وبقى منها حطام أنثى لمنال سالم
المحتويات
حين كانت الضحكات قد أنتشرت بداخل القاعه وعمت الفوضي
مالك بص يادكتور أنا ماصدقت بصراحه وصلت سنه رابعه والمشوار كان طويل أوي عليا سامو عليكو
ركض مالك من أمامه تاركا القاعه في حين ظل المحاضر يهتف بأسمه ويسبه ولكنه لم يكترث بل صار في طريقه بدون أهميه له
وبعد مرور ساعه ونصف من الوقت بدأ الطلاب للخروج من القاعه الدراسيه حيث دلفت إيثار للخارج ومازالت الهيستريا متمكنه منها بقوه ولا تستطيع التحكم بها فتفاجئت به يقف أمامها عابسا بوجهه ثم ردد
إيثار بقهقهه عاليه
مالك مبتسما بعذوبه لأ ده أنا أجيلك كل يوم بقي ونطرد سوا عشان الضحكه دي
إيثار متنحنحه بحرج اا انا أنا همشي طالما الجدول أتغير ومعنديش حاجه
تقدمت بخطواتها للأمام بينما تقدم هو بخطي أسرع كي يقف أمامها وهو يهتف
مالك طب أستني هوصلك يعني طالما الطريق واحد وكده
مالك محاولا أختلاق الأسباب أيوه بس دلوقتي هتلاقي المواصلات زحمه و
إيثار بإبتسامه متواريه هعرف أتصرف عن أذنك
فضل أن لا يلح عليها برغبته حتي لا يشعر بثقله عليها فيجب عليه أحترام رغبتها ختي وإن كانت ضد رغباته هكذا يفكر في حين كانت وسائل المواصلات بهذا الوقت مزدحمه بالفعل ولكنها أستطاعت إجتياز هذه العقبة حيث أعتادت عليها بالقاهره وأخيرا وصلت أسفل العقار لتجد صديقتها الصغيره روان وهي تكاد تدلف من البوابه الرئيسيه للبناية فباغتها ببسمه أبرزت غمازتيها ثم رددت ب
روان مدققه النظر بوجهها أنا الحمد لله كويسه أيه ده أنتي عندك غمازات ياخواتي عليهم
أطلقت ضحكة ذات صوت منخفض علي صوتها الطفولي الذي برز فجأة ثم هتفت
إيثار أنتي هتبصيلي علي غمازاتي ولا ايه
روان وهي تشير بأصابع كفها الخمس لالأ عيني حلوه مټخافيش أيه رأيك نروح النهارده خالد إبن الوليد سوا أنا هروح مع أصحابي نشتري شوية حجات لو عايزاني أكنسل معاهم وأجي معاكي أنا مواقفه
روان وهي تصفق بحركه خفيفه منها اووو مش مشكله هستناكي مش ورايا حاجه
عمرو أنتي واقفه في الشارع كده ليه ياهانم!
إيثار بإرتعادة خفيفة خضيتني ياعمرو في أيه أنا واقفه تحت بيتنا يعني مفيهاش حاجه
عمرو مشيرا لها بسبابته محذرا بقولك ايه ياأنسه
أنتي ملكيش دعوه بأختي أنا بقولك أهو
إيثار محملقة به وقد أصابها الحرج عمرو أيه اللي بتقوله ده ميصحش كده
عمرو قابضا علي ذراعها پعنف أمال يصح وقفتك في الشارع كده واللي رايح واللي جاي يبص عليكي أتفضلي قدامي يلا يلااا
إيثار انت ازاي
عمرو وهو يرمقها بنظرات ساخرة ايش عرفك أنتي في البنات! وبعدين متمسكه بيها ليه كده دي مش من سنك حتي
إيثار وقد توترت عضلات وجهها يمكن ده السبب اللي مخليني متمسكه بيها انها أصغر مني وهتعيشني جوه سنها اللي معيشتوش وانا قدها
عمرو وقد أرتفعت نبرته وزادت حدتها انتي هتتنمردي ولا ايه من أولها
حضرت تحية بهذه اللحظة ممسكه بملعقة الطعام الكبيره ثم حدجتهم بحنق وهي تهتف
تحية بتتخانقوا ليه ياأساتذه ياللي مش عاملين احترام للي في البيت
عمرو مشيرا صوبها بنتك متصاحبه علي واحدة هتبوظ أخلاقها
رحيم بلهجة خشنة في أيه ياعمرو ومين اللي بتتكلم عنها دي
نطق أباهم بتلك العبارة وهو يتحرك نحوهم ممسكا بالجريدة
إيثار وقد تحركت للوراء بخطوات مرتبكه مفيش حاجه يابابا
عمرو لأ في إيثار يابابا متصحابه علي البت اللي ساكنه تحتنا وانا بصراحه مش عجباني الصحوبيه دي بت مدلعه زيارة عن اللزوم كده وشايفه نفسها مش عارف ليه
رحيم بلهجه حازمه اسمعي كلام أخوكي الكبير ياإيثار هو عنده خبره عنك وبعدين دي أصغر منك متصغريش نفسك معاها
إيثار وقد أنقطب جبينها بضيق أيوه يابابا بس انا
رحيم مشيرا لها لتصمت خلاص مش عايز جدال كتير يلا ياتحيه حضري الغدا
تحيه وهي تدلف للمطبخ مره أخري حاضر ياحج علي طول أهو
في يوم إشتدت به حرارة الشمس وقد توهجت أشعتها وطغت علي مدينة الأسكندريه وقفت تمسح عنها قطرات قد تندت علي جبينها وهي واقفه في أنتظار أحد وسائل المواصلات التي ستقلها لمنزلها بعد يوما مليئا بالمحاضرات الدراسيه التي أنهت صلاحية التفكير لديها لهذا اليوم وعلي حين غرة وجدت من يجذب ساعدها بخفه لتلتفت بفزع وتراه أمامها حدقت به وتوقفت الحروف عدي حافة لسانها في حين هتف هو بلهجته الناعمه
شريف أذيك ياإيثار
إيثار وقد تملكها الذهول اا ن انت ا
شريف وقد أرتسم علي مبسمه إبتسامة أيوه أنا وحشتيني
بدأت تستشعر كفه القابض علي ساعدها وتلمس في نبرته التملك فتشنجت عضلات وجهها ثم راحت تدفعه بقوه ليترك ذراعها في حين كان مالك يتابع الموقف من بعيد ويخشي التدخل حتي لا تصيبه خيبة الأمل وتكون قد تعرف ذلك الشاب حينها لن يستطيع النظر إليها مره أخري ولكنه لاحظ تعبيراتها المنفعله ونظراتها المهينه
له فتقدم ببطئ نحوها ليستمع للحوار القصير الذي بينهما
إيثار أنا مش سايبه القاهره بأهلها وناسها وأصحابي اللي فيها بسببك عشان حضرتك تنطلي هنا
كمان
شريف بنظرات متفرسه وحشتيني ياإيثار مش قادر أستحمل بعدك عني لحظه
إيثار وهي تنظر للماره حولها هلم عليك الناس لو ممشيتش
مالك بلهجه محتده لأ أعتبري الناس أتلمت خلاص في أيه ياأخ
تحدث بعبارته تلك وقد تقدم نحوهم ليقف أمامه ليسد عنه الطريق في حين رمقه شريف بنظرات حانقه وهو يهتف
مالك بلهجه مثيره للأستفزاز لأ ليا ولو مبعدتش عن هنا عندي 100 طريقة أبعدك بيهم
شريف موجها نظره صوبها
وهو يردف متهكما هو ده بقي اللي أتعرفتي عليه هنا في أسكندريه ولا أتعرفتي عليه في القاهرة وجرتيه وراكي علي هنا وأديتيني علي قفايا
إيثار وقد أحمر وجهها ڠضبا أخرس ياحيوان أنت فاكرني زيك
شريف بنبرة مرتفعة أمال مين ده!!
مالك جاذبا ياقته بشكل مهين ميخصكش وأمشي بسلامتك أحسن
الفصل السادس
وكأن الماضي قد عاهد حاله
ألا يتركني أنساه فأرسل لي من يعكر صفوي وطاردني حتى في منفاي
تجهم وجه شريف بشدة ورمق ذلك الغريب الذي تدخل في الحوار مع إيثار خطيبته السابقة بنظرات شرسة وصاح بنبرة غليظة
أنا خطيبها !
سيطر الإندهاش الممزوج بالصدمة على مالك وعجز عن الرد ببنت شفة بينما اتسعت مقلتي إيثار في صدمة واضحة وشهقت نافية
كنت كنت احنا سيبنا بعض خلاص !
إلتوى فمه ليضيف بإبتسامة قاسېة
وهو انتي مفكرة إنك لما هتبعدي مش هاعرف أوصلك تبقي غلطانة أنا مش هاسيبك إلا لما أخد حقي منك ! أو عندك حل تاني نرجع لبعض
صړخت فيه بصوت محتد ويحمل الټهديد وهي تشير بإصبعها
شيل الأوهام دي من دماغك وأنا بأحذرك دي أخر مرة تيجي هنا وإلا مش هايحصلك خير أبداااا
رد عليها شريف بتحدي شرس وهو يتحرك خطوة نحوها
وريني هتقدري تعملي ايه
في تلك اللحظة تدخل مالك ووقف بجسده أمامه ليسد عليه الطريق ثم حدجه بنظرات محتقنة وهتف بصوت قاتم
في ايه يا كابتن هو أنا مش مالي عينك ولا حاجة
رمقه شريف بنظرات مستهزأة وأردف قائلا بسخرية وتهكم
وإنت مين يا حلو لأ وفارد عضلاتك أوي
صاح به مالك بجمود
ملكش فيه وأحسنلك يا بابا تمشي من هنا !
لوى شريف فمه ليردد بتهكم
بابا !
تابع مالك حديثه بقوة تحمل الټهديد
الوقتي بابا وبعد شوية هاخليك ماما انت هنا في منطقتي !
أدركت إيثار أن هناك معركة على وشك النشوب بينهما فهتفت بتوسل وهي تنظر إلى مالك پخوف
خلاص يا مالك سيبك منه هو هو مايتسهلش
إبتسم شريف قائلا بتهكم وهو يربت على كتف مالك
اسمع كلام ال الهانم !
أزاح مالك كفه مضيفا بصرامة والشرر يتطاير من عينيه
نزل إيدك عني ! ويالا اتمشى بدل ما أخرشمك النهاردة
رد عليه شريف بعدم مبالاة بعد أن سلط أنظاره على إيثار
وعلى ايه خلينا حبايب النهاردة زي ما كنا زمان
ثم حدج مالك بنظرات احتقارية و سار عائدا في اتجاه سيارته وقبل أن يركبها تابع بتوعد
أنا ماشي الوقتي بس مسيرنا هنتقابل يا يا إيثار وسلمي على الفاموليا المحترمة
ثم قهقه عاليا وهو يغلق الباب خلفه
سيبك منه يا مالك متردش عليه ده ده واحد مايسواش
قالتها إيثار بتوجس وهي تدعو الله في نفسها ألا ينفعل مالك ويتشاجر مع ذلك الحقېر
تنهد هو بصوت مسموع وظل هينيه مسلطتين على السيارة إلى أن اختفت في وسط الزحام
فعاود النظر إلى إيثار ولم ينطق بكلمة بينما ضغطت هي على شفتيها وهمست بحزن
أنا أنا اسفة ان كنت دخلت في مشاكلي
نظر لها بحنو وأخفض من نبرة صوته وهو يرد عليها
متأسفيش ده مش ذنبك
ثم أخذ نفسا مطولا وأكمل بحنق وهو يكور قبضة يده
بس البني آدم ده عاوز الحړق
لم تنظر إيثار له بل ظلت مطرقة لرأسها وأضافت بخفوت
أنا هاعرف بابا وعمرو باللي عمله هنا
أشار لها بيده قائلا بجدية
مافيش داعي مش مستاهلة الحكاية
ثم ابتسم لها ليضيف بمزاح
وبعدين لو كان طول شوية كنت اديته باللوكامية في وشه
قطبت إيثار جبينها ورددت بعدم فهم
لوكامية !!
بالبوكس يعني !
ابتسمت له إيثار فهتف مالك بسعادة
ايوه كده اضحكي محدش واخد منها حاجة
وفجأة أصاب إيثار الهلع وصاحت بتوتر
اووف ده انا اتأخرت أوي لازم أروح
نظر لها بإندهاش وهتف بجدية
طب استني أوصلك ده احنا سكتنا واحدة
هزت رأسها معترضة وهي تجيبه
لأ مش هاينفع عن اذنك
ثم تحركت بخطوات أقرب إلى الركض لتعبر الطريق فصاح بها مالك
يا إيثار استني بس !
تنهد بعمق وحاول اللحاق بها ولكنها أوقفت الحافلة لتستقلها فتوقف في مكانه ووضع يده على رأسه ليحكها وحدث نفسه بفضول
يا ترى ايه حكايتك يا إيثار
قررت إيثار ألا تخبر
عائلتها عما حدث حتى لا يتأزم الوضع ويعلم أخيها فيتهور مجددا مع ذلك البغيض وتتحمل هي اللوم والتوبيخ من الجميع وكأنها المذنبة
كذلك خشيت من معرفتهم بصلتها بمالك وبالتالي العاقبة ستكون أشد عليها
مرت عدة أيام وتكررت اللقاءات بين إيثار ومالك في الحرم الجامعي وفي قاعات الدراسة وأحيانا في طريق عودتها للمنزل
وشعرت هي بالإطمئنان من قربه خاصة بسبب أخلاقه الكيسة وصفاته الطيبة بالإضافة إلى روحه المرحة
كما شعر مالك هو الأخر بالإرتياح من وجودها في حياته المملة وإنعكس هذا على طبيعة ألحانه التي يعزفها على آلته المفضلة
ولم يخف عن روان ملاحظتها للتغيير الذي طرأ على أخيها وتمنت له السعادة مع من تمكنت من تغييره وإن كانت
متابعة القراءة