عصيان الوراثة بقلم لادو غنيم

موقع أيام نيوز

كل السنين ديه وبكل هدؤ اخيرا أعترفته اني بنتكم يااااهالظلم وحش أوي والأمل اوحش ومؤالم أكتر.. عارفين أنا ساعات كتير بتمني أني مبقاش منكم والا اكون بنت أبنكم لاني اللي أتحكالي عنكم خلاني أشوف ظلمكم وجحدان قلوبكم من قبل ماشوفكم.. ولما شوفتكم وعشت بنكم تهت ومبقتش فاهمة مين الطيب من الخبيث من الصافي من الئيم مين اللي بيحب ومين بيكره مين الذاهد ومين بيطمع. عائلة العزيزي عمري ماشوفت زيها والا زي ناسها أبدأ يارتني مكنتش منكم
أستقامت بعد أفرغت ما بداخلها من قهرا وظلم اما وصيفة فصارت ووقفت امامها تشعر بالحزن عليها قائلة بعين باكية 
ليكي حق تكرهينا وتكرهي حتي ذكر اسمنا قدامك.. بس احنا كنا معمين مكناش كشفنين الناس اللي حولينا كانت كل حاجة حولينا بتقول أنك مش مننا عشان كده مكنش قدامنا كلام نقوله غير اللي قولناصدقيني يابنتي لو كنا نعرف إنك بنت ابننا ومن صلبنا عمرنا مكنا فردنا فيكي ابدا 
تنهدت ببسمة عابسه بقول 
ياااهللدرجادي كنتوا هتبقوا حنينينماشي بس ايه اللي غيركم فجأة كدةليه صدقته إني بنت أبنكم من غير ماقولكم علي هويتي والا حتي اديكم دليل واحد يأكد أني منكم
زاغت عين الجدة إلي رضوان الذي تنهد باستسلام وقرر أخراج بعض الأسرار قائلا بصوت مرهق بلوم 
أبوكي هو اللي قالنا انك بنته ياحياة.
مرت قشعريره برأسها جعلتها تشعر أن خصلات شعرها قد أستقامت ونظرت للجدة بعين تسأل بلهفه دون صوت محاولة معرفة الحقيقة الذي بدأ الجد بقولها 
أيوه سالم هو اللي بلغنا بكدة قبل مايموت بساعة يوم ماعمل الحاډثة ورحنا كلنا علي المستشفى كانت حالته مش أحسن حاجة بس كان عايش وطلب أننا ندخله وصمم علي كدة. وفعلا دخلت أنا ووصيفة عندة
فلاش باك
دلفت وصيفة ورضوان إلي حجرة ابنهم المړيض بالمشفي وفور دخولهم وجدوه نائما وقدمه مکسورة وايضا ساقهوكان يوجد بعض الخدوش بوجههوكسر بضلعه الايمنوأختناق بالتنفسمما جعلا الطبيب يعلق له الأكسجينالأهم انهم عندما تقدمه ووقفه امامه وازال كمامة الأكسجين من فوق فمهوحاول الحديث قائلا بصوت بالكاد مسموع من شدة المه 
بنتي يابي امانه في
رقبتكلزم تلقيها
قوص الاب حاجبها بذهوال قائلا 
بنتك .!!. بنتك مين أنت بتخطرف ياسالم
حاول مقاومة الألم والتحدث 
لاء يابي مش بخرفحياة بنت سعاد تبقي بنتي. البت اللي جاتلكم بيها معا سعاد تبقي فعلا بنتي ومن دمي وصلبيصدقني يابي أنا مش بخرف.
جففت وصيفة دموعها وهي تحاول أستيعاب مايقولقائلة بغرابة 
مين اللي قالك اتاكدت أزي أنها بنتك .. أنت ناسي يابني أنك مش بتخلف ياحبيبي
حرك رأسه بحزن فوق وسادته وعيناه تفرز قطرات الوم بروح تتمزق من الفراق 
بخلف ياميابنك بيخلف.. حياة تبقي من صلبي قالت هالي مسعدة زمان ويارتني كنت صدقتها كنت غبي واتخدعت بكدبها تاني وقدرت تلجمنيبس من شهر القدر خلاني أدور وراها وعرفت لعبتها وأتأكدت أن حياة تبقي بنتي.. بس ياخسارة يوم ماعرفت مكانها عملت الحاډثة دية ورجولي أتكسرت كأن ربنا بيعاقبني وبيقولي بعد ماأتاكدت أنها بنتك مش هخليك توصلهازي ماحرمت حياة من نسبها وحقها ربنا حرمني من شوفتهاحياة كبرت وبقت دكتورة جراحة سعاد ربت بنتنا وكبرتها وخلتها زينة البنات كلهم بقت الدكتورة حياة سالم رضوان العزيزيياخسارة مقدرتش أقوم بواجبي نحيتهاكأن الزمن بيعاقبني علي حاجة كانت غصبن عني.. بنتي مخدتش مني غير لون عنيا بس أكيد خدت من سعاد الصبر والطيبة والجدعنهبنتي لزم ترجع
لبيت أبوها مهما كأن التمن ..
علم رضوان أن هناك سر بهذا الأمر مما جعله يميل بجزعة العلوي إلي سالم قائلا بعين متجحظة بشراراة الڠضب بصوت هادئ كسكون الليل 
مين السبب في حړقة قلبك ديه يابني.. قولي مين اللي توهك ووهمك وحرمك من بنتك وعيشك طول عمرك محرم من كلمة أب مين اللي عيشك مكسور النفس قولي هو مين وأنا هندمة علي الحظة اللي شافك فيها
نظرا سالم إلي أبيه بعين دامعه بالظلم وفتح فمه ليبوح بأسم الجاني لكنهم وجدو باب الحجرة يفتح ودخلا الطبيب الذي فور أن رئهم تقدم بلهفه ووضع كمامة التنفس علي فم سالم قائلا بصرامة 
بقي ده تصرف ياحج رضوان مخليانه شايل جهاز الأكسجين هو أنتو مش عرفين أنه دلوقتي عنده مشكلة في التنفس وكان ممكن يتخنق وېموت لو الجهاز فضل متشال عنه بالطريقة دية.
خبطة وصيفة علي صدرها بيدها بفزع قائلة 
والله محد قالي والا كنا نعرف
الطبيب بجدية 
طب اديكم عرفته ممكن بقي تتفضلة تروحه وبلاش الازدحام اللي قدام الباب ده. ياجماعة سالم بخير وباذن الله بمجرد ماحالته ماتتحسن هيقدر يرجع معاكم البيت فاملوش لزمة الهيصة والناس اللي برة دية كلهامش عشان المستشفى بس لاء ده عشان نفسية وراحة المړيض 
تنهد رضوان برسمية 
ماشي يادكتور ماشي.
فلاش
عاد الجد من ذكرياته وتلونة عيناه بالدموع قائلا 
وخرجنا ومشينا كلنا وتاني يوم الصبح صحينا علي صوت التلفون ولما ردينا بلغونا أن سالم ماټ..
سماعها لأعتراف والدها بحضانتها جعلا قلبها يلين قليلا لكنه علمت أنهم لايعرفون سبب عدم عودته للبحث عنهم بعدما علم الحقيقة من مسعدةأدركت أن هناك حلقة مازالت مفقوده في قصتهاثم صنطت لوصيفة التي اكملت بحزن 
الخبر نزل علينا زي العمل المؤاذي مكناش مصدقين أن أبننا ماټ لأن الدكتور كان مبشرنا أنه كويس وهيخرج اول مايتحسن حكاية المۏت صدمتنا بس هنرجع ونقول الأعمار بيدي الله. المهم بعد ماخلصنا الډفن وعدا الاربعين علي مۏته مكناش نسينا وصية أبوكي في اننا نلقيكي ونجيبك لييتكوفعلا أمر جدك رأفت المحامي أنه يدور عليكيوقبل وصولك للبلد بساعات أتصل رأفت وبلغنا أنه عرف طريقك وبعت لجدك عنوانك بس قبل ماجدك مايتحرك لقناكي قدامنا وبتعترفي بحقيقتك اللي قولتيها ورجعتي غيرتهاوقتها فهمت أنك خاېفه من حد خاېفة من أذية حد خصوصا لما قولتي أن ليلة ما امك مشيت من عندنا في حد زركم وأنك مش ناسية زيارة وهترديهايوميها عرفت أنك خاېفة تقولي حقيقتك عشان محدش يأذيكي
قوص الجد حاجبيه بصلابه بوجة منعقد بدموع القهر قائلا 
قوليلي هو مينأنا متاكد أن اللي جالكم هو نفس الشخص اللي توه سالم وعمي عنية عن الحقيقة
قوليلي يبقي مين خليني أطف ڼاري اللي مولعة في قلبي يابنت سالم
فرغت أنفاسها في الهواء مخرجه معها زبزبات اللين فلم تكن تود أن تشعر بالعطف وتسامحهم بتلك السرعة ونهضت قائلة بثبات 
اللي حصل هيفضل معايا واللي عمل كدة أنا اللي هاخد طاري منههاخظ طار حطة للسکينة علي رقبتي وأنا يدوبك بنت سنتينهاخد طار خوف أمي اللي فردت في شرفها ونسبها عشان بس تحميني من تهديه لقتليهاخد طار حرماني من عائلتي اللي عايشني طول عمري مطروده منهاوغلاوة أمي لهدفعه تمن عمايلة غالي أويوزي ماأمي قالت هالكم زمان بنتي هترجع وهتاخد حقها وحقي من كل ظالم ومؤاذيأنا عن نفسي رجعت نسبي وخدت ورثي وجه الدور أن أرجع حق امي وشرفهاوأرجع حق الطفلة اللي مازالت عايشة جواية پخوف وهي حسة بالسکينة مازالت علي رقبتها.
دلفت إلي الخارج تاركهما يشعرا يتغلغل بين ضلوع قلبهمبعدما سمعا نبذه عما حدث معهاعلم أن الأمر كان شاق وأن هناك شخص غامض قاسې القلب هو من تسبب بكل هذا الفراق

وبعد ساعة تقريبا كان قد عاد صفوان من العمل ووجدا حياة تجلس علي الاريكة داخل حجرة الأستراحة الخاصه بهيوتمسك في يدها الخاص الذي نسيا ان يأخدة عندما غادر. وعندما رئيها دالف إليها وأخذ المسډس من يدها وجلس امامها بالمقعد المجاور ووضعا السلاح
بجانبه قائلا بحزم 
مش للعبأفردي كان متعمر وساعتك مسكتية تجربيه مش بعيد كانت خرجة منه طلقة موتتك
تنهدت ببسمة قهر قائلا بعين مغمضه للنصف 
وفيها ايه علي الأقل كنتوا هترتاحوا مني.. ومكنش هيبقي في مشاكل في
حياتكم
فرغ انفاسة الساخنه برفق في الخلا قائلة بعين
نزوغ عنها 
وأنتي مين قالك انك لما ټموتي دية هتريحنا. بلاش تعيشي نفسك في وهم محدش فينا بيكرهك احنا بس مستغربين كل اللي حصل 
تنهدت بحزن قائلة 
عارف ياصفوان أنا محتاجة ايه دلوقتي بجد
ضيق عيناه بنظرة العطف الممزوجة بثبات رجوليتة وشخصيتة الرزينه 
محتاجة ايهقوليلي وأنا هجبلك اللي عايزاه لو ديه حاجة هتريحك يابنت عمي.
أنزلقت دمعتاها من عيناها التي احمرتا في ثوانيوهي تشعر بالوحدة وبقلب يؤالمها من كثرة الأحزان 
محتاجة حضڼ!!
محتاجة حد يأخدني في حضنة ويرعاني محتاجة حد يطبطب عليا ويقولي متخفيش أنا جنبك محتاجة حد يقوينيياترة هتقدر تجبلي الحاجة دية هتقدر تشتريلي الحضن والأمانلاء الفلوس عمرها ماشترت الحضن ياصفوان 
كبست رأسها علي حافة الاريكة تبقي بجسد يرتجف من شدة الحزن كانت تشعر بأنها غريبة ووحيدة رغم كل شئاما صفوان فشعر بقبضة حديديه تقبض قلبه لتولمةشعرا بالحزن حيالها شعرا برجفتها وخۏفها ووحدتهاروئيته لها بتلك الحالة كانت تعيق تفكير عقلة الذي لم يساعدة في شئاما القلب فلم يستطيع تركها بتلك الحالةمما دفع صفوان للنهوض والجلوس

تخرج حزنها برفقتهتاركه يده تداعب شعرها ويده الأخر ترتب فوق ظهرهاوهو مغمض العينان قائلا بلكنة هادئة 
متخفيش أنا موجود جنبكوهفضل سندك يمكن في الأول مكنتش حابب وجودك وسطينا بس دلوقتي مش عايز غير أنك تبقي معانا لأني متعودتش أن واحدة من بنات عمي تبقي بعيدة ووحيدة وأنا موجود كل اللي جاي هيبقي أحسن الغيمة هتعدي وهيطلع نهار حياة جديدة ياحياة
كلماته كانت كالمسكن لبعض چراحهااما هو. ظلا يحتضنها ويرتب فوق ظهرها برفق وهي دافنه وجهها فوق قلبه تبكي بحزن. ظلا علي هذا الحال حتي شعرت بالهدوء وادركت أنها داخل حضنهمما جعلها تبتعد عنه برفق وهي تجفف دموعها قائلة بلكنه خجولة 
شكرا ياصفوان أنا بس كنت عايزة أطلب منك طلب تاني لو يعني معندكش مانع
هندم ملابسه التي تبعثرت قليلا بسبب ضمته لها وقال برسمية 
قولي ياحياة
حدثته بعين دامعه من جديد 
كنت عايزاك تاخدني القاهرة عشان ازور أمي في المستشفى أنا مش عارفه أنا ليه بطلب منك الطلب ده بس حسه أني مش هقدر أأمن غيرك
علي مكانها
راقله ثقتها بهي الذي قرر عدم كسرها مهما حدث ونهض قائلا بجدية مقرر أستغلال الفرصة 
معنديش مشكلة بس ليا شرط واحد أعرف أن كنتي متجوزة حسان بجد والا لاء
نهضت ضامه ذراعيها امام صدرها بغرابة 
ممكن افهم ايه سبب تصميمك علي الموضوع ده.. هيفرق معاك ايه أن كنا متجوزين والا لاء
نظرا لها بعين لامعه ببريق خافة قائلا بحزم 
هتفرق كتير عندي!. خليكي صريحة معايا وقوليلي متجوزين والا لاء
أغمضت عيناها تاخذ قرارها ثم هتفت بجدية وهي تفتح جفونها 
مش متجوزين خلاص ارتاحت كدة 
عقد ذراعية أمام عضلات جزعة العلوي مقوص حاجبية بسؤلا أخر 
لسه شويةليه قولتيلي أنا علي المشوار دهليه مخدتيش حسان
تم نسخ الرابط