رواية الدهاشنة لايه محمد

موقع أيام نيوز

وأفراد عائلتها بأكملهما كيف ستحتمل ذاك الذنب العتيق أمام الله عز وجل تهاوت دمعاتها في صمت قاټل فجحظت عينيها في صدمة عارمة حينما رأت من أمامها طفلة صغيرة في التاسعة من عمرها تبتسم وهي ترقص بفستانها الأبيض الرقيق فانزلقت قدميها الصغيرة لتسقط أرضا شهقت بفزع عليها فكادت بالنهوض لمساعدتها ولكن سبقتها أمها التي ضمتها لصدرها وهي تتساءل في خوف ملحوظ 
_انتي كويسة يا روجينا! 
ازدادت صډمتها وهي تتابع الحوار المتبادل بين أمها وتلك الفتاة الصغيرة التي بدت لها بأنها نفسها تلك الطفلة انهمرت دمعاتها ندما على كل لحظة كانت تقسو بها عليها فوالله هي الآن بأمس الحاجة لذاك الحضن الحنون عله يهون عليها مر الأيام التي تختبرها الآن.. 
إسبوعا كاملا قضاه وهو مستلقي على فراشه وحينما يستعيد وعيه يعود ليفقده على أثر تلك الأدوية الثقيلة ولكن بعد تلك الفترة استعاد جسده جزء من قوته المهدورة فجاهد لفتح جفن عينيه بصعوبة بالغة ليجد خالته وابنتها وحارسه الشخصي لجواره حرك أيان لسانه بصعوبة وهو يردد 
_روجينا! 
كزت فاتن على أسنانها بغيظ من ذكره لأسمها فور عودته من المۏت الذي كانت هي السبب به الا يكفيه بأنه منعها من قټلها بعد ما فعلته به ولكن بالرغم من كل ذلك تماسكت وهي تقترب منه لتخبره بهدوء 
_حمدلله على سلامتك يا حبيبي طمني عليك أنا كنت ھموت من القلق.. 
هز رأسه وهو يجيبها بصوت شاحب 
_أنا كويس.. 
ثم عاد ليتساءل مجددا وتلك المرة نظراته تتفرس حارسه 
_فين روجينا 
اقترب الحارس منه ثم قال بنبرة زرع بها الخۏف 
_متقلقش يا باشا هي كويسة بس مع والدة حضرتك. 
غيمت نظراته فباتت قاتمة رغم حدتها لتتجه لوالدته وهو يسألها باندفاع 
_معاكي فين!! 
استقامت بوقفتها وهي ترد عليه بعصبية بالغة 
ثم استطردت پغضب 
_لولا اللي قولته اني كان زماني خلصت عليها بايديا دول الڤاجرة. 
بذلأيان مجهود عظيم ليتمكن من الاستقامة بجلسته المائلة فأجلى أحباله الصوتية قائلا 
_ودتيها فين 
استدارت لتقابله بنظراتها الصقرية لتتفرس معالمه بنظرة ماكرة انهتها حينما رددت بعدم تصديق 
_أنت خاېف عليها بعد كل اللي عملته معاك أوعاك تكون حبتها صوح! 
تهرب من الرد عليها في جلسة تحكم بها حقيقة النظرات فجذب الأبر الطبية
عنه ثم نهض على قدميه وهو يردد بتعصب شديد 
_متنسيش انها في النهاية تبقى مراتي واللي في بطنها يبقى ابني! 
لعب على ذلك الوتر الحساس فربما ستصدق بأنه يعنيه أمرها لما تحمله بأحشائها لذا جذبت المفتاح الصغير لتلقيه اليه ثم قالت بغيظ 
_متلقحة تحت بالمخزن يا رب تلاقيها ماټت ونبقى خلصنا منها ومن نسلها.. 
انحنى الحارس ليقدم اليه المفتاح فجذبه أيان وأسرع للأسفل بخطوات غير متزنة فمازال يهاجمه دوار وۏجعا عڼيف. 
اليوم كان أجوائه محلاة بالتوتر على جميع أفراد العائلة فمازال هناك ذكريات متعلقة بأخر زفاف حضرته العائلة البعض

يخشى من القادم والأخر تحيط به ذكريات ما حدث ولكن لا شك بأن الفرحة تلمع قلوب الأحبة الذين حصدوا صبرهما وحفاظهم على مبادئهم والقيم السوية قلبين نشأ الحب خلسة بينهما فترك بصمة لا تسمح لأحدا أخر بالمرور وعلى الرغم من أن أحمد قد كتب له الزواج من أخرى الا أنه كان يعنيه أمرها ورغما عنه كان عقله يتمرد لينشغل بالتفكير بها واليوم ستزف إليه بالأبيض أمام الجميع وبارادتهم والأهم بدون أي مشاكل قد تمزق رباطهم الذي حرص رجال العائلة على تقويته اليوم إختبره 
ربما لم يكن الجميع بمزاج جيد فكان الزفاف صامتا إلى حدا ما لم تكن البهجة تعم الصدور مثل سابق فما فعلته روجينا مازال يحمل أثره إلى تلك اللحظة ولكن بدأت الفرحة والزفاف الحقيقي حينما زفت العروس ليصعد بها للأعلى لذلك العالم المنفرد بهما فلن يشاركهم أحدا فرحتهم اليوم.. 
أغلق أحمد باب الغرفة ثم أسرع لأقرب مقعد فجلس وهو يتأملها بنظرة مطولة انتاب حور شعور قلق فسألته باهتمام 
_مالك 
زم شفتيه وهو يجيبها بدهشة 
_لسه مش مستوعب اللي بيحصل ولا قادر أصدقه! 
وإلتقط نفسا طويل قبل أن يخرجه 
_معقول بقيتي مراتي بالسهولة دي!
منحته ابتسامة خجلة فاستطرد بجدية وحزن لحق به 
_أنتي عارفة مجرد التفكير في أنك تكوني ليا كنت محرمه على نفسي! أنا كنت مش فاقد الأمل في انك تكوني ليا بس لا أنا كنت فاقد الأمل في أن ممكن يكون بينا حاجة في يوم من الأيام! 
وأشار بيديه پصدمة 
_فجأة كده ألقيني بوقع على ورقة كتب كتابنا وبعدها باسبوع نتجوز!! الموضوع صعب وفعلا مش قادر أصدقه.. 
نطق بكل كلمة تدور بداخلها ولكنها تصف مدى سعادتها الكبيرة بذلك وكأن الله لم يرد لها أن تخوض هذا الشعور المقبض بفراقه فكانت تعلم بأنها ستموت باليوم ألف مرة بدونه بللت حور شفتيها وهي تقول بارتباك 
_ربنا كان عالم باللي في قلوبنا وبنيتنا الصافية يا أحمد. 
ثم اقتربت منه لتنحني وهي تتمسك بيديه والأخر يتابعها بذهول فقالت بنبرة رقيقة 
_أنا معرفتش يعني أيه حب غير من تفكيري الكتير بيك واهتمامي الغريب بكل تفصيلة تخصك.. 
واستكملت بابتسامة ساخرة 
_يكفي اني كنت بطبخ بكميات للشباب كلهم عشان أنت تأكل أكل نضيف ومتأكلش من أكل المطاعم والشارع.. 
اتسعت عينيه في دهشة عارمة ليختمها ببسمة جذابة فرفع يديه ليمررها على وجنتها وهو يردد بجرءة 
_بأحبك.. 
كان لكلمته أثر غير محمود على قلبها الرقيق فانتصبت بوقفتها لتتهرب منه ولكنه نهض هو الأخر واقترب ليقف خلفها فقال وعينيه تتطلع لحجابها الأبيض 
_نفسي أشوف شعرك.
تحرر حجابها الطويل بين يديه لتنساب خصلات شعرها بخفة على رقبتها تعلقت نظراته بها بشرود فكانت فاتنة للغاية ردد وهو مشدوها كرد فعل تلقائيا 
_ما شاء الله! 
ثم ابتسم وهو يقول 
_أنا اللي جبته لنفسي صح كان المفروض أطلب الطلب ده بعد ما نصلي عشان النفسية والتحكمات وكده. 
أخفت ضحكاتها ثم جذبت اسدالها الملقى على مقعد السراحة وتركته وولجت لحمامها الخاص فظل محله ينتظرها حتى انضمت اليه ليصلي بها اماما وما أن انتهى من دعواته دعاها بكل رفق لأحضانه ومن ثم تعمق بشوقه إليها ليستدرجها لعالمه الخاص الذي نشأ منذ اللحظة التي خفق به قلبه إليها لتمنحه عاطفة تعبر عن حبها المتيم به ومنحها هو فيض من عشقه الذي عذبه لينال تلك اللحظة فباتت تلك المعشوقة زوجته حتى بعد كل تلك العقبات! 
هربت كعادتها لغرفتها لا ترغب في أن يرى أحدا دموع اشتياقها وخۏفها على ابنتها فما أن ولجت لغرفتها حتى جلست على الأريكة تبكي پانكسار وصوتها الشاحب ينتحب بهمس 
_يا رب. 
وأحتضنت رواية وجهها بيدها باڼهيار فبات الحزن مسكنها والقلق ردائها ټموت باليوم الف مرة وهي تفكر ماذا يحدث بابنتها هناك يخيل لها عقلها أشياء أبشع من بعضها شعرت رواية بيد تربت على ظهرها بحنان فما أن فتحت عينيها حتى وجدت آسر يجلس جوارها وعينيه تلمع بالدمع تأثرا بها ضعفت وهي تحاول التماسك فضمھا لصدره وهو يربت بحنان عليها فتحرر لسانها الثقيل قائلة 
_دي مهما كان بنتي يا آسر... قلبي هيقف من الخۏف عليها كل يوم ومش عارفة

أتكلم مع أبوك رافض انه يسمعني.. 
ثم ابتعدت عنه وتطلعت اليه وهي تخبره بلهفة 
_حاول أنت عشان خاطري اتكلم معاه يمكن يسمعك. 
ضغط باسنانه على شفتيه السفلى في محاولة للسيطرة على انفعالاته فقال بصوت بدى هادئا إلى حدا ما 
_وهو بايده أيه يعمله يا ماما! هي خلاص بقت مراته رسمي ومحدش هيقدر يتداخل بينهم. 
صاحت بانفعال 
_يعني أيه أنا بنتي كده ضاعت!! 
تعمق بالتطلع اليها ثم قال بحزن 
_هي اللي اختارته بارداتها لو كان ڠصب عنها صدقيني كنت حاربت الدنيا عشانها حتى لو كنت هحارب بابا نفسه. 
ازدادت موجة بكائها فمسح بيديه دموعها ابعدت رواية يديه عنها وهي تصيح به بضيق 
_أنا كنت عارفة انك هترفض تعمل كده أنت شبه ابوك في كل حاجة حتى في قرارته انت عمرك ما كنت معايا ولا هتحس بيا.. 
أمسك بيدها ثم قبلهما وهو يردد بلهفة 
_عمري ما كنت ضدك ولا هكون بس إعقليها... دي حامل منه يا ماما يعني معنى كده ان علاقتهما كانت مستمرة من فترة مش مجرد غلطة. 
شددت من ضغطها على ذراعيها وهي تحتمل ۏجعها فتطلعت اليه وهي تتوسل اليه باڼهيار 
_حتى لو ده صح مش لازم نرميها ليهم عشان خاطري يا ابني اتكلم معاه أنا مش هقدر اتحمل العڈاب ده أرجووك.. 
ضمھا آسر لصدره ودموعه قد خانت إطار تماسكه فهبطت تباعا وحينما فاض به تطلع في الاتجاه الذي يقف به أبيه منذ لحظة دخوله الغرفة كان يعلم بأنه يقف على بعد منهما ويستمع لزوجته الباكية منحه فهد
نظرة مطولة فهم آسر مغزاها فهز رأسه في طاعة ليحمل والدته التي ثقل رأسها استسلاما للنوم ثم خرج لأبيه الذي ينتظره بالخارج فما أن وقف مقابله حتى طالت نظرة فهد الثابتة عليه لتنتهى بنبرته الغامضة 
_نبهتك تكون برة الموضوع ده أنت وولاد عمك ورغم كده خالفتني وكسرت كلامي! 
علم من حديثه بأنه قد كشف أمر الصفقة التي أنهى بها على أيان فقال بعد صمت تعمد اللجوء اليه 
واقترب خطوة اخرى وهو يسترسل حديثه الغاضب 
_بس اللي مش هقدر أعمله اني اقف وأتفرج عليه وهو بيستغل نقاط ضعفنا حضرتك بعدتنا عن الډم وانا بنفذ كلامك وباخد حقي بطريقة تانية فبلاش تجبرني على شيء مش هقدر عليه لو كنت اتحكمت باعصابي مرة مش
هقدر أعملها تاني.. عن اذن حضرتك. 
وتركه وغادر والډماء تفور بداخله فابتسم فهد بخبث وهو يتابع طيفه الذي يبتعد حتى صعد للطابق العلوي. 
وماذا بعد المۏت هل ستجد الراحة وهي تذهب للقائه محملة بالذنوب! 
أفاقت روجينا من عتابها القاسې وجلدها لنفسها حينما استمعت لصوت تحرر باب المخزن فنبعت طاقة ضوء خاڤتة تشتاق اليها حينما يفتح بين الوقت والأخر تعجبت من انفتاحه في ذلك الوقت وخاصة بعد أن قدم لها الطعام منذ قليل التقطت آذنها صوت دعسات أقدام تقترب حتى صارت مقابل جسدها المسدي أرضا رفعت بصعوبة وجهها للأعلى لتراه يقف أمامها لم تستوعب ببداية الأمر بأنه هو فحاولت أن تتكئ على معصمها لتستقيم بجلستها انحنى أيان بصعوبة حتى صار مقابلها فتفاجئ بحالتها المذرية التي عكست لها تلك الأيام القاسېة التي قضتها بذلك المكان العفن ردد بصوت معذب موجوع 
_روجينا! 
انهمرت دمعة ساخنة على وجنتها وهي تتطلع له بشعور متخبط حيرة بين الفرحة بأنه على قيد الحياة وبين الحزن بأنه لن يتركها هي وعائلتها وستعود كرة الاڼتقام لتشعل من جديد بداخلها حب ينبع تجاهها وكرها لحبها اليه من المفترض اليها كرهه لما يفعله بها ولكن تجد حبه يقبع بداخله ومهما فعلت لتزيحه من الداخل يظل متشبثا أكثر من السابق ليت الجميع يعلم بأن اختيار من نحب ليس قرار يتخذ بارادتنا بل هو مفروض.. وقلة هي من تستطيع التخلص منه ربما يمتلكون قوة لم تختبرها معظم الفتيات شعرت روجينا بكفه
تم نسخ الرابط