روايه جوازة ابريل بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


في الاعتبار في خطتها المتهورة فوزعت نظراتها حول المكان مبتعدة عنه فخرجت حروفها مشتتة من توترها الزائد لسه بدري ودي الخطوة يعني سابقة لأوانها .. احنا لسه منعرفش بعض كويس!
أدار باسم وجهها إليه يعمق عينيه في عينيها وهمس بنبرة هادئة لا تخلو من إصرار هنعرف بعض اكتر في فترة الخطوبة
غمز لها باسم من زاوية عينه وارتفع طرف فمه بابتسامة عابثة محاولا أن يعطيها إشارة لتذكيرها بكلامه السابق بأن عليها أن تجاريه فيما سيفعله لتتأكد على الفور من صدق حدسها فلم يكن هذا كله سوى عرض مسرحي منه لا يمت للحقيقة بصلة وما أغضبها هو أنها كادت أن تنخدع ببريق نظراته الصادقة ونبرة صوته العميقة أما باسم عندما لاحظ انشغال أفكارها سألها وهو يحثها على التركيز معه ساكتة ليه!

ابتسمت ابريل بسخرية داخليا لأنه يستحق أن يأخذ الأوسكار على كذبه الذي يتعامل معه كهواية مسلية لذا دمدمت بتقلقل وهى تعقد حاجبيها الرفيعين في عدم رضا مش .. عارفة اقول .. ايه..
باسم عازم على الوصول إلى هدفه ومفتاح نجاحه في هذا الأمر هو مرونته انا بحبك يا ابريل .. بصي في عيني حاسة بحاجة نحيتي ولالا
عندما طرح عليها هذا السؤال بمنتهى الصدق الكاذب إتجهت عيناها تلقائيا نحو والدها وزوجته اللذين يقفان كالتماثيل من الصدمة على مسافة قصيرة منهم وهم غير قادرين على فعل أي شيء لها أمام هذا الكم الهائل من الناس مما دفع بفكرة شيطانية إلى ذهنها بوضعهم أمام الواقع وكما آذوها وخدعوها جاء دورها أيضا حتى ټنتقم لكرامتها بنفس آلة الحړب وتثبت لهم أنها تتفوق عليهم في القدرة على الكذب والتمثيل والخداع فهى لديها الجرأة الكافية لترويج أكاذيبها بسهولة متى أرادت والآن سينالون منها ما يستحقونه.
كان الجميع ينتظر ردها بحماس وترقب بينما يقف أمامها باسم بثبات وثقة فلم يكن يشعر بالرهبة من الأضواء والزحام من حوله فقد اعتاد على هذه الأجواء على عكس حالتها لكنها استمدت منه بعض الطاقة ليتغلب جانبها الجريء فيها في اللحظة الحاسمة.
عادت ابريل إلى التحديق عليه لثواني وهى تبتسم بحب فارتفع أحد حاجبيه وبدأت أفكاره تتشتت بابتسامتها هزت رأسها له بالإيجاب وهي تخفض رأسها إلى الأرض لتجيبه بصوت رقيق ممزوج بالخجل وهو في الحقيقة ارتباك لكنها حاولت احتوائه قدر الإمكان باسم انا حاولت اهرب من احساسي ليك بعصبيتي وانفعالي عليك .. بس كل مرة قلبي كان بيغلبني وبرجع افكر فيك من تاني
اتسعت ابتسامة باسم تلقائيا ليعاود التركيز على إكمال ما بدأه معها متابعا بنبرة مفعمة بالإحساس مهما حاولتي تهربي من قدرك هتلاقيني قدامك عشان انتي مكتوبة ليا انا من البداية .. وانا كل اللي اقدر اوعدك بيه من اللحظة دي اني هعمل كل حاجة تخليكي مبسوطة ومرتاحة
أضاف باسم متسائلا بإلحاح محب عندما صمتت لفترة طويلة ها موافقة علي طلبي ..!!
ارتفعت حاجبيها ذهولا من إتقانه لعب دور العاشق وبعذوبة ارتسمت ابتسامة جميلة على فمها وقالت بصوت متلاعب يتسم بالدهاء الشديد الذي أخفته خلف قناع الخجل الزائف بعد موافقة بابا الاول
أدارت ابريل وجهها نحو والدها في نهاية جملتها وحدقت في عينيه بتحدي فرفع باسم نظره إلى حيث كانت تنظر هاتفا بجسارة يبقي خلينا ناخد الموافقة حالا..
ختم باسم حديثه يحثها على التحرك فاكتفت أبريل بالصمت وبينما كان الجميع يراقبهم المشهد بذات الحماس ولم تتمكن لميس من البقاء بعد ما حدث فانسحبت بهدوء من وسط الجميع دون أن يلاحظها أحد باستثناء منى التي ذهبت خلفها وكانت هناك عيون أخرى لم ترف جفن لها وهى تتبعها حتى اختفت عن الأنظار.
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت عند لميس
سارت لميس في الحديقة الخلفية بعيدا عن أعين الجميع ثم جلست على المقعد الخشبي جاءت منى من خلفها لتجلس بجانبها وسألتها بهدوء اټصدمتي مش كدا
أنكرت لميس بكذب لا ابدا .. انا بس حسيت بشوية صداع قولت اجي اريح دماغي من الدوشة
صوتها تقطع في نهاية جملتها فابتلعت الغصة التي في حلقها بحزن تنكس رأسها ليغطى شعرها جانب وجهها فإستفسرت منى بنبرة واثقة وهى تدفع خصلات لميس للخلف لا في سبب تاني وانا عارفاه .. هو اللي في بالي مش كدا!
هطلت عبراتها على خديها وكأن عقلها وقلبها ينتظر هذه الجملة حتى ټنفجر بكت واڼهارت وخبأت وجهها بين يديها وهمست بصوت مكتوم من قلب جريح بعد كل السنين دي ماقدرتش الفت نظره .. ليه مش شايفني ولا حاسس بيا يا مني ليه
مسدت منى على ظهرها المنحني بلطف وكان قلبها يتألم من منظرها الحزين ثم خاطبتها بعطف ممزوج بالمنطق الراجل اللي مايحسش بحبك له حرام ټعذبي قلبك عشانه بالطريقة دي .. ليه معلقة قلبك ورافضة تتجوزي وتعيشي حياتك! باسم ماينفعش تستني احساس منه .. لانه لو مش موجود الاحساس من الاول عمره ما هيحصل يا لميس .. القلوب بتولف علي بعضها
 

تم نسخ الرابط