سجينة جبل العامري لندا حسن

موقع أيام نيوز


من مرة ولكنه لا يصمت فابتعد عنها بضجر وانزعاج يميل إلى الأرضية بجسده وهو نائما على الفراش ليلتقط بنطاله يخرج منه هاتفه ينظر إلى شاشته فوجد المتصل عاصم
أنت قليل الأدب بجد
أومأ إليها ضاحكا بمزاح
عارف
أبتعد تاركا الفراش ليجلس على طرفه يلتقط سرواله وبنطاله يرتديهما ثم التقط القميص يرتدي إياه هو الآخر ثم الحذاء ووقف على قدميه يهندم ملابسه وخصلاته أمام المرآة وعاد يأخذ هاتفه ناظرا إليها بخبث ومكر فبادتله النظرة بقلق وهي تتمسك بالغطاء جيدا تشعر بالغدر قادم منه

أمسك
بالأقراص الخاصة بها أيضا لينظر إليها قليلا ثم رفع وجهه إليها بهدوء وبراءة يقول برفق وهو يمد يده إليها بهما
خدي يا زينة لو لسه مش مقتنعة بكلامي اعملي اللي يريحك
يا حيوان يا ژبالة أنت بجد خبيث
هبط إلى الأسفل تاركا إياها تحيط نفسها بالغطاء تنظر إلى الفراغ مبتسمة بسعادة كمثله بالضبط وكأن ما حدث لها على يده كان لا تدري حقا والله لا تدري ولكنها إلى آخر دقيقة كانت تحبه ولا تحب غيره أخلصت له بعد ۏفاته لكثير من السنوات ولكنه هو الذي غدر بها واحتل حياتها معه بما حرمه الله ولا تدري إلى الآن ما كان يقدمه إليها من مشاعر صادقة أو كاذبة ولكن لا تستطيع أن تشكك بهذا 
قلبها كيف أحب جبل أيضا لا تدري ولكنه رجل فريد من نوعه ومختلف للغاية عن كافة الرجال الذي عرفتهم وعرضوا عليها الزواج الغموض الذي كان عليه يجذبها نحوه والذي مازال الغرور والعنجهية الحكمة والعدل الذي يتحلى بهما أيضا الإجرام والقتل كل شيء به جذبها إلى أن وجدت نفسها تحبه وتعترف بذلك بسهولة فإن كان هذا حلال الله لما تترك ضميرها يأنبها لما لا تعيش ما فقدته لكثير ف يونس رحل وهي باقية ستأخذ الفرصة من فك الأسد ستعيش شبابها وحياتها مع الرجل الذي أحبته وكأنها لأول مرة تحب وتعشق وكأن ما عاشته مع يونس لم يكن حب إنه مع جبل كامل الاختلاف 
تبسمت تعود للخلف وهي تتذكر كيف كان يعبر لها عن كونها جميلة حد اللعڼة تصيبه بالجنون وتجعله لا يريد تركها أبدا يشعرها بأنوثتها التي حبستها ولم تخرجها إلا على يده وستطلق العنان لكل شيء بها لتعيش السعادة معه بكل جوارحها وفي أقرب فرصة ستعترف له بحبها ولكن ليعترف هو بما يخفيه أولا 
بعد مرور بضعة أيام
سار جبل إلى الخارج يتقدم من بوابة القصر ومعه شاب يبدو في مثل عمره سلم عليه بحفاوة وهو يودعه إلى الخارج تاركا معه أحد الحراس حتى يخرجه من الجزيرة 
عاد مرة أخرى مبتسما تقدم من غرفة الحرس الذي كان بها عاصم ليدلف إليه ينظر إليه نظرة ذات مغزى 
وقف عاصم شامخا ثم سأله بجدية
الظابط مشي
أومأ إليه برأسه ومازالت تلك الابتسامة الغريبة على محياه خرج صوت
بخشونة
أيوة مشي
سأله عاصم مجددا
كويس في معلومات عنده جديدة
ولج جبل ليجلس على المقعد بالداخل ورفع بصره إلى عاصم يستكمل حديثه
تعرف يا عاصم أننا من غيره ولا حاجه أهو ده الوحيد اللي بيعرف يخلص لينا كل شغلنا
انحنى إلى الأرضية ثم عاد مرة أخرى إليه هاتفا بمكر ونظرته خبيثة
وعلشان كده هو طلب مني حاجه وأنا وافقت عليها
اعتدل عاصم ليقف مستقيما ينظر إليه مستنكرا هاتفا باستغراب
حاجه حاجه ايه
أجابه ببساطة وهدوء فائق
جواز عايز يتجوز واحدة من القصر وأنا أكيد مش هلاقي أحسن من الظابط ده علشان أرفضه
أبتعد عاصم مبتسما متجها إلى الطاولة ليعد كوبان من الشاي لهما يقول ببساطة هو الآخر مبتسما
وترفضه ليه ياعم خير البر عاجله طلب مين بقى
استمع إلى صوت جبل الخبيث
شوف أنت
استدار ينظر إليه وهو يمسك بالأكواب مستغربا حديثه ليقول متسائلا هو الآخر
فرح ولا تمارا
وضع جبل قدم فوق الأخرى وهو ينظر إليه بعمق يبعث إليه كلمات وانذارات خبيثة ليقول بنبرة ماكرة مفتعلا صوت بفمه
تؤ ولا دي ولا دي
ابتسم عاصم ساخرا بقوة يقول بتهكم
اومال مراتك
انتفض في جلسته يبعد قدمه عن الأخرى لېصرخ في وجهه بعصبية
محذرا إياه
ولا اظبط نفسك في ايه
عاد مرة أخرى يعد الشاي وهو يقول بهدوء غير مهتم بما يقوله من الأساس
مش أنت اللي بتقول ولا دي ولا دي مافيش غير مراتك
ابتسم جبل وهو يقول بسخرية خبيثة ماكرة ليعبث به
لأ فيه
ترك الكوب من يده ثانية وعاد ليقف مستقيما ناظرا إليه بقوة وعمق بعد أن اخترق حديثه عقله ولم تكن تأتي على خلده من الأساس وكأنها ليست من سكان القصر 
اخترق اسمها أذنه بعد أن تفوه به جبل بسهولة
اسراء
انتفخت عروقه بشدة واهتاج جسده ليشيح بيده پعنف وعصبية بعد أن تحركت مشاعره بالڠضب الممېت ولم يستطع السيطرة عليها لېصرخ بصوت عال
بقولك ايه اظبط أنت قسما بالله اهدلك القصر على اللي فيه أنت بتقول ايه
عمل جبل على اغاظته أكثر وهو يقول بجدية ساخرا
طب الله وكيل لايق عليها أكتر منك
أقترب منه يشيح بيده في الهواء بهمجية يخرج صوته بخشونة وغلظة صائحا
لايق على مين ياعم ده
 

تم نسخ الرابط