روايه جوازة ابريل بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


ايه
أخبرها باسم بتأكيد زمانه علي وصول .. هو علي طول منضبط في مواعيده
قهقه عز بخفة متعجبا بسخرية سبحان الله خالد دا علي عكسك تماما .. والله ما اعرف انتو ازاي صحاب لدرجة دي وانتو مختلفين في كل حاجة كدا
_سامع حد جايب سيرتي
قالها خالد بضحكة رجولية وهو يقترب منهم وهو يرتدي بدلة أنيقة ذات لون زيتي يتناسب مع عينيه العشبيتين مما يجعله وسيما للغاية بملامحه الحادة فهو يتمتع بحضور قوي وكاريزما ملفتة للنظر.

صوب باسم عينيه نحوه وتشدق هازئا اخيرا الجنتل شرف
تجاهل خالد الرد ورسم على وجهه ابتسامة جعلته جذابا جدا وصافح هالة بلطف الف الف مبروك يا هالة .. ربنا يسعدك
شكرته هالة بابتسامة رقيقة الله يبارك فيك ميرسي يا خالد
أردف خالد بمعالم محرجة بعض الشيء معلش اني اتأخرت والله الطريق كان زحمة جدا
باسم بنبرة لا تخلو من الشماته ماقولتلك تعالي من بدري انت اللي اتهربت
رمقه خالد بنظرة تحذيرية ثم سرعان ما غير مسار الحديث بذكائه المعهود اومال فين العريس!! انا ماسبقليش اني شوفته واتعرفت عليه
سارع عز بالقول في حنق بيرقص مع البيست فريند بتاعته والله ما اعرف هو خطيب لمين فيكو بالظبط!
أنهى عز كلامه بسخرية مليئة بالازدراء فسلط باسم بصره على هالة بنظرة حادة ثم هتف بنبرة جافة مليئة بالتحذير علي فكرة انا ماسك نفسي عشانك .. بس دا مش معناه ان الموضوع عجبني .. اذا الكلام دا مقدرتيش تحطلو حد هتتعبي معاه وانا مش هستني دا يحصل ف ماتزعليش من اللي هعمله بقولك كدا قدامهم
حملقت هالة فيه بشيء من الارتباك دون أن تقول أي شيء فحذره خالد بصوت منخفض وطي صوتك الناس حوالينا يا باسم
واصل حديثه مزمجرا بسخط حانق انت مش عارف حاجة يا خالد .. فين كرامتك و ردك علي التهريج اللي بيحصل دا!
استنشق باسم كمية لا بأس بها من الهواء محاولا السيطرة على أعصابه والتحكم فى انفعاله حالما رأى البريق الدامع في زرقاوتيها الداكنة ليخبرها بهدوء نسبيا هالة انا مش هزعلك وهعدي الليلة دي .. بس بعد اللي بشوفه من خطيبك دا هركزلو اما نشوف ايه اخره!
أومأت هالة بنظرة حزن والڠضب يعتريها من نفسها لتدير وجهها بعيدا لقد كانت غبية حقا عندما اعتقدت أن الأمور بينهما أصبحت جيدة إلى حد ما ليفاجئها اليوم بتصرفات استفزازية لا يجب أن تسكت عنها فيما لاحظ عز وجهها الجميل المتكدر فصاح منزعجا بصوت حاسم ما خلاص يا باسم
بقلم نورهان محسن
بعد قليل
عند باسم فى الحديقة
أطلق باسم زفيرا بسأم وعدم فهم وهو يجري المكالمة العاشرة والخط لا يزال مغلقا لكن سرعان ما افترقت فمه بابتسامة عابثة حالما لاحظ خالد ينظر حوله يمينا ويسارا.
تقدم باسم نحوه ووقف أمامه محدقا إليه بعين خبيثة متصنعا الجهل وهو يسأله ببراءة زائفة بتدور علي حد قولي وانا اساعدك!
تمتم خالد ببرود وهو يعقد حاجبيه مفيش فكك مني
أجاب باسم على سؤاله الذي لم يقوله لكنه يفهمه جيدا دون حاجة إلى الكلام شكلها مش في الجنينة علي فكرة
زفر خالد بضيق واضح قائلا بإنزعاج من بين أسنانه مش ناقص لذاذتك يا باسم
_طيب طيب كنت بحاول افكك يا متنشن
قال باسم ذلك وهو على وشك المغادرة فهتف خالد وهو يزيل قناع الجمود عنه ليسأله بلهفة رايح علي فين!! ماقولتليش ردت قالتلك ايه!
_لسه هتفكر يا لحوح .. ومالك كدا اتقل شوية ما انت علي وضع السيلنت بقالك كتير .. خليني اروح اشوف رزان دي كمان اتأخرت كل دا ليه .. برنلها من الصبح ومش بترد عليا
أنهى باسم كلامه بتعبير حائر على وجهه وهو ينظر إلى هاتفه ليحدق إليه خالد بنظرة شماتة وتمتم بنبرة ذات معنى يمكن ربنا بيحبها و ناوت ماتجيش
بقلم نورهان محسن
بعد فترة زمنية وجيزة
عند باسم
ركب سيارته وأدار المحرك وغادر المكان بأقصى سرعة.
أحاط باسم بمقود السيارة براحتيه المرتعشتين محاولا السيطرة عليهم وهو لا يعرف إلى أين يجب أن يذهب لكنه يدرك فقط أنه بحاجة إلى الابتعاد عن هنا على الفور حتى لا يراه أحد من عائلته في تلك الحالة ولا يزال يرن في أذنيه صفير مستمر ونبضات قلبه تدوى بلا هوادة ليطلق من بين فمه زفيرا طويلا يخرج معه كل ما بداخله فما حدث ليس هينا لقد كان على وشك أن يفقد حياته منذ فترة وجيزة على يد تلك المعتوهة.
خرج باسم من دوامة أفكاره القاتمة عندما ظهرت أمامه في منتصف الطريق في حين التقطت مسامع ابريل صوت ضجيجا خلفها فعكست حدقيتها المتسعتان بړعب المصابيح الأمامية للسيارة القادمة نحوها وأدركت بغباء أنها كانت تقف في منتصف الطريق.
حاولت ابريل التحرك لكنها شعرت بجمود ساقيها من الخۏف حيث أنها أوشكت تصطدم بها فغطت عينيها بكلتا يديها لترخي قدميها مستسلمة لإنهاكها وهي تهوى أرضا.
أوقف سيارته بقوة فى اللحظة الأخيرة مم جعل المكابح تصدر صريرا عاليا أثر إحتكاك العجلات بالأرض
 

تم نسخ الرابط