عصيان الوراثة بقلم لادو غنيم
المحتويات
للتفكير وصعدا الي حجرة نومة
وباليوم التالي
في تمام الساعة العاشرة صباحا داخل المطبخ كانت تقف حياة وليلي معا نجية والحجة وصفية التي أتت منذ السابعة برفقة احفادها وأبنها عواد بأمر من الجدكانت وصيفة تعلم حياة كيف تعجن الفطير كانت الجدة تجلس فوق المقعد وامامها طاولة علية طبق بلاستيك داخله عجين تضغط عليها الجدة بقبضتها بقوة قائلة
الحد لما العجيبنة تلم ويبقي فيها عرق مطاط وقتها العجين يبقي جاهز عشان يرتح وبعديها بنقطعه ونبدء نفرده عشان نعمله طبقات ونسيبه يرتاح شوية وبعدين نحطه ونفرد علي صنيه وندخله الفرن
تنهدت حياة ببسمة
يااه ده الموضوع طويل أوي أنا بقول اخليني في الدكتوراه أحسن
صباح الخير خير متجمعين كلكم في المطبخ كده لية في عزومه النهاردة والا ايه
اجابته والدته وهي تساعد الحجة في العجن
بنحضر الفطار عشان كلنا هنفطر معا بعض النهاردة اوعا تروح المزرعة قبل ماتفطر معانالأحسن ابوك يزعل
تحدث ببسمة
تعملة طقم شاي لينا بره
صارت حياة ببسمة اتجاة براد الشاي وقالت
بصوت مبتسم
أنا هعملة وبالمرة عشان أسلم علي عمي عواد
تدخلت ليلي وأخذت من يدها البراد وقالت بعبس
وسعي انتي مش هتعرفي تعملية مش ناقصين
يطلع مايع ومالوش طعم
عندك حق أنتي فعلا أعملي الشاي وأنا هروح أسلم علي عمي عواد وقعد معا جدي شوية ومتنسيش تعمليلي كوباية معاكي بس أنا بشربة من غير سكر عشان عاملة دايت
غلت الډماء عروق ليلي التي رمقة حياة بنظرة غاضبة وهي تراها تسير من امامها ومعها حسان ودلف إلي الخارج وفور أن دلفت إلي المندرة وجدت الجد يجلس وبجانبة عواد وصفوان وفارس وانضم اليهم حسان اما الجد فنظرا لها بوجة مشرق وقال
شعرت حياة بالخجل وازاحت خصلت شعرها خلف اذنها اما عواد فتدقق النظر في معالمها فقد كانت حقا علي قدر من الجمال فعيناها الزيتونية ذات الجفون الواسعة وانفها الصغير معا تلك الشفاه الغليظة فوق ذالك الوجة القمحي والشعر الأسود يجعلونها بالطبع جميلة
ربنا يحميها يابه قوليلي يادكتورة أنتي دكتورة
في ايه
قاطعه الجد ببسمة
استنا يابني خليها تقعد معانا الأول تعالي يا حياة قعدي جنبي يابنتي والا حسان هيغير
أبتسمت بخجل بينما حسان فابتسم قائلا
دنا أغير عليها من نفسي بس مغرش عليها منك ياجدي تعالي ياحياة قعدي جنب جدي
تقدمت حياة وجلست بجانب الجد الذي لاحظ نظرات الضيق تخرج من عين صفوان مخترقة وجة حياة مما جعلة يسأل بغرابة
مالك ياصفوان حسك مضايق من حاجة
تنهد ببسمة هادئة وقال بجدية
وأنا هضايق لية دانا حتي مبسوط بلمتنا احنا بقالنا مده متجمعناش كلنا معا بعض
حرك الجد رأسة بتأكيد
عندك حق يابني بس هقول ايه ربنا يعين كل واحد علي حالةالمهم خلينا في سؤال عواد جاوبي يادكتورة
حياة ببسمة
انا دكتورة نفسية ياعمي
قوص عواد حاجبية بغرابة
اللي هو ايه دكتورة مجانين
ضحك حسان علي حديث والده وقال
مجانين ايه بس يابويا داحنا حتي في الفين تلاته وعشرين الدكتورة النفسية هي اللي بتقعد معا الشخص الزهقان وعنده مشاكل في حياته وحابب يفضفض لحد غريب والمطلوب منها انها تهون عليه وتديلة طرق عشان يخرج من حالة الأكتئاب اللي عندة
حرك عواد رأسة ببسمة غير معترف بهذة
المهنه قائلا
وأنا ايه اللي يخليني اروح أفضح نفسي معا حد غريب مش يمكن يطلع وحش وبعدين يساومني علي الأسرار اللي قولتهاله
بداله الجد بتأكيد
والله عندك حق يابني أنا التاني مبصدقش والا
بحب الدكاترة دولبس طبعا حياة بره كرهي ليهم
أبتسمت حياة برفق ونظرت إلي فارس وقالت
أنا متعرفتش بيك أنت تقربلهم حاجة
فارس ببسمة
أه طبعا أنا حفيدهم فارس ابن منصور رضوان العزيزي و حسان وصفوان يبقوا عيال عمي
تدخل عواد بتعجب
قوليلي يا دكتورة هما أهلك فين يعني متأخذنيش في السؤال أزي تتجوزي من غير ماتاخدي موافقتهم
رغم وقاحة سؤالة ورمق الجد له بحدة ليصمت الا أن حياة لم تكترث واجابتة بجدية
أنا بابا مټوفي وأمي ربنا يديها الصحه مسافرة وماليش حد اخد منه الأذن وبعدين أنا متجوزتش واحد من الشارع بالعكس حسان محترم ومن عائلة يعني ماما لما تعرف مش هتزعل والا حتي هتلومني وبعدين أنا مش صغيرة بالعكس أنا كبيرة وبقدر اخد قراراتي لوحدي
تدخل صفوان بحديثة الجاد
قوليلي يادكتورة ياترة أمك مسافرة فين
رفعت حاجبها برسمية
مظنش أن الموضوع يهمك يااستاذ صفوان وبعدين أنا مبحبش جو الأسئلة يعني أنا مثلا مسألتكش كنت ماسك ايه في أيدك وأنت خارج من مكتب جدك الساعة أربعه ونص الفجر
برق عيناه بقلق وهو يرا معالم الڠضب الممزوج بالحدة تخترق بؤبؤ عين الجد الذي اخترق مكتبة في منتصف الليل
الحلقة الثالثة عشر
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
كل من ليها نبي تصلي عليه
تبدلت نظرة القسۏة إلي الين في عين الجد وباح بتلك العبارات ذات الصوت المهزوز قليلا بوجة بالكاد يبتسم
أنتي فهمتي غلط يابنتي صفوان أنا اللي أتصلت عليه وطلبت منه يجبلي حاجة من مكتبي لأن رجلي كانت تعباني شوية ومكنتش قادر أنزلعشان كدة لما شوفتية فهمتي الموضوع غلط
ناوبها الأحراج رغم أنها كانت تشعر بتلك الرجفة التي توحي بالكذب وقالت وهي تزيح خصلات شعرها للخلف
تمام حصل خير
أنتفض الجد من مجلسة ورمق صفوان بمجمود قائلا
تعالي ورايا ياصفوان عايزك في موضوع مهم عن اذنكم ياولاد شوية وراجعلكم
تحرك الجد بخطواته للداخل وخلفه صفوان الذي رمق حياة بعين باردة تشع بالكراهيةوبعد دقيقتين دخل المكتب كان يقف الجد امام صفوان يحدثة بلكنه باردة
أنا دريت علي عملتك قدامهم عشان مصغركش قدام حياة وعيال عمك بس ده مش معنا اني هعديلك الموضوع قول ايه اللي دخلك المكتب الفجر وايه اللي كنت واخده وأنت خارج
فرغ صفوان أنفاسة في الهواء ومد يده داخل جيب بنطالة وأخرج ورقة صغيرة وأعطاها للجد الذي فتح الورقة وقراء مابداخلها فقد كانت الورقة خاصة بمعلومات عن حسن خال حياة وايضا عنوان المشفي الموجودة داخلها سعادفتلك المعلومات جمعها المحامي للجد وأعطاها له ليلة البارحةوفور أن قرئها الجد طواها ووضعها داخل سيالة جلبابه ثم نظرا إلي صفوان وقوص حاجبية بوجه منفعل فلم يكن يود أن يحصل احد علي تلك الورقة
من أمتي وأنت بتدخل مكتبي وتفتش فيه وتاخد منه حاجة من ورايا يابن محمود
أستدار صفوان خطوتين لليمين وهي يجيبه
برسمية باحته
من ساعة مابقيت تخبئ عليا ياجديمن وقت ماشوفت نفسي جوة عنيك بنظرة متغيرة عن الأول
أمسكه الجد بقوة من منتصف ذراعه وجذبه ليستدير له وهو يلقي عليه العبارات بقسۏة معبرا عن مدا الخذلان واليأس الذي الحقه بهي
من أمتي بتلف وأنت بتكلمنيايه البجاحة اللي أنت فيها دية ده بدل ماتعتذر وتقول أنك غلطان واقف وبتقاوحني وبترد عليا شكلي كنت غلطان لما قويتك مكنتش أعرف أن هياجي يوم وتقوي عليا
شعرا ببعض الحزن يراوضه فلم يعتاد علي عتاب من الجد لم يكن يريد أن يسمع تلك الكلمات المخذية مما دفعه لتقبيل يد جدة والتحدث بجدية
معشت والا كنت لما أقوي عليك
ياجدي أنا زعلان عشان ثقتك فيا قلة أنا بقيت ملاحظ ده في تصرفات حضرتكمن يوم ماظهرت الدكتورة حياة وأنت متغير معايا صارحني ياجدي مالك فيك ايه مغيرك من نحيتي كده
جلس الجد علي مقعدة بجسد أصبح ثقيل من كثر الهموم وتنهد بعمق ثم رفع عيناه ونظرا له قائلا بلوم
عشان شوفت الكره في عنيك لبنت عمك قبل ماتشوفها لمحت جوة عنيك الغدر والقسۏة ليها كنت مفكرك عكازي وهتبقي عيني اللي بشوفها بيها وايدي اللي بتحميهابس ياخسارة شوفت في عنيك اللي خلاني أقلق عليها وأعرف أني كنت بعتمد علي هواء ملوش ملكه يابني
كلمات الجد ذادت من ندم قلبه أدرك أن تلك النظرة المتغيره له هو من صنعها بذلك العناد والقسۏة مما جعله يجلس علي المقعد المقابل لجدةوتنهد بلكنه هادئة
ياجدي أنا مش
بكرها والا بحبها بنت عمي بالنسبالي ثراب لأن مفيش أي حاجة بتاكد علي وجودها وحتي لو كانت موجودة مفيش والا دليل يثبت أنها بنت عمي سالم خصوصا أني عارف أن عمي سالم مكنش بيخلف فاأزي لي بنت ولو فعلا موجوده لي مظهرتش طول السنين اللي فاتت وأشمعنا ظهرت في التوقيت ده بالذات وهي فين دلوقتي ولي بعته الدكتورة بتاعتها لي مجتش بنفسها عشان تواجهنا بحقها وحتي لو الدكتورة حياة اللي بره هي نفسها حياة بنت عمي سالم طب لي خافيه هويتها الحقيقيه لي كدبت علينا لي مقالتش انها من دمنا لي مطلعتش الورق اللي يثبت نسبها لينافي الف لي ولي محتاجين للأجوبه ياجدي
حرك الجد رأسه ببسمة عتاب وهو يتنهد
بحزن قائلا
أسألتك ديه كلها ياصفوان ليها أجابة واحدة ملهاش تانيوهي أن بنت عمك خاېفه مننا كلناخاېف تظهر حقيقتها أو حتي تيجي الحد عندنا لأحسن نأذيها أو نطردها زي ماعمل فيها سالم زمانبنت عمك قلبها مليان بالحزن والظلم اللي چرحوها وخلوها تخفي هويتها عشان
تعيش في أمان وسط الديابة اللي عايشين معاناحياة مش هتظهر غير لما تطمن أننا هنحميها وتلقينا ضهر وسند ليها بنت عمك مش هتقول انها بنت سالم غير لما تلقي الدفئ والحب اللي اتحرمت منه وهي عايشة هربانه معا أمها في اليوم اللي حياة هتحس فيه بالأمان بنا وقتها بس هتقول قدام الكل من غير قلق والا خوف أنها فرض من عائلة العزيزي
تلقي صفوان العبارات بعقلانية لكنه قوص حاجبية بغرابة كانت تراوضه ليقول
بس كلامك بيقول أننا عاملنا فيها حاجة زمان وده اللي خلاها خاېفه مننا وفي نفس الوقت عايزة ټنتقم
نهض الجد ودب بعصاه الأرض بملامح منعقدة
اللي حصل لها زمان كان مجرد صفحة في كتاب كله ظلم وقهرولو راجعه عشان ټنتقم فانا عارف هي عايزه ټنتقم من مين بالظبط عارف طارها عند مين
نهض بتعجب
مين اللي عايزه تنقتم منه هو مين ياجدي وادام أنت عارف يبقي مين ليه مخدتلهاش بطارها منه
نظرا له بعين باردة مثل صوته الجاف
مخدتلهاش طارها عشان عايزاها ترتاح أنا متاكد أن لو أنا اللي خدتلها حقها هتفضل عايشه مقهورة وحسة
متابعة القراءة