وخلاص .. معرفش حظي ماله مقندل كدا ليه معاكو كلكو!
لكزتها مرجانة فى كتفها مغتاظة من سلبية إبنتها لتردد بصوت متهكم حظك ماكنش في احسن منه يا بنت بطني .. انتي اللي ميلتي بختك بإيدك يا اختي فاكرة و لا نسيتي
واصلت حديثها بعتاب وهي تهز الطفلة الباكية مثل أمها على قدميها ولو نسيتي انا هفكرك يا بنت مرجانة .. كام جدع مافيهوش غلطة اتقدمولك وكنتي بترفضيهم .. انتي اللي قبلتي تتخطبي لواحد وانتي عارفة انه جاه يخبط علي بابك كيد في بنت خالته .. بس انتي اللي قولتي انا موافقة علي دا يا ماما انا بحبه يا ماما وماصدقت انه طلبني للجواز وهخليه يحبني بعد الجواز .. وادي اخرتها قاعدة بتتلوني عشانه في مية شخصية وشكل كل مرة بينزلك فيها من الكويت عشان تملي عينه واول ما عرف انها مابتردش سابك وجري عليها عشان هي كرفاه ومش معبراه
جعدت نادية جبهتها في انزعاج ورغم أنها اعترفت بصدق حديثها إلا أن قلبها يسكنه سلطان واحد وهو الأمر الناهى فى دقاتها بينما لوت مرجانة شفتيها إلى الجانب وأضافت بنبرة حادة غير راضية عما تسمعه انتي اللي رضيتي بالقليل عشان بتحبيه عملتي نفسك طارشة عشان ماتسمعيش البنات وهي بتكلم في فرحك وبتقول دي خطفت خطيب صاحبة اختها
خرجت من شفتيها تنهيدة حارة أعقبها صوتها المبحوح لازمتها ايه بلاعة الذكريات اللي فتحتيهالي دي يا ماما .. يعني بذمتك انا ناقصة مش كفاية حړقة دمي وبتحرقي دمي زيادة .. انا جيالك عشان تطبطبي عليا وتبردي ڼار قلبي شوية مش عشان تقومي حريقة في قلبي كدا وتيجي عليا
وكزتها مرجانة بقسۏة فى خصرها قبل أن تصيح بسخط افهمي يا حمارة يا بنت الكلب .. اللي بياكل سكر علي طول نفسه بتجزع وطول ما انتي مدلدقة حنان واهتمام كدا وفاكرة ان دا هيلزقه فيكي تبقي هبلة .. اوقات الراجل يحب اللي تتقل عليه بس بدلع .. تنشعل عنه بحاجة مايعرفهاش وتبطل تجري وراه .. ساعتها بيبقي هيجنن ويعرف ايه اللي مركزة فيه ومش شايفاه وهو قدامها .. بس انتي بطريقتك دي مخلياه يتمرع عليكي وهيفضل يبيع ويشتري فيكي وممشيكي علي مزاجه هو عمال يروح ويلف علي كيفه كدا .. وهو ضامن انه هيرجع يلاقيكي علي حالك مستنياه .. يا ما قولتلك خليكي معاه زي الميزان اظبطي ايدك وايدلو كل حاجة بمقدار .. لا تجوعيه لحد مايموت ولا تشبعيه لحد مايفطس منك
شهقت نادية بعفوية وهى تتمتم بنبرة مذعورة بعد الشړ عنه يا ماما
رمقتها مرجانة بعينين جاحظتين من الصدمة وهدرت بنبرة غاضبة يخربيت امك يا بت المچنونة .. جننتيني معاكي .. اتنيلي خذي البت نامت و خليني اشوف الاكل اللي علي الڼار
بقلم نورهان محسن
فى المساء بذات اليوم
فى غرفة فهمى
جلست سلمي بجانبه علي الفراش لتتحدث بصوت متوتر هنعمل ايه في الورطة دي يا فهمي .. مصطفي مش هيسكت و هيقلب الدنيا فوق دماغنا .. انت ناسي انه بيوردلنا بضايع من شركته للاوتيل بتكاليف اقل من اي شركة تانية .. اكيد هيفسخ العقد معانا ويطالبنا بالمستحقات المتكومة علينا
وضع نظارته الطبية أعلى المنضدة ليتساءل بسخرية لاذعة وهو مين ورطنا الورطة دي! مش انتي يا سلمي و ياما نصحتك وحذرتك بلاش تعملي كدا!!
مسد فهمى على ذقنه بتفكير واكمل بجدية انا هتكلم مع مصطفي واحاول اقنعه يصبر علينا في تسديد الفلوس
إعترضت سلمى بغرابة ايه البساطة اللي بتحكي بيها دي .. ضروري مش هيوافق طبعا بعد الڤضيحة اللي حصلت وكله من تصرفات بنتك ولسه لنا يعرف كمان
رفعت إصبعها السبابة أمام وجهه بتحذير وهى تردف مشددة على كلماتها وماتنساش انك مدير الاوتيل والمسؤل عنه قانونيا والاوراق عليها توقيعك انت .. دا غير الشيكات اللي مضيتهالو عشان مضاربتك في البورصة و خسرتك فيها كل شوية .. يعني اذا مصطفي رفع قضية وطالب بالفلوس دي انت هتكون واقع في المشكلة دي اكتر مني كمان هتجيب منين فلوس تدفعها له!!
ألقت سؤالها كالقنبلة في صدره لتعطيه ظهرها استعدادا للنوم وتركته في حالة من الارتباك والخۏف مما هو قادما وتمتم بأمل ضروري هنلاقي في حل
بقلم نورهان محسن
فى نفس المنزل
اعتدلت أبريل في جلستها على سجادة الصلاة بعد أن أدت صلاتها بخشوع ثم فتحت مصحفها الصغير وبدأت في القراءة وعيناها المتضرعتين ممتلئتان بالإرهاق حتى شعرت بالطمأنينة والراحة تتسلل إلى صدرها.
بعد مرور بعض الوقت قامت من مكانها ونزعت عنها الإسدال.
سارت ابريل حافية القدمين مرتدية بيجامة ذات لون سماوي بأكمام قصيرة مصنوعة من قماش خفيف وهي تتأمل بفيروزيتيها وتتفحص غرفة الضيوف التي أعدتها لها زوجة أبيها سلمى.
خرج زفير عميق من شفتيها وهي مستلقية على السرير تضم شال جدتها الحبيبة إلى أحضانها بمزيج من الاسترخاء والهدوء لتشرد في التفكير بأحداث اليومين الثقيلين الأخيرين بكل ما حدث فيهم منذ لحظة خروجها من المنزل هاربة وصدفة لقائها بهذا الذئب الباسم مرورا بزيارة مصطفى في المستشفى وما فعله باسم لأجلها اليوم أقنعت نفسها بأن هذا المشهد في غرفتها بالمستشفى كان مجرد عرض في مسرحية من إخراجهما معا وتعترف بأنه تفوق على نفسه في لعب دور العاشق والحامي لحبيبته ثم إختتم اليوم بالظهور غير متوقع لأحمد قبل عودتها إلى منزل والدها.
نهاية الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر جاء فى أوانه جوازة ابريل 2
مرت سنوات عديدة
 

تم نسخ الرابط