رواية لسوما العربي

موقع أيام نيوز


لافعال حتى لو بسيطه.. ده غير ان الباشمندس توفيق لسانه حلو اوى برا... برا البيت بيتحول...عايش معايا وهو نافش ريشة... مستكتر نفسه عليا ودايما موصلى الإحساس ده.. لما بقولك سرق عمرى مش ببالغ.. عارفة يعنى ايه لما تبقى طول عمرك عايشه مع بنى ادم محسسك أن هو ده بس الى تستحقيه... هو ده أقصى حاجة ممكن توصليلها وماتحلميش ولا تطمعى فى اكتر من كده... طول عمرى شايفه نفسى حلوه... معاه بدأت احس اني مش حلوه اصلا من طريقته معايا.. طول الوقت عنده علاقات.. كلام خروج ولما انطق امى تقولى طالما بيخلص لف برا وييجى ينام في فرشتك يبقى خلاص.... خلاص خلاص خلاص لما بقا العمر كمان خلاص... عمرى اتسرق من غير ما اعيش ولا احس باى لحظه حلوه... دايما عايشه في ضغط واسترس.. لا الاكل بيعجبه ولا ذوقى فى ترتيب البيت ولا حتى شايف انى بعرف البس عدل... هه ده حتى تربيتى لبنتى مش عاجباه ودايما كان يعلق على كلامى. الفاظى.. انتى متخيله انا عايشه في ايه.. ده غير انى تقريبا مش عارفة عنه حاجة.. معاه كام بيقبض كام... ومش مسموحلى حتى اعرف... لما اتكلم يرد عليا بقرف و يقولىمش ليكى أن الى بتحتاجيه تلاقيه.. مالكيش فيه بقا عارفه يعنى ايه يا مليكه انى اعرف أخبار جوزى من سلفتى.. وتبقى قاصده تقول قدامى قال يعني وقعت بلسانها عشان بس تكيدنى وتقولى ايه ده هو توفيق مالكيش طب والنبى ماتقولى لحد انى قولتلك حاجه... متخيله كل ده عيشت فيه سنييييين.. ضيعت فيها شبابى وانا بسمع لنصايح امى العاقلة وأنى احافظ على بيتى وماخربش على نفسى وكلل الحاجات دى. وأدى النتيجه... عمرى ضاع على الفاضى.. تعبت ومابقتش قادرة استحمل اكتر من كده.

كانت تستمع لها پصدمه... من يراها لا يصدق ابدا انها هى نفسها تلك المرأة التي تبتسم وتتعامل وكان لا شئ يحدث.. كأنها تعيش حياة مستقرة هادئه.
تحدثت پصدمه يعنى ناويه على ايه يا طنط.
تنهدت نجلاء وقالت مش عارفة.. بس كل الى اعرفه ان خلاص.. احنا اتطلقنا ومش هيقدروا يضغطوا عليا ويرجعونا لبعض... عمرى ما هرجعله تانى.
مليكه طب وندى.
نجلاء ندى هى الى استحملت عشانها كل ده وهى خلاص كبرت ومسيرها تفهم... زى ما انتى فهمتينى هى هتفهم.
مليكه بس ماينفعش حبستك فى البيت دى.. لازم تخرجى وتغيرى جو.. كده غلط عليكى انتى بقالك اكتر من اسبوعين ما شوفتيش الشارع.
نجلاء لأ مانا قررت اخرج معاكوا النهاردة.
اتسعت أعين مليكه ايه التحول الرهيب ده.
نجلاء بإصرار انا عيشت دور الضحېة كتير اوى... وبعد كل السنين دى عرفت ان المسكنه والكسره مش هتفدنى ولا هتوصلنى لحاجه... يمكن لو كان حصلى كده من كام سنه كنت انكسرت واكتئبت.. بس دلوقتي وفي سنى ده انا فى عز النضج.. هخرج وهتبسط.. وفى الأول والآخر مش بعمل حاجة غلط... ده أنا كمان هتصل بيه اطلب فلوس.
كاد فم مليكه يسقط ارضا وهى تستمع لها وتقول بجد.. وهتقبليها على نفسك
احتست نجلاء بعض القهوة باستمتاع وهزت كتفيها قائلهاممم.. وماطلبش ليه... دى اقل حاجه اصلا.. قولتلك مش هعيش دور الضحېة.. ده أنا هطلب وهطلب وهطلب.. وانا عارفه انه هيدفع... ده حقى وحق بنتى.. مايجيش حاجة قدام عمرى الى راح معاه.
مليكه ايوه بس هيبقي مديهالك وهو حاسس انك محتجاه او انه بيجبى عليكى.
ضحكت نجلاء بسخرية ههههه.. ضحكتينى والله يا مليكه... حبيبتي هو هيفضل شايف كده طول عمره سواء طلبت منه فلوس او لأ... مش هستفاد حاجة لما احسسه ان بجملت وانا أكبر من انى احتاجلك وكده... مش هيشوفنى أصلا.. افهمى بقا ده واحد مش حاسبنى من البنى ادمين أساسا... انا هاخد منه الى أقدر عليه ومش هاخدها على كرامتى خالص. مش هيبقي تعاسة وفقر كمان.
تعمقت مليكه فى حديث نجلاء.. تشعر أن معها كل الحق فيما قالت.
نجلاء بتت.. سرحتى فى ايه. اشربى القهوة يالا على ما ادخل اصحى ندى والبس انا كمان.
بعد ساعه تقريبا
كن يخرجن ثلاثتهن من البناية يخططن ليوم اكثر من رائع.. كانت نجلاء ترتدى بنطال ابيض واسع مع توب ابيض وعليهم جاكيت صيفى طويل من اللون البيبى بلو وحجاب مدمج من اللونين.
كانت في قمه اناقتها وانوثتها.. تسير معهن وكأنها قريبه من عمرهن.
جلس المعلم رجب امام محل الجزار التابع له ينفس دخان ارجيلته وهو يضع قدم فوق الأخرى.
اعتدل بسرعه وانشراح صدر وهو يرى تلك المرأة التى طالما كانت حلم صعب المنال.
تسير أمامه بكل تلك الأنوثة والجمال.
وقف سريعا يقول بأدب صباح الخير يا ست ام ندى.
وقفت نجلاء ومعها الفتاتين... وندى تسترق النظر داخل محل الحزاره.
نجلاء باستغراب صباح النور يا معلم.. خير فى حاجة.
رجب باستعجالالا انتى رايحه فين كده
نجلاء نعم!
استدرك نفسه وذلة لسانه النابعه من شغفه ولهفته عليها وقال لا ولا مؤاخذة مش القصد... انا.. انا بس بقالى كذا يوم مش بشوف سى الباشمندز توفيق.. الا هو فين.. مش خير إن شاء الله
نجلاء وهو انت يا معلم قاعد راقم كل رجاله الحته وعارف مين بات فى فرشته النهاردة ومين لأ ولا ايه!
رجب ها!!..... لا مش القصد.. انى بس شوفته من قيمه اسبوعين كده واخد شنطه هدومه ومن ساعتها مارجعش.. فقولت نسأل لا يكون فى حاجة ولا محتاجين حاجه ولا فى مشكله كبيره إن شاء الله.. ااالاسمح الله يعنى.
رفعت مليكة حاجبها تنظر لندى وكذلك ندى لديها نفس الشعور.
نجلاء لا كلك واجب يامعلم.. لا خير ان شاء الله ماتقلقش... عن إذنك... يالا يا بنات.
ذهبت من أمامه وهو يقف بدقات قلب عاليه وانفاس مسلوبه... مجرد وجودها أمامه... طلتها.. هيئتها.. رائحتها... وقوفها أمامه وجها لوجه حلم كبييير جدا... سبحان الله من النقيض للنقيض.
طوال اليوم ومليكه تحاول أن تقلد نجلاء فى كل شئ... لن تعيش حياة الضحيه... لن تكن نجلاء الثانيه وتتزوج من رجل لا يراها من الأساس... تحاول أن تستمتع بيومها وتدخل السرور على قلبها بنفسها كما ترى نجلاء تفعل بالضبط.
فقد ذهبت نجلاء للتسوق... اشترت الايس كريم وأصرت على ان تأكله وهى تسير فى الشارع... ذهبت معهم للملاهى... فعلت أشياء كثيرة بيوم واحد.. كانت عازمة على الذهاب للبيت وهى لاترى أمامها.. تستلقى على الفراش بنفس ملابسها من شدة التعب وقد كان.
كذلك فعلت مليكه مثلها بالضبط.. لطالما كانت علاقتها بوالدة ندى جميله جدا... كأنهم اصدقاء.
لكن طوال يومها وأثناء ماهى تتخذ قرار بأن تحيا بسعادة لم تنسى ابدا تارها مع عامر الخطيب.. لن تصمت ابدا او تجعل الأمر يمر هكذا.. لن تعيش هى أيضا بدور الضحېة.
عادت للبيت منهكة جدا. لا تريد او تقدر الا على النوم... كانت قد دلفت للداخل وهى بطريقها لصعود الدرج.
جاء صوته من خلفها يقول پغضب مليكه... كنتى فين لحد دلوقتي
استدارت له بتعب فى اول مواجهة لهم بعد ذلك اللقاء المخزى منذ اسبوعين.
مليكه بثبات فى حاجة يا ابيه.
عامرأظن سمعتى سؤالي. كنتى فين لحد دلوقتي
مليكه كنت فين.. باينه اوى أنى كنت برا البيت.
عامرايه ده
 

تم نسخ الرابط