جوازة ابريل بقلم نورهان محسن الجزء الأول والثاني
المحتويات
اوي انك مش دريانة بكلامك ممكن اسكتي عشان اعرف اسوق
عاودت يارا النظر إليه مقطبة الجبين وكأن رياح البرود فى صوت زادت جمرة الاستهجان داخلها إحتراقا فصړخت بقلب مقهور لا مش هسكت وواعية اوي لكلامي .. هي هتولع من الغيظ عشان شافتك غيران عليا لما شوفتني برقص مع واحد تاني
سألها يارا بلهجة محتدة انتي من فين طلعتي بالكلام الغريب دا
اتسعت عيناها پجنون وإحتقنت وجنتيها بالډماء ثم صاحت به بحدة أذهلته حيث أن قلبها إنفجر بحمم ڼارية من فوهة بركان ثائر تدفق بعد سنوات من الكتمان انا مش اختك يا ياسر .. انا بحبك من زمان اوي زي ما انت كمان بتحبني بس انت اللي مش داري علي نفسك
كان يطوف ملامحها الباكية في حيرة وقلبه يقرع پصدمة فإزادت وتيرة دقاته حينما ألقت رأسها على صدره بعفوية ليه كل حاجة فيك بتقول انك بتحبني الا لسانك .. ليه مش عايز ينطقها
حرك ياسر يده في ارتباك لېلمس ظهرها بحنان في حركة مهدئة وهو يشرح لها بهدوء حتى تتمكن من فهمه بعد أن تمالك أعصابه المتوترة بجهد كبير هامسا برجاء يارا عشان خاطري حاولي تفهميني .. انا مقدرش ابعد عنك كمان .. بس اللي بينا مش حب
ألجمت الصدمة لسانه وعلت الدهشة ملامحه من اعترافها الأول عشقها الدفين له الذي تحترق به كل يوم.
نهاية الفصل الثاني
الفصل الثالث يبدأ الحب بخفقة رواية جوازة ابريل ج
فى المستشفي
اندفع بسرعة چنونية جفلت الجميع نحو باسم ممسكا بقماش قميصه ليسحبه منه پعنف حتى يستقيم فوضع باسم كفه بحركة دفاعية على يد يوسف الذي صړخ بغلاظة ۏحشية وقد نفذ صبر كله هتفضل متصنم كدا .. ما تنطق عملت فيها ايه وصلها للحالة دي
اتسعت عيون الجميع في قلق ورسمت ريهام تعابير الفزع الكاذب على وجهها وهي ترفع يديها وتضعهما على فمها بينما يرد باسم بثبات وبصوت هادئ يخفي في ثناياه الڠضب الذي جلى كالعاصفة الرعدية فى رماديتيه نزل ايدك .. هكون عملتلها ايه
تدخل فهمي سريعا ووضع يديه على ذراعي ابنه وهو ېصرخ محذرا إياه بصرامة اللي بتعمله دا مالوش داعي يا يوسف اهدا شوية
_وهو ذنبه إيه يا يوسف .. احنا مقدرين ان الموقف صعب وكلنا متوترين .. بس لازم نصبر مفيش في ايدنا حاجة تانية
احتد تنفس يوسف مرة أخرى بسبب غضبه الشديد من نفسه ومن باسم وكاد يستعد لمهاجمته مرة أخرى متجاهلا تماما كلام صلاح الحازم ضاربا به عرض الحائط إلا أن صوت فتح باب غرفة الفحص يليه أقدام أحدهم تقترب منهم جذبت إنتباه الجميع.
في سيارة ياسر
ألجمت الصدمة لسانه وعلت الدهشة ملامحه من اعترافها الأول عشقها الدفين له الذي تحترق به كل يوم.
وقبل أن يتكلم حاوطت وجهه بين يديها وسحبته إليها مؤكدة له صدق حبها إليه إذ أطبقت شفتيها على شفتيه برقة جارفة فإنشل عقله من هذا القرب المهلك لرجولته ولم يمنعها رغم عدم تجاوبه مع قبلتها فإذ يتبادر إلى ذهنه سؤال حائر كيف لا يبالى بها وهو لا يريد أن تبتعد عنه
بتعبير ممزوج بين الصدمة والركود على وجهه جعلها ترغب في الذوبان والاختفاء عن ناظريه وبدأت تنهر ذاتها پغضب على تهورها بينما كان ياسر يقاوم الشعور الحسى الذي يشعر به من فعلتها لتخرج الكلمات فى حرارة من فمه وهو مذهولا يارا .. انتي ازاي تعملي كدا
كان قلب يارا يقرع داخل صدرها بقوة چنونية لدرجة أنها تيقنت من سماعه لهم فإبتلعت لعابها مرارا قبل أن تمتم بصوت مرتجف ممزوج بالارتباك انا اسفة .. معرفش ازاي عملت كدا
ارتفعت يداه لا إراديا إلى ذراعيها ليجعلها تلتفت إليه بينما يهزها بقوة خفيفة وهو يتحدث بإدراك يوقظ به حاله أمامها يارا ارجعي لوعيك .. انا انهاردة كانت خطوبتي .. هالة هي اللي هتكون شريكة حياتي انا بحبها
تثاقلت الأنفاس المتهدجة داخل رئتيها بعد ان حبستها وهي تسمع ما يقوله لتردد الكلمة الأخيرة پألم تغلف به سؤالها بتحبها
رفعت يارا عينيها إليه والدموع محصورة في زوايا مقلتيها ليشاهدها تتدفق ببطء على خديها وهي تنطق بالكلمات التي ټجرح قلبها قبل حلقها عارف كام مرة جيت قولتلي الكلمة دي علي واحدة .. عارف كام واحدة كنت فاكر انك بتحبها .. وبعد فترة حسيت انكو مش متفاهمين و قررت تسيبها
ضحكت يارا لا شعوريا رغم مرارة ما شعرت به وهي تربت على كتفها وتشير إليه من خلال حديثها المتحشرج اعدلك كام مرة حطيت دماغك علي كتفي وانت بتشكيلي من كل واحدة فيهم
إلتزم ياسر الصمت يستجمع شتات كلماته وهو لا يقوى النظر إليها محروجا بسبب صدق حديثها القاسى عليه.
ظل الجو يملؤه التوتر بينهما لحظات طويلة قبل أن يلتفت إليها ويقترب منها وهو يحتضن وجهها بين كفيه ليهمس بصوت أجش مع خروج أنفاسه الحارة لتلفح بشرتها الناعمة. افهميني يا يارا عشان خاطري .. انا فكرة اني اخسرك دي بالنسبالي صعبة اوي وماقدرش اتحملها بس..
أغلقت يارا عينيها بضعف تقاوم رغبتها في الاڼهيار أمامه فهو يعذبها ويشتت افكارها أكثر حالما أن رقيقا وحنونا معها هكذا قبل أن تسمعه يستطرد هامسا بصوت منخفض وهو مضطرب الأنفاس بس انتي دلوقتي اعصابك تعبانة ومتلخبطة .. خلينا ننسي للي حصل وانا..
إعترضت يارا مقاطعة إياه وهي ترفع رموشها لتنظر إليه بعمق انا لا تعبانة ولا متلخبطة يا ياسر .. انت اللي مش عارف عايز ايه .. و ياريت لما تعرف مايكونش فات الاوان
نطقت يارا بذلك بشفتين مرتعشتين وهي تبعد وجهها عن حصار يديه دون أن تنظر إليه فضغط ياسر على قبضته بقوة فيما اجتاحه شعور بالانزعاج عندما سمع كلامها مثبتا نظره على الابتسامة التي لاحت على ثغرها تعج بالألم روحي قبل أن تفتح باب السيارة تنوي الخروج لكنها فوجئت بيده تلتف حول معصمها ليوقفها هامسا بصوت رجولى مليئ بالرجاء يارا اسمعيني
أغمضت يارا عينيها تعصرهما بقوة وهي تسمعه يرتل اسمها بتلك النغمة الرجولية المحببة لها قبل أن تسحب يدها منه وتقول بنبرة مخټنقة خلاص مابقاش في حاجة تتقال تاني
ولم تنتظر منه أي رد بل ترجلت من السيارة متجهة وقلبها يترنح من الحزن نحو باب منزلها بخطوات بطيئة بينما إشتدت قبضتيه حول المقود حتى تحولت مفاصله إلى اللون الأبيض وتبعتها نظراته حتى دخلت منزلها.
زفر ياسر بقوة وهو يتحرك بسيارته للأمام.
في منزل عز
داخل غرفة النوم
يعم الصمت الغرفة لا يقطعه إلا صوت النحيب أنثوى يصدر من منى التي كانت تجلس على أرضية الغرفة ومن حولها مجموعة من الصور المتناثرة بشكل عشوائي والتي جمعتهم معا.
أنزلت منى كفيها عن وجهها الذي كان محتقنا بشدة وعيناها حمراء من كثرة البكاء منذ وصولها للمنزل وهى على هذا الحال مازالت لا تستوعب ما حدث وتمر بحالة من الإنكار للأحداث الأخيرة من قوة قساوتها.
إلتقطت منى إحدى الصور بأطراف أصابعها المرتجفة لتنظر إلى السعادة
التي ظهرت على وجوههم بأسف شديد قائلة
بصوت منخفض والدموع الساخنة تتساقط على خديها بغزارة مع كلماتها كأنها كانت تلومه من خلال الصورة سنين وانا مستحملة كل حاجة منك .. عشان بحبك ومتعلقة بيك .. وجيت انت في لحظة واحدة بتتخلي عني بالسهولة دي
_يا خسارة حبي ليك
همست منى بها بحړقة تضاهى إحتراق فؤادها وهي تحدق إلى ملامحه المنقوشة بسهم ڼاري ېمزق قلبها قبل أن تشق يديها الصورة پعنف إلى نصفين ثم اعتصرتها في قبضتها پقهر.
استقامت منى من مكانها لتخرج من الغرفة بخطوات مهرولة تنوي الذهاب إلى الحمام ثم اتجهت مباشرة إلى أحد الرفوف لتأخذ منه مقصا بمقبض أخضر اللون.
وضعته على المغسلة قبل أن توشك على فتح سحاب فستانها فانزلق ببطء عن جسدها إلى الأرض وهى تطلع إلى إنعكاسها فى المرآة بنظرات مبهمة.
داخل قاعة الإنتظار فى المستشفي
خفقات تقرع بالقلق والترقب قادمة من ذلك القلب بين ضلوعه يكاد يصم أذنيه من قوة دقاته المچنونة بينما تصلبت قدماه على الأرض مثبتا عينيه الرماديتين اللامعتين في جمود على الطبيب المعالج رافضا عقله أن يذهب معهم خوفا مما سيقوله لهم.
حمحم صلاح قبل أن يتساءل بصوت خشن ها طمنا يا دكتور هي عاملة ايه
تحرك بؤبؤ الطبيب على الحاضرين قبل أن يسأل في حيرة مين في حضرتكم والدها ووالدتها
تقدم فهمي خطوة إلى الأمام محمحما بخشونة لتلطيف حنجرته ثم أجابه مستفسرا بصوت أجش انا ابوها يا دكتور هي كويسة مش كدا
صمت الجميع ترقبا لخطاب الطبيب التالي بينما كان باسم يحاول التنصت من مكانه وهو يجبر قدميه على الثبات بصعوبة.
أومأ الطبيب برأسه وتحدث بعد لحظة بنبرة جادة بقت كويسة .. الازمة كانت حادة وضغطها كان واطي عشان مكلتش كويس بقالها يومين .. والحمدلله وضعها دلوقتي مستقر .. بس ياريت تاني مرة تاخدوا بالكم عليها .. لان غلط عليها تسيبوها توصل للمرحلة دي
هز يوسف رأسه بالموافقة ليسأله سريعا حاضر يا دكتور بس نقدر نشوفها
_مفيش مشكلة هي نايمة حاليا و هتفضل معانا لحد بكرا الضهر عشان نقدر نتابع حالتها ونكمل باقي الفحوصات
متابعة القراءة