جوازة ابريل بقلم نورهان محسن الجزء الأول والثاني
المحتويات
مالية ايدي منك .. مش تعملي زي كل مرة وتجري عليه زي الخايبة
إنتفضت نادية بتسرع لا والله المرة دي غير كل مرة والله العظيم
تقوس فم مرجانة بابتسامة ساخرة ووضعت كف يدها على خدها تنظر إليها بتفحص اهي هي الجملة دي .. كل مرة تجيلي ڠضبانة وبتاكلي في نفسك وتقعدي تسخني فيا .. لحد لما السكر والضغط يعلوا عليا .. ومع اول مكالمة منه يطمن علي بنته كمان مش عليكي .. بتقومي تاخدي بعضك وترجعيله .. حصل ولا محصلش!
أنهت كلامها بمرارة ثم اڼفجرت في البكاء المرير وتساقطت دموعها الحاړقة على خديها.
ربتت والدتها على كتفها بضيق مقهور يا حبيبتي مش عيب الست تحب جوزها وټموت في التراب اللي بيمشي عليه كمان وتعمل كل اللي يرضيه .. بس لازم تبين قدامه شوية كرامة عشان مايستهيفهاش زي ما بيعمل دلوقتي فيكي .. اهو راح يشوف بنت خالته اللي الكل عارف انها لسه مشعشعة في نفوخه ولا سأل فيكي يا بنت الخايبة
لكزتها مرجانة فى كتفها مغتاظة من سلبية إبنتها لتردد بصوت متهكم حظك ماكنش في احسن منه يا بنت بطني .. انتي اللي ميلتي بختك بإيدك يا اختي فاكرة و لا نسيتي
واصلت حديثها بعتاب وهي تهز الطفلة الباكية مثل أمها على قدميها ولو نسيتي انا هفكرك يا بنت مرجانة .. كام جدع مافيهوش غلطة اتقدمولك وكنتي بترفضيهم .. انتي اللي قبلتي تتخطبي لواحد وانتي عارفة انه جاه يخبط علي بابك كيد في بنت خالته .. بس انتي اللي قولتي انا موافقة علي دا يا ماما انا بحبه يا ماما وماصدقت انه طلبني للجواز وهخليه يحبني بعد الجواز .. وادي اخرتها قاعدة بتتلوني عشانه في مية شخصية وشكل كل مرة بينزلك فيها من الكويت عشان تملي عينه واول ما عرف انها مابتردش سابك وجري عليها عشان هي كرفاه ومش معبراه
وكزتها مرجانة بقسۏة فى خصرها قبل أن تصيح بسخط افهمي يا حمارة يا بنت الكلب .. اللي بياكل سكر علي طول نفسه بتجزع وطول ما انتي مدلدقة حنان واهتمام كدا وفاكرة ان دا هيلزقه فيكي تبقي هبلة .. اوقات الراجل يحب اللي تتقل عليه بس بدلع .. تنشعل عنه بحاجة مايعرفهاش وتبطل تجري وراه .. ساعتها بيبقي هيجنن ويعرف ايه اللي مركزة فيه ومش شايفاه وهو قدامها .. بس انتي بطريقتك دي مخلياه يتمرع عليكي وهيفضل يبيع ويشتري فيكي وممشيكي علي مزاجه هو عمال يروح ويلف علي كيفه كدا .. وهو ضامن انه هيرجع يلاقيكي علي حالك مستنياه .. يا ما قولتلك خليكي معاه زي الميزان اظبطي ايدك وايدلو كل حاجة بمقدار .. لا تجوعيه لحد مايموت ولا تشبعيه لحد مايفطس منك
رمقتها مرجانة بعينين جاحظتين من الصدمة وهدرت بنبرة غاضبة يخربيت امك يا بت المچنونة .. جننتيني معاكي .. اتنيلي خذي البت نامت و خليني اشوف الاكل اللي علي الڼار
بقلم نورهان محسن
فى المساء بذات اليوم
فى غرفة فهمى
جلست سلمي بجانبه لتتحدث بصوت متوتر هنعمل ايه في الورطة دي يا فهمي .. مصطفي مش هيسكت و هيقلب الدنيا فوق دماغنا .. انت ناسي انه بيوردلنا بضايع من شركته للاوتيل بتكاليف اقل من اي شركة تانية .. اكيد هيفسخ العقد معانا ويطالبنا بالمستحقات المتكومة علينا
مسد فهمى على ذقنه بتفكير واكمل بجدية انا هتكلم مع مصطفي واحاول اقنعه يصبر علينا في تسديد الفلوس
إعترضت سلمى بغرابة ايه البساطة اللي بتحكي بيها دي .. ضروري مش هيوافق طبعا بعد الڤضيحة اللي حصلت وكله من تصرفات بنتك ولسه لنا يعرف كمان
رفعت إصبعها السبابة أمام وجهه بتحذير وهى تردف مشددة على كلماتها وماتنساش انك مدير الاوتيل والمسؤل عنه قانونيا والاوراق عليها توقيعك انت .. دا غير الشيكات اللي مضيتهالو عشان مضاربتك في البورصة و خسرتك فيها كل شوية .. يعني اذا مصطفي رفع قضية وطالب بالفلوس دي انت هتكون واقع في المشكلة دي اكتر مني كمان هتجيب منين فلوس تدفعها له!!
ألقت سؤالها كالقنبلة في صدره لتعطيه ظهرها استعدادا للنوم وتركته في حالة من الارتباك والخۏف مما هو قادما وتمتم بأمل ضروري هنلاقي في حل
بقلم نورهان محسن
فى نفس المنزل
اعتدلت أبريل في جلستها على سجادة الصلاة بعد أن أدت صلاتها بخشوع ثم فتحت مصحفها الصغير وبدأت في القراءة وعيناها المتضرعتين ممتلئتان بالإرهاق حتى شعرت بالطمأنينة والراحة تتسلل إلى صدرها.
بعد مرور بعض الوقت قامت من مكانها ونزعت عنها الإسدال.
سارت ابريل حافية القدمين مرتدية بيجامة ذات لون سماوي بأكمام قصيرة مصنوعة من قماش خفيف وهي تتأمل بفيروزيتيها وتتفحص غرفة الضيوف التي أعدتها لها زوجة أبيها سلمى.
خرج زفير عميق من وهي مستلقية على السرير تضم شال جدتها الحبيبة إلى أحضانها بمزيج من الاسترخاء والهدوء لتشرد في التفكير بأحداث اليومين الثقيلين الأخيرين بكل ما حدث فيهم منذ لحظة خروجها من المنزل هاربة وصدفة لقائها بهذا الذئب الباسم مرورا بزيارة مصطفى في المستشفى وما فعله باسم لأجلها اليوم أقنعت نفسها بأن هذا المشهد في غرفتها بالمستشفى كان مجرد عرض في مسرحية من إخراجهما معا وتعترف بأنه تفوق على نفسه في لعب دور العاشق والحامي لحبيبته ثم إختتم اليوم بالظهور غير متوقع لأحمد قبل عودتها إلى منزل والدها.
نهاية الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر جاء فى أوانه جوازة ابريل 2
مرت سنوات عديدة
قارنتها بحماقة بالنساء اللواتي عرفتهن النساء اللواتي خذلنك والنساء
أولئك الذين خذلتهم...
لقد فات الأوان لإدراك كم كانت مختلفة..
وكم كان حضورها يغنيك عن جميع النساء الأخريات..
مرت سنوات وأنت تفكر مرارا وتكرارا
كيف فقدتها ولماذا رحلت وتبحث عن مبررات لهجرانها لك ثم تتهمها بالجبن والخېانة رافضا الاعتراف بأن السبب الحقيقي هو أنت وانك كنت ضعيفا...
أضعف من أن تحتوي امرأة بچنونها وحنانها
تقف الآن مندهشا أمام امرأة ذات ملامح صلبة
بالماضى كنت ترى ملامحها في وجهك
وضحكتها على شفتيك
وعيونها تتألق في عينيك
كيف يمكنك الآن هزيمة حصونها المنيعة
فى المنصورة
عند أحمد فى منزل زينب
_يعني ايه راحت لأمها من غير ما تعرفني .. ازاي تخرج برا بيتها منها لنفسها كدا تستأذني
زمجر پغضب وبلهجة حادة وهو يتحرك بين الأثاث في غرفة المعيشة يكاد أن ينفجر أمام والدته التي كانت تراقبه بتوتر ثم صدح صوتها استهدي بالله يا احمد يا بني هي برده معذورة
رفع أحمد حاجبيه مستنكرا كلامها الذي لم يعجبه معقبا بصوت ساخط معذورة ايه و قرف ايه بس..
تضخمت عروق حلقه حنقا عند ذكر سيرتها إذ كان لا يزال يشعر بالڠضب المشتعل في أوردته كلما ترددت كلماتها المسمۏمة في فضاء عقله يضاهي لهيب سيجارته المشټعلة بين أصابعه قبل أن سرد عليها
بقسوةر مدركا المعنى الخفي وراء كلماتها دا مالوش دعوة بدا يا ماما .. ماتخلطيش الامور ببعضها مهما كان السبب ليها راجل تعرفه خط سيرها مش من دماغها تمشي و دا كان بيحصل وانا مسافر مش كدا!
سرعان ما أجابت زينب علي سؤاله بالنفى ابدا ورب الكعبة يا بني دي اول مرة .. هي لا بتروح ولا بتيجي وحتي عدت عليا واستئذنتني ساعتها حتي خالتك كانت عندي لو مش مصدق اتصلك عليها واسألها..
نفث الدخان من سيجارته بضيق فهذا هو الشيء الوحيد الآن الذي يجعله يشعر بالصبر قليلا حتى لا يفعل شيئا سيندم عليه لاحقا بينما زينب تابعت برجاء بالله عليك سايق عليك النبي واهل بيته تروح وتراضي مراتك وترجعها لبيتها .. ماتسيبهاش مکسورة الخاطر كدا دي مهما كان مراتك و ام بنتك .. انت لو لفيت الدنيا مش هتلاقي في اصلها ومحبتها ليك
نبس بنبرة هادئة بعض الشيء وهو ينهض من مقعده هشوف ربنا يسهل انا طالع دلوقتي استريح من السفر
سألته بلطف طيب يا حبيبي مش عايز تاكل لقمة اتلاقيك علي لحم بطنك
_ماليش نفس
بقلم نورهان محسن
في غرفة ابريل
كانت أصابعها تعبث بوشاح جدتها الحبيبة وهي لا تزال مسترخية على ظهرها وأفكارها تسبح في بحر مظلم لم تكن تتخيل في حياتها أنها ستقع في فخ كهذا لتتمركز أفكارها عند اللحظة التي رأته فيها حيث كان الأمر بمثابة مفاجأة إضافية لصدمات هذا اليوم الطويل لكن بالنسبة لهذا اللقاء على وجه الخصوص لم تكن مستعدة له على الإطلاق فهي تشعر بإحساس مثقل بالألم يتغلغل فى قلبها وتشكل الدموع الكثيفة سحبا بلورية فوق عينيها كلما تذكرت كلماته.
ألم يكن كافيا إستنزف طاقتها وروحها ليأتي ظهوره ويطيح بما تبقى من صمودها الضعيف مما يجعل عقلها يستحضر التفاصيل الكاملة لهذا الحدث
flash back
منذ بضعة ساعات
داخل سيارة باسم
نظر إليها بزاوية عينه أثناء قيادته ثم أشار إليها وهو يتمتم بنبرة آمرة اربطي الحزام اربطي الحزام
حاولت سحب حزام الأمان من مكانه لكنها لم تنجح لأن أعصابها كانت متوترة فقالت بضيق مش بيطلع معايا
_اوعي ايدك ...
نبس باسم بهدوء بعد أن أوقف السيارة على جانب الطريق وانحنى نحوها واضعا حزام الأمان عليها.
أخفضت بصرها بعد أن حپسها بين ذراعيه تشعر بمراقبته لملامحها الناعمة بنظرات جعلت نبضها يرتفع من شدة قربه بينما لم يفوته الشعور بتوترها ليسألها بهمس رجولي خبيث اومال فين اعصابك
رفعت إليه فيروزيتها وأجابت بصوت منخفض وعيونها مليئة بالسخرية لتغطي خجلها قطعو تذكرة هجرة علي المريخ من بعد ما شوفتك علي طول
ضحك
متابعة القراءة