روايه جوازة ابريل بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


دخل للتو فأجابت تحية على سؤاله بصوت أبح دي ابريل يا احمد يا بني
اتسعت عيناه بلهفة فور سماع اسمها ملاحظا القلق الواضح علي تعابيرها فسأل بسرعة دون تحفظ في ايه ومالها ابريل!!
رفعت تحية كتفيها في جهل ونظرت له حيرة جالية على وجهها لتخبره بصوت مهزوز قلقانة عليها حاسة ان فيها حاجة .. قلبي مقبوض من صلاة الفجر امبارح المفروض كانت هتكلمني بعد ما تخلص البتاع اللي بيعملوا لفستان العروسة تاه اسمه ...

فركت تحية جبهتها بتفكير فقالت صابرين سريعا تتبع والدتها في الحديث بروفة الفستان
أومأت تحية بالإيجاب عدة مرات وقالت بتوتر ايوه هو دا بس ماكلمتنيش .. انا خاېفة تكون تعبت واحنا هنا منعرفش عنها حاجة
وضعت زينب يدها على خدها غير راضية رافعة جانب فمها بسخرية صامتة بينما ردت صابرين خوفا عليها من شعورها بذلك الدوار الذي ينتابها دوما عند القلق لا يا ماما ان شاء الله تكون كويسة ومجرلهاش حاجة
جلس أحمد بجوار تحية فنظرت إليه متوسلة وهي ترفع أصابعها المتجعدة فوق صدرها على موضع قلبها وقالت بصوت ضعيف متلعثم مش مطمنة يا ولاد .. بالله عليك يا احمد شوفهالي كلمها .. حاول توصلها عشان اطمن .. انا مش هرتاح غير لما قلبي يطمن عليها واسمع صوتها واشوفها بعيني كويسة
احمد متحدثا بجدية طيب اهدي بالله عليكي يا ستي .. انا هتصل علي عم سعيد الراجل دا اللي بيشتغل عندهم رقمو متهيألي معايا
تهللت أسارير تحية بعد كلامه بينما لوت زينب فمها لتعلق بعدم اقتناع وهى تشعر بالغيرة من لهفة ابنها التي لن تتغير عند ذكر سيرة تلك الفتاة حتى بعد مرور تلك سنوات فهى تخلصت منها ولن تسمح لها بالعودة إلى حياتهم و دا معقولة الكلام يا احمد دا من سنين مديك الرقم .. زمانه غيرو دلوقتي
خرج صوت تحية مرتعش يحثه على تنفيذ ما قاله جرب يا احمد و طمني الله يخليك يا بني
أومأ برأسه موافقا ليطمئنها بصوت رجولي مليئ بالثقة ماتقلقيش يا ستي خلاص انا هتصرف .. اذا انهاردة ماعرفتش اوصلها .. من النجمة هنزل علي مصر واروحلها عند ابوها .. واطمنك عليها ..
تحولت نظراته الحانية نحو تحية إلى أخرى يستوطنها الوعيد يليها قوله بنبرة قوية وعميقة بس اذا كان حد منهم عمل ليها اي حاجة او مسها بكلمة مش هيكفيني فيهم رقبتهم كلهم ساعتها
شحب وجه نادية فور سماعها هذه الكلمات وحملقت به بعينين لامعتين تهددان بسيل جارف من الدموع پألم وغيرة لكنها خفضت بصرها أرضا وصرت على أسنانها بقوة محاولة الحفاظ على هدوئها في حضور الجميع.
بقلم نورهان محسن
خلال هذا الوقت
بدأت شمس اليوم بالغروب وأسدل الشفق الأحمر ستائره على الكون.
فى منزل دعاء
قال عز بمرح وهو يدخل المنزل بعد أن فتحت دعاء لهم الباب مساء العسل علي عيونك يا ديدو
استقبلته بابتسامة اهلا وسهلا يا حبيبي
صافحتها منى بكياسة مساء الفل يا ديدو
بادلتها دعاء التحية بمثلها ثم أشارت بيدها تحثهم على الدخول فسأل عز بحيرة انتي ليه بتفتحي الباب اومال فين ثرية !
أجابت دعاء بسلاسة بعد أن جلست على كرسي فاخر المنظر ثرية مش موجودة اديتها اجازة امبارح
جلسوا في مواجهتها على الأريكة مد عز ذراعه على حافتها بعد أن فك أزرار بدلته الكحلية الفخمة وقال مستفسرا اشمعنا في حاجة ولا ايه! ماهي كانت اجازة من كام شهر عشان جوازها
رفعت دعاء قدما فوق الأخرى بحاجب مرفوع وعلقت بخبث خفي اصلها عقبال عندكم عرفت انها حامل امبارح
وزعت أنظارها بينهما في نهاية عبارتها فقالت مني مبتسمة فعلا الف مبروك ربنا يتمملها علي خير
قامت دعاء بتمرير أناملها على خصلات شعرها بينما تكمل بذات النبرة يارب يا حبيبتي
تمتم عز بإندهاش معقولة بالسرعة دي
أخبرته دعاء بنبرة هادئة وهى تبتسم بسخرية وليه مستغرب دي طلعت حامل في اول الشهر التالث يعني من يوم دخلتها تقريبا
كلماتها لمست شيئا مختبئا داخل منى التي أرادت تحطيم شيء ما من أجل تهدئة الڠضب الكامن بأعماقها تجاه حماتها التي تعرف الآن سبب تصرفاتها لكنها حافظت على ملامحها غير متأثرة بأي شيء رغم شعورها بالانكسار قائلة بابتسامة هادئة ربنا يتمملها علي خير
هتف عز مبتسما غير مدرك لحرب النظرات الباردة بين المرأتين مبروك عليها هي و مختار .. هبقي اكلمه اباركلهم
دعاء بتأييد ايوه واجب .. ثرية طول عمرها متربية في البيت دا وانا بعتبرها مننا واخاڤ عليها تتعب يجرالها حاجة اشيل ذنبها
عز مستفسرا اكيد طيب ناوية علي ايه!! تحبي اشوفلك واحدة تخدمك لحد ما ثرية تولد
سارعت تهز رأسها بالنفى وأخبرته بنبرة رقيقة لا يا حبيبي انا كلمت المكتب وهيبعتلي وحدة بكرا .. 
.. يلا هروح اكمل لبسي و اجيلكم مش هتأخر
قالت كلامها الأخير وهى تنهض من مقعدها وتغادر المكان وعلى وجهها ابتسامة منتصرة غير مشفقة على حال الأخرى التي يغمرها شعور سيء بالحرمان والعجز بينما صاح عز وهو يضحك
 

تم نسخ الرابط