عصيان الوراثة بقلم لادو غنيم

موقع أيام نيوز

تتعالج المفروض أنك هتتجوز أخر الأسبوع ورغم كده عينك زايغه وعمال تتغزل في بنت عنك اللي المفروض تبقلها سند وضهر مش تتغزل في جمالها تقدر تقولي لو طلعت حلوة هتستفاد ايه
نال ماكان

يريد سماعه عندما سألها مما جعله يتنهد بأرياحيه ويردف بوجه مبتسم قليلا 
أنا متغزلتش في بنت عمي أنا أتغزلت فيكي أنتي وأنتي للأسف مش بنت عمي والا أنتي عندك
رأي غير ده يا دكتورة 
علمت أنه كان يحاول الأيقاع بها مما جعلها تجيبه دون تردد بوجه عابس حتي لاتأكد ما أدركه من أجابتها المندفعه 
أعتبرني أنا وبنت عمك شخص
واحد الموضوع مش فارق معايا ومتاكدة إني مهما فهمتك للأسف مش هتقدر تفهمني عشان كده أفهم اللي تفهمه يا أستاذ صفوان بس ياريت بقي نركز في الطريق شوية عشان نوصل في الليلة الغريبة ديه
أستدارت بوجهه ونظرت من الشباك اما صفوان فرمقها باأبتسامة ماكره يخفي خلفها الكثير من الأشياء
أما داخل المندره فاستدارت وصيفة بجسد يرتعش بالرهبة وهي تسمع صوت أبنها سالم المټوفي منذ عام ياتي من خلفها وفور أن أستدارت تصلب جسدها ورئة سالم بهيئته الشبابية القديمة يبتسم لها وهو يردد 
حياة تبقي بنتي أنا وسعاد يامي
أنزلقت دمعتاها وعلمت أنها ترا روح أبنها المټوفي مما جعلها تحرك رأسها بحزن قائلة 
عارفه ياحبيبي أنها بنتك من أول مادخلت وبصت في وشها وعنيها عرفتها نفس وش وعيون العيلة الصغيرة اللي كنت شايلها علي أيدك زمان من أول لحظة عرفت أنها من دمنا ولحما وبنتك ياحتة من قلب أمك
حدثها قائلا بتحذير 
حياة أمانه يامي حافظة عليها أحموها من اللي عايزين يأذوهابنتي أنا وسعاد أمانة عندك أنتي وأبويا
أجابته بوجه أنعقد
بملامح الڠضب وقالت بلكنه قاسېة وهي تجفف دموعها 
وغلاوتك عندي لو حد فكر ېلمس شعره منها أو يهوب نحيتها لهكون مطلعه قلبة في أيدي ووكله صاحيمتخفش عليها حياة في عنينا وطول ماحنا عايشين مش هنسمح لحد يأذيها يا سالم أرتاح يابني واطمن علي بنتك
أبتسمت الروح وأختفت من المكان تاركة وصيفة تبكي بصوت حزين قائلة 
نام وأرتاح في تربتك ياحبيبي نام وأرتاح يا سالم بنتك مش هتبعد عننا تاني ياحبيبى 
فور أن أنتهت من حديثها وجدت سيارة صفوان تدلف إلي داخل ممر الحديقة وفور أن توقفت السيارة خرجت منها حياة تنظر في الأرجاء لتقع عيناها علي وصيفة التي تتقدم منها بلهفه وعين لامعة بدموع الفرح وبمجرد أن وصلت إليها ضمتها وصيفة بين ذراعيها تضمها بحنان وهي تهمس بصوت متحشرج بالبكاء 
ألف حمدل علي سلامتك يابنتي الحمدلله
أنك بخير ياحياة
شعرت حياة بدفأ ضمتها فكانت تحتاج كثيرا لذلك العناق مما جعلها تغمض عيناها وتحتضن وصيفة دافنه رأسها فوق كتفها دون أن تتحدث كأنها تفرغ طاقتها بذلك العناق 
اما صفوان فكان ينظر لهما بغرابة و شكوكة تذداد وقال بجدية 
ايه المحبة ديه كلها دانتو متعرفوش بعض غير
من أمبارح
نظرت له الجدة بثبات وقالت دون أهتزاز جسدي أو صوتي 
المحبة ملهاش وقت عشان تسكن القلوب ياصفوان وبعدين الدكتوره بقت واحده منناالمهم قولي مين اللي خطڤها وليه عمل كده
عقد صفوان ذراعه أمام جزعة العلوي محرك رأسه بجمود 
لسه معرفناش سبب الخطڤ بس متقلقيش النهار مش هيطلع غير وأنا جايب قرار وهدان
خرجت حياة من بين ذراعيها قائلة بوجه مرهق 
طب عن اذنكم أنا محتاجة اني اطلع أنام وياريت محدش يخبط عليا الحد لما أخرج لوحدي من أوضتيوبالنسبة للجاكت بتاعك يا أستاذ صفوان هرجع هولك بكرا
لم تنظر أجابتهم وذهبت إلي الداخل اما وصيفة فكان ينتابها القلق من هيئتها ورمقة صفوان بوجه منعقد وصوت متحشرج 
هي لبسه ليه جاكتك مال هدومها قولي حد عملها حاجة شرفها حد مسه 
ضيق عيناه بغرابه فسؤال الجدة بملامحها الغاضبه تظهر الكثير من الألغاز مما دفعه للتحدث بوضوح 
متخفيش لحقتها قبل ماحد يقرب منها شرف حياة بخير بس أنا مش هرتاح غير لما أعرف في ايه بالظبط أنا متاكد أنك أنتي وجدي مخبين حاجة عليا أنتو شاكين أن الدكتورة حياة تبقي بنت عمي سالم مش كدة
حاولت الجدة الثبات وقالت بجمود 
كل حاجة ليها وقت عشان تبان ياصفوان بلاش يابني تدخل نفسك في أمور أنت بغني عنهاالمهم عندي انك تعرفلي مين اللي حرض علي خطڤها عشان حسابة هيبقي عسير ومهما كان هو مين مش هنرحمه
أستدارت الجدة لتذهب لكنها سمعت صفوان يلقي عليها تلك العبارات بصوته الجاد 
أول مره تخبي عليا حاجه يا وصيفة أول مره أحس أنك معندكيش ثقة فيا وقلقانه مني بس عايز أعرفك حاجة واحدة لو الدكتورة حياة كانت هي حياة بنت عمي سالم فانا مش هسمحلها ټأذي حد فينا بنت عم سالم يا وصيفة مش راجعه عشان ناخدها في حضننا أو حتي نديها حقها لاء ديه راجعه عشان ټنتقم من كل فرد في عائلة العزيزي وأنا مش هسمحلها تمس شعره واحده من
حد فينا مهما كانت هي مين أو حتي اتظلمت قد ايه
كلماته القاسېة عبرت فوق صمام قلب الجدة تغزوه بالحصرة و أستدارت بوجهها ونظرت إليه بعين مترقرقة بدموع الحزن وقالت بصوت جاد 
الكلمة هنا لجدك رضوان العزيزي وأنا من بعده جدتك وصيفة العزيزي وأنت فرد من العائلة وابن ابني الكبير وحياة ليها نفس معزتك لانها بنت ابني الصغير وليه معزة أبوها اللي ماټ علي أيديا وأنا مش هسمح لحد أنه ياذيها زي ماأبوها ماتأذي
أبعد نفسك راية العصيان ياصفوان متخلهاش تطولك يابني عشان لو طالتك مش بس هتخسر نفسك لاء أنت هتخسرني أنا وجدكوبدل ماتحط حياة في دماغك وتخطط ازي هتحمي أهلك منها لاء فكر أزي هتحميها هي مننا !!
أبوها كان أبن رضوان العزيزي ابننا ومن دمنا وحته من لحمنا وياخسارة مسلمش من غدرهم وحقدهم والنتيجة ماټ مظلوم ومقهور مابالك بقي هيعمله ايه في بنته اللي عمرها ماعاشت وسطينا 
بلاش تلوم حياة حتي لو راجعه عشان ټنتقم اللي عشته معا امها واكيد امها حكت هولها يخليها مش بس تكرهنا لاء ده يخليها عايزه تحط السکينة علي رقبتنا واحد واحد بدم بارد وقلب زي الصخر
قڈفة كلماتها المتفجره في صدره وغادرت تاركه الشك يملئه بعدما ملئة عقله بحديثها الغريب وقف صفوان يفرك شعره بيده محاولا فهم ماكانت تقوله رغم أنه أدرك بعضا من تلميحاتها إلا ان باقي الحديث لم يجد له تفسيرا مما جعله يتجة إلي شنطه سيارته وحمل وهدان فوق كتفه محاولا الأنشغال في أمر أخر وذهب بهي إلي حجرة تشبة حجرة المواشي وحذفة أرضا وأمسك بدلو ماء وسكبه فوق وجهه ليفتح وهدان جفونه وهو يشعر بالألم يمزقه ونظرا بعين قلقه إلي صفوان الذي يقف في نصف الحجرة ويطوي أكمام قميصة أثناء تفوهه بوجه منعقد
ببسمة ماكرة 
صباح الخير أيوه فوق كده داحنا لسه في أول السهر قولي يا وهدان مين اللي وزك عشان ټخطف الدكتورة
زاغت عين وهدان في الأرجاء أما صفوان فرفع حاجبة الأيسر وقال بجمود بعدما تاكد أنه لن يعطية مايريد بتلك السهوله 
شكلك كده محتاج تفوق عشان تعرف ترد عليا ماشي أنا هفوقك والا يهمك
أقترب إليه صفوان بوجه عابس اما وهدان فادرك ماينوي صفوان علي فعله وهو تلقينه بضع الضربات
اما داخل حجرة حياة فكانت تجلس علي الفراش وتتحدث عبر الهاتف معا خالها حسن الذي يجلس داخل حجرة مكتبه ويقول بجدية 
لزم تيجي ياحياة وتشوفي أمك وجودك معاها هيسرع صحيانها من الغيبوبه
تنهدت بحزن ولم تستطيع منع ذاتها من البكاء وقالت بصوت باكي يظهر أنين قلبها 
ياخالو أنا لو جات لماما وحكيتلها علي اللي عشته معاهم اليومين دول صدقني ماما مش هتفوق ومش بعيد أنام جنبها ومرجعش هنا تاني
الموضوع مطلعش سهل زي ماكنت متخيله دكل شخص فيهم وراه حكاية ونظرتهم ليا بتاكدلي أنهم مستحيل يقبلوني وشكلي كده هتعذب الحد ماقدر أثبت نسبي وحق أمي
اجابها حسن بجدية 
قولتهالك قبل ماتسافري أن الموضوع كبير ومش هيتحل بكلام والا حتي بلعبه ياحياة اسمعيني كويس لو عايزه ترجعي وتتنزلي عن نسبك وكرامة أمك ارجعي وصدقيني هحميكي منهم
نهضت من فوق الفراش وتحركت بالغرفة بصوتها الباكي تحدثة 
لاء مش هقدر أنا وعدتها اني هردلها كرامتها بس أنا
صمتت حياة بقلق عندما لاحظت خيال احدهم خلف بابها مما جعلها تحدث خالها بصوت بالكاد يسمعه 
لازم أقفل في حد بيراقبني سلام
أغلقت الهاتف وأقتربت من الباب وأمسكت بمقبضه وهي تجفف دموعها ثم أخذت نفسا عميق وفتحت الباب بلهفه لتتفاجئ بالحج رضوان يقف امامها يسند بيده علي عصاه ينظر لحياة بعين لامعه بالسعادة وهو يقول 
حمدل علي سلامتك يابنتي
رسمت بسمه خافته فوق شفتيها وقالت 
الله يسلم حضرتك يافندم
أبتسم الجد بحزن وهو يشعر بغصه احتلت قلبه وحرك رأسه بغرابه وقال 
فندم ليه بس كده يابنتي قوليلي يا جدي والا أنتي متحبيش أني ابقي جدك
غزت الكلمة بمعانيها أوتار قلبها الملئ بالحرمان لتلك العائلة التي رفضت وجودها منذ سنوات مما جعلها تضيق عيناها بدموع العبس قائلة بغرابة 
ياريتك كنت علمت بنت أبنك الكلمة ديه عاشت سنين محرومه منهاأنت جاي دلوقتي وعايزني أقولك ياجدي رغم إن في بنت عاشت عمرها بتحلم ان يبقالها عائلة فيها عم وعمه وجد
وجده بس ياخسارة فضلت وحيدة رغم انكم موجودين علي وش الدنيا
تنهد بحزن فقد شعرا بتلك الألام التي تسكنها مما جعله يرتب علي كتفها قائلا 
يمكن زمان مقدرناش نخليها بنا بس اللي جاي مش هتفارقنا فيه وهتعيش وسطينا في بيت جدها وأبوها يابنتيأمشي أنا بقي أنام أنا كنت جاي اطمن عليكي والحمدلله اطمنت تصبحي علي خير يا حياة
أستدر الجد وذهب إلي حجرة نومه اما حياة فااغلقت الباب خلفه وسندت بظهرها عليه وبدءت بالبكاء بصوت مكتوم حتي لايسمعها احدظلت تفرغ حزنها وڠضبها في تلك الدموع التي تغسل چروحها
ومر الليل ودقت الساعة السابعة صباحا ولم تغفوا حياة فما عنته لم يسمح للنوم أن يلازمها مما جعلها تدلف إلي حديقة المنزل تسير بين الأشجار وهي تحمل في يدها كأس من الشاي الساخن وترتدي بنطال أسود وشميز أسود أستعانتهم من ملابس هنادي ورفعت شعرها علي هيئة ديل حصان
كانت شارده تفكر فما ستفعله اليوم معا تلك العائلة
حتي لمحت صفوان علي مرمي نظرها يقف وهو مرتدي بنطال أسود و تيشرت أسود بنصف كم يمسك ببندقية ويصوب علي بعض الزجاجات المعلقه بالأشجارمما جعلها تسير إليه حتي وقفت امامه معترضة مرمي بصره وهي تقول برسمية 
مين اللي أمر وهدان أنه يخطفني
أنزل بندقيته من جانب وجهها ونظرا إلي ملابسها بعين ضيقها وقال وصوت بارد 
رغم أن
تم نسخ الرابط