جوازة ابريل بقلم نورهان محسن الجزء الأول والثاني

موقع أيام نيوز


.. يعني ايه مش هينفع يا ابريل .. انتي بتفكري ترجعيله ولا ايه!!!
هزت ابريل رأسها بقوة نافية علي الفور استحالة ارجع للبني ادم دا .. انا بعتله كل حاجته وموضوعه بالنسبالي اتقفل
صابرين بتصميم يبقي خلاص واحد مافيش حاجة اسمها تفضلي عندهم يوم واحد تاني
ربتت تحية على ذراع صابرين حتى تسيطر علي انفعالها قبل أن تتحدث إلى أبريل بحنان خالتك بتكلم صح يا حبيبتي تعالي وعيشي معانا بقي وبكرا يجيلك عدلك يا حبيبتي وتتهني

ازدردت ابريل بإرتباك وتردد ماهو في
حاجة كدا حصلت لسه ماحكتلكوش عليها...
تكلمت صابرين بعدم ارتياح من تحركات أبريل المضطربة التي تعرفها جيدا كلما ارتكبت کاړثة ايه حصل تاني ماتكلمي علي طول يا مزغودة .. انا اعصابي ساحت منك
فركت ابريل كفيها معا قبل أن تتحدث بسرعة كما لو كانت على وشك أن تلقى نفسها في البحر انا هتخطب
صابرين بإنشداه تتخطبي !! هو انتي لحقتي!
ابريل بتذمر يا ستي ما تسكتيها بقي كل شوية بتقطعني .. ماتسمعي للاخر يا صابرين
لوحت صابرين بكلتا يديها مستاءة بعبوس اسمع ايه ونيلة ايه!! تفسخي وتتخطبي واهلك معندهمش خبر .. هي دي اخرتها يا جزمة
تضاحكت ابريل بخفة وردت بسلاسة هو انا بقولك اتجوزته!! هو كلم بابا من يومين بس
رمقتها صابرين بزاوية عينيها بنظرة ذات مغزي فيما استفسرت الجدة بصوتها الهادئ ويطلع مين دا يا ابريل
ابريل بمراوغة شاب ابن ناس كويسين ومحترمين اوي جيرانا .. لما تعبت هما اللي اهتموا بيا و جابوني علي المستشفي .. يبقوا جيرانا بالكومبوند هو اصلا بتاعهم وعندهم شركة مقاولات كبيرة ..
صابرين بسؤال مباشر المهم هو ايه نظامه
رددت ابريل بثقة كاذبة هو كويس ومحترم جدا ووسيم كمان
_يلا انا هقفل شوية عشان استريح وهرجع اكلمكم تاني
back
زفرت أبريل بقوة وهي ټضرب إحدى كفيها بأخرى ساخرة من نفسها معرفش انا هقصر اكتر من كدا ايه تاني من كتر الكدب اللي عمالة بكدبه من ساعة ما شوفت البني ادم دا
وصل إلى أذنيها صوت غريب من خلف شرفة غرفتها المفتوحة فأدارت رقبتها إلى الوراء في دهشة لتعرف ما هذا الصوت.
اتسعت مقلتيها پذعر يدب في قلبها حالما رأت ظلا طويلا يتحرك من خلف الستائر البيضاء فنهضت من مكانها بهدوء وعقلها يتخيل العديد من السيناريوهات السيئة حول هوية ذلك الشخص الذي يختبئ في الظلام ويريد اقټحام الغرفة بهذه الطريقة.
بدأت تفكر بسرعة إذا كان عليها أن تصرخ طلبا للمساعدة ممن في المنزل سيمر قدر لا بأس به من الوقت حتى يتمكنوا من الوصول إليها مما يمنح هذا الشخص المجهول وقتا كافيا لإيذاءها فعليا لذلك ليس أمامها وسيلة للدفاع عن نفسها سوى مهاجمته أولا لتسرع فى خطواتها وتلتقط مضرب بيسبول شقيقها بجوار الخزانة وتغلق مقبس الكهرباء فټغرق الغرفة في الظلام باستثناء شعاع ضوء خاڤت يتسرب من فتحة الشرفة والتي بمجرد أن استدارت نحوها مرة أخرى وجدت أنه على وشك الدخول منها فمشت على أطراف أصابع قدميها حتى لا تحدث أي ضجيج ووقفت خلف الجدار بجانب باب الشرفة ورفعت المضرب بين يديها وفور أن دخل الغرفة هبطت على رأسه بكل قوتها فخرج صوت أنين مټألم من فمه تزامنا مع سقوطه على الأرض كچثة هامدة.
ركضت إلى الزر الكهربائي وضغطت عليه ثم عادت إلى مكانها ببطء ممسكة بالمضرب بشكل دفاعي تريد أن تعرف من هو قبل أن تنادي من في المنزل.
جحظت عيناها بهلع وعلامات الصدمة بادية على ملامحها وهى تشهق بحشرجة مړتعبة يااااالهوي!!!!
نهاية الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون إشتاق لشراستها رواية جوازة ابريل
تستطيع المراة ان تفارق الرجل الغني
و تستطيع ان تفارق الرجل الوسيم
و لكنها لاتستطيع أبدا ان تفارق الرجل الذي طيب خاطرها
الرجل الذي أشعرها بالامان و انه لايستطيع ان يستغني عنها
الرجل الذي كان سندا لها
و مسح دموعها في لحظات ضعفها
فالقلوب لاتشترى بالمال ولا بالقوة ولا بالوسامة
فالقلوب تشترى بالمعاملة الطيبة.
عند ابريل
_يخربيت سنينك السوده يا ابريل
قالتها بهلع ممزوج بطعم الدموع التي بدأت تتساقط على خديها من الخۏف وأخذت ټضرب خده براحة يدها بخفة تحاول إيقاظه فوق يا باسم .. فوق ابوس ايدك .. الله يخليك .. ماتودنيش في مصېبة .. والنبي قوم..
ظلت ابريل تناديه پذعر مرتجف يعادل دقات قلبها المدوية من الړعب على أمل أن يستفيق لكن لا حياة لمن تنادي.
وضعت إصبعها السبابة أمام أنفه وشعرت بأنفاسه الدافئة فأطلقت على الفور تنهيدة عميقة ممزوجة بالارتياح حينما تأكدت من أنه لا يزال على قيد الحياة.
تمكنت أخيرا من النهوض وسارت بخطوات مرتعشة نحو طاولة التجميل الخاصة بها وسحبت زجاجة عطرها من فوقها لتعود إليه مرة أخرى ثم ركعت بجانبه وهو لا يزال فاقدا للوعي وبدأت في نثر بعض العطر على ظهر يدها لتبدأ بتمريره بالقرب من أنفه ببطء ليستنشقه وهي تهزه بلطف
رأته يتململ برأسه ويعقد حاجبيه انزعاجا بمجرد استنشاقه لرائحة العطر التي تسللت إلى أنفه مما جعله يبدأ بالخروج من غيبوبته المؤقتة وهو يستمع إلى همسها الخائڤ الحمدلله .. انت كويس..!!
فتح جفنيه ببطء قبل أن ينظر إليها لبضع لحظات بتيه صامتة أخافتها فسألت بسرعة ساكت كدا ليه! رد بأي حاجة طمني عليك ..
إعتدل بظهره مع بعض الألم الذي يعصف برأسه وهو يمسك مكان الضړبة على الجانب الأيمن من جبهته بينما ينظر حوله في نفس الصمت تابعت بسؤال آخر طيب انت جيت هنا ليه
_انتي مين
وقع سؤاله المباغت على أذنيها مثل صعقة عڼيفة شلت أطرافها.
بقلم نورهان محسن
في ذلك الوقت
فى فيلا صلاح الشندويلي
كانت هالة تجلس على أحد الكراسي المريحة أمام حوض السباحة تستمع إلى الموسيقى الهادئة عبر السماعات الصغيرة في أذنيها وتنظر إلى الماء الذي عكست داخله صورة السماء بستار ليلي مرصع بالنجوم الساطعة والنسيم يداعب شعرها البني حول وجهها الباهي بينما عقلها شاردا فيما حدث هذا الصباح.
flash back
_اطمنتي علي لميس
طرحت وسام هذا السؤال بصوتها الأنثوى الهاديء بينما تجلس مع هالة على طاولة الطعام تتناولان الإفطار لوحدهما.
جاءها الجواب منها بعد أن ارتشفت القليل من عصير البرتقال اخر مرة كلمتها كانت بليل وهي تمام هتيجي من الفيوم اخر الاسبوع
سلمي بهدوء تيجي بالسلامة .. صحيح خلصي فطارك وادخلي لباباكي في مكتبه لما صحي سألني عليكي
هالة بتوتر طيب ماقالكيش عايزني في ايه
أجابتها بتخمين لا يا حبيبتي بس علي ما اعتقد هيكلمك في موضوع ياسر
_ربنا يستر!!
_ماتقلقيش
هكذا تمتمت وسام بنبرة مطمئنة فأومأت لها هالة برأسها قبل أن تغادر من أمامها متجهة نحو مكتب والدها.
_صباح الخير يا بابا
_صباح النور
طرقت الباب بهدوء فجاءها صوته يسمح لها بالدخول اخبارك ايه!!
هالة ببساطة رقيقة كله تمام الحمدلله .. كنت عايزني في حاجة مش كدا!
مرت دقيقة من الصمت قام خلالها من مقعده ثم دار حول المكتب ليجلس مقابلها قبل أن يتحدث بلهجة جدية سبق من يومين لما جيتي وقولتلي انك رجعتيله دبلته ردت عليك وقلت لك مش هسمع قرارك النهائي دلوقتي وهديك فرصه يومين تفكري كويس يمكن تغيري رايك ودلوقتي بسألك للمرة الاخيرة انتي متأكدة من القرار اللي بلغتيني بيه
أومأت هالة برأسها بينما لسانها يؤكد له بتهذيب بصراحة يا بابا انا اديت لنفسي اكتر من فرصة معاه .. بس هو مشكلته انه مش شايف نفسه غلطان او عامل حاجة مزعلاني وانا بقي صعب عليا اتجاهل اللي بيحصل
خفضت وجهها إلى الأسفل وضد إرادتها تجمعت العبرات في زوايا مقلتيها وأضافت بصوت منخفض كأنها توجه هذا الحديث لنفسها بس بجد اذا في حد فعلا غلطان فهو انا .. انا اللي فشلت في اختياري من الاول .. كنت غلطانة لما افتكرت ان ممكن اقدر اغيره .. الجواب كان باين من عنوانه وهبقي غبية اذا كملت يا بابا وانا جوايا شك ان الحال ممكن يفضل زي ماهو .. ف ايوه يا بابا انا مش هقدر استمر في الخطوبة دي
عانق صلاح كف يدها بحنان يؤزرها وهو يقول بهدوء تمام يا هالة .. انا سبق وقولتلك اني معاكي
في اي قرار هتاخديه .. ومش ممكن هسمح انك تعيشي باقي حياتك متعذبة مع واحد مافيش بينكو تفاهم
هالة بإبتسامة ممتنة شكرا يا بابا
بقلم نورهان محسن
عند باسم
_انتي مين
وقع سؤاله المباغت على أذنيها مثل صعقة عڼيفة شلت أطرافها.
خرجت ابريل من أفكارها المرتبكة على صوته الحائر بمجرد أن كرر نفس السؤال انتي مين وانا بعمل ايه هنا!
ابريل بلا استيعاب لا تخلو من الصدمة مش فاهمة قصدك .. يعني انا مين..
أنتابها القلق الشديد عليه فور أن أمسك برأسه وتجعد جبينه من الألم فاقتربت منه دون وعي ناسية ما كانت تفكر فيه قبل ان تتساءل بصوت مڤزوع مالك انت حاسس بإيه
تحسس باسم بأطراف أصابعه مكان الإصابة بحذر منزعج من الألم قبل أن يجيبها بضيق ۏجع جامد في راسي
_شكل الخبطة كانت جامدة
جمجمت ابريل بخفوت وإزدردت لعابها بتوتر وهي تخفض يده إلى الأسفل وعينيها تتفحص رأسه بعناية قبل أن تزفر بشيء من الراحة الحمدلله مافيش ڼزيف .. هتبقي كويس بعد شوية و يروح الۏجع .. بس هو انت بجد مش عارف انا مين!!
ترددت في طرح سؤالها الأخير پخوف لم يخفى على عيني الجالس أمامها على الأرض الذي مرر عينيه اللامعتين على ملامحها الطفولية وهمس بإعجاب كل اللي اعرفه انك حلوة اوي بالضفرتين دول يا بندقة
اتسعت عيناها حتى كادت تخرج من محجريها من الصدمة التي ألجمت لسانها للحظات ثم حركت رأسها بعدم التصديق تطابق غمغمتها لا انت مش طبيعي .. مش طبي...
سألها بحيرة طريفة انتي متعودة تقابلي الضيوف بالترحيب الشديد دا ودا بتعملي بيه ايه هنا اصلا
قال باسم السؤال الأخير باستنكار شديد وهو ثني ساقه ممسكا بالمضرب الخشبي فأجابته بعفوية بتاع اخويا
جذبته ابريل من يده بغتة وهى تهاجمه مستفهمة انت اللي بتعمل ايه هنا في اوضتي في وقت متأخر زي دا انت مچنون ولا بتستهبل...!!
_اوعي كدا..
أبعدت يده عنها وهي تنفخ الهواء من فمها بضيق ووضعت يديها على مكان قلبها الذي كان يؤلمها من شدة خفقاته وأردفت بتقريع حرام عليك قلبي كان هيقف من الخۏف عليك يا بارد وانت مرمي قدامي ومابتنطقش
أربكت نبضات قلبه وكأن عاصفة صحراوية استهدفت كيانه حالما أحس بخۏفها عليه للمرة الثانية باديا علي ملامحها وتصرفاتها ليتمتم باندفاع خۏفتي عليا
سألت ابريل مستنكرة وانا هخاف عليك بأمارة ايه
رفع باسم يده ومسح بخفة دمعة هاربة على خدها المحمر وسأل مستفسرا بتعجب ماكر اومال الدموع دي كلها علي مين!
أدركت أبريل على الفور أنها كانت تبكي دون وعي من خۏفها فأجابت عليه بسرعة بديهة تتحلى بها علي مستقبلي اللي كان هيضيع بسببك
ارتفعت ضحكاته الرجولية
 

تم نسخ الرابط