عصيان الوراثة بقلم لادو غنيم
المحتويات
بالظلم عشان كده سايبها ترجع حقها باأيديها بس ده مايمنعش أن عيني هتفضل عليها عشان لو أحتاجة لحد يسندها تلقيني في ضهرها يابني
أثار بعبراته الشك داخل عقل الصفوان الذي أدرك معرفة الجد بهوية أبنت عمه الحقيقية وايضا هوية ذلك الشخص الغامض التي عادت للأنتقام منه
بنت عمي سالم تبقي مين كلامك بيقول أنك عارفها قولي ياجدي تبقي مين ومين اللي راجعه عشان ټنتقم منه
كل حاجة هتعرفها بس في أونها ياصفوان بس خليك متأكد من حاجة واحدة وهي
أن الدكتورة حياة اللي بره مش هي حياة بنت عمك
لم يكن الجد قد أطمئن بعد من صفوان مما دفعه لأخفاء حقيقة حياة عنه حتي تظل بأمانفما رئه داخل عين صفوان لايوحي مطلقا أنه علي أستعداد ليكون الحما والسند لأبنت عمه
بلع وهدان لعابه بقلق وباح بما يهوي داخله
أنا عايز اشكر ساعتك لانك خرجتني من المدرية قبل ماترحل علي النيابة عشان كده عايز اهديك حاجة هتعجبك أوي
مال ذيدان بجزعه العلوي اتجاه وهدان ونظرا داخل عيناه قائلا بجمود
أسرع الأخر بالحديث بلهفه ليتعافي من تلك النظرة السامة وقال
بنت انما زي القمر واحله من القمر كمانأنا عارف أن ساعتك بتحب البنت الجميلة الشديدة ام قلب مېت عشان كده عايز اهدي ساعتك بواحدة فيها كل الحاجات اللي بتحبها
فين البت ديه عاد ايه في نص البحر
لمعت عين الأخر بمكر عازم علي الأنتقام
لاء هنا في الفيوم والأخص في بيت رضوان بيه واسمها الدكتورة حياة هي ضيفه عندهم بس تمخول النفوخ عليها عيون وقوام يمخولة أجدعها شنب ده غير أنها شجاعة وقوية وبصراحة ملقتش غيرك يستاهلها
جولت اسمها ايه
نهض الأخر بعدما علم أن مخططه قد نال مرحلة النجاح وقال
حياة الدكتورة حياة
راقت له كنيتها مما جعله يرددها بهمس بين شفتاة بعين لامعه بالشوق
حياة أسمك چميل ياترة چميلة زي أسمك والا لاع يا داكتواره
واثناء انشغاله بذكر كنتيها دلفت إليه زوجة أبيه الحجة عديله بجلبابها الأسود الصعيدي وفور أن رئها ذيدان تبدلت ملامحه إلي العبس وحرك رأسه لوهدان ليغادرهم ويتركهم بمفردهم وبالفعل غادر وهدان ووقفت عديلة أمام ذيدان ترمقه بنظرة الوم قائلة
وأخرتها
ايه يا والديأخرت اللي بتسويه في
حالك ده ايهمش كفاية اكده أنسا بجي الماضي وعشلك يومين في الحلال كفياك حرام الحد اكده
ظهرت بسمة كريها فوق وجه ذيدان الذي جلس علي الأريكه ووضع قدمه فوق الأخره وقال بجدية وهو يضع السجار عبر شفتيه
بجولك ايه يامرات أبوي ادخلي جوة حضرلنا لجمه نغير بيها ريجنا وبلاش كلام ملوش عازه
تنهدت عديلة وجلست بالمقعد المجاور له وهي تراه يخرج انفاسه المشتعله بلهيب الدخان كانت تشعر بالأسف حياله فمن الواضح انه مر بماضئ مألم جعلة قاسې القلب وحاد الطباع وباحت عديلة بما داخلها بلكنه هادئة تشبه عيناها الناعسه
لساتك ياوالدي معلج حالك بالماضي اللي بدال حالك وخلاك راچل متعرافش الرحمة والا المحبه جسه جلبك علي أجرب الناس ليككل ده بسبب البت اللي لفت عجلك وفي الأخر هملتك يوم فرحكم ومن يوميها وأنت هملت بلدك وچبتنا أنا وخيتك وياك أهنه في مكان محدش يئعرفك فيه عشان تستخبه من عيون أهل البلدبس لاع يا والدي هروبك من أهناك مكنش الحل واصل كان لازمن تجعد في دارك ومتهملوش مهما حوصل
نفخ هواء السېجار بقسۏة في الهواء ونهض بوجه عابس فحديثها ذكره بما حاول دائما نسيانه مما جعله يرمقها بعين شارده وليكنه تحذيريه
لأخر مره هجول هالك يامرات أبوي مش عايز أسمعك بتتحدتي عن الموضوع ده واصل وبدل مانتي شاغله مخك بيا روحي وخلي بالك من بتك المچنونة وهمليني في حالي
احتلت الغصه صميم قلبها الذي المها حينما ذكرها بأبنتها ورد تلك الفتاة الشابه التي تعاني مرض الصرع منذ الصغروقالت
حرام عليك اكده يا ذيدان بجي بتجول علي خيتك مچنونة علي اكده الناس عندهم حج لما بيعيبوا عليها اذا كان أنت ياخيها بتجول عليها أكده
تنهد بملل وحرك رأسه بالامبالاه فلم يكن يهتم بشأنها بتاتا مما جعله يلقي عليها عبارته البارده
جولتلك ألف مره أن ورد مش أختي ورد تبجي بنت ابوي منك انما أمي الله يرحمها مخلافتش غيري عشان اكده أنا ماليش أخوات وكفياكي بجي محڼ حريم أنا خلاص طهجت من العيشه المره دأي
كلماته القاسيه كانت تذيد الم قلبها فدائما ماتتلقي منه الكراهية التي زرعتها والدته داخل قلبه منذ الصغر مما جعله كاره لها ولأختهكانت عديلة تراه بعين الام الخائفه علي صغيرها مما جعلها تخفي حزنها وتقول بصوت حنون دافئ
لي أكده بس يا والدي لي مش جادر تشوف حبي ليك دأنت والدي اللي مخلافتهوش لي الحجد مالي جلبك من نئحيتي لي مش جادر تصفالي أنا وخيتك ورد
أجابها بزمجرة
بجولك ايه يامرات ابوي شغل الحريم الماسخ داه مبيدخلش عجلي بشلن عشان اكده باطلي حديت ملوش عازه وادخلي حضريلي حاچه أوفطر بيها ياله ورايا معاد مهم
تنهدت عديله بعبس
معاد مهم والا معاد تفرز فيه البضاعة الچديده اللي جالك عليها الزفت وهدان الله يجطعه
لم يروق له حديثها مما دفعه للأقتراب منها
قائلا بتزمت
جولتلك بدل المره ميه متتصنتيش عليا أنا ورچلتي يا عديلة ملكيش صالح باللي بسويه خليكي في حالك وحال بتك ومتحشريش منخيرك في حاچه تخصني بعد أكده
تلك المره لم يروق لعديله كلماته مما جعلها تتجاهل أوامره وتحدثت بصوت بارز الحده
لاء مش هكتم حسي بعد اكده الحد ماټي ياذيدان هتفضل تحوم حولين بنات الناس وتنهش عرضهم الحد مېتي هتفضل سايج العوچ وبتعشمهم بالچواز وبعد مابتأخد منهم اللي عايزه ترميهم وتجولهم سكتكم خضره كفياك اكده يا والدي كفياك حرام وعصيان لرابنا سيب البنيه الچديده في حالها باعد عن الداكتواره اللي جالك عليها وهدان ديه مش زي باجي البنات الغلابه لاع ديه متعالمه وغير أكده ضيفة رضوان بيه يعني اكيد تجرابله
أبتسم من جديد بمراوغه وهي يصر علي مايخطط
له داخل عقله السام وباح بصوت بارد
ومن ماټي وذيدان بيعمل حساب أو خاطر لحد أنا ماليش كبير يامرات أبوي وأنتي خبراني زين لما بحط حاچة في عجلي مبسكتش غير وأنا طاليها والداكتوارة اللي بتتحدتي عنها دلوجتي أنا لسه معينتهاش بس ملحوجة كلها كام ساعة وأطب عليها في بيت رضوان واشوفها اذا كانت تستاهل تبجي من ضمن الحريم اللي ډخله عجلي وعچبوني والا بضاعه ساكه ملهاش جيمه وخسارة فيها ناظرتي ليهاأجولك حاچة عشان نخلص من الحديت الماسخ
ده أنا مش عايز أكل وهسبلك البيت تبرطعي فيه أنتي وبتك الكام ساعه دول الحد لما أعاين بضاعة الداكتواره ورچعلكم
رمقها بكراهية وغادر المكان تارك عديله تجلس وهي تشعر بالحزن علي حاله المعډوموهي تراه ذاهب للقاء حياة ليتأكد من صدق حديث وهدان
كانت الثالثة منتصف اليوم داخل مكتب الجد رضوان الذي يجلس علي مقعده ويترأس طاولة مكتبه وحوله بالحجرة يجلسو أبنائه وأيضا أحفاده وزوجات أبنائه وعلي أريكة خشبية صغيرة كانت تجلس الحجة وصيفة وبجوارها حياة
كان الصمت يعم أركان الحجرة المليئه بتلك العيون التي تزوغ بين تعابير وجوههم المنتظرة معرفة أساس هذا التجمع الذي لم يحدث منذ سنواتوظلا الوضع كما هو حتي تنهد الجد بعزم بعدما قرر أن يبوح بما يحوي داخله
كلكم مستغربين وبتسأله نفسكم أنا ليه مجمعكم
كلكم كده.. بس أنا مش هطول عليكم أنا جمعتكم النهاردة عشان أنهي أي شك أو خلاف ممكن يحصل بنكم ياولاد رضوان في الأيام الجايه
قوص عواد حاجبيه بغرابه قائلا
خير يابا في إيه قلقتني
تنهد الجد من جديد محاولا التريث وهو يرا عيونهم الحاقدة
تذداد قسۏة بعدما سمعت أذانهم مانعته منذ قليل والذي كان مجرد مقدمة لما هو قادم
بصوا ياولاد أنا مجمعكم كلكم عشان كل واحد يعرف نصيبه فين وليه ايه وخد ايه.. وكزه معا كلمة خد ايه عشان أنتم خدتوا كتير.. أول حاجة هقولها تخص نجاة طبعا ديه بنتي والشرع بيقول أن البنت ليها اقل من التلت لأن ربنا قال الذكر له حق الأنثتينيعني باختصار شديد نجاة ليها ربع ميراثيبس عايز أفكرك يا نجاة أنك خدتي ورثك مني من عشر سنين لما ارضك أتحرقت وقتها جاتيلي وطلبتي ورثك وأنا لسه علي وش الدنيا بس أنا مامنعتش وأديتك نصيبك بما يردي اللهبس عشان أعرفك أني بحبك وأنك غاليه عندي كتبتلك البيت اللي عايشه فيه أنتي وعثمان أبن عمك باأسمك وكلها يوم ويبقي العقد في بيتك
تشحمت عيناها بالسواد الكاحل الذي برزا بؤبؤ عيناها المتجحظة بذهوللم تكن تستطيع التصديق أنها طول تلك المدة كانت تحلم بالثراب داخلها كانت تتغلغل نيران متدفقه بلهيب العصيان علي هذا الحديث الكارها له مما جعلها تفزع من مجلسها مثل العاصفه متحدثة پشراسه غير أبياه أنها تقف أمام أبيها
يعني ايه عايز تفهمني أن ثروتك اللي من عشر سنين زي ثروتك دلوقتي يابا حرام عليك بقي ده شرع ربنا
تصارعت الډماء الساخنه إلي عقله الذي لم يتوقع هذه الثورة من أبنته الوحيدةشعرا بغصه التحمت بصميم قلبه معلنه عن أستيائه الذي ظهرا علي تجاعيد وجهه الحاده أثناء ضربه الأرض بعصاه
وهو يصيح عليها
حرمت عليكي عيشتك أخص عليكي
وعلي تربيتي فيكيبقي أنا هغش في حق ربنا صحيح هستنا ايه من بنت عاصيه زيكقعدي مكانك وحسك عينك تقومي من مكانك غير لما أخلص كلامي
رغم ڠضبها الجامح الذي كانت تشعر بهي داخلها لكنها قررت الجلوس بوجه متعصب لكي تسمع مايخص الباقيناما الجد فحاول الهدؤ من جديد ونظرا إلي فارس الذي يجلس بجوار حسان وقصده بتلك العبارات
وأنت يا فارس أبوك الله يرحمه قبل مايسافر السعوديةكأن المسئول
متابعة القراءة