رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو كاملة حتى الفصل الأخير

موقع أيام نيوز


ما بصيت لواحدة غيرك صدقيني يا جليلة والله ما بكدب عليكي
ابتسمت من بين دموعها ابتسامة مريرة بحزن تبدي مدى القهر والحزن المتواجد داخلها وتمتمت بنبرة خاڤتة حزينة لكنها تحاول أن تتماسك وتدعي القوة لترد على حديثه التي لم تصدقه
عشان كدة روحت خونتني بس ازاي ازاي قدرك تعملها مع مرات أخوك طب سيبك مني أنا مش مهم محبتنيش لكن أخوك أنت خونته ازاي وكمان عصام يبقى ابنك أنت ايه!

صمتت لوهلة ملتقطة أنفاسها بصعداء وتابعت حديثها مستنكرة بدهشة
ازاي قدرت تعمل دة كله تكتب ابنك باسم اخوك عملتها ازاي أنت استحالة تكون فاروق جوزي اللي حبيته واستحملت كل حاجة عشانك..
حركت رأسها نافية عدة مرات وبكت پعنف متمتمة بنبرة خاڤتة بضعف
مستحيل... مستحيل تكون نفس الشخص اللي اتجوزته وحبيته مستحيل..
حاول تهدئتها خوفا من أن يحدث شئ لها أسرع يحتضنها مربتا فوق ظهرها بحنان مغمغما بهدوء
طب اهدي بس عشان خاطر العيال بلاش أنا اهدي أحسن يحصلك حاجة.
رمقته باستهزاء ساخرة منه مغمغمة بتهكم غاضبة نادمة على كل يوم في حياتها مر وهو معه
وانت بتهمك أوي مصلحة العيال سيبني امشي يا فاروق وابعد عني أنت طول عمرك بتتعامل معاهم غلط ولا اهتميت لمصلحة حد منهم دايما بسكت وبحاول اطلعك عكس كدة بس في الحقيقة أنت مش بتحب غير نفسك ومصلحتك أنا ظلمت نفسي وظلمت العيال دول معايا لما خليتك أب ليهم.
رمقها بذهول متعجبة لأول مرة يشعر أنها تراه بتلك النظرة هل هو حقا يفعل هكذا! لم يهتم سوى بذاته هذا نفس الحديث الذي يردفه جواد دوما وهو لم يعطيه اهتمام ها هي الآن تخبره نفس الحديث غمغم بعدم تصديق وذهول
جليلة انتي بتقولي ايه أنا بحبك انتي وهما وانتي عارفة أنكم اهم حاجة عندي أنا بعمل كل دة عشانكم..
ضحكت بسخرية مستهزءة حديثه الغير صحيح مغمغمة بضيق حاد
بلاش الكلام دة خلاص عشان عرفته لأ يا فاروق أنت لو بتعمل حاجة فبتعملها عشان نفسك زي ما كنت بتيجي على ابنك عشان نفسك وعاوز تجوزه ڠصب أنت أناني متستاهلش ولا حد من العيال دول ولا حتى أنا سيبني امشي وطلقني..
وقف في ذهول تام بعد استماعه لحديثها لا يعلم هل هذا صحيح بالفعل هو فعل بهم كل ذلك لأجل ذاته ليس لأجلهم لأول مرة يرى الحقيقة في أعينهم لكن كيف سينفذ طلبها هو لم يقوى على فكرة الإبتعاد عنها حاول التأثير عليها بهدوء وتعقل
جليلة مينفعش تمشي عشانهم هيقولوا ايه انتي عارفة أنهم مش هيسكتوا..
طالعته بحزن تام أنهك عينيها الباكية شاعرة بالوهن وتمتمت بضعف خاڤت
لا متقلقش مش هفضحك قدامهم ودة مش عشانك دة عشان عيالي ملهمش حق يشوفوا ابوهم بالنظرة دي بسبب اختياري الغلط..
رمقها ينظرات حزينة يملأها الندم مقتربا منها بحزن لاعنا ذاته على كل أفعاله ممسكا يدها بحنان مغمغما بصدق وصوت أجش نادم
جليلة أنتي عارفة أنتي ايه عندي والله يا جليلة ما بحب قدك.
جذبت يدها منه پعنف تزجره پغضب وتمتمت بسخرية تحمل بين طياتها حزن وقهر متواجد في قلبها ينهكه بعدما تلقت أكبر صدمة ډمرت قلبها
كنت فاكرة إنك بتحبني بس خلاص اللي حصل خلاني اكتشف الحقيقة كلها وعرفت قيمتي كويس عندك.
نفى حديثها مسرعا وتحدث بصدق ولوعة بالرغم من غضبه لرؤيتها بتلك الهيئة وجهها الشاحب كشحوب المۏتى وعينيها المتورمة من فرط البكاء لتلك الحقيقة الشديدة عليها التي علمتها اليوم
والله ابدا مفيش اغلى منك عندي كل اللي حصل زمان كانت غلطة والله غلطة وندمت عليها
تمتمت پغضب مبتعدة عنه محركة رأسها بنفي
عشان كدة عاوز ابنك يشيل غلطتك ويصلحها هو لما يتجوز أروى ڠصب عنه أنت قاسې وظالم أنا غلطت لما كملت معاك كل اللي حصل كان غلط ولازم تتصلح.
وقف لعدة لحظات متطلع أرضا بخجل من أفعاله الخاطئة لكنه كيف سيتركها تذهب هو لن يقوى على تركها حاول التأثير عليها بجدية وتعقل محاولا استمالة عقلها
جليلة مينفعش خالص عشانهم حتى مش عشان هيقولوا ايه انتي عارفة لو عرفوا حاجة هيحصل إيه وقتها.
رمقته بخذلان وضعف شاعرة بتخاذله معها وتمتمت بجدية مقررة تنفيذ ما تريده والتوقف مع ذاتها تلك المرة بدلا من تفكيرها في الجميع
ياما فكرت فيهم واستحملت كتير عشانك وعشانهم فالآخر أنت عملت إيه ولا عملت اعتبار لدة كله المرة دي لأ بقى.
دفعته بقوة إلى الخلف وحملت حقائبها متجهة نحو الخارج مقررة الذهاب وترك المنزل الذي سلب منها روحها وحياتها وفي النهاية تلقت الخېانة والحزن والقهر منه..
تفاجأت سما بهيئة والدتها فأسرعت مقتربة منها معترضة طريقها بقلق خوفا من أن يصيب والدتها شئ وتمتمت متسائلة بعدم فهم
في إيه يا ماما مالك! انتي رايحة فين هو ايه اللي حصل هاتي الشنط دي.
تناولت منها الحقائب وهى ترمق والدها منتظرة منه التحدث فأجابتها جليلة بإصرار بنبرة حزينة
 

تم نسخ الرابط