عصيان الوراثة بقلم لادو غنيم
المحتويات
معاكي واضح أنكم صحاب أوي.
تنهدت برسمية قائلة
مقولتلوش لأن حسان شخصية نقية وطيب جدا ولو حد ضغط عليه أو وجرجه في الكلام هيقول علي مكان ماما.. انما أنت ماشاء الله لو جرجروك من هنا للسنه الجاية مش هتنطق
رفع حاجبة برسمية ورغم أن أجابتها كانت باردة علي قلبه
يعني أنتي قولتيلي عشان عارفه أن محدش هيوقعني بالكلامهو ده السبب الوحيدتمام ياحياة
أجابته بتزمت
لاء لما أخف إيه أنا عايزة أسافر النهاردة وبعدين ملكش دعوة برجلي أنا تمام وبقدر أتحرك
نظرا إلي قدمها ووجدها ترفعها قليلا من فوق الأرض لأنها لاتستطيع التحامل عليها كثيراثم عاد بنظره إلي وجهها قائلا بأمر
مفيش سفر غير لما رجلك تخف وتقدري تدوسي عليها كويسومعنديش كلام تاني أقوله
وأنا قولت همشي أشوف أمي يعني همشي ومفيش حاجة هتمنعنيولو مش عايز تمشي معايا براحتك أنا مش قاصر والا مراتك عشان أخد منك الأذن
التف لها وهو يشعر بحنق يسيطر علي وجدانه قائلا بلكنه رسمية باحتة
فعلا أنتي مش قاصر أنما بالنسبة لأنك مش مراتي فدية
ذهب وتركها تجلس من جديد وهي تشعر بالأختناق بسبب اوامره قائلة لذاتها بانفعال
والله عال يا حياة بقي عماله تقوليله علي أسرارك وكمان عايز يتحكم فيكيلاء ياصفوان مش أنا اللي حد يمشيني علي هواه
اما داخل حجرة نوم ليلي كانت تتحدث معا والدتها عبر الهاتف قائلة بقلق
صاحت عليها نجاة وهي تجلس علي الاريكة
يعني ايه مش عايز يخرجك هو هيعمل عليكي راجل بقولك ايه اعملي اي حاجة وتعاليعالله تباتي النهاردة عندكم فاهمه يابت
في تلك الحظة تجحظت عين نجاة بقلق وهي تسمع صفوان يجيب عليها فقد دلف إلي حجرة نومه وسمعا حديث ليلي مما جعله يشعر بالحنق يتغلغل داخله وتقدم إليها وأخذ منها الهاتف وسمعا ماتقوله نجاة
عيب عليكي ياعمتيده بقي ماتعقلي بنتك رايحه تقوميها وتحرضيها عشان تكسر كلمتيبس للأسف مش هتقدر تكسر كلمتي عشان أنا مش عثمان أنا صفوان العزيزي ومفيش وحدة تمشي كلمتها عليا واللي تعصاني وعزة وجلال الله لهخلي أمها ټعيط عليها من هنا للسنه الجايةفوقي يابنت رضوان وارجعي لعقلك كفياكي عصيان
ياترة بقي ياليلي قولتي لأمك ايه بالظبط عشان مطربقش الأوضة فوق دماغك
عادت برجفه للوراء قائلة بقلق
والله العظيم مقولتلها حاجة
هي اللي أتصلت وقالتلي أروح عندها بس أنا قولتلها أنك مانعني وأن جدي رجع بس والله مقولت غير كدة
نفخ في الخلاء محاول التريث ثم نظرا لها برسمية قائلا
ماشي هصدقك بس خلي بالك أنا عيني مبتغفلش عنكولحظة مالمح تصرف غلط منك وعزة وجلال الله لهوريكي ڠضبي شكلة أزيياله روحي اطمني علي جدك متبقيش جاحدة زي اللي ربتك
غادرت علي الفور لتفر منهاما هو فلم يكن مطمئن منهالكنه قرر عدم الأسراع في أمرها واتجه إلي المرحاض ليستحم من شقاء عملة
ومرت الساعات وداخل المزرعة كان يجلس حسان بمفرده ليرتب بعض الأموارووسط ازدحام عقله خاطرته هيئة ورد الباكية ببسمة الأمل وتذكر الورقة الذي لم يخرجها من جيبه منذ الصباحمما دفعه لمد يده وأخراجها من جيب بنطاله وقام بفتحها أمام عيناها التي تجحظت بدهشة فقد كانت الورقة مرسوم داخلها صوره تجمعه معا ورد فقد رسمتها ورد عندما عاشت في خيالها لاول مره وحينها قررت تتويج خيالها في تلك الورقة ورسمة صورة تجمعهما سويا كان لايصدق مايراه فهي ذات الفتاة التي رئها في الصباحكانت الصورة مرسومه بالقلم الړصاص الذي اظهر ملامح الوجه بشكل واضح ودل علي موهبتها في الرسم.. كان عقله في حالة من الدهشة خصيصا عندما وقعت عيناه علي تلك العبارات التي قرئها داخل عقله
أنا ورد رسمتك في خيالي من سنين وسميتك راچلي وحبيب جلب ورد عمري ماكنت اصدج أنك فعلا موچود علي وش الدنياالحد لما أخوي زيدان شاف صورتك وضرابني وجالي أنك موچود ومصدجش إني رسماك من خياليعشان أكدة حرص ياحسان أخوي شړاني وأنا متواكدة أنه ھيأذيك بسبب أني عشجتك جبل ماشوفك
كان يحاول أستيعاب مايحدث ومايقرأ فكلماتها تقول شئ من الخيال الذي من الصعب الأعتراف بهيلكنه تذكر لهفة عيناها إليه تلك النظرة التي تؤاكد بعضا من كلماتها بالنسبة لهكان يدقق النظى داخل الورقة يتفحص الحديث والرسمةلكنه شعرا بصوت يتحرك حولةمما جعله يطبق الورقة ويضعها داخل جيب بنطالة ثم التف وبحث بعيناه عن مصدر ذلك الصوتحتي حدق عيناه بذهول وبلع ريقه پخوف وهو يلمح مقدمة سلاح مصوبة إليه من خلف أحد الأشجار وقبل أن يتحرك للفرار أطلق المتخفي طلقته التي جعلت العصافير تفر من فوق أغصان الشجر..
الحلقة الثامنة عشر
الحلقة الثامنة عشرمنعطف
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
كل من ليها نبي تصلي عليه
عصيان الورثة الكاتبة لادو غنيم
داخل بيت الجد رضوان حيث كان الظلام والهدؤ مسيطرين علي الأجواء ومعظم من بالبيت نائموا كانت تنزل حياة بحذر من فوق الدرج بعدما قررت الذهاب لرئية والدتهاظلت تنظر بالأرجاء خائفه من أن يراها أحدا ويلحق بهيوفور أن أطمئنت أن الجميع نائموا
تحركت ببعض الأطمئنان إلي الباب لكن قبل أن تصل وجدت أحد الأضواء قد أشتعلت من حولها مما جعلها تقف وتلتفت للخلف تنظر إلي من أستيقظ ووجدت ليليتقف ومعاها حقيبة ملابسها فمن الواضح أنها كانت أيضا هاربةوحينما وقعت عيناها علي حياة حاولت أخفاء الحقيبة خلفها لكن حياة لم تهتم بأمرها والټفت لتكمل ماكانت تنوي عليه ومدت يدها لتفتح مقبض الباب لكنها تفاجئة بصوت صفوان الذي صاح وهو ينزل من فوق الدرج بنبره صاخبة
دكتوره!!
تنهدة بانزعاج بسبب أرتفاع صوته عليها وأستدارت له ترمقه بعين بارده عكس صوتها الجاد
خير مالك بتزعق كده ليه هو أنت مبتعرفش تتكلم بصوت واطي ابدا
بلل شفتاه بانفعال وهو مقوص حاجبيه بشراسة خصيصا عندما رئه ليلي تقف ويبدو عليه الذعر بجسد يرتجف من الخلف ومعها حقيبة ملابسها دلف من فوق أخر درجهووقف أمام ليلي ناظرا له وهو يطق عنقه بجمود قاټل
واخدة شنطة هدومك وغايره علي فين يابنت نجاة
بلعت لعابها وهي تفرك كفتيها متحدثة برجفة صوتيه
أنا يعني كنت عايزه يعني كنت
قاطعها بنبرته الجشة بعدما أمسكها من منتصف زراعها
جر ايه هنقضي الليل كله في كلمتين!!
وعزة وجلال الله لو منطقتي وقولتي كنت بتتسحبي ورايحه فين لهكون ضړبك قلم مخليكي تتكلمي زي الراديو انطقي كنتي غايره فين
أرتجف جسدها بعين انزلقت دمعتاها من الخۏف وهي تشعر پقهر يحتل قلبها الذي اوقعها فهذه العواقبلكنها وجدت حياة تاتي إليها وتشيح يد صفوان عن زراعها ثم وقفت بينهما ناظره لصفوان بعين ضيقه بغرابة
ايه الھمجية ديه يعني ايه تضربهامابلاش شغل الجهل ده أنت مفكر أنك لما تهددها بالضړب هتخاف وتتكلملاء يا أستاذ صفوان الضړب عمره مكان حل لأي مشكلة..
قبض علي كفته معتصرها كأنه يفرغ غضبه بتلك الحركةفنيرانه في تلك الحظة كانت كفيلة بحرقهما فكلاهما تعصي اوامره التي لم يستطيع احدا غيرهما فعلهامما جعله يقوص حاجبيه ويرمقها بتحذير قائلا
حياة ماتدخليش بيني وبين مراتيخليكي في نفسك أنتي لسه حسابك معايا جاي.
شقت الكلمة قلبهافنعته بكلمة زوجته جعلها تدرك أن زواجه من ليلي شئ قيم لهوشعرت بغصه بقلبها وحاولت حجب دمعتاها.. وتنهدت ببعض الصلابه قائلة برسمية
لو مش عايز حد يداخل مابنكم فمكنش ليه لزمه أنك تزعقلها قداميعلي العموم شكلكم متعودين انكم تعرضوا مشاكلكم قدام الكل براحتكمبس برده بقولهالك الضړب عمره ماكان حل لاي مشكلة من أي نوع ياصفوان
أعتطهم ظهرها وتحركت بالسير اما صفوان فضاق صدره من تلك المحاضرة التي اعطتها لهورمق ليلي بقولها الجاد
خدي شنطتك وأطلعي علي الأوضة وحسابي معاكي بعدين ياله
لم تظل دقيقه أخره واقفه امامه بل حملت حقيبتها وركضت للأعلي اما هو فتنفس بضيق ولحق بحياة التي خرجت من المنزل وكانت تسير جانب المندره متجه للباب الخلفي اما هو ففور أن رئها صاحه بصخب
حياهأوقفي حياه
سماعها لصوته لم يجعلها تتوقف بل ذادت عيندها وأكملت سيرها مما أثار غضبه المكنون داخله قائلا بلكنه هزت أرجاء البيت
دكتورهبقولك أوقفي
دكتوره..
أستدارت له وهي تحمل من الڠضب ماهو كفيل بهلكه كما أهلك قلبها ناظره له بعين غارقة بدموع قلبها المشقق بخذلان الأيام قائلة پحده ووجه منعقد بحزن ممزوج بالأنفعال
ايه عايز مني ايه ماتسبني في حالي بقي
جاء إليها ووقف امامها يفرك لحيته بزمجره ذات صوت بارد بتحذير
لما ابقي بنهده عليكي تقفي وتكلميني من غير ماصوتك مايعلي اظن ده
من
الأدب
ظهرت بسمه خافته بعبس علي وجهها قائلة
أدب اظن الكلمة ديه جديده عليكم مش كدة.. بقولك ايه ياصفوان شغل المسئول والأوامر ده ميمشيش معايا.!! أنا مبخدش أوامر من حد ياريت تخليك في نفسك وفي مراتك هي أوله بتنبهاتك .
لمح الدمع في عيناها مما جعله يهدأ قليلا محاول التغاضي عن حديثها الازج واخذ نفسا عميقا فرغه في الهواء قائلا ببعض الجدية
كنتي رايحه فين في وقت متاخر زي ده.
تنهد برسمية
حاجة متخصش حد أنا حرة
قضم علي شفاه السفلية بحنق محدثها بلكنه بارده
مفيش حاجه أسمها أنتي حرةأنتي هنا عايشه معانا ولزم نعرف رايحه فينعلي الأقل عشان لو أتاخرتي نبقي عرفين طريقك فين
وضعت سبابتها في مجمع عيناها ممتصه دمعتاها التي تترقرقه فوق بياضهاثم انزلت يدها وتنهدت ببعض الهدؤ قائلة
أنا رايحة عند أمي خلاص ارتحت كدة.. دلوقتي لو أتأخرت هتقدره تعرفه طريقي
أستدارت للذهاب لكنه أمسكها من معصمها
اليمين
محدثها بزمجرة
بس أنا قولت مفيش مشئ غير لما رجلك تتعالجوهتنفذي كلامي بالذوق أو بالعافية..
جذبة معصمها منه بعدما أثار أنزعاجها بقوله الأامر لهاوأستدارت ناظره له بتحدي
وأنا قولتهالك قبل كده أنا مش قاصر والا حتي مراتك عشان تحكم عليا ياصفوانبس أنت شكلك نسيت الكلام ده!!
كان علي وشك الحديث لكنه سمع صوت ضجيج صاخب ياتي من مخرج البيت كان الصوت فازع لكليهما مما جعلا الأثنين يركضان خلف الصوت حتي وقفه أمام البوابة الداخلية ووجدو نجية و ليلي ونادية ومعهم وصيفه ورضوانيركضون الي السياراتوالنساء تصرخ پخوف ونجية تردد تلك الكلمات پبكاء قاټل
ياحبيبي ياحساندأنت عمرك ماأذيت حد ليه يضربوك پالنار مين دول يابني اللي مزعلهم كده وعايزين يخلصه منك يا ضناية.
تصلب جسد حياة في مكانها
متابعة القراءة