رواية في قبضة الاقدار لنورهان العشري
لتناولها إياه حتي إرتجفت يد جنة و سقط الكتاب أرضا فوقعت منه ورقة صغيرة إهتز لها قلبها و قد علمت فحواها ما أن رأتها فقامت علي الفور بإلتقاطها و وضعها في جيبها الخلفي بينما إرتسم الحرج و التوتر علي ملامحها فقالت جنه بإستفهام
إيه الورقه دي يا فرح
فرح بنبرة مهتزة
لا أبدا دي ورقة كاتبه فيها شويه حاجات عجبتني في الكتاب . متشغليش بالك . أنا هروح دلوقتي و الخدامة هتيجي تقعد معاك عشان لو إحتاجتي حاجه . و أنا مش هتأخر هستأذن من سالم بيه و أجيلك علي طول
أنهت حديثها و توجهت للخارج و هي تتنفس بصعوبة فهي تخجل من معرفة شقيقتها بأنها مازالت تحتفظ برسائله للآن لم تعد تفكر به و جفت بحور الإشتياق بقلبها حتي أنها قامت بالتخلص من كل ما يحمل رائحته و لكنها أبقت علي هذه الرساله حتي تذكرها بألا تثق في رجل مجددا و قد أتت في وقتها الصحيح فجميع الرجال خونه و كاذبون و هي لن تنخدع بهم مرة أخرى فيكفيها ما نالها و شقيقتها منهم حتي الآن .
يعني إيه يا سلمي جايه تقول دلوقتي أنها مش هتقدر تسافر معايا . هو تهريج
زفر بحنق حين جاءه الرد علي الطرف الآخر فقال بتهكم
توقيت مناسب للولادة ! طيب أقفلي أنا هتصرف
ناظرته بإستفهام تجاهله حين قال بخشونه
جنة عامله إيه دلوقتي
أجابته بإختصار
كويسه الحمد لله
كانت ملامحها متجهمة و نبرتها قاتمه مما جعله يرفع إحدي حاجبيه قائلا بإستفهام
أومأت برأسها قائله
متأكدة هكذب عليك ليه
لهجتها الباردة و ردها العدائي جعلوه شبه متأكد من وجود خطب ما و قد شعر برغبة ملحه لمعرفته فقال مراوغا
ميبقاش قلبك ضعيف كدا دي مجرد غربان و متحطيش كلام عم مجاهد في دماغك هو مزودها شويه
خرجت الكلمات منها بحدة أذهلته
و هي الغربان دي مش كائنات حية و بتحس بردو زينا
أجابها بسخريه
أنتي معاهم و لا مع أختك
أنا مع الحق . و علي فكرة عم مجاهد مش مزودها و لا حاجه الغربان فعلا بتعمل محاكم بينهم و بتطبق الحق إلي البشر مبيعرفوش يطبقوه !
هكذا أجابها لتدرك أنها تمادت قليلا فرسمت اللامبالاة علي ملامحها و هزت أكتافها قائلة
لا مش ترميه كلام و لا حاجة دا مجرد رد علي كلامك مش أكتر .
شعر بكذبها و لكنه لم يطيل الأمر كثيرا إذ قال مغيرا
الموضوع
هتبقي نشوف الموضوع دا بعدين . المهم دلوقتي جهزي نفسك عشان هنسافر يومين شرم الشيخ
صدمها حديثه فقالت بإندهاش
نعم مين دول إلي هيسافروا شرم الشيخ
ناظرها بإستمتاع من مظهرها المصډوم و قال بهدوء ليزيد من ڠضبها
أنا و انتي !
دا إلي هو إزاي
السكرتيرة بتاعتي معاد ولادتها كان أول الشهر و فجأة ولدت إمبارح و في مؤتمر مهم في شرم و مينفعش أعتذر عنه و أكيد مش هسافر من غير سكرتيرة فقررت أخدك معايا !
أبتسمت بتهكم و تابعت پغضب
و حضرتك بتقرر بناءا علي إني شنطه هتاخدها معاك
كان ڠضبها مثيرا بحق لذا تابع ليستفزها أكثر
لا بناءا علي إني مديرك و أنتي سكرتيرتي .
فرح بانفعال
بس أنا مش جاهزة للسفر دلوقتي
سالم بتقريع خفي
السكرتيرة البروفيشنال مينفعش تقول للشغل لا . دا أولا . ثانيا و دا الأهم أنتي زعلانه ليه دي فرصة أختبر فيها قدراتك و أشوف بعيني مؤهلاتك يمكن أعيد النظر و أقبل أشغلك في الشركه بتاعتي !
ذلك الرجل يمتلك نصف إستفزاز العالم و أكثر من ثلث عجرفته و تود لو أنه يبتلع لسانه الذي يلقي بها في فوهة بركان ثائر ويجعلها تعجز عن الرد علي إستفزازه .
متنسيش إنك ماضيه عقد و أنا في شغلي مبهزرش
كانت تلك الجملة التي قالها ما أن رآي