رواية في قبضة الاقدار لنورهان العشري

موقع أيام نيوز


ظنت أنها خرجت من بين شفتيه دون حساب و لكنها تابعت بإستماته في الوقوف أمامه و مجابهته و الدفاع عن إستقلاليتها 
إني أكون عايشه تحت بيتك دا مش معناه إنك تصرف عليا !
أخذ يناظرها بغموض دام لثوان و سرعان ما خرج صوته هادئا و هو يقول 
عندك

حق . 
أنتقلت نظراته إلي الأوراق أمامه قبل أن ترتفع عيناه التي تحولت بطريقه جذريه و ملامحه التي أصبحت صارمه حين قال بفظاظه

خلينا نشوف إذا كنتي مؤهله للشغل هنا و لا لا 
لوهله لم تفهم حديثه الذي كان يقصد به بدايه المقابله حيث فاجأها بعدها بأن شرع يختبرها و قد تحولت هيئته و أصبح رجل مختلف تماما عما عهدته و تفاجأت من أسلوبه و مدي مهنيته حين كان يلقي بأسئلته التي أجابت علي معظمها بإمتياز و دام الوضع بينهم لمدة تتراوح بين ربع إلي نصف ساعه حتي أنتهت تلك المقابله الأصعب في حياتها لاهثه و هي تحاول مضاهاته و إجابته بطريقه نموذجيه لتتفاجئ به يغلق ملفها و يناولها إياه و على وجهه ترتسم تعبيرات أسف زائفة حين قال 
للأسف يا آنسه فرح مؤهلاتك أضعف بكتير من إنك تشتغلي في شركه أنترناشيونال زي دي . 
برقت عيناها من شدة الصدمه فإجابته تلك لم تكن في حدود توقعاتها أبدا فهي أجابته علي جميع الاسئله تقريبا و إن كان يحاول تعجيزها بين الفينة و الآخري و لكنها متأكدة من انها مؤهله و بقوة للعمل بتلك الشركه فهي تضاهي الشركه التي تعمل بها بالقاهرة من حيث قوة أستثماراتها الداخليه و الخارجية و لكنها وصلت إلي حقيقه ثابته أنه لا يريدها هنا و هذا ليس له علاقه بأي مؤهلات كما أخبرها لذا بمنتهي الهدوء الذي يتنافي مع ڠضبها و ألمها الداخلي مدت يدها تأخذ منه ملفها و هي تقول ساخرة
تمام . بس بلاش كلمه أنترناشيونال دي عشان مش لايقه مع سوء الإدارة إللي هنا . 
رفع إحدي حاجبيه و هو يناظرها بغموض قبل أن يقول بخشونه 
سوء الإدارة ! دي كلمه كبيرة أوي يا آنسه!
تجلي ڠضبها و ألمها في عيناها و لم تفلح في إخفائهم بل تضمنوا لهجتها حين قالت بجفاء 
لما الإدارة تبقي ممشياها بالمزاج مش بالمؤهلات تبقي إدارة سيئه .. عن إذنك !
قالت جملتها الأخيرة و توجهت بشموخ نحو باب مكتبه فاستوقفتها كلمته التي تحمل وسام الإنتصار والسخرية معا 
شرفتينا !
وصلت جنة إلي الملحق الخاص بهم فوجدت 
فرح التي كانت تبحث عنها بوجه متجهم و عينان تعكسان ڠضبا مروعا قلما يظهر عليها منها جنه پخوف و ترقب تجلي في نبرتها و هي تقول 
إيه يا فرح حصل حاجه و لا إيه 
حاولت فرح إبتلاع جمرات ڠضبها من ذلك المتكبر المغرور المتغطرس و جاهدت في رسم إبتسامه هادئه علي ملامحها قبل أن تقول بهدوء 
مفيش يا حبيبتي! طمنيني أنتي كويسه 
هزت رأسها و تابعت برجاء خفي في عيناها و هي تقول بإستفهام
متخبيش عليا يا فرح . حصل إيه و أنتي كنتي فين أصلا 
فرح بمزاح 
يا بت بطلي أفورة هخبي عليكي إيه . و بعدين تعالي هنا أنتي بتستجوبيني يا ست جنة 
أبتسمت جنة قبل أن تقول بلهجه غلب عليها الحزن 
لا طبعا . بس ڠصب عني بقيت خاېفه من كل حاجه !
إمتدت يد فرح تعانقها بحب تجلي في نبرتها حين قالت 
مټخافيش من حاجه أبدا و أنا معاكي .
إرتفعت رأس جنه تطالعها بلهفه و هي
تقول بتوسل يغلف نظراتها و نبرة صوتها 
يعني خلاص سامحتيني يا فرح ! و مبقتيش زعلانه مني 
حاولت فرح إنتقاء كلماتها حتي لا ټؤذي شقيقتها فقالت بلطف
إحنا مش قولنا مش هنتكلم في حاجه خالص دلوقتي و هنستني لحد ما تقومي بالسلامه !
همت جنة بالحديث و لكن أوقفها صوت زامور سيارة سالم التي توقفت أمام الباب الداخلي للقصر دون أن يلقي عليهم نظرة واحدة مما أدي إلي زيادة ڠضبها و للمرة التي لا تعرف عددها تمنت لو أنها لم تقابل ذلك الرجل أبدا !
توجهت الفتاتان إلي الباب الداخلي للقصر لحضور أول غذاء لهم مع تلك العائله فبعد ما حدث لجنة أمر سالم بأن تلتزم ال عملا بتنبيهات الطبيب و أن تجلب لهم الطعام إحدي الخادمات في مواعيده .
ما أن أوشك الإثنان إلي الدلوف إلي داخل المنزل حتي ظهرت إحدي الخادمات التي قالت بإحترام 
فرح هانم . سالم بيه مستني حضرتك في أوضه المكتب !
تفاجئت من حديث الخادمه و لكنها أوشكت علي الرفض فهي لن تترك جنة تواجه هؤلاء الناس عديمي الذوق وحدها و لكن جاء صوت جنة التي قالت لتطمأنها
روحي يا فرح شوفيه عايزك في إيه و أنا هدخل
فرح بصرامه
لا طبعا مش هينفع أسيبك تدخليلهم لوحدك . أبقي أشوفه عايز
 

تم نسخ الرابط