رواية امبراطورية الرجال لرحاب ابراهيم

موقع أيام نيوز


خلقتك هو بالعافية يا حمار !! وجهت الحديث لأبيها بحدة وقالت ده مترصد للبت في الرايحة والجاية وكل ما تهزأئه يزيد اكتر..والله لو بصلها تاني لكون جيباه من قلب بيته باللي في رجلي وافرج عليه أمة لا إله إلا الله. هتف اسطى سمعة بأبنته وقال خدي البنات وارجعي أنتي يا حميدة وأنا هعرف اخليه لو شافها في شارع يمشي من شارع تاني. أخذت حميدة الفتيات بنظراتهن المتقدة ڠضب وتوجهوا للمنزل مرة أخرى..سارت جميلة بالطريق الذي تملأه الأحجار وبعض مياه الصرف الصحي دامعة..خيم الصمت على الفتيات فكل واحدة منهن تعاني من اليتم..حتى حميدة يتيمة الأم.. دلفوا لداخل المنزل الذي يقطنون به وصعدوا للطابق الثان...فاجئتهم جميلة وهي تتابع الصعود للسطح فنظر بقية الفتيات لبعضهن بضيق وقالت حميدة لسما بت..روحي هاتيلنا حاجة ساقعة ولب نتسلى فيهم..ابقي حصلينا على السطح فرت سما كالطيف للأسفل مرة أخرى حتى تبتاع المطلوب سريعا بينما صعد حميدة ورضوى خلف جميلة.. مرت دقائق والفتيات الأربعة ممددين على حصير مفروش على أرضية سطوح المنزل..كلا منهما شاردة..قالت حميدة بمواساة _ ولا يهمك يابت..كلنا جانبك.. تنهدت جميلة تنهيدة عميقة وقالت دايما بتشاف أني لوحدي..ماليش حد يحميني..زي حتت اللحمة اللي وقعت وسط كلاب عايزين ينهشو فيها.. قالت رضوى بنبرة ضائقة ومين سمعك..ما كلنا في الهوا سوا..ده لولا خالتي بهية الله يرحمها لقيتنا وربتنا الله وحده اللي عالم كان هيحصل لينا ايه!! قالت حميدة بتذكر عمتها بهية فهي شقيقة والدها وكانت تحب تربية الأيتام وتركهن بعدما يبلغوا سن الرشد ولكن صادف أنها توفت قبل أن يصل هؤلاء الثلاث فتيات للسن المسموح به لأثبات الهوية الشخصية الله يرحمها عمتي..كانت معوضاني عن أمي بس هي كمان راحتلها.. قالت سما بتبرم أنا مابحبش النكد..ايه القرف اللي انتوا فيه ده!! نظرت للسماء بابتسامة واغمضت عيناها قائلة تعالوا نحلم احسن..نقول اللي نفسنا فيه..مش يمكن يكون باب السما مفتوح واحلامنا تتحقق بغمضة عين!! ابتسمت رضوى وقالت والله عندك حق يابت يا سمكة..تعرفوا أنا نفسي ايه..نفسي اشتغل شغلانة حلوة..اسافر واروح واجي واشتري كل اللي نفسي فيه.. قالت حميدة بشرود وهي تتذكر يوسف وأنا نفسي يوسف يشوفني زي ما انا نفسي يشوفني..نفسي يبطل يعاملني أني صاحبه!! نفسي أشوف في عنيه أني عجباه كبنت.. تنهدت جميلة مرة أخرى وقالت وانا نفسي في بيت صغير أنا مش طماعة..ويبقى ليا أسرة وبيت احس أنه حياتي كلها..نفسي اجرب احساس أني مسؤولة من حد وحد مسؤول مني..مش عايزة افضل لوحدي..تعبت من الخۏف فردت سما ذراعيها وقالت أنا بقى طماااااااعة..نفسي أعيش قصة حب ولا الحواديت..الأمير على حصانه الأبيض..يجي ويخطفني من وسط كل الناس..ويكون بيحبني أوي..بيحبني بجد..وبيغير عليا بغباوة..ويتكلم عني ويقول أني حبيبته الوحيدة..وأنا بقى اتقل عليه ضحكت سما بمرح وهي تتخيل الفارس المجهول..ليشاركها الفتيات بمرحها..فقالت جميلة متعجبة أنتي ليه ما حاولتيش يا حميدة تلفتي نظر يوسف ليكي! صمتت حميدة لبرهة في الأجابة ثم قالت _ أنا بحب نفسي كده يا جميلة بحب شكلي وبحب نضارتي صدقيني حاولت في مرة اتغير بس محاستش أني مرتاحة وهو مخدش باله كمان..يوسف انسان محير وغريب..لحظة تحسيه طفل ولحظة تانية تحسي أنه فاهم كل حاجة ومخبي ولحظة تالته تحسي أني بعيد بعيد عن تفكيره أميال..الشكل لوحده مش هيلفت نظره بدليل أن معايا بنات زمايلي انا نفسي بستغرب هو مش بيبص ليهم أزاي !! أنا بنت عادية..لا الهدوم هتزود جمالي ولا مظهري مقلل مني..ولو اتمنيت أنه يحبني فلازم يحبني وانا زي ما أنا.. وافقتها جميلة بذلك لتقل سما بإعتراض طب أفرضي اتجوزتيه هتفضلي على رأيك ده! تبقي غبية! ساعتها الاهتمام والشكل مطلوبين جدا.. لوت حميدة فمها وقالت بسخرية اتجوزته!!! ده لو بس قالي كلمة حلوة في يوم هعتبرها معجزة.. قالت رضوى محدش عارف بكرة في ايه..يمكن بكرة هو اللي يتمناكي!! الصلاة على النبي بقصر الزيان كانت ستارة النافذة تتمايل بفعل الهواء بينما حل الصمت على أبناء العم الأربعة بعدما تحدث يوسف بكل مخاوفه فتابع _ مقدمناش حل غير أننا نرجع الشركة ونشتغل بجد..مش اسبوعين وشكرا زي ما بيحصل كل مرة.. قال آسر بضيق أنا مابحبش شغل الاستيراد والتصدير أنا بحب المقاولات ودخلت هندسة مخصوص عشان ابقى زي أبويا. نهض رعد من مقعده بغيظ وقال أنا مش شايف أني عاطل ولا شايف أن التصوير شغلانة تافهة زي ما عمك بيقول..أنا بحب الكاميرات والتصوير ومش هعرف اشتغل غيرها.. أجابه يوسف بصدق ده لو أنت قدرت تعمل بمرتبك حاجة يا رعد لكن كل فلوسك موجه للكاميرات والسفر في الجبال للتصوير..تقدر تقولي حسابك في البنك بيزيد ولا بينقص بسبب التصوير! هتقدر بالشكل ده تكون مسؤول عن أسرة في يوم من الأيام! تابع يوسف _ أنا مش احسن منكوا أنا فعلا بعترف
بده واننا بقالنا سنين راميين الحمل على عمي
 

تم نسخ الرابط