رواية غير قابل للحب بقلم منال سالم
المحتويات
خطوة للخلف لأنأى بنفسي من أي خطړ متوقع من ناحيته
أنت لا شيء بدون كل هذا.
هدر بصوت جعل شعيرات جلدي تنتصب
احذري!
وكأن دمائي الحانقة قد رفضت أن تحط وتعود إلى مكانها فأضفت
هيا اقټلني فذلك ما تجيد فعله.
أخرج يده من جيبه ورفع إصبعه في وجهي قائلا
رمقته بنظرة مزدرية قبل أن أرد
على الأقل أحاول البقاء بعيدا عن بشاعته.
قست نبرته أكثر وهو يكلمني بنبرة تحولت للټهديد
ليس بإرادتك.
أنا...
لكنه تحرك من موضعه ليدنو مني ثم أطبق بيده على فكي ضغط بقساوة عليه فشعرت بعظامي تئن من أسفل قبضته غير الرحيمة قرب رأسه نحو عيني ليناظرني عن مسافة أكثر قربا جعلتني لا أرى سواه في المدى ثم هسهس من بين أسنانه
برزت عيناي في محجريهما من حنقي المكبوت إنه يسعى لتسيير حياتنا وفق أهوائه لا وفق ما نريده يجبرنا على أن نصبح بشكل أو بآخر تحت إمرته كعبيد أو إماء. حدجته بنظرة ڼارية وهو يتابع قوله بلمحة ساخرة
استخدمت كلتا قبضتي لأحرر فكي من يده أثناء كلامه ونجحت بعد شحذ كامل قواي ابتعدت عنه وهدرت فيه بغيظ
أيها الوضيع أنت تبحث عن مصالحك فقط.
لم أملك من المقاومة ما أستطيع بها مجابهة كتلة الشړ المتجسدة في شخصه نظرت إليه پذعر وهو يقول
أنت لم تر بعد الجانب المظلم مني.
ما يرغب في فعله أشحت برأسي للجانب مبدية رفضا صريحا لمحاولته التودد إلي بالإكراه لمحت بطرف عيني إصبعه وهو يلف خصلة من شعري عليه اقشعر كل ما في واعتراني خوفا مضاعفا لا أعرف إن كان سببه اقترابه الحميمي أم رهبتي مما قد يقوم به على غير إرادتي. لسعت أنفاسه الحاړقة وجنتي فشعرت بها تلتهب عندما كلمني
هذا لا شيء مقارنة بما أفعله عادة ولا تتوقعي مني التساهل مع أي فرد من عائلتك.
كدت أذوب من شدة خۏفي عندما التفكير بها وأنا فقط اختبرت جزءا بسيطا حين تم اختطافي في وقت ليس ببعيد. أجبرني فيجو على الاستدارة معه فأصبح صدره لصيقا بظهري أشعر بحرارته تجتاح برودتي المتزايدة لكن قبضته ظلت مقيدة لرسغي أدار بيده الأخرى الممسكة بذقني وجهي إلى نقطة بعينها وأمرني
انظري هناك.
تأملت بغير تركيز الفضاء الفسيح فقال كنوع من التوجيه
أليستا رائعتان معا
أصابني رجفات ورعدات جعلت ما اعتلاني من تحديات تتبدد في لحظة هتفت أتوسله والدموع قد راحت تتجمع في مقلتي
أرجوك لا تؤذيهما.
كأنه لم يسمع توسلي العاجز أدار وجهي في بطء بعيدا عنهما وهو يكلمني بصوت النافذ إلى أذني
هيا حولي ناظريك.
أرشدني للبقعة التي يريد مني تدقيق النظر بها وقال
من يملك قلبا لا يصمد في عالمنا.
كانكتفي فشعرت بأطنان من الثقل تسحقني ليس ظاهريا وإنما معنويا. لم أعد أرى بوضوح بسبب كثافة دموعي سمعته يكلمني
لن تستطيعي منعي إن أردت ذلك.
رددت في قهر
اللعڼة عليك أنا أكرهك.
شعرت بعضلات وجهه تشتد قبل أن يزيح رأسه ويستقيم واقفا ليرخي بعد ذلك قبضتيه عني مخاطبا إياي ببرود
وأنا لم أطلب منك أن تحبيني.
اندفعت لألصق راحتي بالزجاج كأني آمل أن أخترقه لأذهب إلى والدتي وشقيقتي جاءني صوته من خلفي يطلب مني بلهجة بدت آمرة
عليك طاعتي فقط...
لم أتحرك من موضعي ولم أنظر إليه أبقيت ناظري عليهما لكنه بقى يحادثني باستحقار
ففي نهاية الأمر أنت الطعم المناسب ليس لإغوائي فقط.
كلماته اقتصرت مهمتي على شيء بعينه تسليته الجسدية وإمتاعه وعاء لإفراغ شحناته المكبونة لا لمشاركته المشاعر السامية أو العواطف الجياشة لم أهتم بوصفه لطبيعة علاقتنا في المستقبل فقد أطلقت العنان لدموعي المقهورة لټغرق بشرتي أمرني بصوت يحمل الجدية
استعدي لزفافنا خلال الأيام القادمة.
سمعت خطواته تبتعد لتتجه نحو الباب فصحت رغم شعور الانهزام المسيطر علي
صوت صرير الباب كان واضحا وهو يخرج ليعقبه توديعه السمج
وداعا زوجتي العزيزة.
ما إن أغلق الباب حتى هدرت لاعنة في حړقة ونوبة بكاء جديدة قد لاحت في الأفق
ليتك تحترق حيا.
كثرت الشواغل من حولي بمجرد أن تم إعلان الطوارئ والاستعداد لحفل زفافي خلال فترة وجيزة انقضى ما يزيد عن ثلاثة أسابيع منذ آخر محادثة حامية دارت بيني وبين
كنت أشعر بالراحة لغيابه وألتاع من الخۏف لمجرد تخيل كيف سأكون معه منفردة. لم أستطع دفع فزعي عني كلما تذكرت أني على وشك التجرد من حيائي لإرضائه هكذا كانت تخبرني صوفيا طوال الأيام السابقة كأنها تعطيني وصاياها الهامة حيث يجب أن أصبح أكثر من مجرد زوجة عادية يحتم علي أن أكون كعشيقة متمرسة في الفراش لأكسبه وهذا ما أصابني بالنفور والاشمئزاز فكيف أمنح جسدي بلا حب أو انجذاب لآخر ينهل منه دون ود ناهيك عن تأثير الذكريات السيئة التي عشتها سابقا كانت تفسد علي أي تخيلات حالمة.
الغريب أن والدتي عادت لحماسها وراحت تعمل بكامل طاقاتها لتتأكد من إكمال النواقص لازمتها السعادة واقترنت بها وكأن الحزن قد أنهى مآربه معها فهجرها وحط بي وبشقيقتي التعيسة لأجد الأخيرة قد واظبت على تجهمها بشكل ملحوظ رافضة إظهار فرحة زائفة لتزويجي. تنهدت بعمق وخرجت إلى الشرفة لأجلس معها فكانت كعادتها صامتة نظراتها نحوي تحمل اللوم والضيق أبعدتها عني لتنظر في الأفق توقعت أن تثرثر معي لكنها احتفظت بصمتها السخيف لهذت سألتها لأبدد الصمت بيننا
هل وجدتي ثوبا يناسبك
زفرت قبل أن تجاوبني
صوفيا تكفلت بالأمر.
ضغطت على شفتي وتأملتها قائلة ببسمة صافية
الوردي يليق بك.
فاجأني تعليقها الغائم
كنت أفضل الأسود فهذه ليست بزيجة وإنما حكما بالمۏت.
هي أعطت الوصف الملائم لحالتي هذه أنا مقبلة على المۏت المحتوم لا على السعادة الأبدية ومع ذلك كان لزاما أن أدعي البهجة والسرور وأخفي الوقائع المريرة اجتهدت لأبقي ابتسامتي لطيفة رقيقة عندما تكلمت إليها
آن أنت ما زالت صغيرة قد لا تستوعبين ما يدور فهناك بعض الأمور المعقدة.
قامت واقفة ونظرت بعينين حادتين إلى الخضرة الممتدة أمامنا قبل أن ترد
الظروف أقوى من أمنياتنا.
اكفهرت تعبيراتها بشكل مريب للغاية وقالت بعد ثوان في زفير حانق
انظري لهذا الوغد لا يكف
عن مضايقتي وأنا سأصبح قاټلة بسببه.
فتشت بعيني سريعا عمن تقصد فرأيت المقيت المزعج الذي تعنيه نطق لساني مع استشاطة نظراتي
لوكاس!
غمغمت ببرطمة غير مفهومة فسألتها في توجس متزايد وقد دارت برأسي الهواجس
ما الذي يفعله لك
تجاهلت منحي الرد وحدجته بنظرات ڼارية كأنما تتوعده فتضاعف هلعي وضعت كلتا قبضتي على ذراعيها أسالها في شحوب يشوبه الڠضب
أخبريني
نفضتهما عنها وهتفت في وجوم
أريد الرحيل.
استوقفتها قبل أن تغادر بالإمساك بذراعها وتحركت لأقف قبالتها متسائلة بقلب يدق في تخوف عظيم
آن هل تعرض لك من فضلك أجيبي!
لمحت الدموع تترقرق في حدقتيها عندما أجابتني
وهل ستقدرين على صده إن اشتكيت إليك
طار صوابي في لحظة وقتئذ توقعت كل ما هو سيء أظلم قلبي قبل روحي ربما استغل لوكاس الفرصة وتوقف عن إيذائي لينقل شروره وبغضه لشقيقتي فأقحمها في ثأره المزعوم لهذا اختفى هو الآخر عن المشهد. هرولت مغادرة الشرفة وڠضبي يسبقني ظللت أردد في وعيد حاقد
لن أدعه من يدي سيرى.
لم تلحق بي آن وبقيت متجمدة في مكانها في حين نادت علي صوفيا في دهشة عندما مررت من جوارها بسرعة
ريانا! أين ستذهبين نحتاج لأخذ قياسك.
تجاهلتها واتجهت صوب الباب لكني عدت أدراجي لأقف بجوار مصممة الثوب كانت الأخيرة ترمقني بغرابة وتحير ظلت تتكلم وأنا لا أسمع حرفا واحدا مما تتفوه به تركتها لحيرتها وانحنيت لألتقط أداة عملها سمعتها تقول
هل تحتاجين إليه
لم أجبها فبريق المقص المغري نجح في إغوائي بشكل كبير تخيلت نفسي وأنا أغرز مقدمته الحادة في صدر لوكاس أحكمت قبضتي عليه واندفعت بعنفواني إلى الخارج صوت والدتي
سمۏم الحيات يمكن التخلص منها لكن ماذا عن سمۏم النفس هل لها ترياق ابتلعني ڠضبي الأعمى وراح يوجهني نحو الاڼتقام الأهوج لم أجد صعوبة في الوصول إلى مكان الحقېر لوكاس كان في الحديقة الرئيسية حوله عدد من الرجال يوليني ظهره وصوته الآمر يصيح بهم
أرسلوا لهم حاصدوا الأرواح انتهت مهلة سداد الرهانات.
لمحڼي أحد الرجال المحيطين به فسدد لي نظرة قوية مستنكرة هدرت به في حدة منفعلة
أفسح عن طريقي.
التف الجميع ناظرا إلي بدهشة واستغراب وعلى رأسهم لوكاس حيث حول حضوري إلى مسرحية هزلية بمزاحه اللزج
الكنة المستقبلية نزلت من برجها العالي لتحنو على عامة الشعب.
أ
تحفز الرجال من حوله وبدا أحدهم على استعدادا للانقضاض علي لكنه حذرهم بإشارة من كفيه المفرودين في الهواء
لا أحد يتدخل دعوني استمتع مع عزيزتنا المقاتلة.
امتثلوا دون نقاش لأمرهم وأفسحوا لي المجال لأتحرك بحرية رأيت لوكاس وهو يفرك كفيه معا قائلا بتشجيع
هيا أريني مهاراتك
ادعى ركضه لينطلق في الحديقة الشاسعة ليزيد من التحدي المثير كان يتوقف تارة ويهرول تارة وهو يضحك في استمتاع مستفز استشيطت أعصابي على الأخير ونعته في غيظ ويدي تلوح بالمقص في الهواء
أيها الحقېر أتجرؤ على الاقتراب من شقيقتي.
كدت أن أصل إليه فلت بأعجوبة من إصابة وشيكة في عضده لف ذراعيه خلف مؤخرة رأسه وأبدى إعجابه بمهارتي قائلا
أوه لقد تطورت قدراتك أنا مبهور.
من جديد لم أصبه فعنفني في تأفف مصطنع
أتعبثين معي كفي كلاما وأحسني التصويب لن أضيع يومي في الركض هربا منك.
شتمته بصوت زاعق
نذل!
قال ليستفزني أكثر
توقفت في مكاني لألتقط أنفاسي اللاهثة فعزوفي عن ممارسة الرياضة لفترة طويلة جعلني أنهك في وقت وجيز تحرك لوكاس ببطء تجاهي جال ببصره علي مقلصا المسافات وسألني هازئا
لحظة واحدة كانت مثالية لي جاءتني
على طبق من ذهب حيث غفل فيها عن حذره
تبا لك يا لعين !!
يتبع الفصل الثالث عشر
الفصل الثالث عشر
الاڼتقام يسمح لنا باستنزاف كافة مشاعرنا الغاضبة وبالثأر ممن غدروا بنا وإن كان في ذلك استهلاك أرواحنا لكننا لا نعود كما كنا نبقى من حيث انتهينا. انسحقت البراءة وتلوثت بمجرد أن تخليت
متابعة القراءة