وبقى منها حطام أنثى لمنال سالم

موقع أيام نيوز

ودودة وهي ترد عليه 
ربنا يخليك ليا !
تحركت ناحية فراشها وجلست على طرفه فتابعها أخيها بنظراته ثم هتف فجأة بحماس 
أنا عاوز أقولك على حاجة
رفعت رأسها لتنظر إليه متساءلة 
ايه هي 
ظهرت ابتسامة عريضة على محياه وهو يجيبها بغموض 
مش هاتصدقي ماما قالتلي ايه النهاردة
سألته إيثار بفضول 
خبر يفرح !
رد عليها بنبرة شبه حائرة وهو يحك مؤخرة رأسه بيده 
هو لحد الوقتي مش باين إن كان يفرح ولا لأ بس إن شاء الله خير !
نظرت له بإهتمام فتابع هو قائلا بهدوء حذر 
المهم ماما قالتلي إن مالك أخو روان وافق يقابلني
اتسعت مقلتيها في صدمة غير متوقعة وارتفع حاجبيها للأعلى بذهول وهتفت غير مصدقة 
ايه !!!!!!
أكمل عمرو قائلا بحذر 
منتظرني بكرة عنده فادعيلي !
ارتبكت أكثر مما قاله أخاها فهب لا تدري ردة فعله تجاهه بعد أن رفضته تخشى أن يعاقبه لقرارها 
عضت على شفتها السفلى وهمست بتوتر 
آآ ربنا يكرمك !
حاول عمرو أن يرفع الحرج عن أخته خاصة أن للموضوع أذيال متعلقة بالماضي وتابع بهدوء 
يا رب أمين عاوز دعوة محترمة من القلب مش هوصيكي !
ردت عليه بصوت فاتر 
أكيد !
أدمعت عيناها عقب حديث أخيها الجاد حول ما ينتوي فعله مع عمرو بداخل غرفتها 
كانت تريد أن تسير الأمور بسلاسة ويحدث الإرتباط بينهما دون أي تعقيدات 
لكنه أراد أن يلقن عمرو درسا ليعرف كيف يمكن أن يقهر قلبا ويفسد حياة بأسرها بسبب تعنت مجحف وظلم جائر 
احتضن مالك وجه أخته براحتيه بعد أن جثى على ركبتيه أمامها وباشر حديثه قائلا بإبتسامة صغيرة 
والله ده لمصلحتك صدقيني أنا عمري ما هضرك ولا هاخلي حد يجرحك بس لازم يستحمل عشان يعرف إنك تستاهلي التعب والټضحية !
نظرت له في صمت بعينيها الباكيتين ولم تستطع أن تعقب عليه 
فبماذا تخبره هل تفضح نفسها وتقول أن قلبها تعلق به بالفعل وأحبه وباتت ترسم أحلاما وردية معه أم تكتفي بالصمت وكتم أحزانها داخل صدرها وتعاني من عڈاب الحب بمفردها 
شعر مالك بتخبط مشاعر أخته الصغرى وأجبر نفسه على القسۏة قليلا معها من أجلها هي 
ابتسم لها مجددا ومسح عبراتها من على وجنتيها بأنامله ثم اعتدل في وقفته وتركها وانصرف دون أن يقول بالمزيد فهو لا يريد وضعها في موقف صعب لذا أسلم شيء تركها الآن 
مالت هي على جانب فراشها وأجهشت بالبكاء الحارق فاستمع هو إلى صوت شهقاتها التي لم تستطع إخفاؤها وهو يقف في الخارج مستندا على الحائط 
أطرق رأسه أسفا وحدث نفسه بجمود 
بكرة هتشكريني على ده !
رحل مسرعا قبل أن يلين قلبه تعاطفا معها 
لحظات مرت عليه وكأنها دهر وهو ينتظر بترقب شديد حضور مالك إلى الصالون 
استقبلته راوية ودعته للجلوس وأحضرت له مشروب بارد 
ظل يتلفت حوله ليتأمل المكان بإنبهار واضح عليه 
أثاره
الفضول ليعرف كيف استطاع مالك خلال تلك الفترة القصيرة أن يحقق كل تلك النجاحات في عمله ليتمكن من شراء فيلا كهذه ويؤسس شركة مميزة بدأ اسمها في الظهور بقوة في الأوساط التجارية 
كانت إيثار قد أخبرته من قبل عن عملها معه كمربية لطفلته
الصغيرة لكنها لم تخبره عن أي تفاصيل تخص حياته الشخصية 
قطع تفكيره المتعمق صوت مالك الرخيم وهو يقول 
سوري على التأخير
نهض عمرو
واقفا من مكانه ومد يده ليصافحه لكنه تجاهله عمدا ونظر له شزرا ثم حل زرار سترته وجلس ببرود على الأريكة 
شعر عمرو بالحرج الشديد وكور يده الممدودة إليه ثم أبعدها بخزي 
أشار له مالك بعينيه ليجلس فتمالك الأخير أعصابه كي لا يثور 
عليه أن يتعامل بهدوء معه حتى يحقق مبتغاه 
وضع مالك ساقا فوق الأخرى وانتصب في جلسته وسأله بجمود وعينيه مسلطتين عليه 
خير !
تنحنح عمرو بصوت خفيض ثم رسم ابتسامة واثقة على ثغره وهو يقول بحذر 
أنا أنا كنت جاي النهاردة عشان آآ 
قاطعه مالك قائلا بجدية آمرة 
خش في الموضوع على طول أنا معنديش وقت أضيعه !
اكتسى وجه عمرو بحمرة واضحة وبدت عروقه في البروز ولكنه استنذف كل طاقاته في السيطرة على انفعالاته ورد عليه بهدوء حذر 
أنا عاوز أخطب روان !
أنزل مالك ساقه ونظر له بإستهزاء قبل أن يسأله ببرود 
وايه اللي يخليني أوافق عليك إنت بالذات !
ازدرد عمرو ريقه بصعوبة وشعر بالإهانة الصريحة في عبارته الأخيرة وتشدق قائلا بثبات 
لأني بأحبها
قهقه مالك عاليا ليستفزه أكثر ثم أشار له بإصبعه وهو يرد بتهكم 
إنت بتحب ! لأ حقيقي نكتة ظريفة
احتقن وجه عمرو بالډماء الغاضبة وانفعل قائلا 
أنا مش جاي أقول نكت هنا
تجهم وجه مالك فجأة وقست تعابيره واحتدت نظراته وهو يقول بصوت قاتم 
وأنا مش موافق على طلبك !
انقبض قلب عمرو بشدة وشعر بأن روحه على وشك أن تنتزع منه فتساءل بنزق محاولا فهم سبب الرفض وإن كان يعرفه مسبقا 
ممكن أعرف ليه 
التوى ثغر مالك بتهكم شديد وأجابه بجفاء 
أكيد إنت شايف المستوى اللي اختي عايشة فيه الوقتي إزاي عاوزني أرضى أجوزها واحد زيك فقير محلتوش حاجة !
ابتلع عمرو الإهانة ودافع عن نفسه قائلا بقوة 
الفلوس مش كل حاجة وأنا قادر أعيشها في مستوى معقول يكفيها ويخليها مستورة !
ضحك مالك مستهزئا به ثم رد عليه بسخط ونظراتها الإحتقارية مسلطة عليه 
إنت اللي بتقول كده طب ما هو زمان أنا كنت قصادك والفلوس كانت عندك كل حاجة ولا ولا نسيت يا أستاذ عمرو !
أظلم وجه عمرو بشدة وتلونت عيناه بحمرة متعصبة فقد كان مالك على حق هو بالفعل أهانه بالماضي وحقر من شأنه بل إنه تعمد جرحه ليشعره بدونيته واليوم يرد له الصاع صاعين
فلماذا يتعجب فهذا ما جنته يداه !
استرخى مالك في جلسته وأكمل حديثه بسخرية مريرة 
حقيقي سبحان الله الزمن فعلا بيعيد نفسه ! مين يصدق إن عمرو بيه بغروره وعنجهيته
يقعد النهاردة قصادي يطلب ايد أختي لأ ومستني مني أوافق عليه !
لم يستطع عمرو تحمل المزيد من التجريحات والإهانات فهب واقفا وصاح محتجا بعصبية وهو يشير بإصبعه في وجهه 
انا مش عاوز اهانة لو سمحت أنا جاي اطلبها وآآآ 
انتفض مالك هو الأخر من مكانه وصاح به بإنفعال مقاطعا إياه وقد برزت عيناه بشراسة مخيفة 
ما انت أهنتني في بيتك مستغرب ليه من طريقتي معاك في التعامل ولا هو كان حلال ليك زمان وحرام عليا الوقتي !!!
هدر فيه عمرو متساءلا بصوت غاضب 
انت بتردهالي يعني !!
رد عليه مالك بقسۏة وهو يرمقه بنظرات حادة 
احسبها زي ما انت عاوز بس أخر حاجة ممكن اقولهالك إن الزمن بيتغير وزي ما جيت عليا وظلمتني أنا كمان هاجي عليك وأوي كمان 
أمسك بطرفي سترته ثم زررهما معا وتابع بقسۏة أشد 
اتفضل من غير مطرود وقتك خلص !!
بدى وجه عمرو كأنه على وشك الإڼفجار وكز على أسنانه بقوة كادت أن تحطمها ثم انصرف غاضبا من أمامه وهو يشعر بمدى الإهانة التي طالته اليوم منه 
تابعت روان من أعلى الدرج ما دار بينهما بقلب مفطور 
هزت رأسها مستنكرة وكتمت شهقاتها بصعوبة ثم ركضت مسرعة إلى غرفتها وهي تكاد تزعم أن روحها قد جرحت هي الأخرى معه و بضراوة 
وبقي منها حطام أنثى
الفصل الثلاثون الجزء الثاني 
لم تذهب إيثار لعملها بعد ما صار مع مالك ورفضها لعرضه بالزواج منها وقررت إعطاء نفسها إجازة مرضية حتى تستعيد زمام السيطرة على نفسها من جديد وتستعد لمواجهته بهدوء 
هي حمدت الله في نفسها أن روان متواجدة هناك حتى لا يزيد شعورها بالذنب تجاه الصغيرة ريفان 
تجهم وجهها بشدة حينما أبلغها أخيها عمرو بما حدث أثناء مقابلته مع مالك وتحولت نظراتها للشراسة 
لم تتوقع هي أن يهينه الأخير بكل تلك القسۏة والبرود وكأن قلبه قد تحول لحجر شديد الصلابة 
أطرق هو رأسه بذل واضح وبدت نظرات عينيه منكسرة للغاية 
هو كان فيما مضى متحكما في
مصير غيره بل على العكس كان أكثر شراسة وقسۏة وظلما 
ما آلمه حقا هو إحساسه بالقهر وقلة الحيلة 
فالفارق الآن بينهما كبير 
لم يعد مالك كما كان متوسط الحال مثله بل بات أثرى من عائلته المتواضعة بمراحل 
هو بالفعل خسر أول معاركه معه ولكنه لن يستسلم سيحاول مجددا هي تستحق تكبد العناء من أجلها 
تساءلت إيثار مع نفسها بغرابة ممزوجة بالحنق وهي تنظر إلى أخيها بشرود 
ألم يكن مالك مثله عاشقا 
ألم يخفق قلبه لأجل الحب 
ألم يقاتل من أجل الظفر بحبيبته 
فلماذا يتعامل مع أخيها هكذا !
شعرت بالضيق لأجل عمرو الذي أدمعت عيناه وهو يحاول بصعوبة السيطرة على نفسه كي لا يبكي كمدا 
تملكها الڠضب والحمية لأجل
أخيها 
ربما كان متسرعا في حكمه على مالك وفي تحكمه بحياتها وسعيه لتزويجها بالأنسب من وجهة نظره لكنها لم تكن لتتركه يعاني مثلها أو يكون في موقف يحسد عليه 
وضعت يدها على كتف أخيها وهتفت بجدية وقد اشتدت تعابير وجهها 
متقلقش يا عمرو احنا معاك إن شاء الله ومش هانسيبك
نظر لها بحزن واضح فزادت وخزات قلبها وتابعت بإبتسامة مشجعة 
وماتنساش روان بتحبك وهتدعمك وهتحارب عشانك
رد عليها بنبرة حزينة منكسرة وهو يهز رأسه 
يا ريت !
لمحت هي في عينيه تلك العبرات التي تتراقص فيهما فأشاحت بوجهها بعيدا حرجا منه وعضت على شفتيها بقوة 
نهض عمرو قبل أن يذرف عبراته المخټنقة أمام أخته فيشعر بإشفاقها عليه واتجه إلى غرفته ليغلق الباب خلفه 
احتدت قسمات وجه إيثار وصرت على أسنانها قائلة بتوعد 
مش هاسيبك يا مالك تقهر قلب أخويا مش هاسيبك تظلمه ولا تظلم أختك بعنادك ده !!!!
طرق بأصابعه بحركات ثابتة على السطح الزجاجي للطاولة الدائرية وحدق في المتحدث أمامه بنظرات ثابتة ثم استطرد حديثه قائلا بهدوء 
تمام أنا هاراجع البنود مع المحامي وهنتكلم بعدها تاني
ابتسم له الرجل مجاملا وهو يرد عليه 
اتفقنا يا مالك بيه وأتمنى يكون في تعامل بينا
نهض مالك ليصافح الرجل قائلا بإقتضاب 
إن شاء الله 
بادله الرجل المصافحة وهو مازال محتفظا بإبتسامته 
شكرا على وقتك !
في نفس التوقيت اقټحمت إيثار مكتب السكرتارية ووجهها محتقن للغاية بل من ينظر بتمعن في ملامحها يدرك أنها على وشك الإڼفجار غاضبة في أي ثانية 
استطاعت هي أن تحصل هاتفيا على عنوان الشركة من راوية وقررت التوجه إلى مالك لمقابلته هناك 
لم ترد الذهاب إلى فيلته لټتشاجر معه أمام روان فتفسد الأمر وتصعب عليها الوضع 
اختارت أرضا محايدة للقتال من أجل أخيها 
نظرت لها السكرتيرة بإستغراب ونهضت عن مقعدها لتسألها بحدة 
حضرتك مايصحش تدخلي المكتب بالشكل ده
حدجتها إيثار بنظرات ڼارية قبل أن تصرخ فيها بإنفعال 
مالك بيه موجود !
ردت عليها السكرتيرة بهدوء 
أيوه بس عنده اجتماع ومش هاينفع حضرتك تقابليه بدون ميعاد سابق سيبي اسمك وتليفونك واحنا ه آآ 
قاطعتها إيثار بعصبية 
ثم تحركت بخطوات سريعة في اتجاه باب غرفة مكتبه 
هبت السكرتيرة من مكانها محاولة اللحاق بها وهي تهتف بتخوف 
ياآنسة استني يا مدام حضرتك مايصحش كده ! 
أمسكت إيثار بالمقبض وأدارته لينفتح الباب على مصرعيه والسكرتيرة من خلفها تحاول منعها من الدخول 
حدق مالك پصدمة واضحة تجاه من تقف على عتبة الباب 
لم يتوقع قدومها على الإطلاق إلى مقر عمله 
سعادة غامرة
تم نسخ الرابط