جوازة ابريل بقلم نورهان محسن الجزء الأول والثاني
المحتويات
الهروب جبن وانا مربتش جبانة .. واجهي يا ابريل و الا هيفضلو يطاردوكي زي الاشباح .. خدي حقك .. وماتسمحيش لحد يأذيكي انتي
_قومي علي حيلك
قالها الجد وهو يساعدها على الوقوف مرة أخرى قبل أن يرفع بكلتا يديه وجهها المملوء بالدموع ليمسحهم بإبهامه بحنان ثم ظهرت البسمة على وجهه الطيب ليقول بحنو مفعم بالجدية ملأ خلاياها بالقوة اقفي قدام اي حد بثبات يا ابريل .. ماتنزليش عينك في الارض .. عشان محدش كسرها ولا حد يقدر الا اذا انتي سمحتيلو .. خليكي دايما صلبة طولك .. وخليهم هما مايقدروش يحطو عينهم في عينك .. اخرسيهم .. وماترضيش بقليلك اللي يرضي بقليله بيعيش وېموت محدش فاكرو .. ولا بيعملولو قيمة والكل بيدوسه من غير رحمة
خلال ذلك الوقت
أبريل بجسد مسطح في صمت قانت بتحريك جفنيها المغمضين قبل أن تفتحهما بصعوبة وظهرت فيروزيتها المليئة بدموع من خلف ستار محفوف بالرموش لترفرف بهم وهي تشعر أن هناك ثقلا كالجبال فوقها وكأنها نامت دهرا وليس ساعات قليلة فقط.
شعرت أبريل پألم حارق في يدها اليمنى مما جعل عينيها تتجهان نحوها رفعت كفها ببطء لترى الإبرة تخترق وريدها وتتصل بمحلول معلق أعلى السرير وقبل أن ترفع ذراعها اليسرى ولمست بأطراف أصابعها أنبوب التنفس الرفيع الذي تم تركيبه داخل فتحتي أنفها ليساعدها على إيصال الأكسجين بسلاسة إلى رئتيها وبالإرهاق ضغطت بإصبعها على جرس الإنذار الصغير بجوار الفراش.
صدرت عن أبريل إيماءة صامتة قبل أن تتجعد جبهتها بخطوط الڠضب حالما ظهر وميض مثل شريط سينمائي للمجموعة الأخيرة من أحداث الليلة الماضية والذي مر فجأة في ذاكرتها بوتيرة سريعة ما إن أدارت رأسها والتقت فيروزيتها برماديتيه وكان قد أتى مؤخرا مع ريهام من الكافتيريا ليروا يوسف واقفا أمام زجاج غرفة العناية قبل أن يخبرهم أنها استعادت وعيها وأنهم سينقلونها إلى غرفة عادية خلال فترة قصيرة مما جعلهم يقفون وينظرون إليها بمشاعر مختلفة غمرتهم.
بعد مرور فترة وجيزة
توقفت سيارة باهظة الثمن أمام الفناء الخارجي للمنزل ثم ترجل منها فسقط ظله الطويل على الأرض وسار عدة خطوات متوازنة حتى وصل إلى الدرج المؤدي إلى باب الفيلا لكن بدلا من الصعود انحرف إلى اليمين وأحنى ظهره ليجلس علي عقبيه أمام حوض الزرع.
دخل المنزل بعد دقيقة تقدم إلى الأمام وهو يبحث عنها بعينيه فلم يجد أحدا فواصل سيره بخطوات تشير إلى أنه يعرف كل شبر وركن من هذا المكان.
صعد إلى الطابق العلوي وفتح باب غرفة النوم فجاءت عيناه عليها وهي مستلقية على السرير تشاهد التلفاز قبل أن تدير رأسها في اتجاهه فور دخوله بنظرة مذهولة سرعان ما أخفتها وهي تنظر إلى الأمام وتسأل ببرود ايه اللي جابك يا صلاح
اقترب صلاح من دعاء يستشعر ڠضبها الرقيق ثم توقف أمام السرير يتأملها بعينين شاردتين يغطي جسدها شبه العاړي ملاءة خفيفة.
دعاء غلبها فضولها فرفعت بصرها نحوه لترى عينيه الحادتين تلتهمان تفاصيلها الساحرة وصولا إلى عينيها التي عاتبته بصمت.
نهاية الفصل السادس
الفصل السابع نبأ مفجع رواية جوازة ابريل ج
لدي قلب من ثلج وبداخلى الكثير من الحماقات التي أتحكم فيها بحكمة ونضج مثل إسكات صوت عاطفتى وصفع قلبي ورسم الضحكات الساخرة على مشاعري ورميها في حاوية هكذا أكون عندما تنكسر الثقة بالآخرين بداخلي أصبح صلبة وليست فتاة لها أحلاما وردية تعلمت الصمت وقت الكلام والهروب وقت الحضور تعلمت أن الزمن لا يرحم ولن يشفق على أحد وأن العمل هو تحقيق الذات والاستقلال والأمان تعلمت أن أحب نفسي فقط أكثر من الباقي لقد تعلمت من دروس الماضي الأنانية ومن الطيبة القسۏة أن أكون استفزازية إن تحتم ذلك وألا أسكت عن حقي ولا آخذ حق ليس لي تعلمت أن من لا يشتري قلبي سأبيعه بالمجان .. أنا أبريل.
في المستشفي داخل العناية المشددة
أغمضت أبريل عينيها بضيق شديد وهي تدير رأسها إلى الجانب الآخر فرؤيته شيء لم تستطع تحمله في الوقت الحاضر
نظرت إلى الممرضة بتشوش وعدم تركيز قبل أن تسأل بنبرة ضعيفة مشوبة بسعال خفيف انا حصلي ايه
الممرضة بنبرة لطيفة جاتلك ازمة ربو شديدة والحمدلله جابوكي في الوقت المناسب وحاليا انتي بخير بس
أشارت بطرف عينيها نحو النافذة الزجاجية للغرفة وسألت بجفاء دول بيعملو ايه هنا
التفتت الممرضة نصف استداره للخلف مقطبة حاجبيها قبل أن تبتسم وهي تروي بثرثرة ايوه اهل حضرتك يا انسة كانو مستنين يطمنهم عليكي .. ربنا يخليهم ليكي .. الحقيقة كانوا عاملين قلق كبير قدام العناية من شوية من خوفهم عليكي
لم تبد أبريل أدنى اهتمام بما قالتها وهي تنظر إلى سقف الغرفة في صمت وظنت الممرضة أنها متعبة فتحدثت بهدوء هسيبك تستريحي شوية .. وانا هخرجلهم اطمنهم ليكي .. لحد ننزلك اوضة عادية بعد شوية
بقلم نورهان محسن
عند صلاح
دعاء غلبها فضولها فرفعت بصرها نحوه لترى عينيه الحادتين تلتهمان تفاصيلها الساحرة وصولا إلى عينيها التي عاتبته بصمت.
أجاب صلاح على سؤالها بكل صراحة وهو يشرف عليها بجسده مقبلا قمة رأسها شوقى اللي جابني ليكي
استمع لها صلاح بشرود ذهن وعيناه تدحرج بإفتتان على الفتحة الواسعة جدا لقميص النوم الحريري الذى كاشف عن جزء كبير من مقدمة صدرها قبل أن يحمحم بخشونة محاولا التركيز بعد أن نظر إليها مرة أخرى وهو يقول كلماته التبريرية دعاء .. حبيبتي ليه بتعامليني كدا وايه لازمة الكلام دا
وجد منها نظرات عدم رضا لكنه قابلها بنظرات لينة قبل أن يقبل وجنتيها بلطف اعتذارا مواصلا سلسلة اعتذاراته التي لا تنتهي وكانت هذه طريقته في إرضائها بسبب إهماله الدائم لحقوقها عليه انا عارف انك زعلانة مني .. بس انا مقدرتش اعدي الليلة .. واحنا مټخانقين جيتلك مخصوص عشان اصالحك خلاص سامحيني
قرأت دعاء الإستعطاف على ملامحه فلم تستطع إخفاء مشاعرها تجاهه إذ تنفلت رغما عنها أمامه ويرق قلبها إليه سريعا فقالت بتنهيدة عميقة تدل على يأسها وضعفها أمام نفسها عايزني اقولك ايه ها .. مشكلتي معاك هي هي مابتتغيرش .. فات اكتر من تلاتين سنة دلوقتي وانا مبعملش حاجة غير اني بسامحك وعايشة احبك يا صلاح وعاجزة ابعد عنك
سحبها صلاح من ذراعها نحوه
فى ممر المستشفى
خرجت الممرضة من إحدى الغرف تحديدا التي كان
الجميع يقف أمامها وقالت بنبرة عملية تقدروا تدخلو .. بس لو سمحتو ماتجهدوش المړيضة .. عن اذنكم
دخل كل من ريهام ويوسف على الفور وعندما تحرك باسم للانضمام إليهم أوقفه خالد وخاطبه بخفوت أجلها شوية يا باسم
رفع باسم حاجبه إلى الأعلى بدهشة جالت على ملامحه متحدثا بأسلوبه الساخر الذى يختبئ وراءه رغبة قلقة لا تزال كامنة في روحه المهشمة حتى يطمئن أنها بخير. هبص عليها بس مش هاكلها يعني
خالد بتحذير الاحسن ليك ماتدخلش .. ولا ماشوفتش اول مافتحت عيناها بصتلك ازاي .. ولا نظراتها ليك من دقيقة .. شكلك مهبب معاها مصېبة ..
ماتعقدش الموضوع اكتر من كدا
لوح باسم بيده نافخا الهواء بسأم يووووه
_معلش اسمع مني خليها مع اخواتها دلوقتي .. وتعالي نقعد في الكافيتريا لحد ما اعصابها تهدي
وضع باسم إحدى يديه على خصره وهو يفرك ذقنه بيده الأخرى بطريقة عصبية قبل أن يعترض بنبرة ساخطة غلفت صوته الرجولى الجذاب مش رايح كافيتريات .. خلاص هروح اعمل كام مشوار لحد ما سموها تهدي
حرك خالد رأسه بإشارة تشير دعمه بهذه الكلمات قائلا بإرهاق يكون احسن و انا خليني اروح انام عشان خلاص بسقط مش شايف قدامي
أماء باسم له بعينه ثم تحرك يمشي معه محاولا تجاهل نبض قلبه المضطرب إذ يشعر بالخۏف من رد فعلها ورفضها لمقابلته بعد ما فعله ورغم نفاد صبره الدائم إلا أنه أقنع نفسه أنه لن يخسر شيئا بانتظارها حتى تصبح مستعدة للحديث معه بهدوء والأهم أنه مطمئن على أن حالتها استقرت.
لكن كان داخله شعور بالڠضب تجاهها لأنها جعلته يعاني من آلام نفسية قديمة تجددت في هذه الليلة الرهيبة وهكذا أخذ يبرر لنفسه معنى المشاعر المتضاربة بداخله.
بقلم نورهان محسن
في غرفة ابريل
داخل المستشفي
_خليني اعدلهالك
نطق بها يوسف وهو يعدل بسرعة الوسادة خلف ظهر إبريل حتى تتمكن من الجلوس بشكل مريح مرتاحة كدا يا ابريل .. تحبيني اساعدك في حاجة اعملك حاجة
هزت ابريل رأسها بالرفض قائلة بنبرة مقتضبة ومنخفضة وهي تتجنب النظر إليه انا كويسة .. شكرا .. تقدروا تروحوا مفيش داعي تقعدو انا بقيت كويسة
إعترض يوسف قائلا لها بإصرار حنون وهو يربت على كفها لا هفضل معاكي و مش هتحرك لحد ما نخرج من هنا مع بعض يا حبيبتي
سحبت كفها البارد من تحت يده الدافئة دليلا على رفضها لأي لمسة منه مما جعله يشعر بالحزن والذنب أكثر حيث رفعت رأسها ورمقته بنظرة حادة مرددة بإصرار وانا قولت مفيش داعي
ضيقت ريهام عينيها بعدم رضا على طريقة أبريل الجافة وسألت بدهشة مختلطة بالقهر منها على ما حدث الليلة مالك يا ابريل .. حساكي قافشة علينا وشكلك واخدة موقف مننا .. علي فكرة انا ويوسف مالناش اي دخل في حاجة
أنهى يوسف النقاش قبل أن يحتدم حينما قال بصوت هادئ ريهام خلاص روحي انتي .. انا هستني معاها
استمعت إبريل إلى كلامه الذي أساءت فهمه مما أثار حالة من الڠضب سيطرت عليها وسخرت تسأل بصوت محتدم ايه!! خايفين عليا و
متابعة القراءة