عصيان الوراثة بقلم لادو غنيم

موقع أيام نيوز

يبدو عليهما عدم الرضا والأنزعاج مما جعلا هاشم يشعر بالقلق قائلا 
أهلا ياجدي نورتنا اتفضل أمي وأبويا جوة
دلف الجد وصفوان إلي حجرة المعيشة حيث يجلس عثمان أبن أخو رضوان المتزوج من أبنته نجاة التي نهضت للترحيب بوالدها قائلة 
يادي النور
يادي النور وأنا بقول البيت ذاد نوره
كده لية
مد عثمان يده للترحيب بعمه قائلا 
نورت البيت ياعمي ايه الخطوطة العزيزه دية
أشاح رضوان بعصاه يد عثمان قائلا بوجه منعقد وصوت بارد 
أيدي مبتسلمش غير علي الرجالة اللي حاكمين نسوانهم يابن أخويا
نظرا عثمان بأحراج إلي زوجته التي رمقتة بغرابة غير مدركة إلي ماذا يلمح والدها بينما عثمان وجه نظره من جديد إلي عمة محدثة بغرابة 
لزمته ايه الكلام ده ياعمي أنا صدر مني ايه لاسمح الله يخليك تقول عني كدة
الجد بزمجرة 
أسال مراتك عملت اية من وراك ياسيد الرجالة
شعرا بالأهانه من جديد ورمق نجاة بقلق 
عملتي ايه يانجاة من ورايا انطقي 
قوصت حاجبيها بغرابة 
يوة هكون عملت ايه ياعثمان معملتش حاجة ماتقول يابي في ايه بالظبط 
رضوان بزمجرة 
في أنك شرانية وخبيثة ومش تربيتي ماهو أنتي لو فعلا تربيتي مكنتيش تصلطي وهدان عشان يخطف الدكتورة وېموتها يابنت رضوان
وقعت الكلمه كالصاعق فوق قلبها فلم تكن تتخيل أن يكشف سرها مما جعلها تحاول اخفاء قلقها وحاولت الثبات وقالت 
مين اللي قالك الكلام الماسخ ده 
أشاح بعصاه اتجاهها قائلا بزمجرة 
قولها ياصفوان مين اللي قالك الكلام ده يمكن ترتاحاحكيلها اللي حكيت هولي في التلفون
تحدث صفوان بجدية . الصبح
بعد مارجعت عشان أخد فلوس للعمال سمعت وهدان عمال ينده من جوة الأوضة اللي متكتف فيها ولما دخلت وسألته بينده ليه قالي الحقيقة
فلاش باك
مالك ياجحش عمال تنده كدة ليه
تحدث صفوان بزمجرة اما ودهدان فكان قد أصبح هزيل ووجهه شاحب وقال 
ساعتك قولتلي أني لو عرفتك علي الشخص اللي امرني بخطڤ الست حياة هتفكني وهتخليني أمشي مش كده
حرك صفوان رأسه بمكر قائلا 
ااه طبعا وأنا عند كلمتي يا وهدان
وهدان بصوت ضئيل 
طيب هقولك اللي قالي اخطڤ الدكتورة تبقي الست نجاة هي اللي كلمتني وقالتلي اخطڤها واموتها ولو ساعتك مش مصدقني تقدر تروح شركة التلفونات وأنت هتتاكد أنها كلمتني لاني بعد ماقفلت معاها مسحت رقمها من علي تلفوني بامر منها
كان صفوان في حالة من الذهول فلم يكن يصدق ماتسمعه أذنيه مما جعله يرمق وهدان بشراسة قائلا 
أنت عارف لو بتكدب هعمل فيك اية
وهدان بجدية 
عارف يابيه بس انا مبكدبش ومستعد أعمل أي حاجة عشان أثبتلك كلامي
في تلك الحظة خاطرة فكرة عقل صفوان واتجه وجلب هاتف وهدان الذي وضعه فوق أحد البرميل ثم سجل رقم نجاة داخله وقال لوهدان 
أنا هتصل عليها من تلفونك وهشغل مكبر الصوت عايزك زي الناصح كده تجرجرها في الكلام الحد لما تخليها تعترف انها هي اللي أمرتك بخطڤ الدكتورة
وهدان بجدية 
ماشي يا بيه اتصل
اتصلا عليها صفوان وشغل مكبر الصوت وبعد ثواني أجابتة بصوت حاد 
أنت أتجننت مش قولتلك تمسح رقمي من عندك 
وهدان بجدية 
معلش ياست الناس بس برده الأمر مايسلمش انا ممسحتهوش لأني كنت عارف اني هحتاجك المهم كنت عايز أقول لساعتك أن في راجل كلمني وطلب مني نفس اللي طلبته مني اني
أخطف الست الدكتورة 
نجاة باستغراب 
راجل مين مقالكش أسمه ايه
وهدان بجدية 
لاء مقاليش انا فكرته تبعك فكرت ساعتك اللي مخلية يكلمني عشان اخطفلك الدكتورة مره تانية
نجاة بزمجرة 
وهو أنا لو عايزاك ټخطفها ياغبي مانا هكلمك وهطلب منك كده زي المرة اللي فاتت وبعدين أنت ليك عين تكلمني مش كفاية انك مخلصتنيش منها وقدرت ترجع تاني علي البيت
وهدان بجدية 
مكنش ذنبي ياست هانم الحظ مكنش في صالحنا بس متقلقيش المرادي هخطف هالك وهخلصلك عليها في نفس الحظة
نجاة بجديه 
مبقاش فيه داعي خلاص المهم حاول تعرفلي مين الراجل اللي كلمك وابقي بلغني
أغلقت نجاة الهاتف اما صفوان فكان في حالة من الدهشة بعدما تاكد من الأمر بذاته اما وهدان فاسرع بالحديث 
اديني اثبت كلامي فكني بقي وخليني أمشي
رمقه صفوان بجمود 
هخليك تمشي ياوهدان استنا عليا دقيقة
غادر صفوان حجرة وهدان الموجودة بالحديقة وذهب إلي الغفير صالح وقال 
تاخد اتنين من الرجالة معاك وتاخدوه وهدان وتسلموه للمدرية للظابط إيهاب 
صالح بجدية 
امرك يا صفوان بيه
تحرك صالح بينما صفوان فاخرج هاتفه واتصلا علي جدة وحكي له ماحدث مما جعلا الجد يقوص حاجبية بشراسة قائلا 
أنت متاكد من اللي بتقوله ياصفوان
صفوان بجدية 
سمعت الكلام بوداني مفيش مجال للشك ياجدي أنا سمعتها وهي بتعترف بانها اللي حرضته عشان يخطفها
الجد بجمود 
قبل اذان العشا هكون عندك سلام
فلاش
قص عليهم صفوان كل ماحدث مما جعلا عثمان يحدق النظر بدهشة إلي نجاة قائلا 
أنتي عملتي كده طب ليه يانجاة وجبتي رقم
الزفت ده منين
تحدث الجد بزمجرة 
هو ده السؤال اللي هيخلي جزء من نفوخي هيوج طلبتي منه يخطفها وېقتلها ليه يانجاة 
ادركت ان النفي لن يفيدها في شئ مما جعلها تبدل مخططها وتجلس مدعية البكاء بقول 
عشان أحافظ علي جواز بنتي لأن الدكتورة كانت بتلوف حولين صفوان وأنا خۏفت علي بنتي من القهرة عشان كده مكنتش عارفه أنا بعمل ايه ومن غير ماحس كلمة وهدان وحصل اللي حصل بس الحمدلله ربنا سترها والدكتورة رجعتلكم بخير
لم يصدق والدها ماقالته وحرك راسه بنفي قائلا 
لاء مش ده اللي خلاكي تعملي كده أنتي خطفتيها وكنتي عايزة تخلصي منها عشان متورثش معاكم لانك شاكة أنها بنت اخوكي سالم مش كده يابنت رضوان
نهضت محاولة اخفاء مكرها بقول 
لاء مش كده يابه ده يوم المني لما يطلع اخويا مخلف دانا أشيل بنته جوة عيوني وضلل عليها أنا مش فاهمه أنت ليه مش مصدقني
حرك رأسه بإبتسامة حزينة قائلا 
عشان أنا عارفك كويس يابنتي الشړ والغل اللي جواكي ممكن يعمله أي حاجة عشان محدش ياخد قرش من نصيبك بس ملحوقة يانجاة
نجاة باستغراب 
ملحوقة أزي يعني
رضوان بجدية 
بكرا هتعرفي ياله بينا يا صفوان وأنت ياعثمان حاول تحكم مراتك كفاية فضايح الحد كدة بقي
غادر رضوان بصحبة صفوان اما عثمان فنظرا إلي زوجته بلوم قائلا 
أنا خلاص تعبت منك مبقتش عارف أعمل ايه كفاية بقي كرة وحقد كفاية بقي كفاية 
رمي جملته وترك لها المنزل لتجلس بمفردها تفكر في تلك الأزمة التي تحاوطها
اما علي الطريق داخل سيارة صفوان الذي يقودها وبجانبة يجلس جده الذي يقول برسمية 
وديني بيت رأفت المحامي بتاعي ياصفوان
صفوان بغرابة 
هتروحلة دلوقتي ياجدي ديه الساعة داخله علي حداشر
الجد بجدية 
اسمع الكلام وبلاش مناهده يابني وديني عنده لزم اعمل حاجه مهمة عشان احميكم كلكم من شړ بعض
صفوان بغرابة 
مش فاهم تقصد اية
الجد بجدية 
بكرا كلكم هتفهموا المهم وصلني عنده والغي موضوع سفرك أنت وليلي عشان عايزكم كلكم بكرا موجودين
اثار حديثة شك صفوان لكنه لم يستطيع فهم مايحدث وقال 
أمرك ياجدي 
صمتوا باقي الطريق وبعد دقائق وصلا إلي بيت المحامي ودلف الجد بمفرده وانتظرة صفوان بالخارج وبعد نصف ساعة خرج الجد وركب السيارة بعدما فعلا شئ لم يعرفه احدا بعد وقاد بهي صفوان السيارة إلي المنزل الكبير وعند وصولهم دلف رضوان إلي حجرة نومه اما صفوان فلاحظ جلوس حياة في الڤراندة مما جعله يتجة إليها وفور أن أستقر بالوقوف امامها قال بجدية 
رجلك عاملة ايه دلوقتي 
نظرت له ببسمة خاڤتة 
بخير ميرسي علي سؤالكانا شوفت جدي نازل من العربية معاك هي جدتي مجتش معاكم
رمقها صفوان بغرابة فتلك المرة الأولي التي تنعتهم بتلك الألقاب مما دفع صفوان لقول 
أول مرة
أسمعك تقولي عليهم جدك وجدتك ياترة ايه اللي غيرك كدة
تنهدت ببسمة مجيبه اياه 
عادي يعني زهقت من كلمة بية وحجة ايه عندك مانع لما اقولهم جدي وجدتي
جلس صفوان علي الاريكه امامها رافع حاجبة الأيسر بمراوغة 
لاء ديه حاجة تفرحني بس فرحتي هتذيد اكتر لو قولتيلي انتي مين بالظبط وجاية هنا ليه ولو فعلا أنتي حياة بنت عمي سالم ليه مخبية حقيقتك عننا 
تنهدت بعمق ومالت بجزعها اليه قليلا للأمام قائلة بغرابة 
نفسي افهم أنت ليه مهتم أوي كده بالموضوع ده

جدي وجدتي مش بيسألوني زيك بجد عايزة افهم أنت ليه شاغل بالك أوي كده بموضوعي والا أنت خاېف لأطلع فعلا بنت عمك وقسمك في الميراث
أجابها برسمية 
لاء مش ده الموضوع الميراث والفلوس دول حاجة خاصة بجدي ماليش أني ادخل فيهاأنا بسالك بأستمرار عشان عايز افهم لو أنتي فعلا حياة وعلي حق وليكي حق عندنا ليه مظهرتيش أوراقك ليه موجهتيش الكل عشان تاخدي حقك ده لو أنتي
فعلا صاحبة حق
عادت بجسدها للخلف قائلة بصوت متعجب 
لو أنا فعلا حياة بنت عمك وظهرت اوراقي وكشفتلكم حقيقتي ياترة هتقبلو بيا فرض منكم 
كان سؤالها ذو معاني كثيرة جعلت من صفوان ينهض
في صمت مستدير للذهاب فهو لم يكن يعلم بعد أن كان سيتقبلها أن علم أنها حقا ابنت عمه اما لااما هي فنهضت وقفت خلفه متحدثة بصوت مجروح 
كنت عارفة انك مش هترد علي سؤالي لأنكم مستحيل تقبله بيا حتي لو طلعت أن فعلا بنت عمكم هفضل دائما عايشة وسطيكم وأنا خاېفة ومنبوذه منكم رغم اني مأذتش حد منكم والا ناوية أاذي حد
صوتها المجروح جعله يغمض عيناه لبرهة ثم فتح جفونه محاولة التريث واستدار لها قائلا 
لان اللي بنا وبينك حيطة حديد مينفعش تتهدا ومهما قولتي وحلفتي انك مش عايزة ټأذي حد فينا هتبقي بتكدبي يمكن اه مش هتقربي مني أو من حد من عيال عمي بس الأكيد انك هتقربي من اهلنا وهتجرحيهم وچرحك ليهم هيطولنا ويخلينا نكرهك ونذود أرتفاع الحيطة الحديد اللي بنايمكن تكوني اتظلمتي واتحرمت من حاجات كتير بس ده مش هيغير فكرة انك خصم لينا
ذادا انين قلبها المجروح بالكثير من الأشياء كانت تبحث داخله عن الملجي الذيسيأويها من حقدهم لكنها اكتشفت أن داخل هش غيرمرحب بهي قلبه محصن بأساور حديدة شديدة الامتناع ليس من السهل عبورها والمكوث داخل قلبهافي تلك الحظة تلاشت جميع مشاعرها الدافئ اتجاهه ورئته فردا من تلك العائلة التي سلبتها الكثير من الأشياء مما جعلها تبوح بما داخلها ببعض الثبات 
أنت اللي قولتها بلسانك أننا مجرد اخصام لبعض والبادئ بالحړب يستاهل اللي هيحصل بس ده لو كنت أنا فعلا حياة
تحركت للذهاب من امامه لكنه أمسك بمعصمها محدثها بجدية 
الحد أمتي هتفضلي تنكري حقيقتك
أجابتة ببسمة خافته وهي تشيح يده بعيدا عنها 
الحد لما القي نفسي بنكم
القت بأخر كلمة وغادرت بعدما أعترفت بطريقة غير مباشرة له أنها أبنت عمهاما هو فلم يترك ذاته
تم نسخ الرابط