عصيان الوراثة بقلم لادو غنيم

موقع أيام نيوز

نروح دوختني معاك كل شوية أوصلك اكني السواق بتاعك
كانت عين حسان مثبته علي وجهها كانت تشبة الطيف بالنسبة له فكم تغيرت وهزل وجهها وشحبت ملامحهاكم الألم الذي شعرا بهي داخل قلبه جعلة يدرك أنه لم ينساها بعد وأن مشاعره ذادت أكثر مما سبقلكنه تذكر أخر لقاء بينهما مما جعله يتنهد ببعض الحدةويتجه اليهم وجلس بالمقعد الخلفي من السيارةالتي بدأ مازن بقيادتها.. ظلت ليلي صامته بقلب يعتصر شوقا وحزنا وهي تتذكر كلماته القاسېة عليهاوماذاد الأمر سوا حديثة حينما قرر التحدث اليها الأن بجدية 
أخبارك إيه ياليليياترة متجوزتيش ليه مش
عدتك خلصت
بلعت قسوته داخلها واجابته بصوت هادئ 
عدتي خلصت امبارحأكيد يعني مش هتجوز
تاني يوم 
أبتسم بعبس وهو يظن أنها كانت تكذب عليه في المشفي مما جعله يردف بجدية 
صح ازي يعني تتجوزي تاني يومطب ياترة العريس هيدفع فيكي مهر كام يعني لو هيدفع مبلغ قليل أنا عندي واحد صحبي بيدور علي عروسه وممكن يدفع فيكي مبلغ أعلي
شق قلبها مجددا بقسوتة التي چرحة انوثتها وكرامتهاشعرت بالدموع تغزو عيناها بقوةلكنها أخفتها وتنهدت بصوت مكتوم ثم قالت ببعض الجدية 
لاء متشلش هميزيدان هيدفع فيا مبلغ محترم ماهو أنا مش رخيصة اوي كدة زي مانت شايفني
حرك رأسه مكمل قسوته عليها 
صح أنتي مش رخيصة أوي كدةبس برده أنا في الخدمة يوم ماتلقي زيدان زهق وسابك قوليلي وأنا هشوفلك عريس تالت يدفع مبلغ محترم وكمان ياستي هوصي أنه يحافظ عليكي لأحسن الحاجة الرخيصة بتبقي محتاجة عناية عشان تعيش مدة أطول معا صاحبها
أرتجف جسدها پألم لم تشعر بهي من قبل مما جعلها تحاول التماسك بقول 
مازن وقف العربية
نظرا لها مازن برفق 
ليه بس ده كلها خمس دقايق ونبقي وصلنا 
تنهدت بعمق جريح 
من فضلك وقف ..
أوقف السيارة اما هي فستدارت بوجهها ناظرة لحسان بوجه مبتسم بحزن ودموع ټنزف فوق وجنتيها تبوح بصوت مهزوز يفصح عن روحها التي تندبح داخلها 
لو أنت مفكر ان لما الأيام هتعدي وتعرف الحقيقة أني هنسا وأسامحك تبقي بتحلم أنا عمري ماهنسا الكسرة اللي أنا فيها دلوقتي بسببك عمري ماهنسا!!.. مهما الأيام مرت وعدت كسرتلك ليا دلوقتي دبحة معاها أخر حاجة ليك جواياوعايزاك تعرف حاجة أخيرة لو العريس صحبك عايزني قوله عليا بس عرفه أن العروسة من غير قلب لأن قلبها ماټ وادفن واللي بېموت عمره مابيصحي مهما حصل بس خليك فاكر حاجة واحدة هياجي يوم وهكسرك فيه قدام الكل وحياة حبي ليكي لهخليك تحس باضعاف كسرتي وقتها بس ممكن ليلي اللي كنت تعرفها تسامحك.
باحت بما داخلها من قهرا وعذاب واستدارت بعدما أخذت ذلك العهد علي حالها.. وفتحت الباب وغادرت السيارة وذهبت الي منزلها عازمه أن تصبح صالبه وترد للجميع مافعلوه معهااما مازن فنظرا لحسان بعتاب 
ايه اللي قولته ده حرام عليك ليه تجرحها وتهنها كدةأنت مهما كدبت وداريت أنا أكتر واحد هيفضل عارف أنك مش بس بتحب ليلي لاء أنت بتدمنها وعمرك ماهتقدر تنساها وتعيش من غيرها
رغم حزنه عليها الا انه ظلا ثابت الهيئه وقال 
بس الأدمان بيتعالج يا مازن وأنا هتعالج منها
أبتسم الأخر بعبس 
مش كل المخډرات بتقدر تتعالج منها مخدر العشق مبيتعالجش غير بخروج
الروح من الجسم ياحسان
واجهه بالحقيقة التي المت قلبه أكثر وهو مصرا علي أكمل عينده علي تلك القلوب الجريحة..
وعادت ليلي الي البيت وأستقبلت خبر زفافها بصمت دون الرد وصعدت الي حجرتها تجهز روحهاا لتكون أشد قسۏة من الجميع اما حسان فصعد الي حجرته بعد عودته من الخارج وجلس علي المقعد يضع يديه فوق وجهه وهو يشعر بروحه تتمزق من أهانته لها فلم تغيب هيئتها الباكية من مخيلته.. اما صفوان فكان ممد في حجرته فوق فراشة وامام عينا الهاتف ينظر الي صورة حياة يطالعه بشوق فاق كيانه
كل فرد في تلك العائلة كان غارق بمشاكلة ومعانتهفوارء كل باب الكثير من الأسرار والألأم
ومر الليل بتلك القلوب الجريحه وباليوم التاليفي الصباح الباكر نهض صفوان وذهب للمرحاض وأغتسل وتوضاء ثم خرج وادي الصلاة فريضة الله علينا. وبعد الأنتهاء من الصلاة والدعاء الذي أستحوذت عليه حياة فكان دعائة أكثره لهاثم نهض صفوان وأرتدي قميص أسود وكالعادة طوي الأكمام وأدخل الأطراف داخل بنطاله القماش الأسود وارتدي حذاء بني ورتب شعره وهيئته الوسيمهثم أخذ مفتاح سيارتة والڤيزا وأغراضة الخاصةودلف للأسفل وركب سيارتة وذهب الي القاهرةوبعد مرور بعض الساعات وقت صلاة يوم الجمعة وصلا صفوان الي منطقة المعادي حيث شقة حسن خال حياة.. ودلف من السيارة وصعدا الدرج فالشقة كانت في أول طابقثم وقف أمام الشقة وأخذ نفسا عميقا أخرجه في الهواء وعزم أمره ودق جرس الشقةوبعد دقيقة تقريبافتحت البابوهو يسمع صوتها الذي اشتاقة أذنيه له 
تاني ياخالو نسيت المفتاح أنا بعد ك.
حياة اهدي أنا مقولتش كدة. أنا عارف أنك موجوعه وقلبك محروق بس ممكن تهدي
وتخلينا نتكلم
أرتجف جسدها وهي تبوح بما يحملة قلبها من الم ممزق لبياض عيناها الذي التهب بشدة من بكائها 
أمي ماټت من غير ماشوفها محدش حاسس بالۏجع اللي جوايا أنا مكنش نفسي في حاجة غير أني أترمي في حضنها وقولها اني جنبها وانها وحشاني يوم ماطلبت منك تاخدني ليها كنت حسه أنها بتنادي عليا كنت حسة بصوتها بيتردد في ودنيكأن روحها عايزه تودعنيبس كانت النتيجة ايه عندك وتنشيف دماغك وملاحقتك ليا خلتني مقدرتش أروح والا أشوفها. حتي ملحقتش أشوفها وهي بتتغسلشوفتها وهي جوة التابوت ياصفوان .. قلبي أتحرق الف مره في الحظة دية روحي أنطفت أنا كنت عايشه بيها هي كانت عيني اللي بشوف منها الدنيا كانت سندي وقت ضعفي كانت أبويا وقت عجزي كانت أمي وقت كسرتي كانت صحبتي وقت الفضفضهكانت اخويا وقت مالناس بتقسي عليا أنا مش بس خسړت أمي لاء أنا بمۏتها خسړت أمي وأبويا وأخويا وصحبتي وسندي وعكازي في الدنيا.. أنا طول عمري يتيمة وأتحرمت من حاجات كتير بس أيديها وطبطبتها وحنيتها عليا كانت بتخفف عني اوجعاعي.. أنا مش بس زعلانه منك أنا زعلانه من نفسي الف مره لاني مقدرتش اخد لها حقها من الشيطانه نادية خروج نادية من بيت رضوان مستحيل يطفي ڼار أمي لأن الشيطانه لسه عايشه وبتتمتع بالدنيا ومتحسبتش علي عمايلهاأنا وعدت أمي من مدة أني أجيب لها حقهابس النتيجة كانت ايه مقدرتش أرجع حقها واڼتقام من نادية وأمي ماټت وهي مظلومة وأنا واقفه عاجزة مش قادره أعمل حاجةروحي كل ثانية بتتحرق بڼار مۏتها وڼار ظلمها وتعبها.. أنا مقهورة محدش قادر يحس بيا والا يفهم اللي جواياأنا حسة اني طفلة تايها في الشوارع بدور علي أمها وسندها اللي ضاعت منها ومش هتقدر تلقيها ولا تبقي في حضنها تاني
أستقبل عصيان صوتها المدبوح پقهر قلبهابرفق شعرا بحزنها والمها كان يراها ټنهار امام عيناه الدامعه بحزنه عليها ومد يده 
سبني مش عايزه شفقه من حد أنا مش يتيمة سامعني مش يتيمة أمي لسه روحها حوليا وشايفني بحس بيها وهي بتبطب عليا.. أأنا مش مسكينة مش عايزة شفقه من حد سبني سبوني بقي في حالي أنا تعبت والله العظيم تعبت روحي بتتحرق حرام عليكم بقي حرام عليكم
أنزلقت دمعتاه هاربه من عيناه الباكية بحزنه الشديد علي من ترهق قلبه بكسرتهاوشدد من احتضانه لها غير ابه بتملصهااما هي فهمدت حركت يديها وشعرت باعصاب قدميها ترتخيلم تستطيع تمالك وجدنهاواڼهارت بجسدها تبكي وهي تسترخي الي الأرض وهي بين يده فلم يريد فلاته بتاتا بل ارخي قدامه معها وجلسا بهي أرضا يضمها بين ذراعية دون النطق بأي كلمة يحاول فقط تهدئتها فهي لاتحتاج في تلك الحظة للعتاب والا للنقاش كان يفهم أنها تحتاج فقط لجسد يضمها بحنان ويد ترتب عليها برفق وأذن تستمع لصريخها وحديثها لتفرغ مابداخلها من ألمظلا جالس بهي يرتب عليها وهي تبكي پقهر وتخبئ ويدها مشبثه بلياقة قميصه مثل الطفلة الصغيرة التي تبحث من ملجئ يأويها..
ظلا الحاول كما هو لبضع دقائقحتي هدئة حياة قليلا وأستوعبت أنها تمكث مما جعلا تتنحي عنه قليلا ونهضت تجفف دموعها ملامح خجوله مرهق بالألم .. اما صفوان فنهض يهندم من ملابسه ويبلع لعابة ببعض الأحراج بسبب نظراتها الخجولة.. ثم تنهد وحاول التحدث بجدية 
ممكن كوباية قهوة والا مفيش بن..
تنهدت بعمق محاولة التعامل بذوق قليلا 
فيه طبعا.. شوية وتبقي القهوة عندك.
ذهبت من أمامه الي المطبخ تاركة أياه يجلس علي المقعد بالصالون وبعد خمس دقائق عادت وهي تحمل صينية
أبتسمت بحزن وعين تبللت بالمياة 
قهوة عادية بس محطوط عليها تحوجية ماما الله يرحمها كانت مخترعها عشان كدة طعمها ممتاز.
تحمحم بندم علي سؤاله وترحم عليها ثم وضع الفنجال علي الطاولةونظرا لها ببعض الرسمية 
أنا جايلك عشان ابلغك أن جدك طالب يشوفك ومصمم أني مرجعش من غيرك
رفعت عيناه له ترمقه بعتاب 
جاي عشان جدي.. يعني مش جاي من نفسك عشان تشوفني وتطمن علياطبعا كان لزم أفهم كدة!.
وقع في لغم سؤالها الذي جعله يتحمحم ببعض الثبات مخفي شوق عيناه اليها ذلك الشوق

الذي أرهق لأيام.. لكنه قال عكس مايشعر بهيقائلا 
احم.. أنا أكيد كنت عايز اطمن عليكي.. بس أكتر شخص اشتقلك هو جدك عشان كده بعتني عشان أخدك لية..
مررت لسانها فوق شفاها السفلية تتنهد برفق وهي تغمض عيناها الدامعهوقالت 
مش هرجع الفيوم تاني
ضيق عيناه بغرابة 
يعني ايه مش هترجعيها تاني.
فتحت جفونها بعزم 
في نفس التوقيت داخل منزل رضوان كانت تتحدث وصيفة معا حسان في المندره
قائلة 
اديني بسالك تاني موافق أننا نروح ونخطبلك
ورد أخت زيدان. والا أنت حاطط عينك علي
واحدة تانية.
تنهد بجدية 
خامس مره تساليني نفس السؤال أيوة أنا عايز أتجوز ورد اخت زيدان فين المشكلة.
ضيقة عيناها بغرابة 
نهض حسان بجدية 
هنروح نتقدملها النهارده ونخلي الفرح وكتب الكتاب الأسبوع الجاي
رمقته الجدة بغرابة 
يوة ولزمتها ايه الصربعه دية يابني ماتسيب
الأمور تاخد وقتهامالك مستعجل كده ليه اكنك بتهرب من حاجة 
أخذ نفسا للداخل مغمض العينان يتذكر ليلي وزفافها كان يحاول بكل الترك عدم التفكير بها لذلك كان يود الزواج سريعا لينشغل بفتاة غيرها ثم فتح جفونه وقال 
عشان أنا..
في تلك الحظة دلفت نجاة ونظرت لهم بإبتسامة قائلة 
عشان عين عمته بيحب ليلي بنتي..

الجزء الثانيالثالثة
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 
رواية عصيان الورثة
عشق الأحفاد
الكاتبة لادو غنيم 

أغمض عيناه بحنق حينما سمعها تهتف بكنية من عزم علي نسيانها بينما نجاة فتقدمت ووقفت أمامه قائلة بصوت بارد 
ماتتكلم قول لجدتك أنك عايز تتجوز عشان تهرب من حبك لبنتي ياناصح والله
تم نسخ الرابط