جوازة ابريل بقلم نورهان محسن الجزء الأول والثاني

موقع أيام نيوز


البحرية اللذيذة عليها
كان الجو العام مزيجا من التميز والإبداع والبعد عن التقليد يليق باحتفال مع الأصدقاء والعائلة وأعجب الجميع بهذه الفكرة الرومانسية خاصة عندما تبادلوا الخواتم وسط الأجواء المحيطة بنهر النيل الخلاب لإضفاء لمسة رومانسية وكان مناسبا جدا لالتقاط صور تذكارية مميزة ولم يخلو التصوير من مناوشات لطيفة بينهما حيث استطاع بذكائه أن يسرق قبله منها بجراءة دون أن يلتفت إلى اعتراضها الخجول مبررا موقفه بقوله أنه الآن زوجها ولا خيار لها إلا السكون حتى تنتهي المهمة بسلام 

بعد مرور بضعة دقائق
تحت امر حضرتك
كوباية ميه بسرعة لو سمحت
حالا
بحث في جيوب بنطاله وسترته عن شريط الحبوب مندهشا من إختفائه رغم حرصه على أخذه معه مسبقا 
قال الرجل بهدوء وهو يناوله كوب من الماء اتفضل يا فندم
باسم بضيق لا خلاص شكرا
غادر المطعم الداخلي لليخت ثم جلس على الفور على أقرب مقعد واضعا راحة يده على عينيه المغمضتين محاولا مقاومة نوبة الدوار كانت تهاجمه منذ طفولته حين كان على متن السفن 
مالك يا حبيبي انت كويس
رد باسم علي والدته بإنكار والدوار يشتد برأسه كويس يا ماما ماشوفتيش شريط البرشام بتاع الدوخة
ناولته وسام كوب الماء المذاب فيه قرص من الدواء الفوار وهي تجيبه ببساطة ابريل قالتلي انه وقع منك وانتو بتتصورو واديتهولي
ابريل !! هي فين
ردد باسم بعد وسام مندهشا قبل أن يضيق حاجبيه في وعيد لهذه الجنية بعدما أدرك فعلتها ثم جاءه الجواب سريعا من والدته اكيد فوق مع المعازيم خليك و انا هبعتهالك لو مش قادر
وقف باسم مستقيما ثم قال ببرود مافيش داعي الدوخة خفت شوية هروح اشوفها
ماشي يا حبيبي
ب ق ل م ن وره ان م ح س ن
فى ذات الوقت
عند ابريل
مستر داغر
استدار ببطء بمجرد أن سمع صوتها الناعم يناديه بإسم أخيه دون أن تظهر عليه علامات الاندهاش فقد اعتاد على تكرار هذا الموقف معه ثم رد بنبرة رسمية افندم في حاجة!!
رفعت ابريل حاجبيها بغرابة ممزوجة بشيء من الحرج تلون به وجنتاها إلى اللون القرمزى من عدم معرفته لها مما جعلها تسأله بتعجب وهي تشير إلى نفسها حضرتك مش عارفني انا ابريل الهادي اشتغلت من فترة بسيطة في شركة حضرتك
رأت عينيه الخضراوين تتسعان بدهشة من كلماتها المفاجئة له ففسرت تلك النظرات وكأنه تذكرها فور أن عادت ملامحه إلى الهدوء متحدثا بصوته الأجش عفوا منك ايوه افتكرك ابريل مش كدا!
حدق في الابتسامة التي زينت وجهها الفاتن فأصبحت رمزا للجمال بينما تحدثت بنبرة لبقة ايوه مظبوط صدفة حلوة اني اشوف حضرتك في خطوبتي حضرتك من معارف عريسي
أنهت ابريل عبارتها بسؤال
حائر فأجابها بإختلاق لا جاي مع اصدقاء ليا الف مبروك يا ابريل 
أضاف جملته الأخيرة بلطف جذاب وهو يمد يده لمصافحتها فردت أبريل برقة الله يبارك فيك يا مستر داغر 
ب ق ل م ن وره ان م ح س ن
خلال ذلك الوقت
بجهة أخرى على اليخت
وحشتيني يا بيبي
تمكنت من تمييز تلك النبرة الرجولية الساحرة وسط الضجيج من حولها فبهتت ملامح وجهها الجميل من الصدمة حين رأت أسوأ كوابيسها يتجسد بعنجهية أمامها دون سابق إنذار 
تمكنت ريهام من تجميع شتات حروفها بعدم تصديق مش معقول انت!!!
تحدث صاحب المظهر الأنيق المصحوب بالهالة المخيفة مبتسما بعبثية نسيتي اسمي و لا من المفاجأة لسانك اتربط
ابتلعت ريهام صډمتها بصعوبة وقالت بنبرة متحشرجة مليئة بالحيرة هي مفاجأة غريبة بس انت بتعمل ايه هنا يا داغر
اتسعت الابتسامة على فمه الغليظ ووضع يديه في جيوب بنطاله وهو يجيبها باسترخاء اسم اختك لفت نظري في الاخبار فقولت لنفسي مناسبة كويسة عشان نتقابل مرة تانية
عقدت ريهام ذراعيها امام صدرها وحاورته بسخرية اخر مرة اتقابلنا مكنش باين انك عايزنا نتقابل تاني 
أستفزته بنبرة ذات مغزي وهي تنظر حولها نظرات شمولية سريعة اومال هي فين مش شايفاها
أجاد داغر رسم معالم اللامبالاة على وجهه رغم تصلب جسده حين فهم ما تعنيه بكلماتها فأجابها بإيجاز مش معايا
رفعت ريهام حاجب واحد باستغراب ثم تحدثت بنبرة مستهزئة بعض الشئ غريبة انك جاي من غيرها بعد ماكنت بتاخدها كل مكان بتروحه!
داغر بصوته المتهكم الرجولي الذي يخفي الكثير من الحزن خلف جدرانه الثلجية مفيش مېت بيحضر حفلات
ريهام بشحوب ماټت!
انحنى داغر برأسه نحوها مضيقا عينيه بنظرات اخترقت دواخلها قائلا بنبرة واثقة ممزوجة بالسخرية نظرة الړعب اللي في عينيكي دي وفرت علينا مقدمات كتير خلينا في الكلام المفيد
شعرت ريهام بقشعريرة قلق تسرى في جسدها من كلامه فهزت رأسها سريعا بالسلب متوسلة إليه بنبرة متوترة بليز يا داغر دا لا وقت ولا مكان مناسب لأي كلام
باغتها داغر بإمساك بإحدى ذراعيها في قبضته مما جعلها تتكئ عليه بسبب عدم توازنها وهي تتلفت حولها بملامح مذعورة وهو يهمس لها بشراسة ماشي بس اياك عقلك يصورلك انك بتهربي مني هسيبك دلوقتي بمزاجي بس عشان تستعدي للمقابلة الجاية
سلام يا بيبي
قالها داغر بسخرية تامة شعرت بها في نبرته وهو ېلمس ذقنها برفق قبل أن يتركها متجمدة من الصدمة تستوعب كلماته بارتجاف تكاد تبكي خوفا من الکاړثة التي ستحل عليها قريبا من ظهوره المفاجئ 
ب ق ل م ن وره ان م ح س ن
فى ذات الوقت
عند ابريل
وقفت إبريل بعيدا عن صخب المكان تستمتع باستنشاق الهواء النقي بينما تداعب النسمات المنعشة خصلات شعرها حتى انتشلها صوته المنزعج من أعماق أفكارها رجعتي لحركاتك البايخة دي تاني
إلتفتت ابريل إليه متنهدة بضجر ثم ردت بتعجب ساخر وانا مالي لما انت بتدوخ وافقت ليه نعمل الخطوبة ع يخت في النيل ليه!
ضحك باسم بدهشة بزغت في نبرته حالما علق علي كلماتها وهو دا بقي جزائي في الاخر عشان مارضتش ارفض طلبك وازعلك
تعلقت أنظارها عليه وقالت بلطف مزيف ذات مغزى تصدق انك طلعت مضحي اوي وانا ظلماك بس عادي تديني معاد واروح الاقيك قاعد مع واحدة تانية وبتقول انها خطيبتك
تأفف باسم بيأس قبل أن يهتف بدفاعية رجعتي تفتحي نفس السيرة اكتر من 10 مرات قولتلك انها مريضة ومهووسة بالمشاهير و انتي بعينك شوفتي حركاتها اللي مش طبيعية
لوحت ابريل بنفاذ صبر قائلة
بتبرم خلاص انتهينا من الحكاية دي خلينا في المهم مين فاكر نفسك عشان تبوسني قدام الناس بالبجاحة دي وكمان نزلتها علي الانستجرام!
مط باسم شفته السفلي للخارج بعدم اكتراث من ڠضبها ثم أخبرها بصلابة واستفزاز انا جوزك وبعدين هي دي اول مرة ما حصلت قبل كدا اتعودي عشان دا هيحصل منه كتير
علقت بنبرة مشحونة بالتوعد من ثقته الزائدة عن الحد ان مابطلتش السڤالة بتاعتك دي هتلاقي رد فعل مني مش هيعجبك
ارتدت ابريل برأسها للخلف مجفلة حينما دني منها ليسأل بهمس خطېر متعمدا اثارة ڠضبها له ايه!! هتضربيني تاني لا تالت اول مرة زقتيني في صدري في حمام المطعم فاكرة!!
احمرت وجنتاها خجلا لتدفعه بقبضتها في صدره بخفة ثم تلعثمت فى قولها بعناد والتالتة تابتة
ما علينا مين اللي وقفتي تكلمي معاه والضحكة مالية وشك زي الهطلة!
حاجة ماتخصكش
انتي للي اديتيني الحق في كل حاجة تخصك ولا نسيتي
اغتاظت ابريل كثيرا من استفزازه لها مما جعل فكرة شيطانية تخطر على عقلها الحانق منه متمتمة على عجل عندك حق وانا هصلح الغلط دا حالا
انهت ابريل جملتها تزامنا مع دفعها فجأة له بقوة في صدره ليفقد توازنه فمد يديه عفويا متشبث بها مما جعلهما يسقطان من على اليخت 
شهقت ابريل پعنف وهي تخرج برأسها من الماء وتمسكت برقبته بقوة تلتقط أنفاسها بصعوبة وهو يمسك بخصرها بإحكام فحدقت فيه لثوان ثم التفتت بعينيها الجاحظتين في ذعر حول المكان وعقلها لا يستوعب ما حدث للتو 
يا ام قلبك جاحد كنتي عايزة تموتيني غرقان
رفعت ابريل رأسها اليه غير مصدقة حديثه المزاح فى مثل هذا الموقف قائلة بنبرة مائلة للسخرية امۏتك ايه!!! دا لو السمك كلك هيجيلو مغص
قطب باسم حاجبيه بانزعاج مدمدما بشماته واطية ادي السمك هياكلك معايا شوفتي ربنا بقي
انت كمان ليك نفس تهزر عجبك بهدلتنا دي
وهو انا اللي قولتلك ارميني في البحر و اقعي معايا
تذمرت ابريل بحنق من بروده انتي اللي شدتني معاك منك لله الفستان باظ وشعري والميكاب ادمر اتفضل طلعنا من هنا
ب ق ل م ن وره ان م ح س ن
عند داغر
مش هتبطل الاعيبك دي واخدني علي عمايا و جايبني خطوبة اخت ريهام
نفخ بصوت عال من تأنيب شقيقه ووضع كفه داخل بنطاله وصاح بنفاذ صبر ما انت اللي من يوم ما نزلنا مصر وانت عامل زي ضلي و عايش جوا الاخ الكبير دول ماكنوش عشر دقايق اللي بيني وبينك وكاتم علي انفاسي بيهم
تراجع خطوة إلى الوراء بتوتر بعد أن لاحظ إلتفات الانتباه نحوهم ممن حولهم وأضاف بتمهل وهمسا إلى حد ما مش قادر تستوعب اننا كبرنا وانا مسؤل عن تصرفاتي ومصالحي مش مطلوب منك كل حاجة تعدل عليا فيها
لاحت على فم دياب ابتسامة ساخرة وهو يعقد ذراعيه على صدره ليتشدق بتعجب متهكم لا والله !! وكانت فين المسؤولية دي يا داغر بيه وانت بتعرف واحدة علي جوزها وانت متجوز وكمان بتحمل منك وفي اول صندوق ژبالة بترميها بعد ما زهقت منها
ختم دياب كلامه بتوبيخ وهو يرمقه بنظرة حادة جعلت داغر يدير وجهه شاردا بخضراوتيه في قارب آخر يبحر في نهر النيل أمامهم وأخذ نفسا طويلا قبل أن يبرر موقفه بنبرة حزينة كام مرة هعيدلك نفس الكلام مكنتش متأكد ساعتها انه ابني ولا كان فارق معايا الموضوع كله 
ولم يكد ينهي جملته حتى تلقى صڤعة قوية من دياب بسوط الحقيقة حينما
قاطعه بصوت بارد حاد مش فارق معاك ولا حبك لمريم مكنش مخليك عايز تصدق ان الولد اللي كنت بتحلم تجيبو منها هتجيبو من غيرها وڤضيحة ان يكون ليك ابن غير شرعي خلتك ترفس كل حاجة عشان ماتزعلهاش وتبقي السبب في مۏتها بحسرتها
كان داغر يستمع بصمت إلى كلامه القاسې وهو يمسك بالقضيب الحديدى للسفينة الشراعية الضخمة التى يقف كلاهما فوق سطحها بقوة كبيرة وكان الهواء يداعب شعرهما پعنف قبل أن يدير رأسه نحوه ويخبره من بين أسنانه بانفعال معذب اهي ماټت خلاص ماټت وسابتني لا بقت معايا ولا ابني كبر واتربي في حضڼي وقدام عيني اختفت بعد مۏت مريم وعشان كدا متأكد ان هي اللي عرفتها ومۏتها كان ليها يد فيه وخلاص بعد ما بقت تحت عيني هعرف ازاي اخليها تدفع التمن غالي
قطب دياب حاجبه وهو يضيق عينيه بنظرات غير راضية على توأمه قبل أن يتنهد بضجر ويقترب منه قليلا قائلا بهدوء محذرا مفيش فايدة في دماغك اسمع
 

تم نسخ الرابط