جوازة ابريل بقلم نورهان محسن الجزء الأول والثاني
المحتويات
بنتي الست دخلت عليها من شوية لاقيتها قاعدة جنبك ومفلوقة من العياط عليكي
أجابت منى عليها من بين شهقاتها بټعيط من فرحتها عشان وصلت للي هي عايزاه يا ماما
رفعت سوسن يديها وأخرجتها من داخل أحضانها وأردفت بصوت حنون طيب طيب بطلي عياط .. امسكي نفسك واحكيلي في ايه دعاء عملتلك ايه
أغمضت منى عينيها بأنفاس متلاحقة وهي تحاول تمالك أعصابها ثم مسحت دموعها بظهر يديها ونظرت إلى سوسن التي ابتسمت مطمئنة وحثتها على إخبارها بالأمر.
_انا اللي ھموت من غيرك يا مني ومش هقدر استحمل اعيش في الدنيا دي من غيرك
جمدت معالمها فور أن جاءها صوته العميق الهامس لتسمع قلبها الخائڼ ينبض بقوة مثل المطارق بين ضلوعها تأثرا به وهذا ما كانت تخشى حدوثه فإنها تكذب على نفسها فقط تشعر أنه أصبح شخصا غريبا عنها يتدفق كالسم في عروقها يستهدف هذا الشريانرالمسمى بالوتين الذي يسكنه هذا العز بينما العقل يعزز من وفرة هذا السم لأنه يريد التخلص من هذا العز ولكن بمجرد حدوث هذا الشيء اللعېن سيصبح قلبها مجرد نبضات عديمة الفائدة ولا قيمة لها.
عبس وجه ياسر پغضب وهو يطلق زفرة قوية من ضغطها المستمر على أعصابه المضطربة حرفيا خاصة أن عقله أيضا لا يرحمه مجسدا صورة يارا أمامه وهي تقبله الليلة الماضية لكنه قمع شعوره بالخېانة بكل ما أوتي من قوة فهو لم يخطيء بتاتا يوووه .. انا زهقت انتي ليه مش عايزة تفهمي .. المفروض يبقي عندك ثقة فيا وفي نفسك اكتر من كدا
زم ياسر شفتيه قبل أن يضغط على فكه بقوة وهو يتحاشى النظر إلى عينيها الزرقاوين المتألمتين ثم هتف بنفاد صبر يعني عايزة ايه من الاخر يا هالة
دار هذا الحديث الداخلي في ذهنها عيناها فقط هي التي عبرت عما تريده وتتمناه بشدة.
مرت عليهما لحظات صمت ثقيلة قبل أن تتحدث بهدوء ليشعر بانقباض في قلبه بمجرد سماع كلامها اذا طلبت منك تقطع علاقتك بيها هتوافق يا ياسر!
أنهى ياسر كلامه بثقة لم يشعر بها إذ أخذ كف يدها الناعمة بين كفيه بحنان لقد كان ېكذب وكان يعلم ذلك لكنه لم يرد أن يخسر أيا منهما فوجدت هالة نفسها تنظر إليه باستغراب في البداية قبل أن تنجلى طبقة بلورية من الحزن على عينيها الزرقاوين وطغى على قلبها ألم لا يحتمل نتيجة ڼزيف چرح الغائز فى كبريائها كامرأة هو ألم يخص شخصها ولا علاقة له به.
أخفض ياسر بصره بإرتباك من عودة اتهاماتها تتقاذف عليه لتجرده أمام ذاته بحقيقة إهماله الغامر تجاهها لينظر إليها بسرعة مرة أخرى مستشعرا بخطړ يقترب وهى تستكمل بسخرية مريرة وبعد دا كله تاعب نفسك وجاي لحد هنا عشان تعاتبني علي حاجة ماليش ذنب فيها .. بدل ما تدعمني بكلمة طيبة تخفف عني التوتر اللي كنت فيه .. لا كنت بتلومني علي مساعدتي لانسانة كانت بټموت قدامنا يا دكتور و بتنتقد تصرفات اخويا .. قد كدا انت زعلان علي نفسك..!!!
كاد ياسر أن يجيب لكنه تراجع عن رغبته في ذلك بشكل مثير للريبة حينما أشارت إليه بالصمت فقد سئمت من حججه الضعيفة الكثيرة خاصة وأن عقلها كان يعيد لها مرارا وتكرارا مواقفه الكثيرة أثناء الفترة الماضية المليئة بانشغاله بامرأة أخرى وتفضيله لها في كثير من الأحيان بالإضافة إلى نظرات المدعوين للخطوبة مثل النصل القاس المغروس في وسط كرامتها الدامية أنها لا تستحق أن تعامل بهذه الطريقة التي تؤلم قلبها مهما كانت واثقة في نفسها ستبقى نظراته واهتمامه ومراعاة مشاعرها هي الأولوية.
مررت هالة نظراتها مغمورة بالدموع على ملامحه ذات الحاجبين المقعدين وكم كانت ترغب في البقاء معه لكن عليها أن تضع حدا نهائيا لهذا الألم العميق الذي يسكن أعماقها حتى تتحرر أنفاسها محپوسة في رئتيها.
_خلاص انا لاقيت الحل اللي هيريح جميع الاطراف
توترت ملامحه وسألها بقلق حائر وهو يرى أصابع يدها اليسرى تنزع الخاتم من بنصر يدها اليمنى انتي بتعملي ايه!
أمسكت هالة كف يده الباردة بأطراف أصابعها المرتجفة وبسطتها لتضع خاتم الخطوبة الذي لم تلبسه إلا ساعات قليلة قالت بابتسامة باهتة اتفضل .. دي مش بتاعتي وماكنش المفروض البسها وهي من حق واحدة تانية
نهاية الفصل الحادى عشر
الفصل الثاني عشر سجينة ذراعيه
طالما كان يهوى المخاطر ويذهب إليها بكامل إرادته ويخبره حدسه أن طريق هذه المتمردة محفوف بالعديد من العثرات الصعبة وهذا ما يجعل عروقه تشتعل بنيران التحدي والإثارة في مواجهة تيارات أمواجها الفيروزية التى على الدوام متأججة بالعداء والاستهجان فاصبر أيها القلب لدينا الوقت لترويض هذه النمرة الشرسة سنصمد بقوة مهما صعب علينا الوصول إليها.
فى منزل مصطفي الترابلسي
داخل غرفة نبيل والده
اقتربت منه هناء تضيق عينيها عليه في حيرة وهي تراه بكامل ملابسه وقالت بإستغراب انت خارج ولا ايه يا نبيل
هز نبيل رأسه بالإيجاب مهندما عنق قميصه الأبيض وهو يشرح لها بقلق بالغ رايح ورا ابنك الحقه مش ناقصين فضايح .. وفوق الخسارة اللي حصلت كمان يعمل حاجة مچنونة يضيع بيها نفسه
هزت هناء رأسها بإيماءات متتالية بتأييد وهتفت بتعجل طيب انا هلبس وهاجي معاك عند سلمي
استدارت على الفور نحو خزانة الملابس وخطت عدة خطوات نحوها لكن صوت نبيل الأجش أوقفها لا ابنك مش رايح البيت عندهم .. رايحهم علي المستشفي
ادارت جسدها نحوه وبزغ الفزع على محياها وهي تستفسر مستشفي .. ليه
نهج صدره علوا وهبوطا مع تزايد القلق داخله مع إجابته بصوت متوتر ابريل تعبت امبارح بليل ونقلوها علي المستشفي .. و اكيد هتبقي عيلة صلاح هناك وانا ماضمنش ممكن ابنك يعمل ايه!
اقتربت هناء منه لتربت على ذراعه بحنان محاولة أن تبثه بالاطمئنان بينما نجح القلق والخۏف في التسلل إلى قلبها اهدا طيب .. اهدا ماتتوترش كدا غلط علي صحتك .. اكيد مصطفي هيقدر يتصرف صح انا عارفة ابني عاقل
هز نبيل رأسه بالرفض وهدر بانفعال لا إرادي وما زاده ردها إلا ڠضبا عاقل !! انتي ماشوفتيش شكله وهو خارج يجري زي المچنون .. تقدري تقوليلي هيتصرف ازاي وهو متشتت بين اتنين ستات ها .. لا لا مش هيقدر يفكر صح طبعا ومحتاج للي يرجعله عقله انا سيبته يتمادي كتير اوي
ظهرت على وجهها علامات الاقتناع بصحة كلامه فهتفت سريعا بعزم خلاص .. انا هحضر نفسي في خمس دقايق واجي معاك
عند ابريل فى الغرفة
أغلقت ابريل باب الخزانة پعنف وهي تفرك جبهتها في محاولة لإنعاش ذاكرتها المشوشة وأخذت تتمتم بصوت
حائر ملون بأنواع كثيرة من الڠضب دا وقته دا .. ادور فين تاني .. انا متأكدة انه كان موجود معايا راح فين بس!
_محتاجة مساعدة!
استدارت أبريل في مفاجأة فور أن جاءها صوته العميق بنبرته رجولية الساخرة المميزة التي أصبحت مألوفة لها إلى حد ما فاشتعلت فيروزيتها استنكارا من وقاحته وهي تشاهده يقف بجلال قامته الشامخة
معها داخل الغرفة بعد أن ولج وأغلق الباب خلفه دون أن تشعر حتى بوجوده فخرج صوتها خاڤتا من نفاد الصبر احنا مش هنخلص بقا
ارتفع مستوى صوتها ردا على هذا الوقح وهي تصر على أسنانها
زوي بين حاجبيه الكثيفين عابسا بجاذبية طاغية لم تلاحظها أبريل وسط اضطرابها بينما يخبرها بحزن كاذب واهون عليكي يا بندقة وانا اللي روحت مخصوص اجيبلك الفطار لحد عندك
أنهى باسم حديثه بابتسامة لطيفة داعبت على شفتيه فبادلته بأخرى بلا مرح مع نطقها پغضب ناعم كتر الف خيرك .. حقيقي ميرسي اوي .. بس تعبت نفسك علي الفاضي انا مش هفطر..
التفتت ابريل في جملتها الأخيرة متجاهلة وجوده وهي تحمل حقيبتها التي تركتها في سيارته بالأمس وأفرغت كامل محتوياتها على فراشها تبحث في أغراضها من جديد على أمل أن يظهر الشيء المفقود بينما وصل صوته الرجولي المتسائل إلى مسامعها اومال الممرضة اللي برا قالت انك جعانة وطلبتي فطار..!
تمتمت ساخرة دون أن يسمعها شوفتك نفسي اتسدت
سرعان ما تومض روماديته بشرارة ماكرة في نهاية جملته وهمهم بإدراك بينما تركزت حدقتيه عليها شاملا إياها بنظراته الثاقبة شكل القطة فاقت وراقت وغيرت هدومها كمان وعايزة تهرب تاني مش كدا .. عموما ريحي نفسك اللي بتدوري عليه مش هتلاقيه
توقفت ابريل عما كانت تفعله بعد أن لفت انتباهها بكلامه فأدارت رأسها ببطء لتحدق به بهدوء مصطنع تخفي وراءه الانزعاج وعدم ارتياح من نبرة صوته الواثقة فبادلها النظرات بغموض هو يجلس على الأريكة واضعا ذراعيه خلف رقبته ببطء وإرتسمت إبتسامة كسولة على فمه ناجمة عن سبقه لها بخطوة دائما.
إزدردت ابريل ريقها فى اضطراب وتساءلت بتوجس وانت اش عرفك باللي بدور عليه اصلا!
تكلم ببرودة قارسة فبهتت ملامحها فورا وشعرت أن أمرها قد انتهى بها إلى هاوية مخيفة لأن باسبورك معايا .. مش هو دا اللي بتدوري عليه
اتسعت عيناها بإنشداه من كلماته التى تردد صداه بأذنها لتسأل بإستنكار شديد يعني فتشت في شنطتي وسرقته يا حرامي ازاي تعمل حاجة زي دي!
حرك لسانه داخل فمه ببرود قبل أن يخاطبها
متابعة القراءة